البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : عالم الكتب

 موضوع النقاش : سرقة لا أدبية    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 عمر خلوف 
11 - نوفمبر - 2006
 
سرقة (لا) أدبية
 
        حننتُ -مرةً- إلى معرفة الجديد في مجال الدرس اللغوي، فقصدتُ المكتبة أنظر في جديدها، فامتدت يدي إلى كتيب جذاب بغلافِه وعنوانِه، سمّي: (القواعد الذهبية لإتقان اللغة العربية، في النحو والصرف والبلاغة)، وأضيف إليه في مستطيل ذهبي لافت (دليل الإعلاميين والصحفيين والدارسين والمعلمين والمثقفين والمفكرين والأدباء والشعراء والكتّاب إلى أصول لغتنا الجميلة نطقاً وكتابةً)!! ،  ولم يحدد على غلافه رقم الطبعة ولا تاريخ الطباعة، ولكن يبدو من مقدمته أنها الطبعة الثانية، وأن تاريخ طبعه هو سبتمبر 1997م، وأن طبعته الأولى كانت في سبتمبر أيضاً، عام 1985م.
        ولقد شدّني إلى الكتيب إضافةً لما ذكرته ما جاء في مقدمته من تلمّسٍ لمواضع الألم اللغوي، كقصور الأجهزة الرسمية في إشرافها على مناهج ووسائل تعليم اللغة العربية، وعدم الكفاءة اللغوية عند بعض القائمين على الإعلام والصحافة، واستشراء اللهجات العامية في معظم وسائل الاتصال الخاص والعام! ونظراً إلى أن اللغة هي أداة المعرفة والتفكير والفهم والتواصل؛ فمن المحال إذاً الفصل بينها وبين التطور الحضاري لأية أمة، فإتقان اللغة متعلقٌ بمصير الأمة ذاتها كما هو واضح.
        ولقد تساءل [المؤلف!] عن السرّ في إجادة الأجيال السابقة للّغة العربية إجادةً تامة سادت حتى النصف الأول من هذا القرن. وبالبحث الدؤوب(!) كانت الإجابة فيما لَمَسَهُ من بَساطةٍ وسلاسةٍ في كتبهم، جعلت اللغةَ تتسلل إلى العقل والقلب في آن واحد، بأسلوب لا يجعل الدارسَ يُجيد العربيةَ فقط، بل يعشقها أيضاً!!.
        وأما كتب النحو والصرف والبلاغة التي صدرت مع بدايات النصف الثاني من هذا القرن فقد أصيبت بعدة آفات؛ منها: الإسهاب الطويل الممل، والجري وراء التفاصيل التي لا تهم سوى صفوة المتخصصين، والاستشهاد بأمثلة معقدة وصعبة، سواء من الشعر أو النثر، والتغاضي عن جماليات اللغة وعذوبتها .. مما أحال اللغة -مرة أخرى- إلى مادة ثقيلة، مملة، لا ينتظر الطلابُ من دراستها إلاّ النجاح بأي شكل من الأشكال!
        فما الحل إذاً?
