البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الفلسفة و علم النفس

 موضوع النقاش : ما ينطوي عليه (الرجال الصالحين من الصوفية)    كن أول من يقيّم
 محمد 
1 - فبراير - 2007
أخبرنا ? ?مكي بن إبراهيم ? ?حدثنا ? ?هشام ? ?عن ? ?الحسن ? ?قال ?
العلم علمان فعلم في القلب فذلك العلم النافع وعلم على اللسان فذلك حجة الله على ابن ? ?آدم ?
أخبرنا ? ?عاصم بن يوسف ? ?عن ? ?فضيل بن عياض ? ?عن ? ?هشام ? ?عن ? ?الحسن ? ?عن النبي ? ?صلى الله عليه وسلم ? ?مثل ذلك .
 
في الحقيقة إن هذا الحديث الشريف لهو شاهد واضح على واقع الصوفيين وذلك في شطره الأول حيث يقول عليه الصلاة و السلام (فعلم في القلب وذلك العلم النافع) وعلى اختلاف من اختلف في تسميتهم بالصوفية ومعناها ، فالحق يقال أنه يترتب علينا معرفة الجوهر قبل الوقوف عند المظهر .
فهناك علمان : علم الشريعة وعلم الحقيقة ولاغنى لأحد بواحد منهما دون الآخر ولو فعل لسلك طريقاً لن تصل به لمحض الحق ودحض الباطل ، لأن الوقوف عند العلوم الشرعية دون امتزاجها بنور القلب قد يصل بصاحبه الى الغلو في الدين ، كما أن السير في مشاعر القلب من دون إطار الشرع كثيرا ما يجعل المرء في شطط بعيد .
وهذا العلم الذي يجب أن يكون في القلب هو علم الحقيقة وموضوعه النفس البشرية والمقصود هنا بكلمة القلب ألا وهو قلب النفس ومركزها ، قال تعالى :
( يا ايها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا امنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم .........)               / سورة المائدة - آية  41/
 
فالنفس هي محط التكليف وعليها المعول في كل شيء ولها المشاعر في كل شيء ، ففيها أودع الله تعالى الفطرة التي فطر الناس عليها ومن خلال ما اكتسبت كل نفس في هذه الدنيا تكون رهينةً غداً يوم القيامة ، وهي التي تسأل في القبر وهي التي تجيب بدليل أن الفكر وما حوى يبيد ويصير رفاتا وترابا لذلك فمهما حفظ الانسان من علوم شرعية هنا في الدنيا فلن تفيده غدا في قبره عندما يسأل عنها ان هي لم تتحول لمعقولات في صميم هذا القلب وهذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم (وعلم على اللسان فذلك حجة الله على ابن ? ?آدم )
 
أما دور رجالات الصوفية فهو دلالة من أراد من الناس على علم الحقيقة و ذلك ضمن ما جاء به القرآن الكريم والسنة المطهرة .
وبالأحرى تعليم الانسان كيفية الانتقال من بحر الشريعة الى فلك الحقيقة ، وان شئت فقل تحويل ما تعلم من علوم شرعية الى مشاعر ومعقولات نفسية قلبية تبقى مع الانسان في حياته ومماته ونشوره .  
 
 
ملاحظة : تم نسخه من تعليق لي على موضوع بعنوان (الصوفية والرد على المستشرقين) لرودينا في مجلس :
 /الفلسفة وعلم النفس /
 
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
فحوى فهمى    كن أول من يقيّم
 
لابد أن أشيرفى مقتبل حديثيى أن فهم العلوم الشريعيه بدون نور الحقيقى نور البصيره نور القلب الذى لايصل إليه العابد المتأمل الذى يصل لأعلى الدرجات فى مجال التصفيه القلبيه للوصول لزروتها حيث يسلك العابد الملئ قلبه بالإيمان (الصوفي) بحثا عن طريق للوصول لله هنا يرتقى سلم من المقامات وكذلك الاحوال ولقد ذكرهما(أبو سراج الطوسى) فى كتابه اللمع و(أبوالقاسم القشيرى)فى رسالته وفى جملة الحديث إثرها نجد بعد الوصول للقمه فى التصفيه القلبيه حيث تلاشى الأنا البشريه
لقد أردت بهذا الحديث تبين إختلاف فهم كلا من المسلم الغير متأمل يختلف عن المسلم المؤمن لأعلى الدرجات حيث فى الحديث عن الصوفى هو(كلما زادة درجة صفاء قلبه كلما على درجه للوصول لله وحده لاشريك له فيفهم الشريعه بعمق لا يفهمه من لم يسلك طريقه   فنجد تقريبا الاختلاف التام بين كلاهم فى فهم الشريعه الذى يعول عليه فى النهايه نواتجه فى الحساب يوم الحساب يوم لاينفع أحدهم مال ولا جاه ويبقى العمل الصالح و الفهم الحقيقى لفحوى الإيمان
 
