هذا الفاضل الكبير وفخر الأندلس
النحرير ابن حزم (منجنيق العرب) بعد أن بسط لسانه في الفقهاء بما هو معروف مشهور, يصول هذه المرة على النساء لا يخاف عذل عاذل ولا لومة لائم, فهذه صرخته في طوق الحمامة قال:
ولقد شاهدت النساء وعلمت من أسرارهن مالا يكاد يعلمه غيري؛ لأني ربيت في حجورهن، ونشأت بين أيديهن، ولم أعرف غيرهن. ولا جالست الرجال إلا وأنا في حد الشباب وحين تفيل وجهي. وهن علمنني القرآن وروينني كثيراً من الآشعار وردبنني في الخط، ولم يكن وكدي وإعمال ذهني مذ أول فهمي وأنا في سن الطفولة جداً إلا تعرف أسبابهن، والبحث عن أخبارهن، وتحصيل ذلك. وأنا لا أنسى شيئاً مما آرى منهن، وأصل ذلك غيرة شديدة طبعت عليها، وسوء ظن في جهتهن فطرت به، فأشرفت من أسبابهن على غير قليل'' انتهى.
فبالله عليك وأنت الحبر العارف الذي لا يقوم له مجادل ماهر ولا مماحل حاذق : أهكذا يقابل المعروف??
ثم إني لأعجب لرجل ربي في حجور النساء ونشأ بين أيديهن أن يكون له طبع صلب كطبعه ولسان جارح كلسانه... |