        يقول: "قررنا في هذا الكتاب العودة إلى المنابع الصافية النقية المبكرة للنحو والصرف والبلاغة في اللغة العربية، مع مراعاة كل عناصر البساطة والسلاسة والسهولة والتركيز والتكثيف". مشيراً إلى آراء أبي الأسود الدؤلي، وكتاب سيبويه تلميذ الخليل بن أحمد، وإنجازات الزمخشري في أساس البلاغة، ومحاولات(!) الكسائي في جَمْع الشواهد اللغوية والشعر العربي!! وشروح ألفية ابن مالك الأندلسي، مع إشارة [مقصودة] إلى إنجازات حفني ناصف وعلي الجارم ومصطفى طموم ومحمد دياب ومحمود عمر وسلطان محمد أواخر القرن الميلادي الماضي!!
        اشتريت الكتاب، وعدت به إلى بيتي مسروراً، أُمَنّي النفس بالمفيد، لأجد نفسي فجأة -ومع الدرس الأول من الكتاب- أمامَ سرقةٍ مكشوفة مفضوحة جريئة في وضح النهار لكتابٍ آخر أمتلكه -ويمتلكه سواي بلا شك- بكل ما احتواه من جهد لخمسة مؤلفين، اختصاراً وتكثيفاً وتبويباً، لم يغيّر فيه سوى عنوانه الجميل الذي كتب على غلافٍ ملوَّنٍ جذاب، بل واستبدالٍ لورقه الداخلي بورق أبيض حديث قشيب!!
        ولذلك فقد قررت التخلّي عنه لأول صديق سألني عن كتاب مفيد في قواعد اللغة العربية، بعد أن أشرت إلى كونه كتاباً مسروقاً، فالكتاب الأصل غير متوفر في الأسواق، إلا أنني ندمت على تنازلي هذا قبل الكتابة عنه، فعمدت إلى شراء نسخة أخرى من الكتاب، لكي يبقى إلى جانب أصله شاهدَ عيان لا يكذب ولا يمين.
        وأصل هذا الكتاب المسروق هو (كتاب قواعد اللغة العربية؛ لتلاميذ المدارس الثانوية)، وهو بالفعل من أجود كتب قواعد اللغة العربية وأتمها فائدة، وضعه -لتلاميذ المدارس الثانوية- خمسةٌ من أساتذة اللغة العربية في مصر، أوائل القرن العشرين، هم: حفني بك ناصف، ومحمد بك دياب، والشيخ مصطفى طموم، ومحمود أفندي عمر، وسلطان بك محمد،[الذين أشار إليهم (المؤلف!) قبل قليل إشارة عابرة]، وقررتْ تدريسَه نظارة المعارف بمصر سنة 1905م، وهو معدّل عن كتابين آخرين لمؤلفيه أنفسهم، أحدهما كتاب (الدروس النحوية)، الذي كان مقرراً للتدريس سنة 1309هـ، وثانيهما كتاب (دروس البلاغة)، الذي كان مقرراً للتدريس أيضاً سنة 1892م، أي منذ ما يزيد على مئة وعشرة أعوام.
        ولجودة الكتاب فقد احتفظت في مكتبتي بنسخة منه منذ ما يزيد على عشرين عاماً خلت، مرجعاً سريعاً لبعض مسائله ودروسه.
        ولست هنا بصدد الإشارة إلى أماكن السرقة، فكل ما بين الدفتين مسروق، ومعروض دون مواربة أو خجل، ولذلك لم أجد ما يدعو إلى تتبع الأخطاء التي وقع فيها الكتاب المسروق ضبطاً للكلمات أحياناً، وما أخلّ به بترك الضبط أحياناً أخرى، وسوء الترتيب الذي أُريدَ منه -جهلاً- دفع النظر عن التشابه العياني لا غير!!
        وسأكتفي هنا باختيار أمثلة عشوائية لبعض مواضيع الكتاب، وصورة لفهرسيهما، أضعها أمام ما يقابلها من الكتاب الأصل، لترى المفاجأة.
 
