 | تعليقات | الكاتب | تاريخ النشر |  | مصطفى عبدالرازق0000 رائد الفلسفة الإسلامية كن أول من يقيّم
مصطفى عبد الرازق رائد الفلسفة الإسلامية | (في ذكرى وفاة منشئها: 24 من ربيع الأول 1366هـ) | | أحمد تمام |  | الشيخ مصطفى عبد الرازق | يعد الشيخ مصطفى عبد الرازق رائد الدرس الفلسفي في مصر المعاصرة، وأول أستاذ جامعي يقوم بتدريس الفلسفة الإسلامية من وجهة نظر إسلامية خالصة، حيث كانت تدرس من قبل في الجامعة المصرية من خلال الدرس الاستشراقي الذي ربط الفلسفة الإسلامية بالتراث اليوناني، وأنكر أي دور للعقل المسلم في تطوير الفكر الفلسفي عامة. قدم الشيخ مصطفى عبد الرازق رؤية جديدة، تقوم على تلمس نشأة التفكير الإسلامي الفلسفي في كتابات المسلمين أنفسهم قبل أن يتصلوا بالفلسفة اليونانية ويدرسوها دراسة وافية، ودعا إلى تدريس علم الكلام والتصوف في أقسام الفلسفة، وإلى البحث عن أوجه الأصالة والابتكار في الفلسفة الإسلامية. ورأى أن الاجتهاد بالرأي هو بداية النظر العقلي؛ ومن ثم فإن علم أصول الفقه ليس ضعيف الصلة بالفلسفة، ومباحث أصول الفقه تكاد تكون في جملتها من جنس المباحث التي يتناولها علم أصول العقائد الذي هو علم الكلام. ومنذ أن أعلن مصطفى عبد الرازق عن دعوته التجديدية وإلى دراسة الفلسفة الإسلامية في مظانها الحقيقية، سارع تلاميذه إلى إحياء الفكر الفلسفي الإسلامي. سليل أسرة عريقة ومصطفى عبد الرازق صاحب هذه المدرسة، سليل أسرة عريقة، اشتهر كثير من أبنائها بخدمة القضية الوطنية المصرية، ولد سنة (1305هـ=1888م) في قرية "أبو جرج" التابعة لمركز بني مزار بمحافظة المنيا بصعيد مصر، ونشأ في كنف أبيه حسن عبد الرازق الذي كان عضوا بالمجالس شبه النيابية التي عرفتها مصر منذ عصر الخديوي إسماعيل. قضى طفولته في قريته، حيث تعلم مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، ثم انتقل وهو في العاشرة إلى القاهرة، والتحق بالأزهر ليحصل العلوم الشرعية واللغوية، حيث درس الفقه الشافعي، وعلوم البلاغة والمنطق والأدب والعروض والنحو وغيرها. وبدأ يتردد منذ سنة (1321هـ=1903م) على دروس الإمام محمد عبده في الرواق العباسي، وكان يقوم بتفسير القرآن الكريم، ويشرح كتابي أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني. وقد تأثر التلميذ بشيخه وبأفكاره الإصلاحية، وتوثقت الصلة بينهما، وصار من خاصة تلاميذه وأقربهم إليه، على الرغم من قصر المدة الذي اتصل فيها بشيخه الكبير. وقد ظل وفيا له، ولم يترك الحديث عن جهاده تأليفا ومحاضرة وتدريسا وكتابة في الصحف عن سيرة الإمام وآثاره، ووجهته في الإصلاح حين دعا إلى التوفيق بين العقل والنقل، وإلى تحرير العقل من التقليد؛ لأن النظر العقلي هو أساس الإيمان الصحيح. كما اتصل بعدد من كبار علماء الأزهر، فدرس أصول الفقه على الشيخ أبي الفضل الجيزاوي، والمنطق على الشيخ حسنين مخلوف وأحمد أبو خطوة، ومن شيوخه أيضا: بسيوني عسل، ومحمد حسنين البولاقي، ومحمد الحلبي، وغيرهم. الأزهري في باريس وبعد حصوله على العالمية سنة (1326هـ=1908م) بدأ حياته العامة، وأبدى اهتماما بالمشاركة في الجمعيات العلمية والأدبية، كالجمعية الأزهرية التي أنشأها محمد عبده، واختير مصطفى عبد الرازق رئيسا لها. وكانت هذه الجمعية تجتمع لدراسة إصلاح التعليم في الأزهر. ثم بدا له أن يسافر في سنة (1329هـ=1911م) إلى باريس؛ لاستكمال دراسته العليا، والوقوف على الثقافة الغربية