البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : أصوات من العالم

 موضوع النقاش : الحب الصادق    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 معتصم 
9 - ديسمبر - 2006
إلى كل من تتوفر عنده مشاعر الحب والإنسانية الرجاء التكرم بمساعدتي لإيجاد شتى أنواع المواضيع المتعلقه بالحب والإخلاص والود في زمننا هذا فأنا لدي أسبابي الخاصه لعرض هذا الموضوع .
 
Please, help me
 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
القلب والطريق    كن أول من يقيّم
 
 
ليت الهوى ما كان !
عنقود الغوى
الموعود
المترنح ، السكران ...
في غربة الأحزان
يغويني
بأحلام الصبا المهدود
ويعود يرميني
كتذكار الزمان
.............
كالحر يكويني
ويعتصر المدى
يلقي بصدري
روحه الولهان
ثم ......
كخطى اقتراب البرد
في فصل الجحود
يعود
مترعاً بالخوف ،
متسلالاً من رجفتي
يحوي المكان !
 
 
*ضياء
31 - يناير - 2007
هذه المحـطة..    كن أول من يقيّم
 
   
                                                                                        
عقارب الساعة الثلاثة تبدو كأنها في سباق ما..مبهم و غامض..
صوتها رتيب..إحساس غريب..و الزمن ثقيل !
يسمون هذه المرحلة " أزمة"  المنتصف 
(من العمر الا فتراضي)
 
في بداية المنعرج 
كثير من علامات الاستفهام.?????
وعلامة تعجب واحدة :
كيف وصلت إلى هذه المحطة ?
بهذه السرعة (القياسية )!!!!
 
 
*abdelhafid
1 - فبراير - 2007
ضياء خانم بين المتقارب والكامل    كن أول من يقيّم
 
قصيدة (القلب والطريق) أرغمتني أن أعود مرة أخرى للتساؤل عن شاعرية ضياء خانم والتي أحسن أستاذنا عبد الحفيظ حين اختار عنونا آخر لها (هذه المحطة) وسؤاله: (كيف وصلت إلى هذه المحطة بهذه السرعة القياسية) هو سؤالي أيضا...? أتساءل وأتساءل، وتبدو لي الأستاذة ضياء في البحر الكامل شاعرة النضال، وتبدو لي في البحر المتقارب شاعرة الحرية، وأعود هنا إلى القصيدة التي ترجمتها عن الفرنسية بعنوان (اللبلاب والزعتر) وأعتقد أنها لم تتعمد كتابتها على البحر المتقارب، وكان ذلك بعفو الخاطر. وبالمقارنة بين ضياء خانم في أمواج هذين البحرين أجد أنها تنزع إلى شعر التفعيلة في الكامل، وإلى الشعر العمودي في المتقارب. وأضرب على ذلك بهذه الأمثلة من قصيدة اللبلاب والزعتر، متدخلا بتعديلات طفيفة، لا تكاد تذكر، بحيث تظهر الصورة كما أراها:
لصيق التراب وضيع المصير رهـيـف  الـبراعم لا iiتكبرُ
عـلـيه تسامقت نحو iiالسماء بـمـا كـان آثـر iiجـوبيترُ
وكـيـف  نكرت علوك عني على الجذع تكبو ضعيفا iiتسير
تـرانـي رهيفا وأسند iiنفسي عـلـيـه تـميل به iiتستجير
وتـحـنـو برأسك أكثر مني فـعولن  فعولن فعولن iiفعول
جـهـابـذة النقل iiوالناشرين كـذلـك  أعـمـالـكم تنشر
وقـبـل  كـتـابـتها iiفكروا قـلـيـلا  بـما قاله iiالزعتر
 
*زهير
1 - فبراير - 2007
شارد في اللـيل..    كن أول من يقيّم
 
شارد في الليل يختلس الخطى
نحو أفق ليس يدركه مدى
 
إنه قلبي أطاح به الهوى
فمضى يشدو على غيرهدى
 
ذكرى الأحباب تعاوده
ولهيب الشوق يطارده
 
الفجر تمهل موعده
يا ليل الصب
متى غده??
 
