دعبل والولاء كن أول من يقيّم
تحية وبعد .. أليس مكان هذا هو مجلس الأدب العربي أو دوحة الشعر يا أستاذ زهير ?.أم ترى تاريخ الأدب من التاريخ?. لقد صنع أستاذنا عبد الكريم الأشتر ديوان (دعبل الخزاعي) وكتب على الديوان (صنعة عبد الكريم الأشتر) كما كان يفعل بعض الأقدمين فلم يكن لدعبل ديوان شعر مجموع من قبل .. ولهذا فقد كان الأشتر يحب دعبلا حبا جما .. وفي امتحان الأدب العباسي كان سؤال الأدب في زمني بهذا المعنى: ( ليس الشر في نفس دعبل إلا بمقدار ما هو في كل نفس بشرية ) فخالفته تماما ، وبشرني زملائي بالرسوب فكان العكس .. وأذكر مما كتبت: إن الله فطر الإنسان على الخير لا على الشر ، والنفس مفطورة على حب من أحسن إليها ، أما دعبل فهو على العكس تماما ، إنه يسيء لمن أحسن إليه ، فالشر في نفسه هو شر لا نجد له مثيلا عند غيره .. وهو فوق ذلك لا ولاء له لا لمذهب ولا لقبيلة ولا لمحسن إليه .. أما المذهب فقد ذكر الأخ نور الدين آنفا وهو ما ذكرته في الامتحان من أمر هجاء دعبل للكميت وهما من شيعة آل البيت رضي الله عنهم ، فلم تشفع له عنده وشيجة آل البيت . وألأما الولاء للقبيلة ، فقد ذهب إلى المطلب الخزاعي ، وهو من قبيلته ، وكان واليا على مصر ، فلما أبطأ الحاجب في إدخاله غضب وطلب من المطلب قتله ، ولكنه أبى ، ثم طلب من المطلب ولاية ، فولاه (أسوان) فلما ذهب إليها وجدها بعيدة جدا ، فرجع عنها وغادر وهو يهجو المطلب وخزاعة في قصيدته التي منها : يقول لأصحابه في الوغى | | إذا انهزموا عجلوا iiعجلوا | فـأنـت لأولـهـم iiآخر | | وأنـت لآخـرهـم أول | وأما من أحسن إليه ، فقد أحسن إليه هارون الرشيد فمدحه ، حتى إذا مات الرشيد انقلب يهجوه ويذمه .. ولا أدري اليوم إن كان ما سبق لي أن ذكرته صحيحا ..فلقد طال بيني وبينه العهد..مع تحياتي .. |