ومعرفة ينابيعها، فالتحق بجامعة السربون لدراسة اللغة الفرنسية، وحضر دروس الفلسفة، ودرس الاجتماع على يد دوركايم، وتلقى دروسا في الأدب وتاريخه، ثم تحول إلى جامعة ليون ليدرس أصول الشريعة الإسلامية على أستاذه إدوارد لامبير، وفي أثناء إقامته هناك أعد أطروحته لنيل درجة الدكتوراة وكانت بعنوان "الإمام الشافعي أكبر مشرعي الإسلام ". وبعد قيام الحرب العالمية الأولى عاد مع زملائه المصريين الذين كانوا يدرسون في أوربا سنة (1322هـ=1914م). على ضفاف السياسة وبعد عودته إلى القاهرة عين في سنة (1332هـ=1915م) موظفا في المجلس الأعلى للأزهر، ثم لم يلبث أن ترقى إلى وظيفة سكرتير المجلس، ثم انتقل إلى القضاء الشرعي سنة (1338هـ=1920م)؛ حيث عمل مفتشا بالمحاكم الشرعية، ثم اشترك مع أقطاب أسرته في تأسيس حزب الأحرار الدستوريين (1341هـ=1922م)، وإن لم يندمج هو في أنشطة الحزب السياسية اندماجا كبيرا بسبب طبيعته الهادئة وميله إلى الفكر والأدب، واكتفى بنشر مقالاته الأدبية والاجتماعية والدينية في صحيفة الحزب المعروفة باسم "السياسة". وحين صارت الجامعة الأهلية في مصر جامعة حكومية انتقل إليها في سنة (1346هـ=1927م) أستاذا مساعدا للفلسفة بكلية الآداب، وكان أول أستاذ مصري يلقي محاضرات في الفلسفة الإسلامية بالجامعة المصرية. ثم اختير وزيرا للأوقاف عدة مرات (1356-1363هـ=1937-1944م)، فكان أول شيخ أزهري يتولى الوزارة في مصر، ومُنح لقب الباشاوية، ولكنه آثر عليه لقب شيخ، ولم يخلع عمامته طوال حياته. وفي (22 من المحرم سنة 1365هـ= 27 من ديسمبر 1945م) عين شيخا للأزهر خلفا للشيخ المراغي، غير أن مشيخته لم تطل؛ حيث توفى في (24 من ربيع الأول 1366هـ= 15 من فبراير 1947م). رائد الفكر الفلسفي الإسلامي الحديث كان عمل الشيخ مصطفى عبد الرازق أستاذا للفلسفة الإسلامية نقطة تحول في تاريخ الدرس الفلسفي الإسلامي في مصر؛ حيث قدم تصورا خاصا في نشأة الفكر الفلسفي الإسلامي لم يُسبق إليه، وكانت الفلسفة الإسلامية تدرس على نحو يميل إلى النظر الغربي، حيث اتهمت بعدم الدقة والأصالة، والعجز عن الابتكار، وبأنها ليست إلا محاكاة للفلسفة اليونانية، وأنها اختصار سيئ قام به مترجمون غير جيدين للفكر اليوناني القديم. وقد جحد غالبية الباحثين الأوربيين وبعض الكتاب المحدثين من المسلمين، الفكر الإسلامي كل جديد وإبداع، وأعلنوا أن الفلسفة الإسلامية هي فلسفة الكندي والفارابي وابن طفيل وابن باجة وابن رشد، وهي الطائفة التي عرفت باسم فلاسفة الإسلام. وحاول هؤلاء أن يبينوا التطابق التام بين ما يسمى لديهم فلسفة إسلامية والفلسفة اليونانية، وأن يردوا الأولى إلى الثانية، مع تفصيلات جزئية. وهؤلاء حصروا الفكر الإسلامي في دائرة واحدة لم يتخطوها وهي الفلسفة الإسلامية على طريقة اليونان، وأغفلوا جوانب أخرى أصيلة لم يلتفتوا إليها سواء عن عمد أو غير عمد، وهذه الجوانب هي ما حاول الشيخ مصطفى عبد الرازق أن يكشف عنها، ويبرز ما فيها من جدة وابتكار وأصالة وإبداع، من خلال دراسة الفلسفة الإسلامية في مظانها الحقيقية، وفي كتابات المسلمين الأصيلة، ودحضه لمزاعم المستشرقين -وعلى رأسهم رينان- من أن العقل الإسلامي من الناحية البيولوجية غير قادر على إنتاج فلسفة يعتد بها؛ لأنه يميل إلى البساطة والوحدة ويرفض التعدد والتركيب، ودحض الشيخ عبد الرازق هذا، مؤكدا على المكانة الرفيعة التي يتبوأها العقل في الإسلام، من خلال دراسته للنظر العقلي في