أحـامـلـتـي أصبحتِ حِملاً iiلحُفرة | | إذا حَـمَـلَـتْ يـومـاً فليس لها iiقَتَمْ |
أحـامـلـتـي أسْـتَحْمِلُ الله iiرَوْحةً | | إلـى تـلـكـمُ الروح الزكية iiوالنَّسمْ |
أَمُـرْضِـعَـتي أسترضِعُ الغيثَ iiدَرَّةً | | لـرَمْـسِكِ بل أستغزِرُ الدمعَ ما iiسجمْ |
وإنِّـي لأسـتـحييكِ أن أطلبَ iiالأُسى | | لأسـلـى ولـو داويتُ جُرْحيَ لم iiأُلمْ |
حِـفـاظـاً وهـل لي أُسْوةٌ لوْ طلبتُها | | ألا لا وهـل مـن قِـيمة لك في iiالقِيمْ |
أأسـتـنْـشِـقُ الأرواحَ بعدك iiطائعاً | | وأشـربُ عـذْبَ الـماء إني لذو iiنَهمْ |
وإنـي لأسـتـحـييكِ يا أمُّ أنْ iiيُرَى | | قـريـنـي إلا مَـنْ بكى لك أو iiوَجَمْ |
وأن أتـلـهَّـى بـالحديث عن iiالأسى | | وألـقـى جـلـيسي بابتسامٍ إذا iiابتسمْ |
أأمْـرحُ فـوق الأرض يا أمُّ iiوالثرى | | عـلـيـكِ مـهـيلٌ قد تطابقَ وارتكمْ |
أبـى ذاك مـن نـفسي خَصِيمٌ iiمُنازعٌ | | ألـدُّ إذا جـاثـى خـصيماً له iiخَصَمْ |
حـفـاظـي خَـصيمي عنكِ يا أمُّ إنه | | أبـى لـي إلا الـهـمَّ بـعدك iiوالسَّدَمْ |
عـزيـزٌ عـلـيـنا أن تَموتِي iiوأننا | | نـعـيـش ولكن حُكِّم الموتُ iiفاحتكمْ |
ولـو قَـبِـلَ الـمـوتُ الفداء iiبذلتُهُ | | ولـكـنـمـا يَـعْـتـامُ رائدُهُ iiالعِيَمْ |
أيـا مـوتُ مـا أسـلمتُها لك iiطائعاً | | هـواك فـمـالـي زَفرتِي زفرةُ iiالندمْ |
سـأبـكـي بِـنَثْرِ الدمع طوراً iiوتارة | | بـنـظـم المراثي دائمَ الحُزْنِ iiوالوَكمْ |
وتُـسـعِـدُني نفسٌ على ذاك iiسَمْحةٌ | | بـمـا نـثـر الشجوُ الدخيلُ وما نظمْ |
لأنْـفـيَ نَـوْمـي لا لأشـفِيَ iiغُلَّتي | | عـلـى أنَّ عـيـني مُذْ فقدتُكِ لم iiتنمْ |
ولـو نـظـرتْ عـيْناكِ يا أمُّ iiنَظْرةً | | إلـى مـا تـوارى عنك مِنِّيَ iiواكتتمْ |
فـقِـسْـتِ بـمـا ألـقاهُ ما قد iiلقيتِه | | شـهـدتِ بـحـق أنَّ داهـيتي iiأطمْ |
وكـم بـيـن مـكروه يُحَسُّ iiوقوعُهُ | | وآخـرَ مـعـدوم الإطـاقـة iiواللَّممْ |
يُـحِـسُّ الـبلى مَيْتُ الحياةِ ولم يكُنْ | | يُـحِـسُّ الـبِلى مَيْتُ المماتِ إذا iiأرمْ |
ألا مـن أراه صـاحـبـاً غيرَ خائنٍ | | ألا مـن أراهُ مُـؤنِـسـاً غيرَ iiمُحْتَشَمْ |
ألا مـن تـلـيـني منه في كُلِّ iiحالةٍ | | أبـرُّ يـدٍ بـرَّتْ بـذي شـعـثٍ iiيُلمْ |