*مقطع من أغنيةلـ ع.الهادي بلخـياط
*abdelhafid
5 - فبراير - 2007
من الشعر الكردي المعاصر..    كن أول من يقيّم
 
هدية إلى المعلم والمؤطر، شاعرنا وأستاذنا زهير
صف
نهضت قِنهضت قِطعةُ طباشير في الصفطباشير في الصف
ووقفت أمام الكراسي
قالت : سأغدو معلماً
رفعَ كرسيٌ يَدَهُ ،
سألَ :
عم يتحدثُ درسنا ??
كتبت قطعةُ الطباشيرُ :
-تاريخُ جُرْح –
ذهبَ دير ياسين إلى السبورة
طفقت الحيطان تبكي
كبُرَ الجرحُ .. كبُرْ
إلى أن أصبحَ صفّ القراءةِ سفينة
رفعت شراعُ الدم
وأصبح المعلمُ قمراً
يرشدُ من جديد الطريق
الى
الأفق
الأفق البعيد ..!!!
الشاعر: شيركو بيكس
 
*من هنا تنبع الموسيقى لتسقي النباتات..
*abdelhafid
6 - فبراير - 2007
مختارات من كتاب (النبى ) لجبران خليل جبران (1)    كن أول من يقيّم
 
الصداقة والمحبة والزواج والأولاد
 
جبران خليل جبران
 
1. الصداقة...
ثم قال له شاب: هات حدثناعن الصداقة.
فأجاب و قال:
إن صديقك هو كفاية حاجاتك.
هو حقك الذي تزرعه بالمحبة و تحصده بالشكر.
هو مائدتك و موقدك.
لأنك تأتي إليه جائعا, وتسعى وراءه مستدفئا.
***
فإذا أوضح لك صديقك فكره فلا تخش أن تصرح بما في فكرك من النفي, أو أن تحتفظ بما في ذهنك من الإيجاب.
وإذا صمت صديقك ولم يتكلم, فلا ينقطع قلبك عن الإصغاء إلى صوت قلبه;
لأن الصداقة لا تحتاج إلى الألفاظ والعبارات في إنماء جميع الأفكار والرغبات والتمنيات التي يشترك الأصدقاء بفرح عظيم في قطف ثمارها اليانعات.
وإن فارقت صديقك فلا تحزن على فراقه;
لأن ما تتعشقه فيه, أكثر من كل شيء سواه, قد يكون في حين غيابه أوضح في عيني محبتك منه في حين حضوره.
لأن الجبل يبدو لمن ينظر إليه من السهل أكثر وضوحا مما يظهر لمن يتسلقه.
ولا يكن لكم في الصداقة من غاية ترجونها غير أن تزيدوا في عمق نفوسكم.
لأن المحبة, التي لا رجاء لها سوى كشف الغطاء عن أسرارها ليست محبة بل هي شبكة تلقى في بحر الحياة ولا تمسك غير النافع.
وليكن أفضل ما عندك لصديقك.
فإن كان يجدر به أن يعرف جزر حياتك.
فالأجدر بك أيضاً أن تظهر له مدها.
وما قيمة صديقك الذي لا تطلبه إلا لتقضي معه ما تريد أن تقتله من وقتك? فاسع بالأحرى إلى الصديق الذي يحيي أيامك ولياليك,
لأن له وحده قد أعطي أن يكمل حاجاتك, لا لفراغك ويبوستك.
وليكن ملاك الأفراح واللذات المتبادلة مرفرفاً فوق حلاوة الصداقة.
لأن القلب يجد صباحه في الندى العالق بالأشياء الصغيرة, فينتعش ويستعيد قوته.
2. المحبة...
