على الرحب والسعة ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
غمرتمونا بلطفكم يا نورس البحار، ولا أرى دخول صديق على الوراق أشبه بدخول الأستاذ سعيد غير دخولكم هذا المليء بالحب والأدب وشلالات الورد والذهب ، وأما بخصوص كتاب عبقرية الشريف الرضي فهو في جزئين، في مجلد واحد، وقد ذكر ما أشرت إليه في الجزء الأول (ص 107) من طبعة المكتبة العصرية للطباعة والنشر: صيدا ، بيروت. بلا تاريخ، إلا أن في ختام الجزء الأول كلمة للمرحوم زكي مبارك أمضاها بهذا التوقيع: مصر الجديدة في الثامن من صفر سنة 1359هـ.
ومما حكاه (ص 109) أن الشريف نظم داليته وسنه فوق العشر بقليل، وهي الدالية التي أولها:
نصافي المعالي والزمان معاندُ |
|
ونـنهض بالآمال والجد iiقاعدُ |
قال: نظمها وهو في لفح العبارة القاسية التي فاه بها المطهر بن المطهر بن عبد الله وزير عضد الدولة حين اعتقل والده... وكان المنتظر أن تكون هذه القصيدة ضعيفة لأنها من نسج شاعر طفل، ولكن قسوة الحوادث أمدت الطفل بعقل الكهول وأضافته إلى فحول الشعراء، وتقع القصيدة في ثمانية وسبعين بيتا...إلخ)
ثم راح يعدد هذه القصائد التي قالها في أبيه، فقال: وهناك قصائد بلا تاريخ، منها:
رأيت المنى نهزة iiالثائر |
|
وسهم العلا في يد القامر |
وقصيدة
أما ذُعرت بنا بقر iiالخدور |
|
وغزلان المنازل والقصور |
وقصيدة:
بـلاء القلب iiناظره |
|
وأنجى الناس كاسره |
وقصيدة
شـيـمـي لـحاظك عنا ظبية الخمر |
|
ليس الصبا اليوم من شأني ولا وطري |
وقصيدة
لاتـرقـدن عـلى iiالأذى |
|
واعزم كما عزم ابن موسى |
وقصيدة
وفـى بـمواعيد الخليط iiوأخلفوا |
|
وكم وعدوا القلب المعنى ولم يفوا |
وقصيدة
بيني وبين الصوارم iiالهممُ |
|
لا ساعد في الوغى ولا قدمُ |
وقصيدة
بمجال عزمي يملأ الملوان |
|
وتضل فيه بوائق iiالأزمان |
وقصيدة
من لي برعبلة من البزل |
|
ترمي إليك معاقد iiالرحل | .
ثم راح يسمي القصائد المؤرخة، ومنها ثلاث قصائد مؤرخة سنة 374هـ
وهي:
إذا احتبى بالعشب iiالوادي |
|
وانحل فيه الواكف الغادي |
وقصيدة
بـغـير شفيع نال عفو iiالمقادر |
|
أخو المجد لا مستنصرا بالمعاذر |
وقصيدة
زَمانَ الهَوى ما أَنتَ لي بِزَمانِ |
|
وَلا لَـكَ مِن قَلبي أَعَزُّ iiمَكانِ |
قال: وفي سنة 375 نظم الشريف ثلاث قصائد، الأولى:
يا دار ما طربت إليك النوق |
|
إلا وربـعك شائق ومشوق |
والثانية:
وقفٌ على العبرات هذا الناظرُ |
|
وكـفـاه سـقما أنه بك iiساهرُ |
والثالثة:
من الظلم أن نتعاطى الخمارا |
|
وقـد سـلبتنا الهموم iiالعقارا |
قال (ص115): (ثم يطلع البدر بعد طول الاحتجاب، ويرى الفتى أباه في بغداد سنة 376هـ ولكن كيف رآه، رآه شاحب اللون هزيل الجسم، قد نالت منه ظلمات الاعتقال، فيتمثله في حالين: حال البؤس وحال النعيم، وتزيده أخيلة الماضي المحزن تعلقا بذلك الشيخ الجليل الذي يعود إلى وطنه عود الجراز المفلول. ولا يعلم إلا الله كيف خفق قلب ذلك الفتى حين رأى أباه، فقد كان لا يزال طفلا، وكانت المعاني السود والبيض تلذع قلبه لذعا عنيفا، والعواطف العاصفة لا يعرفها غير الأطفال. ولكن قصيدته في استقبال أبيه تدلنا على بعض ما جاش في صدره من المعاني، ولننظر كيف يقول:
طـلوع هداه إلينا المغيب |
|
ويوم تمزق عنه الخطوب | |