الفكر الإسلامي، مدعما بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وتحليله لمكانة الرأي في الفكر الإسلامي. المدرسة وتلاميذها وقد تأثر بأفكار الشيخ مصطفى عبد الرازق نفرٌ كريم من تلاميذه، فاستكملوا ما بدأه، وقدموا دراسات جديدة تكشف عن جوانب أصيلة في الفكر الفلسفي، فكشف تلميذه محمود الخضيري عن ملامح الفلسفة الإسلامية الحقيقية في عصورها المختلفة. وكتب محمد مصطفى حلمي عن الحياة الروحية في الإسلام، وانبثاقها في جوهرها عن الدين الحنيف وحده، ووضع دراسة ضافية عن فلسفة الحب الإلهي لدى عمر بن الفارض المعروف بسلطان العاشقين، وقد ملأت كتاباته في التصوف فجوة كبيرة في تاريخ الفلسفة الإسلامية. وقدم محمد عبد الهادي أبو ريدة دراسة رائدة عن المعتزلة متمثلة في فكر إبراهيم بن سيار النظام، وأثبت أن لهذا الشيخ الكبير من شيوخ المعتزلة فلسفة أصيلة تجعله من الرعيل الأول من فلاسفة الدنيا. وقدم علي سامي النشار كتابا حافلا بعنوان "مناهج البحث عند مفكري الإسلام ونقد المسلمين للمنطق الأرسططاليسي"، رد فيه على مؤرخي المنطق وعلم مناهج البحث الذين ينكرون أن يكون للمسلمين مكانة مبدعة في نطاق علم مناهج البحث، وأنهم أخذوا بالمنطق اليوناني واعتبروه منهجا لأبحاثهم. وأثبت عدم قبول المفكرين المسلمين لمنطق أرسطو ومحاربتهم له، وأنهم وضعوا المنطق الاستقرائي كاملا، وهو المنهج التجريبي، وأن هناك وثائق عدة تثبت أن المسلمين استخدموا طرق التحقيق التجريبية في دراستهم للطب والعلوم الطبيعية والكيميائية والفلكية والنباتية، وأن هذا المنهج قد وصل إلى أوربا واستفاد منه علماؤها ونسبوه إلى أنفسهم، وكان سببا في إقامتهم حضارة إنسانية وعلم حقيقي. وللنشار دراسة وافية في ثلاثة أجزاء بعنوان "نشأة التفكير الفلسفي في الإسلام" تتبع فيها نشأة ذلك الفكر وأسس بنائه. وإلى جانب هؤلاء أسهم عدد كبير آخر من تلامذة مصطفى عبد الرازق في مجالات الفلسفة، يأتي في مقدمتهم: عثمان أمين، وتوفيق الطويل، وأحمد فؤاد الأهواني. ولم تكن تلك المدرسة وحدها تقوم بهذا التفسير الحضاري للفلسفة الإسلامية، بل تكونت مدرسة أخرى في دار العلوم تعنى بالمدرسة العقلية الإسلامية على يد العالم الكبير محمود قاسم الذي نشر أبحاثا فياضة عن ابن رشد بالعربية والفرنسية، ورأى أنه يعبر عن روح الفلسفة الإسلامية وأصالتها، وأنه لم يتابع أرسطو متابعة الأعمى، وبيّن أثر ابن رشد في فيلسوف المسيحية توماس الإكويني، وكذلك قامت في الأزهر مدرسة حمل لواءها الدكتور عبد الحليم محمود، ومحمد عبد الرحمن بيصار. وقد تابع هذا الجيل من الرواد جيلٌ آخر يقف في طليعته عمار الطالبي بأبحاثه عن الخوارج وعن ابن العربي وعبد الحميد بن باديس، ومحمد رشاد سالم ببحوثه عن ابن تيمية، وأحمد صبحي بدراساته عن علم الكلام وعلم الأخلاق عند المسلمين، وعبد القادر محمود بمباحثه عن الإمامية وتاريخ التصوف، وفوقية حسين بكتاباتها عن الجويني، وحسن الشافعي ببحوثه عن الآمدي. مؤلفات مصطفى عبد الرازق وقد ترك الشيخ عددا من المؤلفات، فكتب دراسة صغيرة أدبية عن البهاء زهير الشاعر المعروف، ونشرت سنة (1349هـ=1930م)، وأصدر كتابه "تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية" سنة (1363هـ=1944م) وهو أشهر كتبه وأهمها. وله أيضا: - كتاب "فيلسوف العرب والمعلم الثاني" تناول فيه فلسفة كل من الكندي والفارابي، وصدر سنة (1364هـ=1945م). - وكتاب "الإمام الشافعي"، وصدر