القراءة لذَّة كن أول من يقيّم
إذا أردنا الدخول في التحديد المعجميِّ للقراءة، وصلنا إلى مصادر ومراجع كثيرة، وآراء مختلفة، لا أظنُّ الموضوع وضِع للبحث فيها بالأساس، إذ إنَّ أيَّ باحث يستطيع الحصول على المعلومات من أيِّ معجم متاح، والكثير منها يمنحنا إيَّاه الورَّاق مجَّانًا. أمَّا عن قيمة القراءة، أو رأيي بالقراءة، فأنا أجدها لذَّةً، ونوعًا محبَّبًا من الإدمان، إدمانًا على تدريب العقل، والروح، والفكر. أليس غريبًا أنَّ الأديان الثلاثة تعمد القراءة أساسًا في عباداتها? أليس غريبًا أنَّ الإنسان القارئ يعيش أطول من غير القارئ? أو على الأقلِّ بلا أمراضٍ خطرة? أليس غريبًا أنَّ القارئ يدمن القراءة شيئًا فشيئًا، ويصل إلى مرحلة يصبح فيها الكتاب رفيقه خلال ثلث اليوم أو أكثر? في رأيي، إنَّ القراءة لذَّة مقدَّسة، وإدمان محلَّل، والبديل الصالح للَّذات الجسديَّة، في كلِّ عصر، وكلِّ مكان. أمَّا عن الرسول، فهو لم يكن في حاجة إلى القراءة، الله بعظمته كان قريبًا منه، بحسب ما يقول المسلمون، ولا لذَّة أعظم من رؤية وجه الله العظيم، ولا أحد يحتاج إلى معلومات طالما الله قربه، يوجِّهه، ويأمره، ويُعلِمُه. |