أ - في المقدمة؛ يقول الأصل (ص1): "النحو قواعد يعرف بها صيغ الكلمات العربية وأحوالها حين إفرادها وحين تركيبها.
والكلمة هي اللفظ المفرد الدال على معنى.... وتنحصر الكلمات في ثلاثة أنواع: فعل واسم وحرف؛
* فالفعل ما يدل على معنى مستقل بالفهم، والزمن جزءٌ منه؛ مثل: قرأ و يقرأ و اقرأ.
* والاسم مايدل على معنى مستقل بالفهم، وليس الزمن جزءاً منه؛ مثل: إنسان ونخل وذهب.
* والحرف ما يدل على معنى غير مستقل بالفهم؛ مثل: لَمْ و على و هلْ.
ويقول السارق (ص17): "النحو قواعد يعرف بها صيغ الكلمات وأحوالها سواء أكانت مفردة أو في جملة. [أضاف هنا بضعة أسطر لشرح معنى الإعراب والبناء]! ثم قال:
والكلمة هي اللفظ المفرد الدال على معنى. والكلمات ثلاثة أنواع: فعل واسم وحرف؛
* الفعل يدل على معنى مستقل، ويشكل الزمن جزءاً منه؛ مثل: قرأ و يقرأ و اقرأ.
* أما الاسم فيدل على معنى مستقل، لكن الزمن ليس جزءاً منه؛ مثل: إنسان وحيوان ونهر !!.
* أما الحرف فيدل على معنى غير مستقل بذاته؛ مثل: لَمْ و على و هلْ.
ويقول الأصل:
* "ويختص الفعل بدخول ( قد والسين وسوف والنواصب والجوازم عليه، ولحوق تاء الفاعل وتاء التأنيث الساكنة ونون التوكيد وياء المخاطبة له).
* ويختص الاسم بدخول (حروف الجر وأل عليه، ولحوق التنوين له، وبالنداء والإضافة والإسناد إليه).
* ويختص الحرف بالتجرد من خصائص الفعل والاسم".
ويقول السارق:
* ويدخل على الفعل (قد والسين وسوف وأدوات النصب والجزم، وتلحق به تاء الفاعل وتاء التأنيث الساكنة ونون التوكيد وياء المخاطب).
* أما الاسم فتدخل عليه (حروف الجر وأل ويلحق به التنوين، والنداء والإضافة والإسناد إليه).
* في حين يتجرد الحرف من خصائص الفعل والاسم.
ويقول الأصل:
"ولما كان أكثر كلمات اللغة العربية ثلاثياً اعتبر العلماء أن أصول الكلمات ثلاثة أحرف، وقابلوها عند الوزن (بالفاء والعين واللام) مصوّرة بصورة الموزون، فيقولون في وزن قَمَر مثلاً (فَعَل)، وفي وزن سِدْر (فِعْل) وفي حَسِبَ (فَعِلَ) وفي سُمِعَ (فُعِلَ) وهلمّ جرّاً. فإذا زادت الكلمة على ثلاثة أحرف ؛
1. فإن كانت زيادتها ناشئة من أصل وضْع الكلمة.. زدْتَ في الميزان لاماً أو لامَيْن على أحرف (ف ع ل)؛ فتقول في دَحْرَجَ مثلاً : (فَعْلَلَ) وفي جَحْمَرِش: (فَعْلَلِل).
2. وإن كانت ناشئة من تكرير حرف من أصول الكلمة كرّرتَ ما يقابله في الميزان؛ فتقول في وزن قَدَّمَ: (فَعَّل)، وف جَلْبَبَ: (فَعْلَلَ).
3. وإن كانت ناشئة من زيادة حرف أو أكثر من حروف (سألْتمونيها) على أصول الكلمة جئتَ بالمزيد بعينه في الميزان، فتقول في وزن كاتب مثلاً: (فاعل) وفي مُبْدِع (مُفْعِل) وفي اسْتغْفَرَ (اسْتَفْعَلَ)"
ويقول السارق:
