ابحث من غير كلل يا أخي. كن أول من يقيّم
هذا البيت قديم، وقد ذكر في غير ما كتاب، ولا يعرف له قائل على وجه التحديد، ولك أخي أن تبحث في مكتبة الوراق بأن تضع طرفا من البيت في البحث فيعطيك بعض الكتب القديمة التي ذكرته، وقد ذكره منسوبا ياقوت الحموي في معجم الأدباء، نسبه لأبي الحكم الإشبيلي دفين مراكش بلفظ: لئن غبت عن عيني وشط بك النوى *** فأنت بقلبي حاضر وقريب خيالك في وهمي وذكرك في فمي *** ومثواك في قلبي فأين تغيب? وممن ذكره غير منسوب: المناوي في فيض القدير (2 / 138) بلفظ: خيالك في عيني وذكرك في فمي *** ومثواك في قلبي فأين تغيب وذكره الأبشيهي في المستطرف بلفظ: خيالك في عيني وذكرك في فمي *** ومثواك في قلبي فأين تغيب وهو بهذا اللفظ في ديوان الصبابة لابن أبي حجلة، وتزيين الأسواق لداود الأنطاكي، وجاء في البديع في نقد الشعر لأسامة بن منقذ بلفظ: وفي أربعٍ مني حلتْ منكَ أربعٌ *** فلستُ بناسيهنّ في البعدِ والقرب خيالك في عيني، وذكرك في فمي *** ولفظك في سمعي، وحبك في قلبي وبعض الكتب خاصة تلك التي تعتني بتراجم الصوفية، تذكر هذا البيت في قصة للشبلي مع رجل مجنون يتبعه الصبيان، حيث سمعه يذكر هذا البيت، ذُكرت في مواضع عدة. أما البارودي فإنه إنما اقتبس المعنى من هذا البيت كما هو صنيع الشعراء في كثير من أشعارهم، وهو أمر محمود على كل حال، ولك أخي أن تبحث على هذه الشاكلة، فلرُبما وجدت ضالتك وهذا شيء من الأثر بين يديك فتتبعه تنل ما تُريد إنشاء الله. |