حينئذٍ قالت المطرة: حدثنا عن المحبة.
فقال:
إذا المحبة أومت إليكم فاتبعوها,
وإن كانت مسالكها صعبة متحدرة.
إذا ضمتكم بجناحيها فأطيعوها,
وإن جرحكم السييف المستور بين ريشها.
إذا المحبة خاطبتكم فصدقوها,
وإن عطل صوتها أحلامكم وبددها كما تجعل الريح الشمالية البستان قاعاً صفصفاً.
***
لأنه كما أن المحبة تكللكم, فهي أيضا تصلبكم.
وكما تعمل على نموكم, هكذا تعلمكم وتستأصل الفاسد منكم.
وكما ترتفع إلى أعلى شجرة حياتكم فتعانق أغصانها اللطيفة المرتعشة أمام وجه الشمس,
هكذا تنحدر إلى جذورها الملتصقة بالتراب وتهزها في سكينة الليل.
***
المحبة تضمكم إلى قلبها كأغمار حنطة.
المحبة على بيادرها تدرسكم لتظهر عريكم.
المحبة تغربلكم لتحرركم من قشوركم.
المحبة تطحنكم فتجعلكم كالثلج أنقياء.
المحبة تعجنكم بدموعها حتى تلينوا,
ثم تعدكم لنارها المقدسة, لكي تصيروا خبزاً مقدساً يقرّب على مائدة الرب المقدسة.
كل هذا تصنعه بكم لكي تدركوا أسرار قلوبكم, فتصبحوا بهذا الإدراك جزءاً من قلب الحياة.
غير أنكم إذا خفتم, وقصرتم سعيكم على الطمأنينة واللذة في المحبة.
فالأجدر بكم أن تستروا عريكم وتخرجوا من بيدر المحبة إلى العالم البعيد حيثما تضحكون, ولكن ليس كل ضحككم; وتبكون, ولكن ليس كل ما في ما فيكم من الدموع.
المحبة لا تعطي إلا ذاتها, المحبة لا تأخذ إلا من ذاتها.
لا تملك المحبة شيئاً, ولا تريد أن أحد يملكها.
لأن المحبة مكتفية بالمحبة.
***
أما أنت إذا أحببت فلا تقل: "أن الله في قلبي", بل قل بالأحرى: "أنا في قلب الله".
ولا يخطر لك البتة أنك تستطيع أن تتسلط على مسالك المحبة, لأن المحبة إن رأت فيك استحقاقاً لنعمتها, تتسلط هي على مسالكك.
والمحبة لا رغبة لها إلا في أن تكمل نفسها.
ولكن, إذا أحببت, وكان لا بد من أن تكون لك رغبات خاصة بك, فلتكن هذه رغباتك:
أن تذوب وتكون كجدول متدفق يشنف آذان الليل بأنغامه.
أن تخبر الآلام التي في العطف المتناهي.
أن يجرحك إدراكك الحقيقي للمحبة في حبة قلبك, وأن تنزف دماؤك وأنت راض مغتبط.
أن تنهض عند الفجر بقلب مجنح خفوق, فتؤدي واجب الشكر ملتمساً يوم محبة آخر.
أن تستريح عند الظهيرة وتناخي نفسك بوجد المحبة.
أن تعود إلى منزلك عند المساء شاكراً:
فتنام حينئذ والصلاة لأجل من أحببت تتردد في قلبك, وأنشودة الحمد والثناء مرتمسة على شفتيك.
*عبدالرؤوف النويهى
30 - مارس - 2007
مختارات من كتاب (النبى ) لجبران خليل جبران (2)    كن أول من يقيّم
 
