البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : ما الـ......?!    كن أول من يقيّم
 ع الخويطر 
13 - فبراير - 2007
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
 
إخوتي عند قراءتي لقوله تعالى:"قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة"  مر في خاطري سؤالاً احترت في إجابته فلم أتردد في كتابة سؤالي في هذا المجلس الكريم...:
 
لماذا أفرد في (السمع) وجمع في (الأبصار والأفئدة)?????
 
هل هناك حكمة بلاغية في ذلك??
 
أفيدوني أفادكم الله ويسر أموركم
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
ذلك تقدير العزيز الحكيم    كن أول من يقيّم
 
 
 
 إذا وقع انفجار وأحدث صوتا مُدَوّيًا فإن كل أحد في دائرة المكان سيسمعه بوضوح ،
 
ولكن لن يتسنَّ لكل مَن سمع أن يرى الحَدَث ،
 
ولو تحققت الرؤية لجماعة من الحاضرين فلن تتطابق الصورة في أعينهم على حدٍّ سواء ،
 
فإن زاوية الرؤية تختلف من حيث تختلف اتجاهات المشاهدين
 
وإذا سُئلوا جميعا عن تفسير الصوت المسموع ،
 
أو تفسير المنظر المُشاهَد  :
 
فستختلف وجهات النظر ، وستتباين الآراء حسب نزعة كل شخص وثقافته  :
 
العالم بالفيزياء  ،  والأديب  ،  والكيميائي  ،  والمهندس و.. و.. و..
 
وهنا يمكن أن نقول : إن الصوت المسموع لا إرادة للناس في ردّه  أو  جلبه ،
 
بينما الرؤية يستطيع المرء أن يُحدثها كما يستطيع أن يحجب عينه عنها ،
 
وكذلك الآراء تتباين بحسب الميول
 
هذا هو السر في توحيد السمع وتعدد الأبصار والأفئدة  ؛
 
فالله سبحانه لا يحاسبنا على كل ما يترامى إلى أسماعنا بلا إرادة
 
أما التعمد من أجل التجسس والتنصت فالحساب فيه على نية التجسس والبحث عن عورات الناس .
 
ولكنه يحاسنا على ما نرى لأننا نُحدث الرؤية بإرادتنا وكسبنا
 
ولكل منا رؤية يحددها بسعيه وعَمْدِهِ ،
 
ويحاسبنا أيضا على كل ما يصدر من الفؤاد الذي بين جنبي كل أحد
 
فإنه لا يشترك اثنان في فكرة واحدة بلا زيادة ولا نقصان
 
ولا ينكر ذلك أحد فقد أجمعت العقول على ذلك .
 
فالسمع واحد لأنه متاح لكل أذن بلا إرادة وعلى قدر واحد من المساواة
 
والأبصار تختلف باختلاف مقاصد الرؤية
 
والأفئدة تختلف باختلاف النوايا لذلك تعددت بصيغة الجمع .
 
والله أعلم  .
*منصور مهران
14 - فبراير - 2007