البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : التغيير الكبير ( عروض )    كن أول من يقيّم
 خشان 
9 - فبراير - 2007
التغيير الكبير والعروض الرقمي
 
إن الآفاق الجديدة التي يتيحها الرقمي في تناوله للعروض تفرض أحيانا استعمال ألفاظ جديدة للتعبير عن منجزات الرقمي في هذه الآفاق.
 
وسأقدم هنا مثالا على ما أسميته التغيير الكبير الذي لم يطرح من قبل، والمقصود به تغير يشمل مقاطع متعددة عابرة للحدود الاصطلاحية للتفاعيل. وهو تغير مخرج من البحر لكنه غير مخرج من الشعر. وسأمزج هنا بين الأرقام والتفاعيل لأبين التيسير الذي تتيحه الأرقام في تناول هذا الأمر
وسأشرح توصلي إلى ذلك باستعراض تفكيري بصوت عال،  فبداية تفكيري في هذا الموضوع كانت في المقارنة بين بحري الكامل والبسيط بدلالة التفاعيل
فالوزن التالي  4 3 1 3 4 3 2 2 
من البسيط = 4 3 – 1 3 – 4 3 –2 2 = مستفعلن فعلن مستفعلن فعْلن
ويتم التعبير عن تمثيله لوزن الكامل بدلالة ما لتعابير البسيط على النحو التالي
4 3 – 1 3 – 3 11 – 2 2 =   مستفعلن فعِلُن متفْعلُ – فعْلنْ
أو
4 3 – 1 3 3 –  11 22 = متْفاعلن متَفاعلن متَفاعلْ
 
لنقارن هذه الصورة من الكامل بنظيرتها من البسيط قبل مزاحفته
 
البسيط = 2 2 3 2 3 2 2 3  2 2
الكامل = 2 2 3 1 3 1 2 11 2 2
حل التغير في المقاطع التي تحتها خط حيث تحولت( 2 3 2 2 3 = فاعلن مستفعلن ) إلى  ( 1 3 3 1 1 = فعِلُن متفعلُ  بتعبير البسيط أو متفاعلُن مُتَ بتعبير الكامل )
 
وهذا التغيير يخرج البيت من بحر البسيط إلى بحر الكامل.  وبعبارة أخرى هو يخرج من البحر ولا يخرج من الشعر.
 
هل هذه حالة متفردة بين البسيط والكامل ? أم لها تطبيقات أخرى
 
قد يقول قائل هذا مستحيل لأن ( فاعلن مستفعلن ) موضع التغيير لا توجد في غير البسيط، وهذا متوقع ممن قامت حدود التفاعيل في ذهنه كحقيقة ثابتة تتخطى كونها حدودا اصطلاحية استنسابية فتحولت من وسيلة يتوصل بها إلى وصف للوزن يقربه في الذهن إلى حقائق ذات حدود حديدية تحول دون نظرة أشمل تتخطاها أو تخترقها ( وما أشبه الحدود بالحدود )
 
ولتخطي هذه العقبة في ذهن  من لم يألف الخروج على حدود التفاعيل يمكننا صياغة تلك القاعدة بهذا التعبير الرقمي المكتوب بالحروف
 
حيث يرد التركيب التالي وفي أي بحر كان (أ= سبب / ب = وتد / جـ =سبب /  د=سبب -/ هـ = وتد) فإن إجراء التغيير التالي عليه ليصبح  ( أ = سبب مزاحَف /ب =  وتد / جـ = سبب مزاحف / د = سبب / هـ - وتد حذف ساكنه ) ينقله من بحر لآخر ولا يخرجه من دائرة الشعر.
وغني عن القول هنا أن أغلب المقاطع الجديدة في الوزن الجديد تفقد مسمياتها السابقة بل وطبيعتها السابقة
 
لنرَ إن كان هذا يطّرد في غير البسيط
 
الطويل 3 2 3 4 3 2 3 4 واتباع التغير المذكور يعني تحول
2 3 4 3 إلى 1 3 3 1 1
فيصبح الوزن الجديد
3 1 3 3 1 1 2 3 4 = 3 1 3 3 1 3 3 4 = مفاعَلـَتن مفاعَلـَتن مفاعلـْتـُنْ
وهو الوافر التام
 