"ولما كان أكثر كلمات اللغة العربية ثلاثياً، حدد العلماء أصولها بثلاثة أحرف، على وزن (الفاء والعين واللام) طبقاً للموزون، مثل: قَمَر على وزن (فَعَل)، ولعِبَ على وزن (فَعِل) وضُرِبَ على وزن (فُعِلَ) وهكذا. فإذا زادت الكلمة على ثلاثة أحرف ؛ فإن الميزان يزداد لاماً إذا كانت أربعة أو لامين إذا كانت خمسة على أحرف (ف ع ل) فنقول (فَعْلَلَ) في حالة دَحْرَجَ وهكذا.
 أما إذا كانت ناشئة من تكرار حرف أصل الكلمة فإننا نكرر ما يقابله في الميزان؛ ونقول: (فَعَّل) في وزن قَدَّمَ وهكذا.
 أما إذا كانت ناشئة من زيادة حرف أو أكثر على أصل الكلمة فإننا نأتي بالمزيد نفسه في الميزان، فنقول (فاعل) في وزن كاتب مثلاً، و(يُفْعِل) في وزن يُبدع ، و(اسْتَفْعَلَ) في وزن استغفر".
ج- في باب الماضي والمضارع والأمر الأصل (ص3) والسرقة (ص19):
يقول الأصل: " فالماضي ما يدل على حدوث شيء مضى قبل زمن التكلّم، مثل: (قرَأَ) وعلامته أن يقبل تاء الفاعل كقَرأْتُ، وتاء التأنيث الساكنة كقَرأَتْ".
ويقول السارق: " يدل الماضي على حدوث شيء وقع قبل زمن التكلّم، مثل: (قرَأَ) ويقبل تاء الفاعل قَرأْتُ، وتاء التأنيث الساكنة قَرأَتْ"!.
ويقول الأصل: "والمضارع ما يدل على حدوث شيء في زمن التكلم أو بعده، فهو صالحٌ للحال والاستقبال. ويُعِينُهُ للحال لامُ التوكيد وما النافية، نحو: { إني لَيَحْزُنُني أنْ تذهبوا بهْ}، {وما تدري نفسٌ ماذا تكسِبُ غداً، وما تدري نفسٌ بأيّ أرضٍ تموت}. ويُعِينُه للاستقبال (السين وسوف ولنْ و أَنْ و إنْ) نحو: {سيصلى ناراُ}، {سوف يرى}، {لن تراني}، {وأَنْ تصوموا خيرٌ لكم}، {وإنْ يَتَفرَّقا يُغْنِ اللهُ كُلاًّ منْ سَعَتِه}. وعلامتُهُ أنْ يصحّ وقوعه بعد (لَمْ) كَـ (لَمْ يقرأ).
ويقول السارق: "و يدل المضارع على حدوث شيء في زمن التكلم أو بعده، أي أنه يشمل الحال ويمتد ليغطي المستقبل أيضاً!!. ويستخدم للحال لامُ التوكيد وما النافية، نحو: (إني ليبهجني أنْ تتفوّقوا في دراستكم)، أو: {وما تدري نفسٌ ماذا تكسِبُ غداً، وما تدري نفسٌ بأيّ أرضٍ تموت}.
ويستخدم للمستقبل (السين وسوف ولنْ و أَنْ و إنْ) مثل: {سيصلى ناراُ}، {سوف يرى}، (لن تخدعني)، {وأَنْ تصوموا خيرٌ لكم}، (إن تجتهد تنجح)!
ويقول الأصل: "ولا بدّ أن يبدأ [المضارع] بحرف من أحرف (أنيت)، فالهمزة للمتكلم الواحد أو المتكلمة، والنون له مع غيره أو لها مع غيرها [يعني للجمع]، والياء للغائب المذكر وجمع الغائبة، والتاء للمخاطب مطلقاً ومفرد الغائبة ومَثناها".
ويقول السارق: "ويبدأ بالهمزة للمتكلم أو المتكلمة، والنون للمتكلمين والمتكلمات!، والياء للغائب المذكر وجمع الغائبة، والتاء للمخاطب كله ومفرد الغائبة ومثناها، أي لا بد أن يبدأ بحرف من كلمة (أنيت)".
ويقول الأصل: "والأمر ما يُطلب به حصول شيء بعد زمن التكلم، مثل : اقْرَأْ. وعلامته أن يقبل نون التوكيد مع دلالته على الطلب".
ويقول السارق: "ويدل الأمر على طلب حصول شيء بعد زمن التكلم، مثل : اقْرَأْ. ويقبل نون التوكيد مع دلالته على الطلب".
 
