البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الرواية والقصة

 موضوع النقاش : القصة القصيرة    قيّم
التقييم :
( من قبل 7 أعضاء )

رأي الوراق :

 salwa 
24 - مايو - 2007
في صباح يوم من الشهر الفائت ، جرت مناقشة بيني و بين صديق عزيز و أخ كريم لي حول كتاب قرأه . و تطرق النقاش الى الإبداع القصصي العالمي كإشراقة في سماء الأدب ، متفرداً بذاته ، و محتلاً موقعاً متميزاُ بين شتى الإبداعات المعروفة ..
لكنـه ذهب إلى أبعد من ذلك عندما تناول موضوع القصة القصيرة التي تأخذ بالأنفاس و تُطلقها قبل أن يجد الملل الى عقولنا طريقاً ..
 
القصة القصيرة أصبحت فناً خالصاً لا شريك له في عمقه و رصانته و بهجته و شموخه .. هذا ما قاله صديقي و هذا ما آمنت به بعد قراءة قصة قصيرة أهداني إياها ..
سأحاول اليوم أن أتجول في حديقة القصة القصيرة العالمية ، قاطفة بعض زهورها اليانعة ، واثقة من العثور على عقود بنفسجية ثمينة ، مقدمة إياها بكل حب و تقدير "للـوراق" ، آمـلة أن يشاركني الجميع بتقديم ما يستطيع من قصة مترجمة أو يقوم بترجمتها ، لعمالقة هذا الأدب القصصي الرفيع ، المنتشرين في بقاع العالم و المتكلمين بلغاته، و لتتسع بيننا دائرة الحوار و النقد البناء .
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أشرقت الشمس    كن أول من يقيّم
 
أشرقت الشمس 00
 
وهاهى أستاذتنا /سلوى تحقق أمنية الأخ الأعز/زهير وتتربع فى مجلس القصة وبلا منازع0
بل تحض على المشاركة فى هذا الملف الرائد عن القصة القصيرة فى العالم 00
ويبدو لى أننى سأ شارك ببعض القصص  وتعليقاتى عليها 00
 
ولكن قبل المشاركة 00أرحب بالطير المسافر الذى عاد إلى أرض الوطن (الوراق)0
كى يغرد بيننا ويشدو ونسمع منه أرق الكلمات وأحلى النغمات 00
 
فأهلا وسهلا ومرحبا 000
*عبدالرؤوف النويهى
24 - مايو - 2007
فيث 000قصيرة قصيرة من أيرلندا00    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
"فيث"
 
للكاتبة الايرلندية: شيلا أوفلاناجان
ترجمة: ريم داود(مترجمة من سلطنة عمان)