ألا مـن إلـيـه أشـتـكي ما iiيَنُوبُني | | فـيُـفْـرجُ عـنِّـي كُلَّ غمٍّ وكُلَّ iiهَمْ |
نـبـا نـاظـري يا أمُّ عن كُلِّ iiمَنظرٍ | | وسَـمْعِي عن الأصوات بعدك iiوالنغمْ |
وأصـبـحـتِ الآمالُ مُذْ بِنْتِ iiوالمُنى | | غـوادر عـنـدي غـير وافيةِ iiالذِّممْ |
وصـارمـتُ خِـلّاني وهُمْ يَصلونَني | | وقـد كـنتُ وصَّالَ الخليل وإن iiصرمْ |
وآنـسـنـي فـقدُ الجليسِ وأوْحَشتْ | | مـشـاهـدُه نفسي ولم أدرِ ما iiاجترمْ |
سـوى أنـه يدعو إلى الصبرِ واعظاً | | فـإن لـجَّ ما بي لجَّ في العَذْلِ أو iiعذمْ |
ولـو أنَّـنـي جمَّعْتُ وعظي iiووعظَهُ | | لـيَـشْعَبَ صَدْعاً في فؤادي لما iiالتأمْ |
وإنـي وقـد زوَّدتِـنـي مـنكِ iiلوْعةً | | لـها وقْدة في القلبِ كالنارِ في iiالضرمْ |
يـريـد الـمُعزّي بُرء كَلْمِي iiبوَعْظهِ | | ولـم يـكُ غـيـرُ الله يُـبرئُ ما كَلَمْ |
هـو الـواهِبُ السلوانَ والصبرَ iiوحْدَهُ | | لذي الرُّزْءِ والمُهْدِي الشِّفاء لذي iiالسقمْ |
ولـسـت أُرانـي مُذْهلي عنكِ iiمُذْهِلٌ | | يـد الـدهـر إلا أخذةُ الموتِ iiبالكظمْ |
هُـنـاك ذُهـولي أو إذا قيل قد iiقضى | | وإلّا فـلا مـا طـاف سـاعٍ أو iiاستلمْ |
وسـوَّيْـتِ عندي عُرفَ دَهرِي iiبِنُكره | | فـأضـحى وأمسى كلما أحسن iiاستذمْ |
أرى الـخـيـرةَ المهداةَ لي منه iiعبْرةً | | ونِـعـمـتَـهُ المسداةَ من واقع iiالنِّقمْ |
أتـبـهـجُـنِـي نعماءُ دهرٍ iiحماكِها | | وأشـكـرُ ما أَعطَى وأنتِ الذي iiحرمْ |
أبـى ذاك أن الـخـيـر بعدك iiحسرةٌ | | لـديّ ومـعـدود مـن المِحَنِ iiالعظمْ |
فـقـدنـاكِ فـاسْـوَدَّتْ عليكِ iiقلوبُنا | | وحُـقَّـتْ بـأن تسودَّ وابيضَّتْ iiاللِّمَمْ |
وأظـلـمـتِ الـدنـيا وباخ iiضياؤها | | نهاراً وشمسُ الصَّحوِ حَيْرى على القِمَمْ |
وأجـدبـتِ الأرضُ التي كنتِ روضةً | | عـلـيـهـا وأبدتْ مَكْلحاً بعد iiمُبْتَسَمْ |
ومـادتْ لـك الأجـبـال حتى iiكأنما | | شـواهـقـهـا كـانت بِمحياك iiتُدَّعمْ |
وأصـبـحَ يـبْـكيكِ السحابُ iiمُجاوِداً | | فـأرزم إرزامَ الـعـجـولِ وما iiرذمْ |
وناحتْ عليكِ الريحُ عبرَى iiوأصبحتْ | | لـدُنْ عَـدِمَـتْ ريَّاكِ تجري فلا iiتُشَمْ |
وقـامـتْ عـليكِ الجنُّ والإنس iiمأتماً | | تُـبكِّي صلاةَ الليلِ والخَمصَ iiوالهضَمْ |
