البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : آخر أيام دعبل الخزاعي    كن أول من يقيّم
 زهير 
28 - يناير - 2007
قال العباسي في (معاهد التنصيص) المنشور على الوراق:
وكان دعبل قد قصد مالك بن طوق ومدحه فلم يرض ثوابه فخرج عنه وقال فيه من
السريع:
إنّ ابنَ طوْق وبني iiتغلب لو قُتلوا أو جُرِحُوا قصره
لم  يأخذوا من دية iiدرْهما يوماً ولا من أرْشِهِمْ iiبعْرَهْ
دمـاؤهم  ليْسَ لها iiطالبٌ مـطلولة  مِثْل دم iiالعذره
وجوهُهُم بيضٌ iiوأحسابهُمْ سـودٌ وفي آذانهمْ iiصفره
وقال فيه أيضاً من السريع:
سـألت  عنكم يا بني iiمالك في نازح الأرْضِينَ والدانيه
طـرّاً فلم نعرف لكم iiنسبة حـتى إذا قلتُ بني iiالزّانيهْ
قـالوا  فَدعْ داراً على يمنةٍ وتـلـكَ هـا دارُهُمُ iiثانيهْ
فبلغت الأبيات مالكاً، فطلبه، فهرب فأتى البصرة وعليه إسحاق بن العباس ابن محمد بن علي العباسي، وكان قد بلغه هجاء دعبل وعبد الله بن عيينة نزاراً فأما ابن عيينة فإنه هرب منه فلم يظهر بالبصرة طول أيامه، وأما دعبل فإنه حين دخل البصرة بعث إليه فقبض عليه، ودعا بالنطع والسيف ليضرب عنقه فحلف بالطلاق على جحدها وبكل يمين تبرئ
من الدم أنه لم يقلها، وأن عدواً له قالها- إما أبو سعد المخزومي أو غيره- ونسبها إليه ليغري بدمه، وجعل يتضرع إليه، ويقبل الأرض ويبكي بين يديه فرق له، فقال: أما إذا أعفيتك من القتل فلا بد أن أشهرك، ثم دعا له بالعصي فضربه حتى سلح، وأمر به فألقي على قفاه وفتح فمه، فرد سلحه فيه، والمقارع تأخذ رجليه، وهو يحلف أن لا يكف عنه حتى يستوفيه ويبلعه أو يقتله، فما رفعت عنه حتى بلع سلحه كله، ثم خلاه فهرب إلى الأهواز، وبعث مالك بن طوق رجلاً حصيفاً مقداماً وأعطاه سماً وأمره أن يغتاله كيف شاء، وأعطاه على ذلك عشرة آلاف درهم، فلم يزل يطلبه حتى وجده في قرية من نواحي السوس، فاغتاله في وقت من الأوقات بعد صلاة العتمة، فضرب ظهر قدمه بعكاز لها زج مسموم، فمات من الغد، ودفن بتلك القرية، وقيل: بل حمل إلى السوس فدفن فيها.
وكانت ولادته في سنة ثمان وأربعين ومائة. ووفاته في سنة ست وأربعين ومائتين.
ولما مات- وكان صديق البحتري، وكان أبو تمام قد مات قبله- رثاهما البحتري بقوله من
الكامل:
قدْ زادَ في كلفي وأوقدَ iiلوعتي مَثْوَى حبيب يوم مات ودعبلِ
أخويّ  لا تزلِ السماء iiمخيلةَ تـغشاكما  بسماء مزنٍ iiمُسْبلِ
جدثٌ على الأهواز يبعدُ iiدُونهُ مسرَى النعيِّ ورِمْةٌ iiبالموصلِ
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يموت حتف أنفه..    كن أول من يقيّم
 
كل الشكر لأستاذنا زهير على هذه القطعة الدالّة..هذا و إن الخبر كله إنما نقله العباسي عن الأغاني نقلا..و الحقيقة أن حياة دعبل و شعره لا يخلوان من المفارقات الغريبة  1- فهو شديد التشيع و مع ذلك فقد هجا الكميت الاسدي , نسيبه في الولاء لآل البيت , و صادق الشراة من الخوارج..2 - أن له ماضيا من الشطارة و التعرض للناس بالإيذاء في السكك , وقد قتل رجلا بسبب ذلك..  3 - لم يسلم من لسانه أحد من أدباء وقته..4 - سمع الجاحظ دعبلا يقول"مكثت نحو ستين سنة ليس من يوم ذر شارقه إلا و أنا أقول فيه شعرا " و مع ذلك أضيع شعره فلم تبق منه  إلا أثارة..5 - أن مثله لا يموت حتف أنفه ( في خبر أورده صاحب الاغاني )... 
*نور الدين
28 - يناير - 2007
دعبل والولاء    كن أول من يقيّم
 
تحية وبعد ..
أليس مكان هذا هو مجلس الأدب العربي أو دوحة الشعر يا أستاذ زهير ?.أم ترى تاريخ الأدب من التاريخ?.
لقد صنع أستاذنا عبد الكريم الأشتر ديوان (دعبل الخزاعي) وكتب على الديوان (صنعة عبد الكريم الأشتر) كما كان يفعل بعض الأقدمين فلم يكن لدعبل ديوان شعر مجموع من قبل .. ولهذا فقد كان الأشتر يحب دعبلا حبا جما .. وفي امتحان الأدب العباسي كان سؤال الأدب في زمني بهذا المعنى: ( ليس الشر في نفس دعبل إلا بمقدار ما هو في كل نفس بشرية ) فخالفته تماما ، وبشرني زملائي بالرسوب فكان العكس .. وأذكر مما كتبت: إن الله فطر الإنسان على الخير لا على الشر ، والنفس مفطورة على حب من أحسن إليها ، أما دعبل فهو على العكس تماما ، إنه يسيء لمن أحسن إليه ، فالشر في نفسه هو شر لا نجد له مثيلا عند غيره .. وهو فوق ذلك لا ولاء له لا لمذهب ولا لقبيلة ولا لمحسن إليه .. أما المذهب فقد ذكر الأخ نور الدين آنفا وهو ما ذكرته في الامتحان من أمر هجاء دعبل للكميت وهما من شيعة آل البيت رضي الله عنهم ، فلم تشفع له عنده وشيجة آل البيت . وألأما الولاء للقبيلة ، فقد ذهب إلى المطلب الخزاعي ، وهو من قبيلته ، وكان واليا على مصر ، فلما أبطأ الحاجب في إدخاله غضب وطلب من المطلب قتله ، ولكنه أبى ، ثم طلب من المطلب ولاية ، فولاه (أسوان) فلما ذهب إليها وجدها بعيدة جدا ، فرجع عنها وغادر وهو يهجو المطلب وخزاعة في قصيدته التي منها :
يقول لأصحابه في الوغى إذا انهزموا عجلوا iiعجلوا
فـأنـت لأولـهـم iiآخر وأنـت  لآخـرهـم أول
وأما من أحسن إليه ، فقد أحسن إليه هارون الرشيد فمدحه ، حتى إذا مات الرشيد انقلب يهجوه ويذمه ..
ولا أدري اليوم إن كان ما سبق لي أن ذكرته صحيحا ..فلقد طال بيني وبينه العهد..مع تحياتي ..
*داوود
24 - فبراير - 2007