        ذلك أنموذج من مقدمتي الكتابين وجزء من بابيهما الأولين، ويلاحظ فيهما التطابق شبه التام في كل شيء، باستثناء بعض محاولات التمويه المخفقة، التي أدّت أحياناً إلى تشويه الأصل، والإخلال بدقته العلمية والمعنوية.
        وتسير السرقة على هذا المنوال كالنار في الهشيم إلى أن تأتي على كلّ محتوى الكتاب الأصل، الذي أصبح مؤلفوه الخمسة في دار الحق يضربون كفاً بكف أو كفاً بخدّ حزناً على ما آل إليه العلم والعلماء في زمن فسدت فيه النفوس والضمائر، ومات فيه حدّ السرقة المادية، فهل يخاف سارق العلم من إقامة حدّ بعد اليوم!!
 
 
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
عن الكتاب المسروق    كن أول من يقيّم
 
باركالله فيك يا أستاذ عمر ، و عمَّـر بك ـ كما نقول في المغرب ـ على تشهيرك بهذا السارق اللا أدبي و اللا أخلاقي ... فيا لوقاحة هذا السارق  و خساسة فعله ، و يالخسارة كسبه و مسعاه ...
أما عن أصحاب الحق الذين هم في دار الحق ، فتُراهم رافعي أكفهم يدعون لك و لأمثالك دعاء الآباء لأبنائهم البررة ... الذين يدافعون عن الحق يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر ... و لا يخشون في الله لومة لائم . فجزاك الله عنهم كل خير ... و تقبل منك هذا العمل الجدير بأن يقتدى به حتى لا تضيع الحقوق و ينتشر الفساد .
و قد سبق أن اكتويت شخصيا بالسطو على دراسة لي في أمراض النحل بالمغرب ، قدمتها منذ عقدين من الزمن لمراسل جريدة وطنية من أوسع الجرائد انتشارا و توزيعا بالمغرب ، فإذا به ينشرها باسمه ، و هو المعلم الذي لا يـُعْرَف عنه سوى علاقته بالذباب و البعوض و لا صلة له  و لا علم له لا بالنحل  و لا بالعسل  بالمرة ... و قد سبق أن سامحته و غفرت زلته بعد أن قدم لي أعذارا واهية ، و انفضح أمره في قريتنا الصغيرة آنذاك  ، و التي صارت الآن مدينة صغيرة .
*لحسن بنلفقيه
11 - نوفمبر - 2006
علاقته بالذباب والبعوض!!!    كن أول من يقيّم
 
جازاك الله كل خير أخي  لحسن بنلفقيه، وأضحك سنك، وعوضك في مصيبتك كل خير
شكراً لك على مداخلتك الكريمة
وأتمنى أن تنشر دراستك عن أمراض النحل على صفحات الوراق، مع الإشارة إلى موضوع السرقة.
 