وهنا لا فرق رقميا بين التغيير الذي طرأ على البسيط فنقله إلى الكامل وبين التغيير الذي طرأ على الطويل فنقله إلى الوافر التام.
ولكن التعبير بدلالة التفاعيل  يقتضي أن نعبر
عن الأول ( البسيط للكامل ) بالقول : تغيرت (فاعلن مستفعلن) إلى ( فعِلن متفعلُ )
وعن الثاني ( الطويل للوافر ) بالقول : تغيرت ( لن مفاعيلن فعو ) إلى ( لُ مفا علن فَعُ )
 
وهنا بعض التساؤلات
1-  يقول  الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه موسيقى الشعر ( ص0 190- 191)  ما يفيد أن البحور التالية ( الطويل ثم والكامل والبسيط ثم الوافر والخفيف ) هي البحور القومية التي استحوذت على أغلب الشعر العربي لدرجة يمكننا اعتبارها البحور القومية .فهل في هذا الاطراد في التغيير ذاته الذي يتم به  الانتقال من زوجي الطويل والبسيط من جهة  إلى الوافر والكامل من جهة أخرى ما يومي إلى علاقة ما بينها تجعلها دون سواها أقرب للذوق العربي
2-  هل يمكن أن نستنتج من ذلك أن دائرتي المختلف ( البسيط – الطويل – المديد ) والمؤتلف ( الكامل- الوافر ) من أصل واحد أو أن إحداهما تطورت من الأخرى
المديد = 2 3 2 2 3 2 3
1 3 3 1 1 2 3  = 1 3 3 1 3 3  = مجزوء الكامل
3 – هل ينطبق هذا على غير هذه الدائرة
 
الرمل = 2 3 2 2 3 2 2 3  بتطبيق القاعدة نحصل على
1 3 3 1 1 2 3 = 1 3 3 1 3 3 4 3 = الكامل
4- هل ثمة تغييرات كبيرة سوى هذا بين البحور ? ربما والأمر يحتاج إلى دراسة
5- هل ثمة تغيير أكبر يشمل عددا أكبر من المقاطع بين بعض البحور ?  ربما والأمر يحتاج إلى دراسة
6- هل ترى قارئي الكريم أهمية الرقمي في التناول العروضي? آمل ذلك.
 
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
العروض الرقمي    كن أول من يقيّم
 
الأستاذ الكريم خشان خشان
تحية طيبة
شكرا لك لما تقوم به من بحوث وقدح ذهن في مجال العروض العربي،وهو المجال الذي يمتعني التكلم فيه ، قرأت ما كتبت في أعلاه بمحبة وتمعن وقد تجمعت لدي بعض الملاحظات حول ما ذكرته عن بحري الكامل والبسيط ومن ثم بحري المتقارب والطويل،وواقع الحال وكما لاحظت أن الذي أوصلك لهذه العلاقة بين البحور الذكورة في بحثكم هي التفعيلات الخليلية وليس النظام الرقمي المقترح ،وكما تعلمون أن الذي استخدم الأرقام أولا هو الدكتور والعالم العروضي محمد طارق الكاتب وهذا حصل في سبعينيات القرن الماضي وقد أحدث كتابه ضجة في حينه في العراق ،ولكني لا زلت متحفظا على استخدام الأرقام في العروض بالرغم من استخدامي لها في الفصلين الأولين من كتابي"العروض العربي في ضوء الرمز والنظام"،والسبب في ذالك أن الأرقام تقود إلى نتائج جميلة ولكنها خاطئة، وهو ما جعلني استخدم رموزا أخرى في إكمال كتابي وتوضيح آرائي .بعد أن أعطيت دليلا على سلبية المنظومة الرقمية وعدم تجاوبها في إيصالي إلى ما أريدفي حينه.
   كذلك أحب أن أبين بوضوح أن العروض العربي نظام هندسي ونظام إيقاعي على السواء، وكتب العروض التي قرأتها كانت أما مهتمة بالجانب الهندسي فقط أو مهتمة بالجانب الإيقاعي فقط، وهذا الفصل بين الجانبين هو الذي يوقع الباحثون في بعض التوصلات غير الصائبة، إن الخليل بن أحمد في كتابه المفقود كان الوحيد الذي درس الجانبين وبالتالي فإن ما توصل إليه كان صعب المنال لمن جاءوا بعده.ولم يستطيعوا الإتيان بما هو أكثر مما جاء به كما هو معروف للجميع.
    ولو عدنا لبحري البسيط و الكامل والذي حاولت أن توجد علاقة بينهما ،لوجدنا ما يلي:-
1- تفعبلة البسيط هي////مستفعلن فاعلن  تتكرر مرتين
2-تفعيلة الكامل هي///  متفاعلن  تتكرر ثلاثة مرات
 