3. الزواج...
وقالت المطرة ثانية: حدثنا عن الزواج?
فقال:
ولدتما معاً, وتظلان معاً.
حتى في سكون تذكارات الله.
ومعاً حين تبددكما أجنحة الموت البيضاء.
ولكن, فليكن بين وجودكم معاً فسحات تفصلكم بعضكم عن بعض, حتى ترقص أرياح السموات بينكم.
أحبوا بعضكم بعضاً; ولكن, لا تقيدوا المحبة بالقيود, بل لتكن المحبة بحراً متموجاً بين شواطئ نفوسكم.
ليملأ كل واحد منكم كأس رفيقه; ولكن, لا تشربوا من كأس واحدة.
أعطوا من خبزكم كأس رفيقه; ولكن, لا تأكلوا من الرغيف الواحد.
غنوا وارقصوا معاً, وكونوا فرحين أبداً; ولكن, فليكن كل منكم وحده, كما أن أوتار القيثارة يقوم كل واحد منها وحده ولكنها جميعاً تخرج نغماً واحداً.
***
ليعط كل منكم قلبه لرفيقه; ولكن, حذار أن يكون هذا العطاء لأجل الحفظ, لأن الحياة وحدها تسطتيع أن تحتفظ بقلوبكم.
قفوا معاً; ولكن, لا يقرب أحدكم من الآخر كثيراً, لأن عمودي الهيكل يقفان منفصلين, والسنديانة والسروة لا تنمو الواحدة منهما في ظل رفيقتها.
4. الأولاد...
ثم دنت منه امرأة تحمل طفلها على ذراعيها وقالت له: هات حدثنا عن الأولاد.
فقال:
أولادكم ليسوا لكم
أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها, بكم يأتون إلى العالم, ولكن ليس منكم.
ومع أنهم يعيشون معكم, فهم ليسوا ملكاً لكم.
أنتم تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم, ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم, لأن لهم أفكارأً خاصةً بهم.
وفي طاقتكم أن تصنعوا المساكن لأجسادكم.
ولكن نفوسهم لا تقطن في مساكنكم.
فهي تقطن في مسكن الغد, الذي لا تستطيعون أن تزوروه حتى ولا في أحلامكم.
وإن لكم أن تجاهدوا لكي تصيروا مثلهم.
ولكنكم عبثاً تحاولون أن تجعلوهم مثلكم.
لأن الحياة لا ترجع إلى الوراء, ولا تلذ لها الإقامة في منزل الأمس.
أنتم الأقواس وأولادكم سهام حية قد رمت بها الحياة عن أقواسكم.
فإن رامي السهام ينظر العلامة المنصوبة على طريق اللانهاية, فيلويكم بقدرته لكي تكون سهامه سريعة بعيدة المدى.
لذلك, فليكن التواؤكم بين يدي رامي السهام الحكيم لأجل المسرة والغبطة.
لأنه, كما يحب السهم الذي يطير من قوسه, هكذا يحب القوس الذي يثبت بين يديه.
 
 
 