*عمر خلوف
16 - نوفمبر - 2006
خذوا حذركم    كن أول من يقيّم
 
أرجو أن يحاول المعلق الاتصال بصاحب الكتاب ليعرفه بما قدمت يداه ليعلم أن ما كان خفيا بالأمس فإن الغد الفاضح قريب000هذا أمر ,الأمر الثاني :قد يكون المؤلف قد التقط الفكرة وطورها وأضاف إليها وكان ينبغي أن يشير إلي هذا
خاصة أن الكتابة في النحو وخاصة التعريفات يتلقفها الخلف عن السلف فتتكرر تلك التعريفات...أنا لا ألتمس العذر للمؤلف ولكني أردت أن يبحث الناقد عن المواطن التي تتعلق بالتصنيف والابتكار التي تظهر فيها شخصية المؤلف فنادرا ما يقع الحافر على الحافر
طاهر خالد
17 - نوفمبر - 2006
بين السرقة والاجترار    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تحياتي أيها الإخوة وبعد ..
إذا أنا لم أسم هذا سرقة ولا سطوا ، فإن لي فيه رأيا لا يقل قدحا عن السطو والسرقة ؛ فالقول بأن الكلمة اسم وفعل وحرف مثلا ، لم يعد ملكا لأحد ؛ فقد قالها مئات العلماء والنحويين من قبل ، ولن يتورع عن قولها آخرون مستقبلا ، فكل منهم يزعم بأنه أضاف جديدا ..
وأنا أسمي هذا اجترارا ، ولي بحث لم يكتمل بعد ، حول حركة التأليف عند العرب ، بين الإبداع والاجترار .. وقد ( سرقت) اسم ( حركة التأليف ) من كتاب رائع في بابه للدكتور أمجد الطرابلسي ، ولكنني لم أسرق من الكتاب نفسه شيئا ، فهو من خيرة ما ألف في هذا.. وأقصد بالاجترار ، أن الكتب التي ألفت في موضوع واحد عبر القرون ، تعد الأولية فيها لمن سبق ، ثم لمن أضاف أكثر من الأصل ، وكل ما عدا ذلك فهو من قبيل التكرار السقيم والاجترار المقيت .. وهذا يجري على كتب الفقه واللغة والتاريخ والمعاجم والتفسير والحديث وما شابهها ..
فأنت واجد مئات كتب النحو ، فلم يزد أحدها فيها على ما تقدم شيئا ذا بال ، والكلمة عند النحويين جميعا اسم وفعل وحرف ، ( إلا من أضافوا الخالفة والضمير والظرف ...!! ) ثم يستوي الجميع في علامات كل منها وأقسامه وأنواعه وأبوابه ، فالمعارف سبعة لم يزد أحد عليها شيئا ، والأزمنة ثلاثة لم يضف عليها أحد رابعا ، وقل مثل ذلك في ألقاب الإعراب والبناء ، ومختلف مواضعات النحويين ، على اختلافهم حول بعض منها ..
وأنت واجد كتب التفسير كلها تجمع على أن باء البسملة ومجرورها متعلقان بمحذوف جملة فعلية أو اسمية .. ولم تجد من زاد على الفرق بين الرحمن والرحيم ، ولا على شرح الحمد أو لفظ الجلالة أو الربوبية أو العالمية شيئا ..
وأنت واجد كتب التاريخ العربي المشهورة تكتب عن غزوة بدر أو أحد أو الخندق شيئا واحدا لا مزيد فيه لمستزيد .. حتى الكتب الحديثة منها لم تقل لنا ماذا كتب مؤرخو الأقوام الأخرى عنا وعنها ..
وأنت واجد عشرات المعجمات لا يختلف بعضها عن بعض إلا في التسمية ، وقد تكون التسمية مسروقة كاسم ( المعجم المدرسي ) مثلا .. وقل مثل ذلك في معجمات الأخطاء الشائعة ومعجمات النحو والصرف والإملاء ، وغيرها ..
وآية مصداق أن هذا من الاجترار، أنك لو ضمنت لي التفرغ عاما واحدا ، لأصدرت لك معجما غواتيماليا نيكاراغويا زيمبابوييّا ، وأنا لا أجيد حرفا واحدا من لغة غواتيمالا ولا نيكاراغوا ولا زيمبابويي ..
فليس في الأمر أي إبداع .. وإنما هو الاجترار .. إنه نوع من السرقة ، بل هو أدنى منزلة منها ..
مع أطيب تحياتي ..
*داوود
23 - نوفمبر - 2006
العصف المأكول    كن أول من يقيّم
 
نعم أستاذنا داوود
 
خطير جداً هو ما تفضلتَ به هنا.. فأكثر ما تلقيه المطابع اليوم إنما هو معاد مكرور
إنه العصف المأكول، الذي يمكنك أن تعيده بالتحليل الدقيق إلى مكوناته الأولية .
ومع ذلك ربما قُدّم لنا هذا العصف المأكول على آنية من زجاج، أو ملفوفاً بورق الهدايا الملون، أو قاسياً كالفاكهة المجففة، أو ليناً كالعصائر، أو ما يخطر وما لا يخطر ببال صانعي المآكل والمشارب.. وهو الوجه الوحيد للاختلاف.
وأما أن أطّرح غلافَ كتابٍ مضت على طباعته ما يزيد على المئة عام، ثم أموّهه بغلافٍ فاخر زاهٍ ملون، وأضع عليه اسمي دون أن أبذل فيه جهد الاجترار فذلك هو البلاء والاستخفاف.
 
جزاك الله خيراً أستاذنا الفاضل
ونرجو أن نقرأ شيئاً مما وصلتَ إليه في بحثك عن السرقة والاجترار...
 