وكلا البحرين ينتمي إلى دائرة مختلفة، وإذا كانت الأولى سباعية الأجزاء ،فإن الثانية خماسية الأجزاء، إن الشعر الموجود والمكتوب يقول ذلك، إن الإنتقالل بين هاتين الدائرتين لايمكن حصوله إلا من خلال دائرة أخرى تتوسط بينهما هي الدائرة السداسية الأجزاء، وهي دائرة غير موجودة في نظام الخليل، وقد وضعناها في كتابنا المذكور أعلاه،وتفعيلتها الرئيسة هي:-
1- مفاعيلن فع لن
2-فع لن مفعولات
3-فع لن مستفعلن
4-مفعولات فع لن
5-مستفعلن فع لن
6-فاعلاتن فع لن
 
وهي تشتمل على ستة بحور غير معروفة ، حيث نقرأ على الإحتمال(5) أعلاه ما يسميه الشيخ جلال الحنفي بالرجز الرابع والعشرين مايلي:-
 
                                  البر لا يبلى          والإثم لا ينسى
                                 مستفعلن فع لن        مستفعلن فع لن
وكذلك نقرأ ما يسميه الحنفي أيضا بالخفيف الثاني عشر على الصيغة(6) وكما يلي:-
 
                               ليس من قد أمسى       مثل من قد أضحى 
                              فاعلاتن فع لن           فاعلاتن فع لن
 
وهذا يعني ببساطة إن البحور لها شخصيتها المستقلة وإن إضافة جزء لها سينقلها إلى دائرة أخرى أعلى منها ونقص جزء منها سينقلها إلى دائرة ثانية أقل منها في عدد الأجزاء، والمقصود بالجزء هو السبب الخفيف ليس إلا،وهذا ما لا يستطيع النظام الرقمي إيضاحه إذ يعطي وحسب ما لاحظت أعلاه عددا للحرف المتحرك وعدد آخر للحرف الساكن وهذا مايسبب الإرباك لدى الباحث ويلغي الحدود مابين البحور ولا يجعلنا نعرف إلى أي دائرة ينتمي البحر،حيث يعطي الرقم (3) للوتد المجموع ويعطي العدد(2) للسبب الخفيف وهذا غير مصيب بالمرة فالوتد يتكون من سببين ولا يمكن إعطائه العدد (3) كما أن السبب الخفيف لا يمكن إعطائه الرمز (2) لأنه سبب واحد ولو قيل لنا إن هذه الأعداد أعطيت على أساس عدد المتحركات والسواكن في كل من الوتد المجموع والسبب الخفيف فسنكون قد
أوقعنا أنفسنا في خطأ جسيم يقود إلى نتائج قد تكون باهرة ولكننا عندما نحاكمها إيقاعيا سنكتشف خطأ توصلاتنا.وهذا يعني أن النظام الرقمي المقترح سوف لن يساعدنا في الحصول على مانتمناه، وثانيا أن النظام الرقمي أيضا سوف لن يساعدنا في فهم عملية الإنتقال بين الدوائر لأنه بكل بساطة يلغي الحدود مابين الدوائر،كما علينا أن نفهم الزحافات الخليلية وجوازاتها إذ لا يمكن للوتد أن يفقد سواكنه وإلا لن يضحى وتدا ولكن قد يختفي ساكن السبب الخفيف ولكن هذا لا يحدث اعتباطا ولكن لمتطلبات بنيوية يتطلبها الإيقاع بوصفه ظاهرة صوتية طبيعية،وهي من علائم عبقرية لغتنا العربية الفذة.
    أخيرا أتمنى أن يكون ما قد كتبته قد أجاب على أسئلة الأستاذ خشان بموضوعية وبمحبة والله من وراء القصد.
   
deyab mossa
19 - أبريل - 2007
ابن العنكبوت أو هوس مرآوي..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 




