أبو نيزر رضي الله عنه هو ابن النجاشي صاحب الحبشة، ويبدو من خلال أخباره أن انقلابا أطاح بعرش أبيه، فلجأ إلى النبي (ص) وأقام في بيته، وبالبحث عن (نيزر) في الوراق تظهر لنا أخباره كاملة، وأهمها ما ورد (الكامل للمبرد) و(معجم ما استعجم) للبكري و(سيرة ابن هشام) وكتب معاجم البلدان مادة (عين أبي نيزر) قال البكري: قال محمد بن يزيد: ثنا أبو محلم محمد بن هشام، في إسنادٍ ذكرَهُ، آخرُهُ أبو نيزر. وكان أبو نيزر من بعض أولاد ملوك الأعاجم. قال: وصح عندي بعد أنه من ولد النجاشي، فرغب في الاسلام صغيراً، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، "فأسلم"، وكان معه في بيوته. فلما توفي صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم، صار مع فاطمة وولدها. (معجم ما استعجم: نشرة الوراق ص 184) قلت أنا زهير: والمقصود بمحمد بن يزيد: المبرد صاحب الكامل، (انظر الكامل :نشرة الوراق ص 241) ووردت لفظة (آخره) فيه (أخوه) تصحيفا، والصواب: آخره. وفي سيرة ابن هشام: (الوراق: 78) حدثنا أحمد: حدثنا يونس عن ابن اسحق قال: حدثني والدي اسحق بن يسار قال: رأيت أبا نيزر ابن النجاشي فما رأيت رجلاً قط عربياً ولا عجميا أعظم ولا أطول ولا أوسم منه، وَجَدَه علي بن أبي طالب مع تاجر بمكة فابتاعه منه وأعتقه مكافأة للنجاشي لما كان ولي من أمر جعفر وأصحابه، فقلت لأبي: أكان أبا نيزر أسود كسواد الحبشة? فقال: لو رأيته لقلت رجل من العرب حدثنا أحمد: حدثنا يونس عن ابن اسحق قال: حدثني عبد الله بن الحسن أن أمه فاطمة بنت الحسين حدثته قالت: قدم على أبي نيزر بن النجاشي- وكان عليٌّ أعتقه- ناس من الحبشة فأقاموا عنده شهراً ينحر لهم علي بن أبي طالب ويصنع لهم الطعام، فقالوا له: إن أمر الحبشة قد مرج عليهم، فانطلق معنا نملكك عليهم، وإنك ابن من قد علمت، فقال: أما إذ أكرمني الله بالإسلام ما كنت لأفعل، فلما أيسوا منه رجعوا وتركوه، وكان أيما رجل غير أنه كان رجلاً يتلمز ويصيب الخمر. |