يلعب الأطفال في حديقة منزلي كل يوم. أنا لا أريدهم أن يلعبوا هناك، بالطبع، ولكنهم يفعلون ذلك؛ يركضون بين أحواض الزهور، ويكسرون شجيرات الورد. لقد زرعت شجيرات الورد تلك لأنني ظننت أنها، بأشواكها، ستثنيهم عن العبث بحديقتي.. ولكن ذلك لم يحدث؛ بالعكس.. يبدو أنها شجعتهم أكثر.
في بادئ الأمر، لم أكن أعلم أن حديقتي قد تحو لت الى نوع من ملاعب الأطفال العامة. فحين كنت لا أزال أعمل، كنت أغادر المنزل في تمام الثامنة صباح كل يوم، لأركب القطار من محطة "ستن"، ونادرا ما كنت أعود للمنزل قبل السادسة مساء. وحينها يكون معظم الأطفال قد غادروا حديقتي وذهبوا لمنازلهم لتناول العشاء. وإذا ما تجرأ بعضهم على المكوث في الحديقة والركض بين أحواض الزهور عقب عودتي، كنت أكتفي بضرب زجاج النافذة بيدي عد ة مر ات، وعندها كانوا يفرون الى الشارع..
أعتقد أنهم يظنون أنني مجنونة نوعا ما، فليس في حديقتي أي شيء مميز؛ ليست سوى أرض صغيرة مكسوة بالعشب القصير، ومحاطة بأحواض تضم خليطا من زهور زرعتها عن طريق بصيلات وبذور مختلفة، على مدار البضع سنوات الماضية، وهناك شجيرات الورد أيضا، بالطبع.
ولكن المسألة بالنسبة لي.. مسألة مبدأ. فأنا لا أحب أن يعبث هؤلاء الأطفال في ممتلكاتي الخاصة، ومعظم أصدقائي يوافقونني الرأي. هم أيضا يعتقدون- مثلي- أنه يتوجب علي طرد هؤلاء الصغار من حديقة منزلي بمجرد رؤيتهم، لأن ما يفعلونه يعتبر غزوا على خصوصيتي. وليتهم كانوا- مثلا - أصدقاء لأطفالي.
هذا هو الأمر بالضبط. لو أنهم كانوا أصدقاء لأطفالي، لما كان للأمر أهمية تذكر. فعندئذ.. كان أطفالي، بدورهم، سيلعبون في حدائق أولئك الأطفال. وكان الأمر سيصبح متعادلا. ولكن الوضع ليس كذلك على الاطلاق، ولذلك أشعر الآن بالرفض التام لما يجري.
سيقول الناس أنني أرفض لعب هؤلاء الصغار في حديقتي لأسباب هم يعرفونها جيدا.. ولكنهم مخطئون. فأنا لا أرفض وجود أطفالهم في حديقتي لأن ابنتي ليست معهم هناك في الخارج، تركض بحرية وشعرها الأشقر يتطاير في الهواء. أنا أرفض وجودهم خارج منزلي لأن الدكتور "مارش" قال انه يتوجب علي  الحصول على قسط وافر من الراحة والهدوء. وكيف يتسنى لي التمتع بالهدوء حين يصرخ أولئك الصغار بأعلى أصواتهم، خارج نافذتي مباشرة?
اثنتان منهم تعيشان في المنزل المقابل لمنزلي، اسمهما "بيفرلي" و"لورا". لا أعرف أين تقيم الفتاة الثالثة ذات الشعر الأحمر. لو أنني قابلتها في ظروف مختلفة، كنت سأحبها حتما. ولكنها أكثرهم تدميرا لحديقتي، فهي لا تبالي بأشواك الورد، وتداوم على كسر أغصان الشجيرات. وهناك الأولاد أيضا، أحدهما يدعى "جيمس" والآخر، الذي يكبر الباقين والذي يميل شكله للقبح، يدعى "سباستيان".
من الأمور المثيرة للدهشة، هذه البدعة الجديدة، والولع الجنوني باطلاق أسماء فخمة على الأطفال الصغار. وما يثير دهشتي أكثر هو أن الأطفال الأكثر قبحا، هم أكثر الأطفال الذين يحملون مثل تلك الأسماء. فواحدة مثل تلك الصغيرة "آن- ماري ماكجان" هي أكثر الأطفال جمالا، ولكن أمها تصر على مناداتها باسم غير مميز على الاطلاق: "آني". ثم أسمع أحدا ينادي ذلك الـ"سباستيان" بـ"سب" مثلا، ولا أحدا يدعو "بيرفلي"، بـ"بيف"، على سبيل المثال.
ابنتي أنا اسمها "سارة". أنا و"دنيس" اخترنا الاسم معا. أعجبنا انه اسم مليء بالأنوثة والرقة، ليس من تلك الأسماء الغريبة.. الملفتة للانتباه. اسمها بالكامل، في الحقيقة، هو "سارة- آن مري"، ولكن اسمها المدون على شهادة الميلاد هو "فيث".(1)
لن أسامح "دنيس" على هذه الفعلة أبدا. فبعد كل الأوقات التي أمضيناها في اختيار اسم نتفق عليه معا.. يمضي هكذا، بكل بساطة، ويطلق عليها اسم "فيث". لم يهتم بمشاعري. انتهز فرصة غيابي عن الوعي. لم يهتم بأي شيء سوى ما قاله القسيس، وما اختاره.
قال ان الاسم دليل على ايماننا العميق بالذات العليا، ووافق "دنيس" على ما قاله. أنا شخصيا أعتقد أن "دنيس" كان خائفا من القسيس. معظم رجال الدين يحبون السيطرة على من حولهم في كل الظروف؛ ونحن كنا في أحلك الظروف.
كان كل شيء يسير على ما يرام. في بداية الحمل، كنت أعاني من نوبات الغثيان الصباحية، ولكنها لم تستمر طويلا. عانيت أيضا من ضغط الدم المرتفع، وتخو فت من ذلك، ولكنهم استطاعوا السيطرة عليه وابقائه في الحدود المعقولة. وترددت و"دنيس" على كافة الفصول والدورات التدريبية التي تعد الأبوين للولادة ولاستقبال مولدهما؛ إلى أن كان اليوم الذي أدخلوني فيه المستشفى، وأنا أصرخ من شد ة الألم، وكنت متيقنة من أن هناك شيئا فظيعا سيحدث.
ولكن حتى في تلك اللحظات، كنت مؤمنة بأنني لن أفقد "سارة".. فلم تعد السيدات يفقدن أجنتهن في زمننا هذا.. أليس كذك?.. كنت أثق ثقة عمياء في الطاقم الطبي في المستشفى.. وكانوا في الحقيقة رائعين في التعامل معي.
ولكن الأمور كانت تسير من سيئ إلى أسوأ، بسرعة متناهية، وأنا لا أستطيع الآن تذكر الكثير مما حدث، وإن كنت أتذكر الأضواء القوية والأصوات المرتفعة.. وكلها كانت تبدو آتية من مسافات بعيدة جدا. كل ما كنت أرغب فيه- حينها- هو أن يتوقف الألم، لأنني كنت خائفة منه.
استيقظت بعدها لأجد "دنيس" ممسكا بيدي. كان يبدو في حالة مزرية. لا أتذكر أنني سألته عن أي شيء، ولكنه- مع ذلك- بادرني بالقول أن ابنتنا عاشت لمدة خمس دقائق، وأنه سارع بتعميدها على يد الأب "أومالي"، وانه اطلق عليها اسم "فيث".
