قضية تستحق الطرح . ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
تحية حب وتقدير للأستاذ محمد ، وبعد: فطرحك يحمل قضيتين فيما أفسّره، وهما: 1- عدم شعرية شعر التفعيلة (الشعر الحر) مقارنة بالعمودي (الخليلي)، حيث يذهب بعض الباحثين والنقاد إلى أنه قول أدبي لا شعر ، وهذه قضية جديرة بالبحث والنقد، وهذه المشكلة ـ في رأيي ـ ناتجة من أمرين: الأمر الأول: وجهة ذوقية / ذاتية حيث لا تستثير بعض القراء تلك الكلمات المصفوفة تنازليا في الصفحة، ويرون منها طفولية ومراهقة تماما كما تفضلت . الأمر الثاني: عدم الاحتكام إلى قاعدة محددة سوى الوزن، فالقافية غير مشترطة، وبالتالي يجعل من ذلك ـ ربما ـ خلطاً في النظم والإبداع بين الشعراء، مما يُشير إلى وجود مساحة شاسعة في الفوضى المحسبوبة على هذا النوع من الشعر، وعدم تقييده في أوزان محددة كما هو في البحور الخليلية. 2- الخوف على الشعر العربي القديم من تيارات التجديد والحداثة الشكلانية التي هبّت رياحها بشكل زاخر مع النهضة الحديثة، والواقع أن كثيراً من الوان التجديد في الشعر العربي على مر العصور قد آل معظمها إلى الاندثار والانحسار، ولا يمكنني التنبؤ عن مصير ذلك الشعر التفعيلي الحديث أو غيره ، ولكن ربما يصيبه يوما ما ما أصاب سابقه !! هذا فضلا عن أن الشعر العربي القديم بوصفه تراثاً تيمم له الوجوه الناقدة لن ينحسر امتداداً لنرجسية شاعر العربية الأكبر أبي الطيب المتنبي حين كفى نفسه شر التعب، ونسهر مختصمين باحثين لإبداعه وإبداع زملائه .. ربما ـ حسب رأيي ـ تستطيع الخوف على الشعر من غزوات الآخر ، وأعني السرد الروائي في الآونة الأخيرة وهو ما دعا بعض نقادنا الكبار إلى ربط هذا العصر بعصر الرواية وأنها ديوان العرب كما قاله د. جابر عصفور وغيره .. بقي أن أقول أن الحداثة الشعرية جميلة إذا توقفت على الشكل والفن، ومحاولة تطوير ذلك ليصب في النهضة العربية الحديثة، ولا أكتمك القول بأني أطرب لبعض نماذج شعر التفعيلة بشكل يطغى على نماذج تفعيلية (نظمية)، وخذ مثلاً : محمد أبو سنة، تجد في شعره التفعيلي تنزيها عن كثير من نماذج الشعر الخليلي، من خلال التصوير والإبداع غير النظير، وخذ مثلا هذه القصيدة له وتأملها مجردة عن فكرة عدم الشعرية أو الخوف على على الشعر العربي: ما الذي أعجلك ? * "أي شيء حسن لم يك لك " فُت حتي القلوب التي أينعت طوقت منزلك والحقول التي زرعتها يداك تمد إليك الغصون الرطاب لتستقبلك والعيون التي ملأتها الدموع تحاول أن تسألك هل سئمت الليالي التي لم تذق من يديها سوي مرها ثم حين رنوت إلي حلوها غلقت بابها صوبت سهمها في سواد الحلك لكي تقتلك لم تنلك الوصال الذي ناله الطامعون وما كنت تبغي رضاها ولا كنت تحلم أن تشغلك ....... القصيدة في رثاء أخيه . ---------------------------- وتحيتي لغيرتك العربية .. عبدالله |