 
*عبدالرؤوف النويهى
30 - مارس - 2007
سأسميك أفروديت    كن أول من يقيّم
 
سأسميك أفروديت
 
الحافلة تتجه من –تيزي- إلى ليون .. وأنا ممتلئة حتى الدهشة بأنفاس .. وأحداث .. وتفاصيل الرحلة التي دامت بضعة أيام في قرية –تيزي- .. نظرت إلى الرسالة الوردية التي وضعها برونو بسرية في يدي وهو يسلم علي .. بدا جميلا في بذلته السوداء ، ذلك الجمال الذي يعود بنا إلى لحظة الافتنان الأولى بحليب الأم ونهد الأم .
فتحت الرسالة وكلي فضول وسؤال ... ما الذي يمكن أن يكون قد كتبه لي ? ... قرأت : <<ولأنك الجمال النازف .. سأسميك  أفروديت . ولأنك الجمال الذي لا يكتمل .. الجمال حين يستحيل الالتحام بأسراره ، وتذوق ثماره يحولنا إلى أطفال يتساءلون لماذا لا نضع اليد في النار ? . وحدهم الأطفال يعرفون كيف يطرحون الأسئلة الوجودية الكبرى ببساطة شديدة>>
قالت راكيل : << يبدو في حالة ارتباك شديد ماذا فعلت به ? هل نسيت أنه راهب ? >>
قلت : << راهب يعني متفرغ لحب الله . الحب بين المرأة والرجل حين يكون صافيا .. نقيا .. صادقا يقربنا من كل أسرار الوجود ، يقربنا من الكون .. ومن الله الموجود فينا . >>
ضحكت راكيل طويلا .. ابتعدت وهي تردد : << تقولين هذا لأنك لست مسيحية .. ولا  تعرفين  المعنى  الحقيقي  لحياة  راهب . >>
اقتربت منه .. كان في حالة تأمل تشبه الصلاة .. تبعتني راكيل وهي تصرخ ماذا ستفعلين ? قلت : أريده أن يكلمني .. فتحت راكيل عينيها على سعتهما .. يبدو أنك لم تفهمي جيدا .. ألم تقرئي الأوراق التعريفية التي قدمت إلينا عن  هذه  القرية  الدينية .. ورهبانها ، إنهم ليسوا رهبانا عاديين .. إنهم رهبان على درجة عالية من التعبد والانسحاب من الحياة .. يعيشون وحدهم هنا .. يقضون وقتهم في الصلاة من أجل السلام والمحبة للعالم ، حتى الكلام .. لا يتكلون فيما بينهم إلا عند الضرورة القصوى ، وتلك هي خصوصية حياتهم واختلافهم عن الرهبان الآخرين ..
لم أفهم .. لكن راكيل عادت تقول ليس بالضرورة أن تفهمي .. ومن الممكن أن تفهمي أثناء هذه الرحلة .
نظرت إلى برنامج الرحلة في يدي . كان علينا أن نتوجه إلى الكنيسة للصلاة ، صلاة من نوع خاص اقترحها علينا الأب روجي مؤسس تلك القرية الدينية ...
((تيزي)) قرية رجالية لا مكان فيها للنساء باستثناء السائحات ولأننا كنا سائحات ومعنا سياح ، اقترح علينا الأب روجي أن نقوم بصلاة جماعية يلتقي فيها المسيحيون بكل مشاربهم .. الارثودوكسيون  والبروتستانت  والتابعون للكنيسة الرومانية ، ومن حق المسلمين والبوذيين وأصحاب المعتقدات الأخرى بمن فيهم الذين لا يؤمنون الالتحاق بالصلاة .
نظر إلي محمد وقال : جئنا إلى هذه القرية الدينية نرى معالمها ونكتشف أسرارها ، لكن لهم دينهم ولنا ديننا ، لا يدخلون مساجدنا ولا ندخل أماكن عبادتهم .
نزعت يده عن ذراعي بهدوء ... تركته ... ودخلت الكنيسة ...
كم أحب الكنائس وبناء الكنائس الذي لا يقل جمالا عن بناء المساجد ... تلك الأيقونات ما أبهاها ... وذلك الصليب كم قلبا ارتعش أمامه بعنف وضعف ? تلك الرسوم الزجاجية على النوافذ ... الأزرق الملكي ... والأخضر الربيعي ... وذلك الأحمر الذي يتسلل أحيانا بهدوء ليعلن الثورات ووهج العشق .الرسم على زجاج الكنائس فن بحد ذاته يستحق أكثر من وقفة ومساحة تأمل .