أردت فقد أن أشرح فحوي مقالتك وأرجوا أن أكون وصلت للمعني الذى أردته من مقالتك
*رودينا
20 - فبراير - 2007
نعم وأجدتم جزاكم الله خيرا    كن أول من يقيّم
 
كيف نستطيع أن نرى في الظلام من دون سراج أم كيف يستطيع فاقد الشيء أن يعطيه ، لقد انتصرنا على أساطين البشر وفتحنا العالم عندما تفتحت قلوبنا وعندما تلاشت الأنا البشريه - كما تفضلتم - من نفوسنا وسعينا لخدمة الغير بكل صدق .
 
لذلك لا ينصر هذا الدين إلا من أحاطه من جميع جوانبه ، فلا يكفي أن نأتي بالعبادات في ظاهرها ونترك جوهرها من دون تلازم الاثنين معاً لأن الله سبحانه وتعالى قد أكرمنا بدين ارتضاه لنفسه فلا يمكن أن يكون إلا ضمن الكمال الذي اختاره تعالى لعباده ليسيروا على نهجه فيسعدوا دنيا وآخرة .
فان وجدنا غير ذلك فيجب علينا أن نفتش فيما اذا كنا أخللنا في تلازم ظاهر الشرع وجوهره أم لا وما هي نوايانا من أعمالنا ? هل ترضي الاله أم لا ?   
 
 
ودعنا حولها نددن......................!!!!!!!!!!!!!!!!!!
 
محمد
21 - فبراير - 2007
حدد    كن أول من يقيّم
 
للتصوف بحور اعمق مما يمكن تصوره ضع خطه ومحاور لمنا قشته
*رودينا
24 - مارس - 2007
أولاً لابد من ميزان    كن أول من يقيّم
 
لابد لنا من ميزان نبين فيه تطابق أي عمل مع مراد الله تعالى ويجب أن يكون هذا الميزان صالح لكل زمان ومكان .
هذا وليس من شيء أسطع وضوحاً من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
 
قال تعالى : أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ 90الأنعام
 
وقد قال أحد الصالحين ( لا تصحب من لا ينهضك حاله ولا يدلك على الله مقاله ).
 
فكل من جاء بفعل عملي لسنة رسول الله وطبق كلام الله تعالى  كما يرضاه عزوجل فهو من أهل الحق وهو على الحق وكل من حاد عن تلك الجادة فهو مردود الكلام مرفوض العمل .
 
فمثلاً لو نظرنا لبعض الذين يسمون أنفسهم اليوم بأصحاب الطريقة الرفاعية وما يقومون به من ضرب بالشيش وما يدعى (بالنوبة) واستعمال النار في ألاعاب الخفة والتي قد يتخللها كثيرا من السحر .............الخ
لوجدنا أن هذه الفئة من الناس قد شوهوا لحد كبير حقيقة الصوفية بل أخرجوها من دائرة الشرع وشجعوا المسلمين وغيرهم من غير المسلمين في التسرع بالتجني على كل من قال أنه صوفي أو ادعى أنه يمت بالصوفية بأية صلة على وجه التعميم .
 