شاعر تونسيّ يطبّق العروض العربيّ على القصيدة الفرنسيّة

يوسف رزوقة في 'ابن العنكبوت' يلاحق ما سبقه اليه اليهود أيّام الأندلس.
ميدل ايست اونلاين
تونس – من عبير مكي
لم يسبقه إلى هذا الصّنيع إلاّ دوناش لابرات (من يهود إسبانيا الّذين استقبلوا العرب الفاتحين غداة 711م)، فهو أوّل من طبّق العروض العربيّ على القصيدة العبريّة، حيث جاء في "طرقات الأندلس" لحاييم زفراني، والأندلس تعيش عصرها الذّهبيّ، أن الشعر اليهوديّ مدين في تقنياته الإيقاعية للعروض العربي إلى حدّ الإحالة في هذا السياق على "عقد للفنّ الشّعريّ" لموسى بن عزرا يسوّغ فيه حتمية استغلال مكتسبات العرب البلاغيّة في الشعر العبريّ.
في مقدّمة للشّاعرة الفرنسيّة شانتال موركرات وفي طبعة أنيقة، صدرت للشّاعر يوسف رزوقة، عن سوتيبا التونسيّة، مجموعة شعريّة بالفرنسيّة عنوانها "ابن العنكبوت أو هلوسات مرآوية"، يزيّن غلافيها الأماميّ والخلفيّ رسمان معبّران للفنّان الأستراليّ جيمس لوغات وينطوي الكتاب على 33 قصيدة منها 18 قصيدة تمّ تطبيق أوزان الخليل عليها لتحقق بذلك انسيابية إيقاعيّة غير تلك الّتي اعتادها الشّعر الفرنسيّ.
في مواجهة عالم مسكون بالانكسارات والرّعب: رعب التشيّيء وترهّل العالم وفي زمن تحتدّ فيه شتّى الصراعات ويستفحل الخلاف، وحده الشاعر يبقي واقفا، يرعي الوردة، يراودها عن رحيقها ويسائلها عن برنامجها، ويظل وحده، عبر الفن كبديل لا غني لنا عنه يوغل في مناطق بكر ويجترح الأحلام الكبري هامسا: أيها العالم، كفاي عصافير وكفاك مصيدة، إنني أخرج من وجهك كي أدخل في وجه القصيد، حسب تعبير أدونيس في كتاب القصائد الخمس.
جسر من الكلمات يصل الشرق بالغرب في تناغم رهيب وانسجام ساحر: فكرة مغرية، وحلم جريء، وحده الشاعر يمتلك الأدوات لبناء صرح مماثل.
إيقاع شرق – غرب: شعراء من الشرق والغرب يلتقون عبر الكلمة ليرقصوا سويا على الإيقاع عينه، موسيقي جديدة تتلفع بها القصيدة اللاتينية، إيقاع محسوس تلتقطه الأذن الغربية ويلتبس عليها المصدر، قصيدة موقّعة، لا حسب الأوزان المألوفة في الشعر اللاتيني عبر التقسيم المعهود للمقاطع، ولكنه الخليل يرسله الشاعر يوسف رزوقة في العبارة الفرنسية يوقّعها وينضدها عبر قصائد تنصهر فيها لغة بيرس مع موسيقى الفراهيديّ، في انسجام مذهل وسلاسة منقطعة النظير.
صوت سحري، هو صوت الشاعر يوسف رزوقة أرقص على إيقاعه الشعر العربي والفرنسي على حد السواء كما جاء في رأي الشاعر الفرنسي ميشال كاسير.
ابن العنكبوت أو هوس مرآوي: هي مجموعة شعرية باللغة الفرنسية للشاعر التونسي يوسف رزوقة صدرت عن الشركة التونسية للنشر وتنمية فنون الرسم في طباعة فاخرة وأنيقة وفي طياتها 95 صفحة بث عبرها الشاعر نفحات من الحلم : الحلم بالقصيدة ككائن لغوي يضرب بالقيود وبالمكبلات عرض الريح، كائن لا يخضع في ينبغيّات تشكله سوى للمعطي الذوقي والإستيطيقيّ والإيقاعي..
كائن يقول الأنا والعالم بالفداحة عينها أيا كان لسان القول، كائن يأبى التجزئة والتشظّي ويقوض الحدود بين الحضارات والثقافات.
مغامرة الصوت
بحرفية نادرة وجرأة لا مسبوقة يطوع الشاعر يوسف رزوقة القصيدة الفرنسية لتنتظم داخل الإيقاع العربيّ، يكسوها أوزانه، فتغدو القصيدة كما يقول هنري ميشونيك مغامرة للصوت (انظر: مانيفستو من أجل حزب للإيقاع).