حاولت اخباره بأن "فيث" ليس اسم ابنتنا. ولكنه لم يستمع إلي. لماذا لا يستمع الرجال إلينا عندما نحاول أن نقول لهم أمرا هاما?. "دنيس" فظيع من هذه الناحية؛ ظل يعيد ويكرر كلاما عن الأب "أومالي"، وكيف انه كان نعم العون.. وأنه كان مصدرا للراحة. كل ذلك ولم يقل شيئا واحدا عن ابنتنا. حاولت أن أسأله.. دون فائدة. ظل يتحدث عن الرب، وعن الفرصة الثانية. ورغم أنني كنت أعلم أنه حزين ومستاء، إلا أن الشيء الوحيد الذي كنت أرغب فيه ساعتها، هو أن يصمت.. ويذهب للمنزل.
كنا قد أعددنا الغرفة الأمامية في المنزل لتكون غرفة مولودنا الأول.. صبغنا الجدران بلون وردي فاتح، وزيناها برسومات من اللون الأزرق الفاتح. اخترنا هذين اللونين لتتماشى الغرفة مع الجنسين. وكن ا قد قررنا أنه إذا كان المولود ذكرا، فسنطلق عليه اسم "سام?. الله أعلم ماذا كان "دنيس" سيسميه حين يكتب اسمه في شهادة الميلاد!
كانوا غاية في اللطف معي، في المستشفى. ولكننهم ما كانوا يفهمون ما أعاني منه حقا... أليس كذلك? فالأمر بالنسبة لهم لا يعدو كونه حالة مروا بها في حياتهم العملية مرات عديدة. وبالطبع.. الأمر، في حقيقته كذلك فعلا. لم يدركوا أن حياتي قد دمرت. كنت قد غيرت جميع جوانب حياتي انتظارا لاستقبال طفلتي... ولكن طفلتي ليست هناك..
أخبط بكفي على النافذة، وينظر لي الأطفال نظرات تعكس احساسهم بالذنب. أمد إصبعي، وأحركه مهددة. يخرج لي "سباستيان"، ذلك الطفل الرهيب، لسانه متحديا. وحين أفتح الباب الأمامي، يكونون قد فروا هاربين، وتصلني صرخاتهم وضحكاتهم من الشارع.
أشعر برغبة قوية في الجري وراءهم، ولكنني لا اشعر بالقوة الكافية لفعل ذلك. أقف في الحديقة مستمتعة بأشعة الشمس الدافئة المتساقطة على وجهي. أفكر بأنني لو خرجت لأتمشى... سوف أشعر بتحسن كبير. فأنا بطبعي أكره الجلوس طويلا دون عمل شيء.. وقد مللت من الجلوس طوال الوقت.
من الأسباب التي دفعتنا لشراء هذا المنزل، قربه من محطة القطار، ومن المدارس، والمحلات التجارية. في الحقيقة، نحن أقرب الى محطة القطار مما يجب؛ ففي بعض الأحيان يكون الضجيج الصادر عن القطارات غاية في الإزعاج. ولكن قربنا من المحطة أمر عملي. عملي لـ"دنيس" بالطبع، وليس لي أنا. هو الذي لا يزال يذهب للعمل، وكأن شيئا لم يتغير.. وأنا التي أمكث في المنزل وحيدة. خروجي هذه الأيام ينحصر في ذهابي لمحلات البقالة. لم أعد أذهب للـ"سوبر ماركت"، لأنه مزدحم جدا ومليء بالصخب. أذهب فقط لمحلات البقالة التي تبعد حوالي عشر دقائق عن المنزل.
أرتدي معطفي. أحتاج لشراء حليب.. وربما اشتريت جريدة أيضا. كنت معتادة على قراءة كل صفحة في الجرائد، كل يوم، حين كنت لا أزال أعمل في شركة "فوربز آند فوربز". كانت قراءة الجرائد أمرا يثير الهدوء في نفسي، في فترات الراحة التي أحصل عليها، لأستطيع مواصلة تحمل ازعاج الزبائن، وازعاج أصحاب الشركة ايضا. لا أفتقد العمل في "فوربز آند فوربز". أعتقد أني كنت أبحث عن أي سبب لمغادرة الشركة.
الجو دافئ حقا الآن. وبدأت أفكر في أن تناولي لبعض "الآيس كريم" سيكون أمرا جميلا. أتوقف عند أول محل يقابلني. محل لبيع الجرائد والحلويات. أقرر أن أشتري لنفسي "آيس كريم" الفانيليا بالشوكولاته.. نوعي المفضل.
لا أعرف لماذا يقرر بعض الناس أن ينجبوا أطفالا ?.. هناك عربة أطفال كبيرة تقف خارج المحل، ترقد فيها طفلة رضيعة. خارج المحل!.. حيث يمكن لأي أحد أن يدفع العربة أمامه، ويأخذ الطفلة الى حيث يريد. هذه الطفلة التي تتسلط أشعة الشمس الحارقة على وجهها الصغير.. الرقيق. أليس لدى أولئك الآباء أدنى احساس بالمسؤولية?
الطفلة جميلة. بشرة وردية ناعمة، وشعر أشقر جميل. في مثل عمر "سارة"، لو أن "سارة" كانت لا تزال على قيد الحياة. أدغدغها تحت ذقنها مباشرة، فتقبض إصبعي بكفها.
أشعر بالأسى حيال "فيث"، الطفلة التي ماتت. كان الأمر مأساة، ولكن مثل هذه الأمور تقع بالطبع. بعض الناس محظوظون، والبعض الآخر ليسوا كذلك. أنا محظوظة.. طفلتي جميلة.. وممتلئة بالصحة، طفلتي.. "سارة". علي أن أعود بها للمنزل. لقد أخذت كفايتها من الهواء الطلق، ولا أحب أن أعرضها للشمس لفترات طويلة.
أبتسم لنفسي، وأنا أدفع العربة بعيدا عن محلات البقالة.. أدفعها أمامي في الشارع.. أعبر بها الطريق.. وأدخل بها الى حياتي.
الهوامش
1 - Faith : ايمان.
** الكاتبة: "شيلا أو فلاناجان"، روائية ايرلندية، نجحت معظم كتبها في تحقيق أفضل المبيعات (bestselles) في كل من ايرلندا وبريطانيا.. تتناول في أعمالها جوانب الحياة الأسرية، والموضوعات الاجتماعية، لها ثماني روايات، منها: "الحلم بشخص غريب"، و"زفاف ايزوبيل"، و"وداعي المفضل"؛ ومجموعة قصصية واحدة هي "مسافات".
في هذه القصة، تتعمد الكاتبة جعل البطلة/ الراوية تتحدث بطريقة غير منطقية وبجمل مبتورة، تعكس حالتها النفسية السيئة
*عبدالرؤوف النويهى
24 - مايو - 2007
النويهـي .. السيـد الكريـم أبـداً ، المشجـع دائمـاً    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
بتواضع و امتنان أشكر لك ترحيبك الغني و ثقتك الفائضة "بعودتي" و بموضوع القصة القصيرة ..  كلماتك مشجعة و عطوفة و مشاركتك القيمة – كما عودتنا دائماً-  تطرد من كياني لحظات ذعر  وجدت طريقها إلى داخلي و أحاطت بأغلالها أنفاسي ..
 