ضمن سلسلة أعلام الإسلام سنة (1364هـ=1945م). -وكتاب "الشيخ محمد عبده"، ونشره في سنة (1365هـ=1946م)، وهو يجمع مقالاته ودراساته عن أستاذه، وركز فيه على الجانب الإصلاحي والفلسفي من حياة الإمام، كما قام بترجمة "رسالة التوحيد" لمحمد عبده إلى الفرنسية بالاشتراك مع برنارد ميشيل. -وقد جمع أخوه الشيخ علي عبد الرازق مجموعة من مقالاته التي نشرها في الجرائد والمجلات في كتاب تحت عنوان "من آثار مصطفى عبد الرازق" مع مقدمة لطه حسين، وصدر في سنة (1377هـ=1957م). وقد حظي الشيخ مصطفى عبد الرازق بتقدير الهيئات والمجامع العلمية، فاختير عضوا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، كما تناول فكره عدد من الدراسات والأطروحات العلمية. من مصادر الدراسة: -
-علي عبد الرازق: من آثار مصطفى عبد الرازق- دار المعارف- القاهرة- 1957م. -
- علي عبد الفتاح أحمد: المفكر الإسلامي مصطفى عبد الرازق- دار المعارف-القاهرة- 1985م. -
- علي عبد العظيم: مشيخة الأزهر- الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية- القاهرة- 1398هـ=1978م -
- عثمان أمين: رائد الفكر المصري محمد عبده- مكتبة النهضة المصرية- القاهرة- 1955م. -
-علي سامي النشار: نشأة الفكر الفلسفي الإسلامي- دار المعارف- القاهرة- 1981م. | موقع إسلام أون لاين | *عبدالرؤوف النويهى | 29 - يناير - 2007 |  | تنكر كن أول من يقيّم
تناهى إلى مسامع الضابط خبر محير عن الفلاح, هو أنه ظل واقفا في سوق القرية لمدة عشرة أيام متواصلة, دون أن يكلم أحدا, شاخصا ببصره إلى السماء في حزن وكأنه يودع روحه في الأعالي؛ البعض فسر ذلك بأن حالته النفسية صعبة جدا, والبعض الآخر أكد أنه في كامل قواه العقلية لكنه يمارس رياضة اليوجا.
قرر الضابط أن يستطلع الخبر بنفسه, فتنكر في شكل فلاح, وارتدى "جلابية" فضفاضة, ولبس فوق رأسه "طاقية" كادت لفرط إحكامها أن تطبق على أنفاس شعره, وأن تلامس حاجبيه؛ ودخل على الفلاح في داره الجديدة وقد وجده مستلقيا على ظهره رافعا قدماه على "المخدة" كي يزيل عنها عناء الوقوف عشرة أيام؛ فقال له الضابط المتنكر في شكل فلاح:
- السلام عليكم أيها الفلاح.
- وعليكم السلام أيها الضيف.
- سمعت أنك وقفت في سوق القرية لمده عشرة أيام, فقلت: لعل في ذلك خيرا, فلا يفوتني, فجئت استطلع الخبر.
- نعم لقد فعلت ذلك.
- ولم ?
- حِدَاداً على روح الإمام "محمد عبده", والشيخ "مصطفى".
- ولم هما بالتحديد, لقد أثرت فضولي?
- تضامناً مع الأستاذ النويهي.
- ولماذا تتضامن مع الأستاذ النويهي بالتحديد?
- لأنه نصير الضعفا إلِّلى زَيِّنا, لم يعجبه فِعلة الرجل بتاع "السرمدية", فقرر أن يَحُطُّه في دماغه, فنصب له كمينا, وأرخى له الحبل, وقال له: "أنا غلبان وماليش في الفلسفة", صاحبنا بتاع السرمدية فرح, وهات يا حكاوي.. هات يا حكاوي, مش واخد باله إن النويهي محامي "دؤرم" وعارف النملة مخبيَّة عِيالها فين, راح النويهي مِغَفِّلُه ومناوله السؤال المتين, وقال له : "حان الآن الذي تعرض لنا فيه الفكر السرمدي", صاحبنا خد السؤال وأُغمى عليه.
- ينصر دينك يا "نويهي".
- بس إلِّلي محيرني ومطَيَّر النوم من عيني: النويهي يقول له: حان (الآن).. فماذا كان يفعل (قبل ذلك) بتاع السرمدية ? كان بيجرب الـ "كيه بورد" ? ولَّا كان بيعلَّق على ماتش كورة بين "شيكو شلوفاكيا" و"الزرابيل" ? والله حاجة تحير.
- مين الـ "زرابيل" دول?
- بتوع البُنّ.
- آه.. البرازيل.