وفي الحقيقة والحق يقال أن الطريقة الصوفية النقية التي تمثلت بشيخها السيد أحمد الرفاعي الكبير رحمه الله تعالى وغيب قبره بسحائب رحمته ، لهي من أصدق الطرق اجتهادا فيما يرضي الله ورسوله .
والشيخ أحمد الكبير لهو من أكابر علماء الصوفية العاملين بتقوى الله تعالى وشرعه وهو من أولئك الأتباع براء الى يوم القيامة .
وإني والحق أقول لست من أتباع هذه الطريقة ولكنني قرأت لهذا الرجل كتابين الأول باسم (البرهان المؤيد) والثاني باسم  (حالة أهل الحقيقية ) وإن أول ما يلمس القارىء في شخصية ذلك الرجل العظيم تواضعه الجم وافتقاره الشديد لفضل الله إليه في كل أمر ينوبه .
ولكن أولئك الأتباع أو الذين ادعوا تلك الطريقة يقلبون الحق باطلاً والباطل حقاً وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً فتسري نار العداوة في قلوب من لم يحقق أو يتحقق من أصل هذه الطريقة أوتلك سريان النار في الهشيم فتظل في نظرهم وأعينهم ومخيلاتهم صوراً لا يمكن قبولها لكل من ادعى أو نوه عن التصوف والصوفية .
ويكونون بذلك قد ظلموا الأصل النقي والفرع الذي اتبعهم باحسان الى يوم الدين ، وقد تجد أيضا طرقاً أخرى وكذلك أتباع آخرين مضللين وضالين يرسمون اليوم صورة الصوفية في أعين الناس فتغدو لكثيرين أنها خارجة عن الشرع الحنيف وأن الدين الاسلامي ليس له أية صلة معهم ، على الرغم من صفاء الأصل وكونه على صراط الله المستقيم .
 
ولأولئك الذين لم يسعفهم بحثهم عن الواقع الحقيقي لهؤلاء الرجال نقول : ( على مثل الشمس فاشهد او فدع ) .  
 
______________________________________________________________________
 
والآن يمكننا أن نبحث بدايةً في ( منهج الصوفية السليم في منظارالشرع الحكيم ) 
 
فهل من رافدٍ ومعين يشد عضدنا في هذا الأمر القويم .    
   
محمد
27 - مارس - 2007
أركان التصوف    كن أول من يقيّم
 
                                                بسم الله الرحمن الرحيم
 
تندرج مقومات أكثر أهل التصوف على دعائم أو أركان خمسة لا بد منها  لكي يتحقق المريد بتلك الكلمة ألا هي كلمة (مريد) فيصبح من السالكين لنهجهم ويكون واحداً منهم .
 
وهذه الأركان إنما هي من الدين الحنيف بل إنما هي روح الدين وبما يتطابق مع بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم المأخوذ من كتاب الله تعالى .
أولاً - الاستقامة :
ثانياً - ذكر الله تعالى الذكر الكثير : 
ثالثاً -  المحبة والمعية :
رابعاً - فعل الخير :
خامساً - الطاعة :
ولكل واحد من هذه البنود شاهد من القرآن الكريم ومن السنة المطهرة واليكم الشواهد من القرآن الكريم بدايةً :
 
أولاً - الاستقامة :
يقول تعالى في كتابه الكريم :
فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ 112 هود
 
ثانياً - ذكر الله تعالى الذكر الكثير : 
أيضاً يقول عزوجل :
 وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا 35 الأحزاب
 
ثالثاً -  المحبة والمعية :
حيث يقول سبحانه :
 
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا 28 الكهف .
 
رابعاً - فعل الخير :
قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 77 الحج
 
خامساً - الطاعة :
ويقول عز من قائل :
 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً 59 النساء
 
نتابع الموضوع في لقاء آخر ان شاء الله والسلام عليكم
 
 
 
محمد
18 - أبريل - 2007
أركان التصوف (2)    كن أول من يقيّم
 
أعزائي الأكارم : السلام عليكم ورحمة الله...و بعد نتابع الآن معكم أركان التصوف في منظار السنة المطهرة كما يلي:
 
أولاً - الاستقامة :
 حيث ورد في مسند الامام أحمد المجلد الخامس هذا الحديث الشريف :
 
21344 حَدَّثَنَا اَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْاَعْمَشُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا وَاعْلَمُوا اَنَّ خَيْرَ اَعْمَالِكُمْ الصَّلَاةُ وَلَنْ يُحَافِظَ عَلَى الْوُضُوءِ اِلَّا مُؤْمِنٌ?.?
 
