يدل الزهد في شعر أحمد بن عبدربه على صدقه وعمق احساسه فهو ليس مجرد أبيات أو مقطوعات قالها معبرآ عن هموم شيخوخته واسترخاص دنياه.... وإنما كان للرجل مذهب فريد في هذا الضرب من الشعر. فقد أنشا العديد من القصائد أطلق عليها الممحصات, وذلك أنه محص شعر شبابه بأن نقض كل قطعة قالها من هناك في صباه في الصبابه والغزل بقطعة أخرى من بحرها وقافيتها في المواعظ, وهو مذهب لم يسبق اليه احد في مثل تلك الصوره. وإذا كان لنا أن نتمثل لهذا النوع من شعر عبد ربه فهذه مقطوعة قالها في بعض من احب وكان أزمع على الرحيل في غداة بعينها فاتت السماء في تلك الغداة بمطر غزير حالت دون رحيل ذلك الذي أحب فكتب يقول: هلا أبتكرت لبينٍ أنت مبتكرُ? هيهات ! يأبى عليك الله والقدرُ مازلت أبكي حذار البين ملتهفآ حتى رثى لي فيك الريح والمطرُ يابرده من حيا مزن على كبر نيرانها بغليل الشوق تستعرُ آليت ألا أرى شمس ولا قمرآ حتى أراك فأنت الشمس والقمرُ فكتب في شيخوخته ممحصه لهذه القصيده الغزليه ملؤها المواعظ وفيضها الزهد. يقول: يا قادرى ليس يعفو حين يقتدر ماذا الذي بعد شيب الرأس تنتظرُ عاين بقلبك أن العين غافلة عن الحقيقة وأعلم أنها سقرُ سوداء تزمع من غيض أذا سعرت للظالمين فماتبقي ولا تذرُ لو لم يكن لك غير الموت موعظة لكان فيك عن اللذات مزدجرُ أنت المقول له ما قلت مبتدئآ هلا ابتكرت لبين أنت مبتكرُ المرجع / (معجم الادباء) أخيرآ أرجو من قرّاء الوراق ممن لهم الخبره الادبيه أن يفيدونني ويزيدونني بممحصات لأحمد بن عبد ربه. شاكره لكم سعيكم. |