- وبعد ما صاحبنا أغمى عليه قام يحكي تاني راح النويهي مناوله بالضربة القاضية, وقال له : "هات لنا (لِسْتَة) بالأسماء الثلاثية للعلما إللي ما كانوش بيجلسوا مع السلاطين, وأمام اسم كل عالم اسم السلطان إللي ما كانش بيجلس معاه", صاحبنا خد السؤال و(فرفر), وأخذ يبحث في كل الكتب فلم يجد عالما إلا واتضح في النهاية أنه كان من شلة السلطان .
- يخليك لينا يا "نويهي".
- مش كدة وبس, لقد قال له: "إننا لم نر في التاريخ غير الطغيان".
- لكن إزاي التاريخ الإسلامي كله طغيان, وفي نفس الوقت كل العُلما إللي فيه صُحْبَجِية للسلطان? على من سيطغى السلطان إذا.
- قصدك إيه يعني.
- يعني أحمد ابن حنبل السلطان ضربه.. كده عرفنا إن فيه طغيان.. منين عرفنا إن أحمد ابن حنبل كان من شلة الخليفة? ماهو إما يكون في طغيان.. ومافيش مجالسة, وإما فيه مجالسة ومافيش طغيان. لكن الإثنين مع بعض!!
- حتما ولا بد كان فيه طغيان ومجالسة, وإلا فلم لم يأت بـ"لِسْتة" الأسماء?
- يعني هايسيب أصل الموضوع ويقعد يحكي قصص عن العُلَما والخُلَفا, ما إللي عاوز يسمع حكاوي يقرأ كتب التاريخ, ولَّا هو فاضي للحكاوي! ماهو لو كان فاضي للحكاوي كان يروح موقع "حكاوي. دوت. كوم". | *يحيي رفاعي سرور | 12 - فبراير - 2007 |  | تابع تنكر كن أول من يقيّم
الفلاح: المهم, عم "هشام" شم خبر إن صاحبنا بتاع السرمدية مزنوق, والدور ليس فيه غير ثلاث أو أربع نقلات, وهو معه الوزير والحصانين, وصاحبنا ليس معه غير كام عسكري.. وهربوا منه كمان وسابوه لوحده, فقال له: "يا حلو بانِتْ لِبِّتَك.. لمَّا ذابت قِشرتك".. أنت عاوز تكفَّر حكَّامنا بالفكر بتاعك. ياخي ده بعدك.. عمرهم ما هايكفروا.
الضابط المتنكر في شكل فلاح: ده كلام يا ناس! يكفر الحكام بتوعنا ? إزاي ? إذا كان هما إللي وحِّدِوا الأديان.
- إزاي وحدوا الأديان?
- خلوا المسلم كفر والمسيحي كفر واليهودي كفر.
- (ضاحكا).. : إن دمك لخفيف أيها الضيف, والله لازم تتغدى عندي.. سوف أذبح لك الوزة.
- لا مش هاقدر... أنا معزوم على أختها في طنطا.
- ياعم كل .. بتوع طنطا بيفتعلوا مشاكل مع الضيوف عشان يفشكلوا العزايم.
- المهم , إحكي لي إيه إللي حصل تاني.
- بعد كدة جت المصيبة إللي طبِّلِت على دماغ صاحبنا, عندما رأيت "هشام" و"النويهي" يفعلون كل ذلك لأجل خاطري, قلت في نفسي: ليس أقل من المشاركة بأي دور؛ وفعلاً.. اتصلت بالباشا السويسري كبير الوراق, على الموباين بتاعه.
- قصدك السويدي.
- أيوة.
- هو رقم الموباين بتاعه معاك?
- طبعاً... قال: آلو... قلت له: آلو... قال لي: ماذا تريد أيها الفلاح?
- هو يعرف منين إنك أنت إللي إتصلت?
- ماهو مِسَيِّفْ رقمي عنده.
- يا حلاوتك يا ابن بلدي يا مشرَّفني.
- قلت له: شوف يا باشا, يا أنا يا بتاع السرمدية في الموقع. .. فقال لي: ماذا حدث? .. فقلت له: حدث كيت وكيت وكيت. .. وملأت له إذنه كتاكيت... فقال لي: إحنا ما نقدرش نستغنى عنك أيها الفلاح. .. قلت له: تعيش.. يا نصير العلم.. يا خادم المعرفة. .. وفعلا في اليوم التالي سمعت الخبر: صاحبنا اتنطر من مشروع الرعاة.
- ألطف بعبادك يارب.
- لو كان الموضوع بيدي لنطرته من مشروع الدنيا كلها.. ربنا يبتليه بـ "برادعي" يأخذ أجله بتقرير زي صدام.
- عندك حاجة تحب تضيفها?