وأضـحتْ عليكِ الوحشُ والطيرُ iiوُلَّهاً | | تـبـكِّي الرواء النضر والمَخْبر iiالعَمَمْ |
وأبـدى اكـتـئـاباً كلُّ شيءٍ iiعلمتُه | | وأضـعـافُ مـا أبداه من ذاك ما iiكتَمْ |
كـذاك أرى الأشـيـاءَ إمـا iiحـقيقةً | | بـدتْ لـي وإمـا حُـلْمَ مُسْتَيْقظٍ iiحَلمْ |
ولـن يَـحْـلُـم اليقظانُ إلا وقد iiأتتْ | | عـلـى لُـبِّـه دهـيـاءُ هائلةُ iiالفَقَمْ |
وأمـا الـسـمـواتُ العلى iiفتباشرتْ | | بـرُوحِـك لـمَّـا ضمَّها ذلك iiالمضمْ |
ومـا كـنـتِ إلا كـوكـباً كان iiبيننا | | فـبـان وأمـسـى بـين أشكاله iiنجمْ |
رأى الـمـسْـكَنَ العُلويّ أوْلى iiبِمِثْلِهِ | | فـودَّعَـنَـا جـادتْ مـعاهِدَهُ iiالرِّهَمْ |
تـأمَّـلْ خَـلـيلي في الكواكب iiكَوْكباً | | تـرفَّـع كـالـمصباح في ذِروةِ iiالعلمْ |
سـمـا عن سفال الأرض نحو iiسمائه | | فـكـشَّـفَ عـن آفاقها عاصبَ iiالقتمْ |
ولـم يـرَهُ الـراؤون من قبل iiموتها | | بـحـيـث بدا لا المُعْرِبون ولا iiالعَجَمْ |
وإنـي وقـد زودتـنـي مـنك iiلوعةً | | مُـحـالـفـةً لـلقلب ما أورق السَّلَمْ |
لـتُـسـلـيـنَني الأيام لا أن iiلوعتي | | ولا حَـزَنـي كالشيء يبْلى على iiالقِدَمْ |
سـأنْـثـو ثـنـاكِ الخيرَ لا iiمُتزيِّداً | | عـلـى ما جرى بين الصَّحيفة والقلمْ |
ومـا بـيَ قُـربـاكِ الـقـريبةُ iiإنه | | بـعـيـدٌ من الأحياءِ مَنْ سَكَنَ iiالرَّجمْ |
طـوى الـموتُ أسبابَ المحاباةِ iiبيننا | | فـلـسـتُ وإن أطـنـبتُ فيك بِمُتَّهَمْ |
لـعَـمْـري وعَمري بعدك الآن iiهَيّنٌ | | عـلـيَّ ولـكـنْ عـادةٌ عادها iiالقسمْ |
لـقـد فـجـعتْ منكِ الليالي iiنُفوسها | | بـمـحـيـيـةِ الأسحار حافظةِ iiالعتمْ |
ولـم تُـخـطـئِ الأيـام فيك فجيعةٌ | | بِـصـوَّامـةٍ فـيـهـنَّ طيَّبةِ iiالطِّعمْ |
وفـاتَ بـك الأيـتـامَ حِـصنُ كِنافةٍ | | دفـيءٌ عـلـيـهـم ليلةَ القُرِّ iiوالشَّبَمْ |
رجـعْـنـا وأفـردْنـاكِ غير iiفريدةٍ | | مـن الـبِرِّ والمعروفِ والخيرِ iiوالكرمْ |
فـلا تَـعـدمـي أُنْسَ المحلِّ iiفطالما | | عـكـفتِ وآنستِ المحاريبَ في iiالظُّلمْ |
كـسـتْ قـبـرَكَ الغُرُّ المباكيرُ حُلَّةً | | مُـفـوَّفـةً مـن صَنْعةِ الوبل iiوالدِّيمْ |
لـهـا أرجٌ بـعـد الـرُّقـادِ iiكـأنما | | يُـحـدِّثُ عـما فيكِ من طَيِّبِ iiالشِّيمْ |