ثانياً - ذكر الله تعالى الذكر الكثير :
 
جاء في صحيح مسلم (الذكر والدعاء والتوبة) :
 
6984 -
حَدَّثَنَا اُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامَ الْعَيْشِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، - يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ - حَدَّثَنَا رَوْحُ، بْنُ الْقَاسِمِ عَنِ الْعَلاَءِ، عَنْ اَبِيهِ، عَنْ اَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ فَقَالَ ?"? سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ ?"? ?.? قَالُوا وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ?"? الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ
 
ثالثاً -  المحبة والمعية :
فقد ورد في صحيح مسلم (كتاب الايمان)
 
203 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ?"? لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ?.? أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَىْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ ?"? ?.?
 
رابعاً - فعل الخير :
ومما جاء في سنن الترمذي  
( كتاب البر والصلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) 
36- باب مَا جَاءَ فِي صَنَائِعِ الْمَعْرُوفِ    
 
2083 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُرَشِيُّ الْيَمَامِيُّ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ?"? تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ فِي أَرْضِ الضَّلاَلِ لَكَ صَدَقَةٌ وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِيءِ
الْبَصَرِ لَكَ صَدَقَةٌ وَإِمَاطَتُكَ الْحَجَرَ وَالشَّوْكَةَ وَالْعَظْمَ عَنِ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَةٌ وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ ?"? ?.? قَالَ وَفِي الْبَابِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَجَابِرٍ وَحُذَيْفَةَ وَعَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ ?.? قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ?.? وَأَبُو زُمَيْلٍ اسْمُهُ سِمَاكُ بْنُ الْوَلِيدِ الْحَنَفِيُّ ?.

خامساً - الطاعة :
جاء في سنن النسائي - كتاب البيعة ( 34 - باب جَزَاءِ مَنْ اُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَاَطَاعَ )
 
4223 - اَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ اَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ?"? عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا اَحَبَّ وَكَرِهَ اِلاَّ اَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ فَاِذَا اُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ ?"? ?.?
 
موعدنا العنوان القادم ان شاء الله مع  {أركان التصوف (3)}
 
 
محمد
23 - أبريل - 2007
أركان التصوف (3)    كن أول من يقيّم
 
ننسج على منوال  ما سبق في العنوان الأول والثاني لأركان التصوف في منظار الكتاب والسنة لنرى كيف يتعامل رجال الطرق الصوفية في حياتهم العملية وكيف يصيغون النهج الذي لابد لكل مريد أن يسلكه معهم لكي يصبح في عداد رجال هذا الطريق الصوفي أو ذاك .........!
 
يبدأ أول ما يبدأ المريد بالاستقامة على أمره تعالى في جوارحه من النظر والسمع و غيره ، فالمريد الصادق الذي يريد وجهه تعالى تراه لا ينظر الى المحرمات ، ولا يستمع للملهيات ، فيده لا يبطش بها ، ورجله لا تمشي لغير ما يرضي ربه وكذلك لا يدخل جوفه طعام من حرام أو شبهة .
فهو مستقيم على أمره سبحانه ناظر لما يرضيه تارك لكل ما لا يسمح به الشرع الحنيف ، وما هذه الاستقامة والامتثال إلا بداية لهذا الطريق العالي الذي يرجو من خلاله التقرب لأعلى الدرجات والمنازل عند مولاه القدير .
 
ففي هذه البداية يمتثل المريد في حفظ جوارحه تلك مجابرةً وقهراً لميول نفسه الأمارة بالسوء ، وهكذا يتقلب في تهذيب تلك النفس ويغلبها وتغلبه إلى أن يصل في النهاية للامتثال الطوعي الذي يتم رغبةً منه لا رهبةً ، ومحبةً لا قهراً فهو قد حاز على جوهرة من الحال القلبي مع الله لا يبغي عنها حولا .
وذلك لما يجد من حلاوة الايمان من جراء مخالفته لهوى نفسه فمن غض طرفه عن محارم الله أورثه تعالى حلاوة في قلبه الى يوم يلقاه ........ أو كما قال .
 
ويشدد رجال الطرق الصوفية الصالحين كل التشديد على تلك الاستقامة ولا يرون حظاً ولا نصيباً لأي مريد في المثابرة معهم في طريقهم ذلك ما لم يتقن الاستقامة الكاملة التي لا خرق لها ولا ازورار .
هذا وإنه لمن المفروض على كل من سلك معهم أن يأتي بالشرع بحذافيره من غير نقص أو انتقاص لأن أي خلل في التطبيق العملي قد يفضي بالمريد بالخروج من حظيرة القرب التي سيكون فيها كل من داوم على ذلك الالتزام .
 
