. البقاعي بقلم السخاوي:
. إبراهيم بن عمر بن حسن الرُباط الخرباوي البقاعي، برهان الدين: صاحب تلك العجائب والنوائب، والقلاقل والمسائل المتعارضة المتناقضة. ولد فيما زعم قريباً من سنة 789هـ بقرية خربة روحا من عمل البقاع، ونشأ بها، ثم تحول إلى دمشق، وفارقها إلى بيت المقدس فالقاهرة وهو في غاية من البؤس والقلة والعري.... وسافر لدمياط والإسكندرية وغيرهما، وحجّ وأقام بمكة يسيراً، وزار الطائف والمدينة، وركب البحر في عدة غزوات، ورابط غير مرة، والله أعلم بنيته في ذلك كله.
. وكان شيخنا = ابن حجر = قد رقاه فعينه في حياة الظاهر جقمق لقراءة الحديث بالقلعة، ثم منعه الظاهر في حياته وأدخله حبس أولي الجرائم = وذلك سبب طعنه في ديانة الظاهر جقمق =
. وكان ممن سمع بقراءتي وسمعت بقراءته، واستفاد كل منا من الآخر على عادة الطلبة في ذلك، وترجمني في معجمه. ووقائعه كثيرة، وأحواله شهيرة، ودعاويه مستفيضة. أهلكه التيه والعجب وحب الشرف والسمعة، بحيث يزعم أنه قيم العصريين بكتاب الله وسنة رسوله..... وما أحسن قول شيخ الحنابلة وقاضيهم العز الكناني فيه وكان من أكبر أصحابه: (والله إنه لم يتبع سنة واحدة، وإنه لأشبه بالخوارج في تنميق المقاصد الخبيثة وإخراجها في قالب الديانة)
. وما أحقه بما ترجم هو به النويري حيث قال: (رأيته من أفجر عباد الله، يظهر لمن يجهله أثواباً من الدين وتنسكاً يملك به قلبه ويغتال دينه....له نفس شغفة بالشهرة، ومشفّة للعلو، وعنده حكايات تسود الصحائف وتبيض النواصي)
. وقد خاض في شيخه ابن حجر حتى قال فيه: (شيخ نحس) ! وتعدى في تراجم الناس وزاد على الحد خصوصاً في كتابه (عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران)
. وما أحسن قول بعضهم:
. إن البقاعيَّ البذيءَ لفحشـــــه ولكذبه ومحاله وعقوقــــه
. لو قال إن الشمس تظهر في السما وقفت ذوو الألباب في تصديقه
. وقد جمع بعضهم أهاجي الشعراء فيه في مجلد. وقد رددت عليه غير مسألة في عدة تصانيف، منها: (الأصل الأصيل في تحريم النقل من التوراة والإنجيل)
. و(القول المألوف في الرد على منكر المعروف)
. واستمر يكايد ويناهد حتى مات بعد أن تفتتت كبده فيما قيل، ليلة السبت 18 / رجب / 885
. ثم ساق السخاوي قصيدة البقاعي في رثائه لنفسه، ومنها:
. نعم إنني عـــما قريب لميت ومن ذا الذي يبقى على الحدثان
. فإن يرثني من كنت أجمع شمله بتشتيت شــملي فالوفاء رثاني
. الوراق :الضوء اللامع للسخاوي (من ص 93 حتى 103)
|