مُتسلحة ( بمقولة النويهي المشهورة ) بأن إحراز النجاح لا يتم إلاّ إذا ترافق مع شَجاعة الإقدام ، أشعر بأنني قد أستطيع أن أجتاز هذا اليم الذي ألقيت بنفسي به لأصل إلى ضفة الأمان بلا خوف من القضاء غرقاً ...
 
قصـة "فيث" أخذت بأنفاسي الى اقصى الآفاق .. و لم أدري كيف يجب أن أُعلق عليها ... فقدان فلذات أكبادنا صغاراً ، يُسَـمِّرنا في معمعة البؤس و الإحساس بالذنب... و نجد أنفسنا تماماً كوالدة "فيث" ، أشلاءً سجينة لعقل مضطرب ، لقلب أضاع مسبحة دقاته ، لروح هائمة ، شبه تائهة..ضائعة، ثائرة ، غاضبة... مكسورة . و نُصبح "أمومة" تعيش رحلة الذوبان مع كل صباح اشرق و مع كل ليل أدهم..
 
اشكرك أيها السيد الكريم على هذه القصة الرائعة ... هذه القصة المؤلمة التي تعيشها أمهات العراق و فلسطين على مدار الساعة ... قد تكون التجربة مختلفة ، و لكن الموت واحد ... خسارة أولادنا واحدة...
 
 
salwa
24 - مايو - 2007
الخوف    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
(وأوجس خيفة موسى )
                       صدق الله العظيم
فى البدء كان الخوف 00
فى البدء ترعرع الخوف فى الإنسان ، ولم يسلم منه حيوان أو آدمى أيا كان 00الأنبياء والمرسلون  عاشرهم الخوف واستولى عليهم وهز من قواهم وأفقدهم  سكونهم ورجرج اتزانهم ولم يفلت من الخوف بشر00
 
الخوف من الفناء كان الهاجس السرمدى الذى أقلق مضجع الإنسان ،واختفاء الناس من حوله زاد من قلقه ورعبه وذعره وتأ جج ظنونه المربكة لمسيرة حياته القصيرة ،ولكى يتغلب على خوفه  حاول الإنسان أن يصنع خلودا وقهر الفناء الذى يتراءى له فيما يحيط به 00
كان سعيدا بوجوده 00وفجأة دب الفناء فى أوصاله 00فلم يجد سوى خوفه يلوذ به ويحتمى 00
 
