سلام عطر و بعد...ان الموضوع الذي قمت باختياره اختي واقدة.اسال حبر الدارسين العرب و المستعربين.. لا احتاج الى تذكير بكتاب الدكتور زكريا ابراهيم عن ابن حزم في سلسلة اعلام العربع عدد 66 ثم بعمله القيم عن مشكلة الحب في سلسلة مشاكل فلسفية وقد كشف المؤلف فيهما عن سيكولوجية الغزل عند الفقيه الظاهري و عن تصوره للمراة.كما افرد يوسف الشاروني في كتابه دراسات في الحب فصلا خاصا للطوق..غير اني اريد تنبيهك الى الدراسات الاستشراقية الكثيرة التي تعالج ادب الحب عبد ابن حزم وهي لا تخلو غالبا من الجدة في التناول و العمق في الطرح..الا ان قلة العناية بترجمتها تغمط حق الدارس العربي خاصة المشرقي في الاستفادة منها..اما عن صورة المراة في طوق الحمامة فساكتفي بالمعالم التالية كارضية للنقاش (اثارة موضوع الحب المعذب عند المراة خلافا لما اقتصر عليه المؤلفون الاخرون من الحديث عن عذابات العاشق الرجل فقط - اعتبارقيمة الصدق عند النساء لذا فهو لا يتعرض لاخبار خيانتهن و مكائدهن كغيره - اعتماده على نقل الحكايات من افواه النساء مباشرة - وقوفه عند جانب التربية و دوره في ترسيخ معنى الصلاح عند الجنسين - المشكل الذي يضعنا فيه ابن حزم حين يتحدث عن المحبوب بصيغة التذكير - تعاطف المؤلف الواضح مع عذاب العقل و الروح لدى المحبين و شفقته للخزي و العار الذي يصيب المحب حين يفقد ضبط نفسه - اعتراف الكاتب بالحب اللاطبقي ردا على اشتراط الفقهاء للكفاءة في الزواج - غاية الكاتب افهامنا اننا كبشر نسير على الحافة بالمعنى العاطفي و الاخلاقي و هو امر يحاول الانسان المعتدل ان يكبته ليستطيع ان يعيش بسلام مع نفسه...) يبقى شيء اساسي وهو ان طوق الحمامة ليس في اعتباري الا قصيدة كبرى لمثال من الجمال النسوي اذهل ابن حزم وهو صغير و سلبه لبه وظلت ظلال ذلك المثال تبرد قلبه العليل طول حياته..و الى اللقاء.