- أيوة , أنا أوجه كلمتي للأستاذ النويهي, وبقول له, قول يا باشا قول, قول إللي إنت عاوزه وإحنا حناخد من كلامك ونصُرّ... لو عوازنا نتبرأ من تاريخنا.. ماشي, لو عاوزنا نتبول على قبور أجدادنا.. ماشي, يمكن الناس تحترمنا وتقول: العرب دول أولاد أصل وعاملين قبور أجدادهم مَبْوَلَة, إحنا واثقين فيك, بس نسيب تاريخنا ونروح فين? لو لم نحترمه لأنه تاريخ الإسلام, على الأقل نحترمه لأنه تاريخنا, ولو بصقنا عليه لارتدت البصقة على وجوهنا, إحنا طلبنا من الصين تصنع لنا تاريخ زي ما صنعت البامية, قالت: لا.. كله إلا التاريخ, كل بلد ولها تاريخها, لكن أكيد أنت عندك حل للمشاكل دي كلها .... ربنا معاك. | *يحيي رفاعي سرور | 12 - فبراير - 2007 |  | الزريبة     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
إنفجر الضابط صارخاً مهدداً في وجه المخبر الذي جاءه بخبر الفلاح الذي طرد الحيوانات من (الزريبة) وأقام وحده بها , ولأن الضابط حريص على أمن القرية وسلامة سكانها ( الذين أصابهم الهلع من تصرف الفلاح الأناني ) فقد ترك ( البوري ) وهب مسرعاً إلى مكان الجريمة : الزريبة ولم ينس اصطحاب بعض الكلاب البوليسية وبعض المخبرين وبالتأكيد الطبيب الشرعي فركب في سيارته مع الطبيب وركب في السيارة الأخرى الكلاب والمخبرين حيث دار نقاش حامي بينهم طوال الطريق , وبسرعة البرق وصل الجميع إلى الزريبة , فحاصرها الكلاب والمخبرون بينما تقدم الضابط إلى الباب ودق عليه بهدوء وأدب , فأتاه صوت الفلاح الخائف من الداخل :
-الفلاح : مين بيخبط ?
-الضابط : ماتخافش يابني وافتح أحسن ماكسر الباب فوقك
-الفلاح : عاوز مني إيه ? أنا أعد بالزريبة كافي خيري شري , لا بتكلم مع حد ولا بسأل عن حاجة
-الضابط : افتح وكلمني وما تخفش من حاجة
-الفلاح : إبعد الكلاب الأول , أنا بخاف منهم
واستجاب الضابط لطلب الفلاح وأبعد المخبرين ! ففتح الفلاح الباب
-الضابط : إيه يا عم الهيصة اللي عاملها ? إنتا طردت البهايم ليه ? وليه قاعد هنا ?
-الفلاح : البهايم بهايمي وأنا حر .... وبعدين البهايم مبسوطة كده
-الضابط : البهايم مبسوطه وإنت تارك بيتك وقاعد هنا ليه ? ده مش كويس عشان مراتك ياراجل
-الفلاح : وإنت مالك ومال مراتي ?
-الضابط : ماليش حاجه مع مراتك بس خايف لتكون بتدبر حاجه تخل بالأمن ...لازم أتأكد من سبب خوفك
-الفلاح : هوه إنت ما اسمعتش العم يحيى بيقول إيه ?
-الضابط : بيقول إيه ?
-الفلاح : في خطورة ! في خطورة ! يعني أنا لازم أتخبا من الخطورة دي وبالبلد دي مافيش أأمن من الزريبة
-الضابط : خطورة من إيه قوللي دنا المسؤول عن الأمن
-الفلاح : خطورة من كل حاجة بتتحرك , بتتنطط , ...وخصوصي الفسفسه دي هِيا الخطر الحقيقي يعني خود كلابك وغور عني
-الضابط : آخود كلابي فين أنا ح فوت أتخبا معاك ياعم العمر مش بعزقه
ومن يومها عاش الفلاح مع المخبر بسلام وسط (الزريبة) | *محمد هشام | 23 - فبراير - 2007 |  | كازوزة العقاد كن أول من يقيّم
ولكن السلام لا يعمر كثيرا , وخاصةًً عندما تكون المساحة الجغرافية صغيرة فالفلاح يستغرق في نومه ( وهات ياشخير ) بينما الضابط لا ينام الليل , وله عادات يأنف منها الفلاح , وفي إحدى الليالي اقترح الضابط على الفلاح ( بأدب وديموقراطية وتحضر ) أن يضع لاصقاً على فمه قبل النوم حتى لا يصدر عنه أي شخير فاحتج الفلاح وصاح بالضابط :
-الفلاح : إنتم مش حتبطلوها بقى ... هوه همكم الوحيد تكتمو على أنفاسنا ?
-الضابط : شوف يامواطن يا شريف إنت طول النهار سادد بقك زي تمثال أبو الهول , ويجرى إيه لو سديتو بالليل وريحتني من قرفك ?
