. قال عبد الرزاق البيطار في كتابه _حلية البشر) في ترجمة إبراهيم باشاابن محمد علي:
. غشوم ظالم وظلوم غاشم، خليفة الحجاج في أفعاله، وناهج منهجه في أقواله وأحواله، ممتلئٌ من البذا متضلِّعٌ من الأذى، لم يخلق الله في قلبه شيئاً من الرحمة. تمكن سنة 1248هـ من البلاد الشامية، وقهر الناس واستباح الحرام، وفعل جميع الموبقات والآثام، واستولت عساكره على أكثر المساجد والمدارس والتكايا، ومنعوا المصلين من دخولها، وجعلوها لسكناهم ولدوابهم، وذلك سنة 1249هـ فكان ذلك سبباً لضياع أوقافها وخرابها.
. وقدَّم العيسويةَ على المحمدية، وأذل أهل الشرف والعلم وذوي الاحترام، وأعز الأسافل والطغام على الإسلام، ولم يزل بعد عودته من البلاد الرومية يدور في البلاد الشامية حتى وصل أواخر سنة 1249 إلى القدس الشريف في أيام الموسم، فوقعت هناك فتنة بين العيسوية تلف منها خلق كثير.... فثار عليه الشيخ قاسم الأحمد النابلسي وحصره في القدس نحو شهرين، فبذل له الوعود بالالتفات والتقديم والمال الجسيم، فانخدع بوعوده وفك عنه الحصار، فما إن خرج من الحصار حتى نكص على عقبه، واشتغل بالقتل والنهب، وطلب قاسم الأحمد فهرب هذا إلى الشام، فتبعه حتى أمسك به وضرب عنقه هو وكبير رجاله البرقاوي.
. ثم أتى البيطار على مجمل وقائعه في بلاد الشام، وتصدي شجعان الدروز له، قال: فكانت الدروز على هذا الباغي سيف الانتقام والهوان. وتلا ذلك الجيش الذي جرده إليه السلطان عبد المجيد في الأيام الأولى من توليه الخلافة، فأخرجه من الشام يوم 6 / ذي القعدة / 1256هـ وكانت وفاته في ذي الحجة سنة 1264هـ في حياة والده محمد علي.
. وأورد البيطار في ترجمته (النشيد العسكري) الذي ألفه له الشيخ أمين الجندي ليكون نشيد الجيش وأعطاه عليه مائة دينار.
. قال: وكان في كتابته له كما قيل: مكره أخاك لا بطل.
|