تبعتني راكيل وهي تقول بصوت منخفض .. لا داعي للانبهار في كنائسنا ، وقعت الكثير من الأحداث الدامية .. خلف رسومها ينام الكثير من السواد القادم من العصور الوسطى بالخصوص . أجبتها .. غير معنية أنا بما حصل في الكنائس في العصور الوسطى ، غير معنية أنا بالزوايا القاتمة في التواريخ ، أنا مجرد سائحة أحتفظ بالروح المندهشة والعين الفضولية تجاه ما أراه ، لأظل على صلة بينبوع الجمال في الروح والكون ، لأتمكن من احترام الآخر وتفهم  اختلافه  عني ، وحقه العالي في ذلك الاختلاف .
أضفت .. وهل هناك حضارة لم تعش في مرحلة من تاريخها محطات مظلمة ? ألا تكون تلك المحطات المظلمة أحيانا هي الأرضية الصلبة التي تفرز الوعي بأهمية الحرية ?
ردت راكيل : << هل بالضرورة أن نفكر في كل شيء . >>
أما أنا .. فأفكر فيما أراه .. وما يصادفني من جمال في الحياة .. لكي يكون إحساسي أكثر وعيا بذاته .. وأكثر صفاء .. وحرية .
الوصف هو قدرة على الانفصال عن الأشياء ورصدها من الخارج ، وأنا أعيش الأشياء من الداخل بالروح والوجدان ، أعيشها كأنني جزء لا يتجزأ منها ، لذلك يبدو وصفي للأشياء دائما باهتا ومرتبكا ، إنني شبيهة بالسمكة تعرف كيف تسبح بعمق في البحار ، وتلفظ أنفاسها في الدقائق الأولى من مواجهتها لما فوق سطح البحار .
لذلك يصعب علي وصف جمالنا ونحن نصلي ذلك اليوم في الكنيسة الوحيدة الموجودة بتيزي ، كل بطريقته وكل حسب قناعته ، حتى الذين لا يؤمنون ظلوا يتأملون المشهد من بعيد بخشوع .. ورهبة .. ومحبة . فكرت وقد تحولت إلى جزء دقيق من مشهد الصلاة .. ستظل الأديان إحدى أقوى أسرار هذا الكون والوجود ، لها قدرة غريبة على زرع الطمأنينة في النفس البشرية حين تمتزج بالتسامح والمحبة وأناشيد السلام ، بالمقابل حين يغزوها التعصب والأنانية تفجر في الإنسان أعنف مشاعر الذنب والعدوانية القادمة من منطقة الغرائز البدائية الأولى ، فيتحول إلى حيوان بدائي يقتل ويذبح ويشرب بعد ذلك الدم الذي سفكه .
أما هو فلا أعرف أين أضعه من المشهد ? كان يؤم الصلاة وقد ارتدى رداء أبيض مطرزا بلون ذهبي ، فبدا كأمير روماني قادم من عصور باذخة ، لم يكن ينقصه سوى حصان أبيض جميل لأتحول معه إلى أميرة بفستان طويل أمسك بأذياله بغنج ودلال وأضع على رأسي تاجا مرصعا بالجواهر الكريمة .. آه كم أحب تاج الأميرات .. وبذخ الأميرات في الاحتفاء بأنوثتهن .
وجدتني أجلس في زاوية منفردة .. حينما انتهى الآخرون من صلاتهم ، حاولت أن أتعلم رسم إشارة الصليب .. ارتبكت ، فابتسم وهو ينظر إلي من بعيد بابتسامة حزينة ودامعة .
 في المطعم وأثناء تناول الغداء .. حمل صينية أكله وجلس قريبا مني .. سألني بخفر مراهق يمسك بيد فتاة لأول مرة .
- ما إسمك ?
- فريدة
- سأسميك أفروديت لكي تظلي إلهة وأحبك كما يليك بالآلهة ، ولكي أظل في وفاق مع نفسي والله .
قال سأسميك أفروديت . هو يفكر في أفروديت .. وأنا أفكر فيه كلما رآني يقول : << ربي إني رأيت في الأرض جمالا هزني ، فساعدني أن أقاوم جمال الأرض .. لألتحم بجمال السماء >>
فأقول :<< ربي إني رأيت في الأرض جمالا هزني ، فساعدني أن أتوحد بجمال الأرض .. لأسمو إلى جمال السماء >>..
وهكذا ظللنا كل واحد على ضفة بعيدة .. ونشيده لا يسمعه سواه .
الحافلة تنتظرنا قريبا من الدير والزمن صباح شفاف .. راكيل أكثرنا صخبا تتحدث عن حفلة السبت المقبل ، حيث سيمتزج النبيذ برقصة الصالصا .. ميكائيل يخطط لدورة حول أوروبا بدراجته النارية ..رضوان يحلم بأول فيلم يريد إخراجه ..وجيرالدين بفستانها الافريقي المنقوش بألوان صاخبة تفكر في اكتشاف أجواء السونا التي يختلط فيها الرجال بالنساء في نفس الوقت .... وأنا .. يا أنا .. بين عالمين أتأمل طيفه يختفي ..هو باتجاه الصلاة .. ونحن باتجاه الحياة .
 