هذا من جهة الاستقامة ، ثم يأتي ذكر الله تعالى الذكرالكثير في مضمار منهج الصوفي المريد ليرقى به في أوقاته من الدنيا وأهلها إلى ملىء أعلى منه ، فمن ذكرني في ملىء ذكرته في ملىء أعلى منه ........أو كما قال.
فيجب أن يذكر الله تعالى ذكراً كثيراً يتغلب فيه  صاحبه على الانشغال في الدنيا ولو عمل بها فتراه مشغولاً بالله ، فالدنيا في يديه وقلبه معلق مع ربه يرجو رحمته ويخشى عذابه .
وكثيرا ما يخصص أهل الطريق الصوفي لمريديهم ورداً يومياً يذكرون ربهم من خلاله فيغدو كل منهم ذو حصة وافرة من ذكره تعالى لا ينقطع عنها ما دام يقدر على ذلك .
وبذكر الله تعالى ينجلي قلب المريد وهو بنفس الوقت ميزان له إذ أن الذاكر لله لا يستطيع أن يخفي عن نفسه تقصيرا قد حصل له أو أن يمحي من مخيلته ذنباً زل به يوما من الأيام فتراه يجهد في محوه ذكراً وعملاً حتى ينجلي ذلك الذنب وتغدو تلك النفس صافيةً تحذر الوقوع بمثله تارة خرى . 
  
نتابع ان شاء الله تعالى في      (أركان التصوف 4 )     ................ والسلام عليكم
 
   
 
محمد
17 - مايو - 2007
أركان التصوف 4    كن أول من يقيّم
 
نتحدث اليوم عن المحبة والمعية :
 
إن المحبة ما بين أهل الايمان شيء أساسي في طريق الايمان وركن من أركانه التي لايمكن الاستغناء عنها ، فمن المعروف أن المحبة تعبد الطريق أمام المتعلم و تختصر له الزمن وتجعله يصل بسرعة لمبتغاه طاوياً مراحل كثيرة في فترات قصيرة ، فكما قال أحد المربين لوالد تلميذ عنده ( خذ ابنك عني فإنه لا يحبني ) أي أنه لن يتعلم مني ما دام يفقد تلك المحبة .
إن هذه القاعدة التربوية لهي من صلب الدين الاسلامي وعليها بني الايمان في النفوس ، فالصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم لم تنهض نفوسهم ذلك النهوض ولم تسمو ذلك السمو إلا بمحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعشقهم له .
وكذلك هي الحال ما بين المريد والمرشد فطالما أن ذلك المريد في معزل عن تلك المحبة لمن يأخذ بيده الى الله تعالى فهو من الوصول ممنوع ومن الاتصال مقطوع .
   
فقد جاء في الحديث الشريف :
 
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ?"? لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا
 
لذلك نرى أن رجال الطرق الصوفية يحرصون كل الحرص على العلاقة الروحية مابين المريد ومعلمه لأن تغييراً بسيطاً في خاطر المريد مع مرشده يجعله يسيء الظن فيه واذا أساء الظن فيه انقطعت تلك الصلة فيما بينهما ، الأمر الذي يؤدي به للخروج من تلك الدائرة من حيث لايشعر فيغدو مفتقراً لتلك المشاعر العالية التي كان عليها من جراء تلك المحبة المتبادلة ما بينه بين محبوبه .
 على العكس من ذلك فالذي يبتغي وجه الله تعالى في تلك المحبة فإنك تراه يغذيها بحسن الظن تارة و بما تراه نفسه من حال طيب كلما تذكر معلمه وما له من فضل عليه بتسليكه تلك الطريق النقية التي جعلته يستقيم على أمر ربه ويسعد بعبادته ويترك ما سواه من أمور مختلطة لا خير فيها .
 
عندها ينشد المريد البقاء في ذلك الحال النفسي الطيب بتلك المعية والصحبة النفسية ويسعى على الدوام أن يكون بحضور نفسي قلبي مع خالقه بمعية أهل الايمان فلا تعدو عيناه عنهم طلية نهاره وفي حله وترحاله فهو معهم ومنهم وفيهم .
وذلك مصداق قوله تعالى :
 
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا 28 الكهف .

نراكم إن شاء الله في ( أركان التصوف 5 )
 
 
 
محمد
21 - مايو - 2007