كنت صغيرا غضا 00مسرورا ومبتهجا   00أرعى البهائم وأسحب الجاموسة وأنطلق إلى الغيط لكى أحش لها البرسيم ،وأقدمه لها  وأراقبها وهى تأكله بنهم وتلذذ 00
وولدت الجاموسة عجلا صغيرا 00أرى أمى تأخذه لترضعه من أثداء الجاموسة التى تلعقه بحنان وهو يحتك بها فى انبساط 00 وكبر العجل وتعلقت به 00أخرج من المدرسة وأعدو حتى أطعمه  وأسقيه وأنظف الطين العالق بجسمه 00
وفى يوم  خرج ابن عم والدى وهو أسن منى بسنوات أربع وأنا معه لكى نسقى البهائم من الحوض الذى يبعد عن بيتنا بحوالى   500متروسرت معه ساحبا الجاموسة وهو يسحب العجل الذى يقفز فرحا  مختالا  ويشد ابن عم والدى  الذى سيطرت عليه القسوة، والغضب الشديد بان فى وجهه وبكل شراسة ضرب العجل الذى فزع لهذه القسوة وزاد من قفزاته وجذب ابن عم والدى 00وكان هناك حفر بالشارع لتركيب مواسير مياه الشرب 00ولم يكن ابن عم والدى قاسيا  فقط  بل أشد قسوة وفظاظة على هذا العجل الصغير  الذى أتأمله بوجه باسم وعيون دامعة من الفرح  وهو يقفز ويلعب وأحاول أن أثنى ابن عم والدى ألا يقسو عليه لكنه عنفنى وكاد يضربنى 000وفجأة وجدت العجل منطرحا على ظهره فى الحفرة أمام عينى وأرجله لأعلى وقد زاغت عيناه وتحشرج صوته وبدأ يصرخ ويتألم ويعلو صوته الحزين 000
ولم أتمالك نفسى فصرخت أنا الآخر صرخات مرعوبة مذعورة وبكيت بحرقة وأنا أسبَ ابن عم والدى على فظاظته وقسوته وضربه المبرح، وتجمع الناس على صرخاتى ورأووا العجل منطرحا على ظهره بالحفرة 00وهرع منهم من ذهب إلى بيتنا لتبليغ والدى وعمى وحضر الجميع وشاهدوا العجل منطرحا ويوشك أن تزهق روحه وأنا أبكى بكاءا مرا 000
وطال الوقت 00والعجل منطرحا يئن ويتعذب بل أكاد أرى دموعه تنساب مدرارا 00وأحضروا عروقا خشبية وأحبالا ،،ونزل بعض الرجال وربطوا العجل ولفوا حوله أحبالا كثيرة ،وأتى رجال آخرون لرفعه من الحفرة 0ومرة يكاد يصل إلى سطح الأرض ثم يتهاوى منهم فى الحفرة 000
كنت أشاهد أكبر مأساة لحيوان ضعيف لا حول له ولاقوة 00وتم إخراجه بعد  عدة ساعات 000لكن العجل لم يصمد طويلا وأحس بعض شيوخ القرية بقرب نهايته فأسرعوا إلى ذبحه 000وكرهت ابن عم والدى كرها  لازال قائما فىَ رغم أنه مات منذ سنتين 00
كنت آنذاك فى السابعة من عمرى وترسب فىَ الخوف وتجذَر فى كيانى ولم أبرء منه حتى اللحظة 00
 
 
 
*عبدالرؤوف النويهى
24 - مايو - 2007
فطور.    كن أول من يقيّم
 
*abdelhafid
24 - مايو - 2007
الخـوف الفاتـك    كن أول من يقيّم
 
"كنت آنذاك (حين رأيت العجل يُعذب) في السابعة من عمري و ترسب فيَّ الخوف و تجذر في كياني و لم أبرأ منه حتى اللحظة" .....
"منذ الصغر و حتى هذه اللحظة أخاف سباحة البحر ، كدت أغرق عندما دفعني شقيقي في أحضان الموج الزابد"
"أخاف أن أبقى وحيدأ في البيت لأنني أخشى وطأة الخيال"
 
 
ما هو أشد خطراً على النفس الخوف أو الموت ??
 
عندما ننظر إلى الأهرامات العملاقة نرى فيها حضارة أزلية و براعة تأخذ الأنفاس فنتكلم عن عبقرية الهندسة في الزمن الفرعوني . عندما نحول أنظارنا إلى ما تحتويه في داخلها نرى ثراءً فاحشاً و حذاقة علمية في عهد لم يعرف التكنولوجيا و إختراعاتها الحديثة . و لكن ... إن تعمقنا في الأسباب النفسية التي دفعت بالفراعنة إلى بناء هذه القبور العملاقة نرى أن حب الخلود و العقائد الدينية المؤمنة بوجود حياة أخرى كانت سبباً وجيهاً في ضخامة البناء و لياقته ... 
السؤال الذي يطرح نفسه هو هل كان الخوف من الموت هو الدافع لبناء هذه القلاع العتيدة أم هو الخوف مما قد يحصل لو أتاهم (الموت) قبل التحضير للحياة الجديدة من بعده???
 
لا أدري ..انا لم أدرس علم النفس في الحضارات القديمة و لا في الحضارات الحديثة أيضاً ...
 
بالنسبة لي ، الخوف و الموت توأمان لنهاية واحدة ....
تعددت الأسباب و الموت واحد ..
تعددت الأسباب و الخوف واحد ، و كلاهما فاتك ..
 