-الفلاح : لحد هنا وبس إنت قاعد بزريبتي وبتتحكم فيا والله اللي اختشو ماتو
في هذه الأثناء تدق شربات زوجة الفلاح الباب بقوة
-الفلاح : مين اللي بيخبط عالباب ? يا ناس يا شر ماتسيبونا بحالنا
-شربات : واد يامرسي إفتح أحسن أصوت و لم عليك خلق الله
-الفلاح : يا بت يا شربات أنا ناقصك ما تغوري الساعادي
-شربات : إنتا تجوزت بالزريبة ? يبقى صحيح اللي بيقولوه ...يامصيبتي يامصيبتي
ويركض الفلاح والضابط إلى الباب فيفتحاه بسرعة وتدخل شربات ويأتي بعض الفلاحين الذين سمعوا صوتها
- شربات : إنتا ياناقص مش مكفيك جنس الحريم عشان تشذ مع الحكومة ?
-الفلاح : غوري عني ياأم مخ مصدي , إنتي لميتي البلد بالزريبة...هوه إنتي ما اسمعتيش عن الخطورة
بتاعت العم يحيى ?
-الضابط : خلاص إحنا انحل المشكلة بالقسم , يللا قومو معايا , وإنتو ياغجر كل واحد يتهوا لشغلو.
ويتدخل بسطويسي وهو فلاح مثقف من المتفرجين
-بسطويسي : لا يا عم مش قبل ماتشرحولنا عن الخطورة اللي بيتكلم عليها مرسي من حقنا نعرف كل حاجة بتحصل حوالينا ولا إيه يارجالة ?
يصرخ الجميع : معاه حق لازم نعرف
-الفلاح : هيه الحكايه كلها ياجماعة إنو في خطورة ومافيش ضرورة ... يعني ماحدش يسمع لحد وخصوصا لبتوع أرسطو دول بيقولو حاجة وبيقصدو حاجة تانية , روحو كل واحد يقفل عليه بيتو كويس وما يسمعش لحد عشان اكتشفنا ياجماعة إن العقاد كان بيحب الكازوزة كتير , وده بحد زاتو دليل ضدو وضد اللي خلفوه
-بسطويسي : حتى العقاد !!! آه يا ناري لو أطولو ...
وفجأةً تظهر الحيوانات المطرودة من الزريبة وهي تركض عائدة لمكانها | *محمد هشام | 24 - فبراير - 2007 |  | وزة النويهي وزمن ضياء وأبيات زهير وخطورة يحيى     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
رأي الوراق :     
وهكذا أصاب الحنين قلوب (البهايم) فأرادت استعادت مكانها من الغاصبين : الفلاح والضابط , وحين رأى الفلاح حيواناته تدخل الزريبة صاح : -الفلاح : يعني أنا ناقص , أنا دخلت الزريبة أصلا عشان أبقى لوحدي ودلوقت كل البلد والبهايم معايا -بسطويسي : والله يامرسي ياخويا لودخلت الإنتخابات البرلمانية ح تفوز -الضابط : يللا ياجماعة بلاش رغي وكلام فاضي , إنت يافلاح يابو شخير تعال مع مراتك القسم أنا أصبحت متأكد ليه استخبيت بالزريبة , وتعال يابسطويسي معانا إنت حتكون شاهد -بسطويسي : أنا حاشهد بللي يملي علي ضميري حتى لو عزمتوني على وزة زي بتاعة النويهي ويتحرك الجميع للقسم بينما تستعيد الحيوانات (زريبتها) المغتصبة ! وفي قسم الشرطة يجلس الضابط خلف الطاولة وعلى يساره الكاتب وأمامه الفلاح مرسي وزوجته وبسطويسي وبعض المخبرين -الضابط : سؤال : ليه يافلاح سبت مراتك وولاد بلدك وقعدت بالزريبة ? -الفلاح : يعني يافندم لقيت الجو بالزريبة طراوة وحبيت أبعد عن الخطورة بتاعة سي يحيى والزمن اللي بيدور بتاع الست ضياء وسمعت إن الواد هشام بعد مافشل بالشطرنج بتاعو بيتعلم عالعود واحنا والله مش ناقصين وجع دماغ وإذن , وبعدين خفت سعادتك ليشوفني عم زهير بتاع الوراق يقوم لاطشنا كم بيت شعر أصلو بيكتب عمال على بطال , وقلت بردو أهي فرصة للبهايم تتهوى وتحس بالحرية و يقاطعه الضابط بصوت عالي -الضابط : وقعت وماحدش سما عليك , وإيه مشكلة الحرية دي هوه انت حاسس إنو مافيش حرية هنا ? -الفلاح : أبدا يافندم دي الحرية ماشاء الله ماشيه كويس ولكن بره الزريبة الحرية أوسع عشان عارف سعادتك براح وترعة وشجر ووجوه جميلة , وأنا تعبت من الحرية قلت آخود كم يوم بالزريبة أرتاح شوية -بسطويسي : شوف يافندم أنا باعتباري شاهد حتكلم الحق , مرسي ده بيخبي حاجة وأظنو والله أعلم من بتوع الزندقة اللي قال عليهم سي يحيى وهنا تدخلت زوجة الفلاح وبدأت شهادتها حول سلوك الفلاح مرسي المتهم رقم 78,273363 وهذا بالصدفة عدد سكان قريته !!! | *محمد هشام | 25 - فبراير - 2007 |  | ***** كن أول من يقيّم
