مجددينات على غير وزن.. ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
ما هو التجديد ومن هو المجدد وهل ما يقوم به بعضنا اليوم من خروج ظاهر عن أصول وقواعد راسخة ثابتة في الشريعة يُعد تجديدا ? 1 ـ حينما نتأمل ما يكتبه هؤلاء، فإن السؤال الذي أُسائل به نفسي هو: ما الجديد في هذه الكتابات..? أحقا فيها جدة..? أفتح بعضا من هذه الكتابات قد أقرأ مبحثا أو فصلا أو الكتاب كله... فأتأمل وألاحظ، فلا أجد نفسي إلا عائدا بلا خف !! أعود فأتأمل وأعيد القراءة وأقول: لعلي لم أفهم جيدا.، أو أن المستوى الذي يكتب به هؤلاء كبير جدا، وأنَّى لمثلي مناطحة السحاب !! ... أنَّى لِمثْلي الجَرْيُ في مَيْدانِهِ. ولكن سرعان ما تنقشع السحب، وينجلي الغبار، لا تزيدني قراءتها إلا العزم الأكيد: هذه المؤلفات ليس فيها من جديد، إلا أنها سيل من الشتائم في أشكال مقنعة.. كلمات وألفاظ فضفاضة يدعي أصحابها أنهم يتحدثون فيها عن علم ودراية بأصول البحث العلمي الرصين والجاد.. غير أني لا أجد فيها من ذلك شيئا يذكر، الشتيمة شعارهم والادعاء دثارهم.. 2 ـ ما هي اللغة التي يكتب بها هؤلاء ? هل هي اللغة العربية حقا ? كثيرة هي النصوص التي أقف أمامها حائرا، أعيد قراءتها أكثر من مرة.، فأجد التلاعب بالألفاظ هو سيد الموقف.. أحمل القلم وأكتب في كُتيب أو ورقة نتيجة القراءة، أو بمعنى آخر أكتب مُجيبا على سؤال لا يفارقني أبدا: ماذا يريد الكاتب قوله ? أنتهي من الكتاب فأخلص بخلاصة من مثل: أ ـ إعادة قراءة النص الديني. ب ـ إعادة تشكيل العقل المسلم. ج ـ إعادة قراءة التراث العربي. د ـ الديني واللاديني. ه ـ الثابت والمتغير. و ـ إعادة النظر في مسالك الاجتهاد. عهنٌ منفوش، وسيل من سيل، وزبدٌ من رابية .. بأي منهج وبأية ضوابط،. لا شيء.. ـ أوَ ليس من ذلك يفرون ـ ليس لهم قيد أو شرط، إلا أن رايتهم لا قيد ولا شرط.. 3 ـ قرأت لنصر حامد والترابي والعلواني وغيرهم، ولنكن صُرحاء مع أنفسنا ودواتنا ... إنهم لم يقدموا شيئا يذكر مما فيه إضافة، على الرغم مما كتبوه وسودوا به الأوراق والصحف .. ما هو الجديد في كتاباتهم ? هل قدموا إضافات علمية جادة لهذه الأمة الغارقة في الأزمات ? إذا كان الجديد هو في: ـ الطعن في التراث الفقهي جملة وتفصيلا. ـ ونقد النص الديني كتابا وسنة. ـ الطعن في بعض الأحكام، مثل الحدود والميراث وأحكام الأسرة من طلاق وغيره. ـ إنكار النسخ. ـ الطعن في الصحابة. ـ الطعن في مناهج علماء الأصول والحديث ... ـ الطعن في طرائق الاجتهاد والاستنباط. إلى ما لا نهاية... أقول إذا كان الأمر كذلك، فإن الأمر سهل وجد سهل وما أكثر من يُحسن القول بأكثر من هذا في قوالب مزوقة وألفاظ منمقة، ولكن هيهات هيهات... فإن العقول النيرة والنفوس الأبية لتأبى الرضا بالدون... والتهافت. 4 ـ إن من الأمور التي يحسُن الوقوف عندها النظر بعين الإنصاف إلى المكتبة العربية الزاخرة بفنون من المصنفات الماتعة، لننظر في كل فن على حدة، ولْيكن كل فن على شاكلة حائط مبني بلبنات متراصة بعضها فوق بعض، ثم شمَّر أخي الكريم عن ساعد الجد ... كل كتاب تجده مُهما في بابه بحيث لا يُتَصور خُلو المكتبة منه، فضعه في مكانه فإنه هو اللبنة حتى يستوي البيت وتستقيم أركانه، وكل كتاب يمكن الاستغناء عنه ويمكن أن يقوم غيره مقامه فأزله ولا تلتفت إليه. ثم جل معي أخي في مكتبة الأصول، واسأل نفسك: هل يمكن الاستغناء عن كتاب الرسالة للإمام الشافعي ? إذا كان جوابك بالنفي فضعه في مكانه، ثم انظر في كل ما كتب في أصول الفقه والحديث والفقه واللغة بكل فروعها والفلسفة... وهكذا دواليك. كتاب " تجديد أصول الفقه " للترابي، هل يمكن وضعه مع كتاب الرسالة للإمام الشافعي والقواعد لسلطان العلماء، والموافقات للإمام الشاطبي،...? 5 ـ ما يؤلفه المُحْدَثون من المجددينات، إذا أردنا أن نُحاكم كتاباتهم بهذه الشاكلة فهل سنجد لهم مكانا وسط اللبنات ? تمُر بالمكتبات العامرة بالكتب والمؤلفات، فتجد أكثر ما فيها عبارة عن قنابل موقوتة... فإن وضعتها مع اللبنات كانت نشازا، صورة مشوهة وسط حائط أبيض ناصع. |