الموت يخنق الحياة ، و الخوف يشل العقل ... هل هناك حياة بدون عقل ?????   
 
salwa
24 - مايو - 2007
عيش الغراب 00قصة قصيرة للقاص الإيطالى /إيطالو كالفينو    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
عيش الغراب وسط البلد

ايطالو كالفينو

تحمل الرياح القادمة من بعيد  إلى المدينة عطايا غير مألوفة ، لا يحلظها سوى قلة من ذوي الإحساس المرهف ، كالمصابين بحساسية الدريس ، الذين ما إن يتطاير حولهم غبار طلع وافد من أرض غريبة حتى يأخذون في العطس .
تصادف ذات يوم أن نفحة من بذور ، لا يعرف أحد أية ريح حملتها ، هبطت على حافة حوض زراعي في مكان عام ، فكان أن بدأت في الظهور بعض نبتات من عيش الغراب ، لم يلتفت اليها أحد سوى الساعي "مار كوفالدو" ، الذي يأخذ " ترامه " كل صباح من هذا المكان بالتحديد .
لم تكن عين "ماركوفالدو" هذا صالحة بما يكفي للحياة في المدينة فالإعلانات وإشارات المرور و " الفاترينات " واللا فتات الضوئية والملصقات ، التي درست لإثارة الانتباه ، لم تتمكن مطلقا من جذب نظراته التي كانت تبدو كالجارية على رمال صحراء . ولكن أن تصفر ورقة شجر على أحد الفروع ، أو تنحشر ريشة طائر خلف قرميدة ، فهذا ما لم يكن يفوته : إذ لم يكن ثمة زنبور على ظهر حصان ، أو خرم سوس في لوح خشبي ، أو قشرة تين مسحوقة على
الرصيف ، إلا ويلحظها "ماركو فالدو" ، وتتحول عنده إلى مادة للتفكير تكشف له عن تغير الفصول ، ورغبات نفسه ، وبؤس وجوده .
وهكذا ذات صباح ، بينما كان في انتظار الترام الذي يقنه إلى عمله في شركة "سباف " حيث يضطلع بالأعمال الشاقة ، لاحظ شيئا غير اعتيادي بالقرب من المحطة ، على شريط الأرض المتحجرة العقيم الذي يتبع صف الأشجار على الطريق : في بعض المناطق ، على جذوع الأشجار ، بدا كأن بعض البثور قد راحت تتورم ، وتتفتح هنا وهناك ، سامحة لبعض الأجسام الدرنية تحت الأرضيةالمكورة بالظهور .
انحنى لربط الحذاء ونظر مليا بر كانت نباتات عيش غراب ، "عيش غراب " حقيقية آخذة في البزوغ في القلب ، من قلب المدينة ! ظن "ماركوفالدو" أن هذا العالم الرمادي الباشى المحيط به قد تحول فجأة الى معطاء كريم ذي كنوز خفية ، وأنه ما زال بالإمكان توقع أشياء أخرى من الحياة غير الأجر اليومي حسب لائحة
الأجور ، والعلاوة ، والأعباء العائلية ،وغلاء المعيشة .
كان في العمل مشتتا فوق العادة ، يفكر في أنه بينما يواصل هو تعتيق الصناديق والعلب هنا ، فقد راح عيش الغراب هناك في ظلام التربة ، صامتا بطيئا معروفا له وحده ، ينضج أجزاء اللحمية المسامية ، ويتمثل العصارة تحت الأرضية ، ويخترق سطح التربة الجاف ، وكان يقول لنفسه نافد الصبر في انتظار اللحظة التي سيفضي فيها باكتشافه الى زوجته وأبنائه الستة : "تكفي ليلة مطر واحدة كي يصبح جاهزا للجمع " .
أعلن خلال العشاء الهزيل : "انتبهوا لما أقول ، أؤكد لكم أننا سناكل عيش الغراب خلال الأسبوع القادم ، عيش غراب محمر في منتهى العظمة". وللأطفال الأصغر سنا الذين لا يعرفون ما هو عيش الغراب ، راح يشرح بإسهاب جمال أنواعه المختلفة ، ورقة مذاقه ، وكيفية وجوب طهيه ، وهكذا سحب أيضا الى المناقشة زوجته "وميتيللا " ، التي بدت حتى تلك اللحظة شاردة غير مقتنعة .
سأل الأطفال : "أين هو عيش الغراب هذا ? قل لنا أين يوجد ?" .
عند هذا السؤال فرمل خاطر مستريب حماس "مار كوفالدو" "هكذا أصف أنا الآن المكان لهم ، فيذهبون هم للبحث عنه بصحبة إحدى العصابات الشيطانية المعتادة ،
فيطيرالخبر في كل أنحاء الحي ، فينتهي عيش الغراب في أوعية الآخرين " ! وهكذا يدفع اليه الآن ذلك الاكتشاف - الذي كان قد أفعم قلبه بالعشق الكوني - بهذيان الملكية الخاصة ، ويحيطه بخوف غيور شكاك .
- "مكان عيش الغراب لا يعرفه أحد غيري . والويل لكم لو أفلتت منكم
كلمة واحدة" هكذا قال لأولاده .