سلم نفسك يا باشا... أنت محاصر... ( من البر ، ومن البحر..) . . . . . . . . | *abdelhafid | 25 - فبراير - 2007 |  | القبض على إبن الرومي ....النصاب كن أول من يقيّم
-شربات : شوف يا بيه إنتا عارف الوليه مننا عاوزه إيه من راجلها ? غير إنو يستتها ويهنيها وآخر النهار يجيلها يدلعها شويه والذي منو وفهمك كفايه , لاكن الواد مرسي بدا يتغير وتشقلبت حياتو كلها من يوم ماجتلو الخطوره دي , قال إيه وِز الدنيا مش ح يسكتو ... وأنا صابره وساكته , وفوق ده وده يمنعني من زيارة نبويه مرات العمده قال أنا بجالس السلطان , سلطان إيه ياجماعه ...هوه في سلطان بالبلد واحنا مش عارفين ? ما العمده بحد زاتو مابيتحركش من غير شور مراتو -الضابط : وإيه قصة الوزه وابن الديك الرومي اللي بتقولها بمنامك يافلاح? -بسطويسي : لا يافندم ولا مؤاخذه ده ابن الرومي , وده شاعر نصاب بس ربنا بحكمتو مادالوش جسم قوي يفتري فيه عالعباد فراح يفتري بشعرو يعني ياتديلو يا يرقعك بيتين يجيب أجلك فيهم , والناس مش ناقصه .................يصدر الضابط أمراً بالقبض حالاً على إبن الرومي بتهمة (البلطجه) -الضابط : والوزه ? -الفلاح : يابيه إنتا عاوز تسد بقنا بطريقتك , وبالوراق عاوزين يسدو بقنا بوزه .. يعني رشوه يابيه -الضابط : والله معاهم حق يسدو بقك يانتن -الفلاح : بس دول بياعين كلام , ده النويهي بالكلام بيديك جاموسه , وزهير بيكتب فيك معلقه , وضياء بتعملك السلطه العجيبه , بس كلو كلام بكلام ومش حتطول حاجه قلت أبتعد عن خطورتهم بالزريبه لحقتوني كلكم عالزريبه , أعمل إيه معاكم ? -شربات : إنتا ماتعملش حاجه يامرسي , المطلوب منك يافلاح يامعفن إن ماتعملش حاجه , ما تفكرش بحاجه إشتغل بأرضك وغني ما أحلاها عيشة الفلاح , ده لو تركولك أرض تشتغل فيها و...... -الضابط : إيه الكلام الخطير اللي بتقوليه يابت ياشربات , أنا ح...... وهنا يدخل المخبرون وقد قبضوا على الشاعر إبن الرومي !! | *محمد هشام | 27 - فبراير - 2007 |  | ملاحظة : كن أول من يقيّم
آسفة لقطع حبل أفكارك يا أستاذ هشام ، لكنك لو جعلت ابن الرومي يأكل من سلطة الزعتر ، لأنشد : الخيل والليل والبيداء تعرفني ........ ونحن بانتظار بقية القصة . | *ضياء | 28 - فبراير - 2007 |  | تحية إعجاب و تقدير كن أول من يقيّم
و أغتنم هذه الإستراحة لأعلن بدوري أنني و منذ الساعة أقف رافعا يديّ وسط هذا الملف الممتع في وضع فلاحكم .... (هو برجليه و أنا بديّاتي) ... أستمع ليحيي و محمد هشام و النويهي و رواد ناديهم ... وفي مقدمتهم الأستاذة ضياء خانم و لن أنزل يديّ إلا للضرورة القصوى أو من كثرة الضحك مما تكتبون لأمسح الدمع من عيني .... ثم أرجع إلى وضعيتي السابقة حتى يحكم الله بيننا ... و هو خير الحاكمين .
مع كل التقدير و الإعجاب لهذه المتعة النقية الراقية ... | *لحسن بنلفقيه | 28 - فبراير - 2007 |
|