وإذا كان الشعر كما يعرفه الجاحظ تسليطا لنظام إيقاعي على نظام لغوي وإذا كانت مواطن الجمال ومواضع التعجب منبثقة أساسا من عملية الائتلاف التي تحصل بين النظام اللغوي والنظام الإيقاعي وإذا كان الوزن أحد مكونات البنية الإيقاعية، يعمّق الإيقاع ويرفده، فلنا أن نتساءل: كيف نسلط نظاما إيقاعيا قوامه الأوزان التي ابتدعها الخليل بن أحمد انطلاقا من الموسيقى التي كانت تحكم الشعر العربي قبله على نظام لغوي لم تنشأ صلبه، ولم تترعرع في كنفه؟ وإلى أي مدى وفّق الشاعر/المحدث في إنشاء الائتلاف والتناغم بين النظامين اللغوي الفرنسي، والإيقاعي الشرقيّ؟
لقد ارتأى الشاعر يوسف رزوقة أن يلائم قواعد العروض العربي مع خصوصية النظام الصوتي الفرنسي المنبني على مقاطع مفتوحة ومقاطع مغلقة، فكانت الطريقة المثلي هي أن تقع المماهاة بين المقطع المفتوح والوتد الطويل، وبين المقطع المغلق والوتد القصير.
وعلى أساس هذين الشكلين للمقاطع، يقع بناء القصيدة برمّتها عبر ترادف دوريّ للمقاطع مع إمكانية استخدام تقنية التدوير حينما يتطلبه الداعي الإيقاعيّ، فتكون القصيدة التي يروم الشاعر بناءها على المتقارب مثلا مبنية على تلاحق دوري لنظام مقطعي أساسه ما يلي: مقطع مفتوح فمقطعان مغلقان وهو ما تشاكله في التركيبة العروضية العربية: وتد قصير مع وتدين طويلين هي ما تنشئ تفعيلة فعولن، وتكون تلك التي يبغي الشاعر بناءها على البحر الطويل مؤسسة على نظام مقطعي أساسه: مقطع مفتوح فمقطعان مغلقان ثم مقطع مفتوح فثلاثة مقاطع مغلقة ويمكن أن نلحظ هذا بوضوح في قصيدته "زمن الشعراء" ص 24.
من هنا، وبغرض إحكام النسيج الشعري وضمان انسيابيته وامتلاك الإيقاع بطريقة عفوية، فإنه توجب الارتكاز على جملة من المعطيات الأساسية والملموسة أوّلها : العبارة ونظامها الصوتيّ في اللغة الفرنسية، مع اعتماد تقسيم مقطعي سليم على خلفية أن الإيقاع يرتكز على نظام محدد للمقاطع، ثم يقع إفشاء الأوزان العربية والقصيدة عبر المماهاة بين النظام المقطعي الفرنسي والنظام العروضي المنبني على تواتر الأوتاد القصيرة والأوتاد الطويلة المكونة لمختلف التفعيلات الخليلية.
ذلك أننا بصدد خلق تيار شعريّ مستحدث تكون فيه القصيدة الفرنسية التي ينتظمها الإيقاع العربي خطابا موجها الى القارئ أو الى الكاتب الغربي على حد تعبير الشاعرة الفرنسية شانتال موركرات في تقديمها لهذا الكتاب.
وبالتالي، يمكن اعتماد تقسيم مقطعيّ، سليم حتي يتسني إقحام مختلف البحور الشرقية في المتن الفرنسي.
إن يوسف رزوقة، يطالعنا كدأبه بألف شوق وبأحلام تثقل كاهله كما قال عنه الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي عبر المشروع الباذخ الذي يقدّمه لنا في هذه المجموعة الشعرية: ابن العنكبوت أو هوس مرآوي والذي يعبر من خلاله النسق الإيقاعي الشرقي الى أقاليم القصيدة الغربية، فتتحلي من خلاله هذه الأخيرة بإيقاع مختلف وبنفس جديد، والذي يتنافذ من خلاله الشرق والغرب عبر جسر الكلمة وسحر الإيقاع.
عبير مكي
شاعرة تونسية
*abdelhafid
24 - أكتوبر - 2007
ثقافة النكران    كن أول من يقيّم
 
من قراءتي لهذه التعليقات حول تعليم العروض الرقمي، أحس بنكران لجهود الأعلام في هذا المجال، ومحاولة الانتفاخ الفخري على الآخرين!!! وآسف على هذه الحدة!
أين جهد إبراهيم أنيس في ذلك!
أين جهد الدكتور أحمد مستجير في ذلك؟
*صبري أبوحسين
30 - أكتوبر - 2007
    كن أول من يقيّم
 
*خشان
20 - أغسطس - 2011