في الصباح التالي ، كان "ماركوفالدو" يقترب من محطة الترام يملؤه القلق ، انحنى على الحوض الزراعي ، ورأى بارتياح عيش الغراب وقد نما بعض الشيء ، فقط بعض الشيء ، فقد كان مختبئا ما زال تحت الأرض ، تماما .. على وجه التقريب . وهكذا كان منحنيا ، عندما شعر بكائن ما خلف ظهره . انتفض منتصبا محاولا اظهار نفسه في هيئة اللامبالي ، كان هناك كناس قد راح يراقبه ، مستندا الى مقشته .
كان ذلك الكناس ، الذي يقع عيش الغراب في منطقة نفوذه ، فتى نحيلا طويلا بنظارة طبية ، وكان يدعى "أماديدجي " ، وكان ثقيل الظل على قلب "مار كوفالدو" منذ فترة ، ربما بسبب تلك النظارة التي تنقب دائبة في أسفلت الشارع ، بحثا عن أي أثر طبيعي لمحوه بضربات المقشة .
ثم كان يوم السبت ، وكان "مار كوفالدو" يمضي راحة نصف اليوم حائما فيما حول الحوض الزراعي ، متخذا هيئة الشارد ، يراقب - على البعد - بانتباه الكناس وعيش الغراب ، ويحسب كما يحتاج من الوقت حتى ينمو.
أمطرت في الليل : وكالفلاحين بعد أشهر الجفاف اذ يستيقظون ويقفزون سعداء بصوت القطرات الأولى ، هكذا كان "مار كوفالدو" الوحيد في المدينة كلها الذي نهض جالسا في فراشه ، ونادى العائلة ? "المطر ، المطر" ، وراح يتشمم رائحة الغبار المبلول والزناخة الطازجة الآتية من الخارج .
في فجر الأحد ، هرع من فوره الى الحوض الزراعي بصحبة الأولاد ، وسله كان قد اقترضها . كان عيش الغراب هناك ، بقبعاته العالية ، مستويا على سوقه على الأرض الغارقة بالماء ما تزال - "يا اااه!" وألقوا بأنفسهم لجمعه .
قال "ميكيلينو" : - "بابا ! أنظر كم جمع ذلك السيد هناك ?! ، رفع الأب رأسه فرأى "أماديدجي " واقفا الى جوارهم ، ومعه هو أيضا سلة معلقة بذراعه مليئة بعيش الغراب .
قال الكناس : "آه . أنتم أيضا تجمعونه ? فهو صالح للأكل إذن ? لقد جمعت بعضا منه ، لكني لم أكن مطمئنا .. التي نبتت هناك في الطريق أكبر بكثير من هذه .. حسن ، الآن وقد عرفت فلأطمئن أقاربي الذين وقفوا هناك يتجادلون : أمن  الأفضل جمعه أم تركه " .. ، وابتعد بخطوات واسعة .
فقد "مار كوفالدو" النطق : عيش غراب أكبر بكثير من هذا لم يلحظه هو ، محصول لم يحلم به يذهبون به هكذا أمام عينيه . بقي للحظة متحجرا من الغضب ،من الغيظ ، ثم كما يحدث عادة - تحول انهيار كل أحلامه الشخصية إلى اندفاعة كرم . في تلك الساعة ، كان هناك أناس كثيرون في انتظار الترام ، بمظلاتهم المعلقة بأذرعتهم ، حيث كان رطبا ما زال وغير مستقر . صاح "مار كوفالدو" في الجمع المتحلق حول المحطة : "أنتم هناك ! هل تريدون تناول عيش الغراب المحمر هذا المساء ? ها هوعيش الغراب قد نما هنا في الطريق ! تعالوا معي  هناك ما يكفي الجميع " !
ومضى في أعقاب "أماديدجي " يعقبه ذيل صغيرمن بعض الأ شخاص . وجدوا من عيش الغراب ما يكفي الجميع ، ولنقص في السلال فقد فتحوا المظلات واستخدموها . قال أحدهم : " كم يكون جميلا أن نعد وليمة غذاء جماعية"  لكن كل واحد منهم أخذ ما جمعه من عيش الغراب وتوجه إلى بيته .
لكنهم سرعان ما التقوا ، بل في نفس الليلة وفي نفس العنبر بالمستشفى ذاته ، بعد غسيل المعدة الذي أنقذهم جميعا من التسمم : لم يكن خطيرا في الحقيقة ، ذلك أن كمية ما أكله كل منهم من عيش الغراب كانت للحق متواضعة جدا .
كان " مار كوفالد و" و ا"أماديدجي " يرقدان على سريرين متجاورين ، يتبادلان النظر شزرا .
(ترجمة : المحمود ا براهيم )
هامش :
إيطالو كالفينو ( Italo Calvino) ، 198 - 19235
كاتب إيطالي بدأ واقعيا (درب أعشالش العناكب LL
Sentiero dei nidi ragno
1947 ، ثم كتب روايات تهكمية مضحكة ثلاثية
(الفيسكونت ا لمشطورة llvisconte dimezzato
1953 ، والبارون المتعلقLL barone rampante
11957 تم الفارس عديم الوجود -LLCavaliere in
1959 esistente ، وقائع يوم المراقب الانتحابيLa
1963giornata di uno scrutatore ، المدن غير
المرئيةLe citta invisibili، لو أن مسافرا
ذات ليلة شتوية -Se una notte d inveno un 1979Viaggiatore تعتبر مجموعة قصص مار كوفالدو1963 Marcovaldo من أشهر أعماله.وقد نشرت بعد موته مجموعة مقالات عن تأملاته حول القيم الآدبية بعنوار دروس أمريكية Lezioni americane 1988 .
 