*فريدة العاطفي
*ليون-فرنسا : 1 ماي 2005
*abdelhafid
30 - مارس - 2007
الصمـت المخيـف ...    كن أول من يقيّم
 
طــالَ صَمْـتُ مَـنْ فـي الضلـوع تَعَمَّقَــتْ نَغَماتِــه
 
و عُـدْنـا يـا عُمْـري علـى الطريــق حكايــةَ سِحْــرٍ
 
فـي كـل منعطــف لنـا معهــا قــدر ...
 
هــذا الصمـت أَشْعَــلَ فـي القلــب لهبــاً و زرع بيــن الضلــوع همــوم الكـدر ...
 
و نضيـع يـا عمـري فـي زوايـا الـروح نتسـاءل أيـن زائـر الليـل و أين القمر ??
 
أيـن مـن فَجّـَرَ الشِعْــرَ فـي حروفنـا ألوانـاً و نَثَــرَ فـي البيــداء لَيْـلَـكَ السمـر ???
 
ليتـه يــدري يـا عمـري ليْتَـه يــدري ، إن صمتـه يســرق النــوم مـن مقلتـي ، فيضيــع يـا عمـري نصــف عمـري فـي عتمـة السهــر
 
...أخـاف يـا عمـري صمــت السنديــان و أخـاف أكثــر مـا قــد تبــوح بــه وشوشــة الأوراق فـي  أغصــان الشجــر...
 
 
jamal
23 - أبريل - 2007
الطريق إلى الرماد (1)    كن أول من يقيّم
 
ابتداءً أشكر الأستاذ / زياد على مجاملته الرقيقة لي وإنما يشرف الوراق به وبأمثاله من السادة المحترمين ، وقد قرأتها في الحقيقة منذ مدة ، ولكني لم أكن أشارك في المجالس إلا بشرح قصيدة الداه الشنقيطي ، وقد كنت في انتظار الأستاذ / سعيد بأن يجود عليَّ ببقية القصيدة ؛ لكنه لم يفعل ، وأعذاره مرفوضة سلفًا ، أما اليوم فسوف أشارك بهذه القصيدة على علاتها ، فقد أحاطت بي عند كتابتها ظروف خاصة ، ذكرتها لأستاذنا / زهير في رسالة ، ثم إني تحرَّجت وخجلت منه فيما بعد ولم أرسلها إليه ، وما حملني على إرسالها إلا أني شعرت بطول الغيبة مع فراغ الحقيبة ، على أية حال لن أفتات على رأيكم الكريم الذي أنتظره فيها .
الطَّرِيقُ إِلَى الرَّمَادِ ...
 
l- قد يكون جمال الحب وبقاء الحب في أن نعيشه كحقيقةٍ صغيرةٍ تمنح الحياة السعادة والبهجة ، نعيشه كساعة لَهْوٍ يبقى فيها الأطفال بين ألعابهم وعرائسهم ؛ إذا ما حرموا منها تذمَّروا وتأففوا ، لكنهم يعلمون أيضًا أنها لن تملأ لهم بطونهم إذا عطشوا وجاعوا ، ذلك الحب الذي تلمحه في عين القروية يصرخ فيها زوجها وهي تدلك قدميه ، ذلك حب القلب ، وقد نصنع للحب أجنحة ، ونطير به في السماوات ، ونحفُّ به من حول العرش ساعةً أو بعض ساعة ؛ في خيال شاعر  أو ذهن فيلسوف أو قلم كاتب ، ولكن أيتربع - مِنْ بَعْدُ - ذلك الْمَلَك في قَلْبٍ آدَمِيٍّ ?! ؛ هيهات ذلك ... ، إلا إذا كان شَاذَّ الفطرة ! ، أتدري لماذا ? ؛ لأن هذا الْمَلَك من صنع العقل لا من خلق الله ! .
- خُيِّل إليَّ ذات مرة أنه لا يمكنني ( وليس : لا يجوز ! ) أن أُقَبِّل حبيبتي !؛ أذلك من وحي الشريعة أم الحقيقة ?! .
- إن النسيم لن يحرك السفينة ، ولكن الإعصار لن يترك السفينة والأشجار والأزهار في أماكنها .
l- جملة اعتراضية : ما سبق وما سيأتي هو كلام المزح ، أما كلام الجد فهو أن كل ما قاله وما سيقوله في الحب شاعر أو أديب أو فيلسوف أو رجل أو امرأة != هو تصوير لهذه النفس الإنسانية المعذبة الحائرة في بعض أحوالها ، التي أعجزها  أن تهبط إلى درك الحيوان وأن تسمو إلى فلك الْمَلَك ، وشَبِههَّا إن أردت بالذبابة في طيرانها المختبل لا تَنْفُر عن قمامة ولا تقع على عسل ، فليس فيه على الحقيقة من ثَمَّ نفيٌ ولا إثباتٌ ، ولا سلب ولا إيجاب .
l- هكذا جُرِح كبريائي ، وعاد ذلك الحب هجرانًا ومقتًا ، كانت ملء سمعي وبصري وقلبي ، وبيدها أزمة مشاعري وأحاسيسي وخلجات صدري ، فإذا بها تتلاشى ، ويعصف بها أمامي جارفٌ من العدم الأبديِّ ، تحسست مكانها ، تلك الكأس المتضلعة بخمر الفتنة المتوقدة ... كيف فرغت ?!، لم يرعني إلا صوتُ البلور المتكسر وثمالةٌ منها انسابت على وجه الأرض بحذاء الأقدام ؛ لا في حلق شاربٍ سكِّيرٍ ولا قلب عاشقٍ مُحِبٍّ ... ،  ألا ما أشبه تلك الثمالة في هوانها عليَّ بتلك الدمعة المتدحرجة التي لن تولد على مهد كَفٍّ تمسحها !...
 
` ` ` ` `
 

u

هُنَا كَانَ مِيلادُهُ ، وَهُنَا  lllتَحَسَّى الْحِمَامَ مَهِيضَ الْجَنَاحْ ،
لَكَمْ أَخَذَ الطَّيْرُ مِنْ مَوْثِقٍ lll  عَلَيْنَا لَدَى هَبَوَاتِ الرِّيَاحْ ! ؛=
بِأَنَّ لَهَا فَتْنَةً بَأْسُهَا lll شَدِيدٌ تُلاقِي بِهَا الْجَاحِمَا ،
فَثُرْنَا عَلَيْهَا ، وَدَوَّى الرَّصَاصُ ، lll فَأَزْعَجَ عُصْفُورَنَا النَّائِمَا .
وَأَبْرَزَتِ الرِّيحُ إِغْرَاءَهَا ، lll وَغَازَلَنَا الأُفُقُ الْقُزَحِيّْ ،
فَطَارَ وَطِرْنَا إِلَى مَجْهَلٍ lll مِنَ الْحُبِّ لَمْ يَخْطُهُ آدَمِيّْ .  
فَهَلْ آبَ بَعْدُ إِلَى وَكْرِهِ ؛ lll كَمَا آبَتِ الطَّيْرُ عِنْدَ الأَصِيلْ ?!، سَيَأْتِيكَ أَنَّا جَنَيْنَا عَلِيْهِ ؛ lll لأَنَّا بَطِرْنَا بِعُشٍّ هَزِيلْ ! .   
v
أَرَدتُّ السُّلُوَّ فَلَمْ أَسْتَطِعْ ، lll وَأُبْتُ إِلَيْكِ وَلَمْ أَرْتَدِعْ ! ،
كَذَا الْحُبُّ فِيهِ وِصَالٌ وَهَجْرٌ ؛ lll وَمَا أَنَا فِي الْحُبِّ بِالْمُبْتَدِعْ ! .
لَكَمْ قَدْ شَكَوْتُكِ لِلأَنْجُمِ ! ، lll وَرَاوَدَنِي الْبَيْنُ لَوْ تَعْلَمِي ! ،
وَأَحْلَى الْوِصَالِ عَقِيبَ الْخِصَامِ ، lll وَأَعْذَبُ مَاءٍ بِحَلْقِ الظَّمِي .
وَأَغْمَضْتُ عَيْنِي وَقَرَّبْتُ مِنْهَا lll فَمًا لَمْ يَزَلْ نَحْوَهَا فِي اشْتِيَاقْ ،
وَقُلْتُ : لَقَدْ عَادَ هَذَا اللَّعُوبُ ؛ lll وَلَكِنْ ذَلِيلاً بِوَسْمِ الإِبَاقْ ! .
وَطَالَ انْتِظَارِي...فَأَوْجَسْتُ خِيفَهْ، lll أَمَا يُنْكِرُ الطَّيْرُ يَوْمًا أَلِيفَهْ?!،
فَقُلْتُ لأُخْفِيَ مَا رَابَنِي ؛ lll تُشَيِّعُنِي بَسَمَاتٌ خَفِيفَهْ :
أَنَا مَنْ أَسَرْتُ قُلُوبَ الْعَذَارَى!، lll ((كِيُوبِيدُ))قَبْلُ اسْتَعَارَ سِهَامِي!،
فَلَمْ تَكُ مِنْهَا سِوَى قُبْلَةٍ ! ، lll وَلَمْ تَكُ إِلا صُبَابَةَ جَامِ ! .
*محمود العسكري
25 - أبريل - 2007
 1  2  3  4