*عبدالرؤوف النويهى
24 - مايو - 2007
موت الذئب00قصة قصيرة فرنسية 00ألفريد دوفينى    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
أقبل الذئب(1)، ناصباً يديه، اللتين غرزهما في الرمل بأظافرهما المقوسة. وقدر أنه هالك، لأنه بوغت وقطع عليه خط الرجعة، وسدت عليه الطرق، وحينئذ أمسك بفمه المتوقد، أجرأ الكلاب، من حلقومه اللاهث، ولم يرح فكه الحديدي، - على الرغم من طلقاتنا النارية التي كانت تخترق لحمه، وخناجرنا الحادة التي كانت تتصالب كالكماشات وهي تغوص في خاصرتيه العريضتين، - إلا في آخر لحظة حين رأى الكلب المخنوق، يسبقه إلى الموت بزمن طويل، ويتدحرج معفراً(2) تحت أقدامه! تركه الذئب حينئذ ثمّ نظر إلينا. وقد بقيت الخناجر مغمدة في خاصرته حتى المقابض، تسمره(3) في الكلأ المغمور بدمه، على حين كانت بندقياتنا تحيط به على هيئة هلال مشؤوم، أعاد النظر إلينا ثم عاد إلى الاضطجاع، وهو لا يني(4) عن لعق الدم المنتشر حول فمه ودون أن يعبأ بمعرفة كيف هلك، أغلق عينيه الكبيرتين، ومات من غير أن يصرخ صرخة واحدة...
وأسفاه! لقد فكرت بأنني على الرغم من اسمنا "الرجال" أخجل مما نحن عليه، فما أشد خورنا
(5)!
كيف يجب أن تودع الحياة وشرورها كلها? أنتم فقط تعرفون ذلك، أيتها الحيوانات المحترمة فلدى رؤية ما يصير إليه الخلق على الأرض، وما يتركونه، يعلم أن الصمت وحده عظيم، وأن كل شيء غيره خور، - آه لو عرفت جيداً أيها الراحل المتوحش ..فإن نظرتك الأخيرة نفذت إلى قلبي كانت تقول:
 
إذا استطعت فاعمل على أن تصل نفسك بفضل بقائها مُجِدِّةً مفكِّرة، إلى هذه الدرجة السامية من الكبرياء الرّواقية التي بلغتها منذ لحظة قصيرة بفضل ولادتي في الغابات إن الأنين والبكاء والاستعطاف هي أيضاً جبن وحقارة، -فاعمل دائباً واجبك الثقيل الطويل في السبيل التي أراد القدر أن يناديك إليها  ثم تجلد مثلي بعد ذلك، ومت من غير أن تفوه بكلمة.

 

ألفريد دوفيني (1797 – 1863) شاعر وروائي ومؤلف مسرحيات فرنسي
1 جلس كما يجلس الكلب.
2 ممرغاً بالتراب.
3 تثبته وتشده.
 4لا يتوقف.
5 الخور: الضعف.
 
*عبدالرؤوف النويهى
24 - مايو - 2007
جـراحـات ثـائرة..    كن أول من يقيّم
 
أعود في هذه صيبحة هذا الثلاثاء الثالث عشر..يالمناسبة الاسـبان يتطيرون
من هذه المصادفة ، يسمونها : تريسي ذي مارتيس..!!
أعود من خلال هذه المشاركة /الذريعة ، لأحيي الأستاذ النويهي والأخت
الأديبة الأستاذة سلوى ،وأتمنى لملفها هذا كل النجاح..هذه التحية التي سقطت
سهوا في المشاركة السابقة (فطور )..التي كانت هدية وابتسامة حاولت من
خلالها أن أجرب حظي في الإخراج !!
 
*أما هذه الجراحات الثائرة فقد اقتبستها حرفيا من موقع المرساة..
 
جراحات ثائرة

*abdelhafid
24 - مايو - 2007
فطـور و جـراحات ثائـرة    كن أول من يقيّم
 
عميـق الشكـر لـك ولمشاركتـك المصحوبـة بصـور تُعمِّـق فـي القلـب رسالـة منشـودة ..
 
صـورة جراحـات ثائـرة تحكـي مـآسٍ  تطـل علينـا كـل يـوم مـن شاشـة الفضائيـات ، حتـى لـم نعـد نـدري مـا إذا كـان التطـور التكنولوجـي أصبـح لعنـة تجعـل مـن غفـوة الجهـل ، للعقـل ، نعمـة..
 
صورة الفطور رسمـت من تناول الحليب في الصباح لوحة لؤلؤية حَبَبَّـتْ إليَّ شرابه بعد طول انقطاع .... 
أما بالنسبة لفكرة الأخوة بالرضاعة ... أشياء كثيرة أستطيع أن أقولها هنا و لكنني سأحتشم و أكتفي بالقول : كم من مرة نظرنا الى أفعال شخص ما و لسان حالنا يقول :
                                 "يـا إبـن البـ ـ ـ ـ" ???????????? 
 
 
salwa
24 - مايو - 2007
 1  2  3