 
*عمر خلوف
24 - نوفمبر - 2006
السرقات الادبيه منتشره حتى في المنتديات    كن أول من يقيّم
 
موضوع  قديم  ومشهور حول السرقات الادبيه
الجديد هو السرقات الادبيه المنتشره  حديثا في المنتديات 
فقد كتبت حول وضاح اليمن بين الحقيقة والخيال في اكثر من منتدى  يمني وعربي
فاذا بي افاجئ بنشره بمنتدىكبير  باسم  اخر
وكتبت لمشرف المنتدى مرفقا الروابط القديمه المؤكده بان الموضوع هو لي
ثم شاهدت موضوع اخر لي ينشر باسم  اخر  وهكذا 
السرقات  مستمره بشكل  اوسع ولا تزال
في مجلة العربي قبل اكثر من 30 عام ايضا كاتب كبير نشر مقاله لاديب مشهور  باسمه وثارت نقاشات واسعه حينها ومراسلات
بل لقد تمت سرقات لكبار الادباء ولكبار الشعراء ايضا
ولا اقصد  الاقتباس  فهذا ممكن حدوثه 
ولكن ا ن تسرق كتابا كاملا او مقالا كاملا وتنشره  باسمك
والله  انها لجرأه ما بعدها جرأه
 
علي السقاف
علي السقاف
30 - مارس - 2007
الدكتور بائع الخضار    كن أول من يقيّم
 
هذه السرقات جديدة قديمة , وقد صادفتُ أحد أصحاب دور النشر وقد تعاقد مع بعض طلاب الجامعة المتفوقين , لتلخيص بعض الكتب له , وقد استطاع هذا اللص ( وهو يحمل درجة الدكتوراة في الفلسفة !! ) , أن يسجل بإسمه أكثر من ثلاثين مؤلفاً خلال سنتين فقط !! , وقد تتبعتُ مسيرة هذا اللص لمعرفتي الشخصية به , ولأنني قرأتُ له كتاباً عن الغزالي ويبدو أن الذي لخصه له كان مشغولاً ! فخرج كتابه عن أي شيئ إلا الغزالي , وكان هذا السارق موفقاً أحياناً بالمواضيع فقد كان يمتلك مكتبة ويعرف المواضيع التي تبيع أكثر , تماماً كما يعرف بائع الخضار أي الأنواع مرغوبة أكثر  !! فكانت تروج كتبه في كثير من الأحيان , بل استطاع هذا اللص من طبع كتاب وبيع جميع نسخه خلال ثلاثة أيام فقط !! بينما كانت تباع دواوين المتنبي وأبوالعلاء المعري   وامرؤ القيس على الرصيف !! 
*محمد هشام
30 - مارس - 2007
القرصنة بثوب جديد    كن أول من يقيّم
 
لقد عاد بي هذا إلى عهد بعيد ، إلى زمن ما سلمت بواخره من قرصنة ،ولا طرقه من قطاع، ولا قبائله من غارات،
إلا أن الجديد في هذه المرة أن اللص صار يلقى الاستحسان بعد أن عابت عليه ذلك الأزمان ، وألبس ثوب الملهم الفنان
وهو الذي يبيع الآخرة بأحقر الأثمان .....
نعم...إنها القرصنة بثوب جديد وقميص أكثر ألوانا ورداء بؤس من رداء..
وماعسانا ان نقول إلا أن نعترف بالانحطاط الذي تشهده مجتمعاتنا وما بإمكاننا إلا ان نسعى لنهضة اوطاننا
*لمياء
8 - يوليو - 2007
مصطلح سرقة لا أدبية    كن أول من يقيّم
 
أعلم من أستاذي الدكتور محمد خليفة الدناع أن أول من استخدم مصطلح(سرقة لا أدبية) هو أستاذه وأستاذنا الدكتور بدوي طبانة في حواراته مع طلابه بكلية دار العلوم. وأستاذنا طبانة -رحمه الله- له كتاب معروف، بعنوان السرقات الأدبية.
 مع خالص تقديري لجهد الأستاذ عمر في هذا المجال الحيوي الذي تتكفل الإنترنت الآن بإظهاره وكشفه في نطاق واسع.
*صبري أبوحسين
27 - ديسمبر - 2007
سرقة لا أدبية    كن أول من يقيّم
 
أستاذنا د.صبري حفظه الله..
 
لم أفهم المراد من هذه المداخلة.
هل عبارة (سرقة لا أدبية) هي مصطلح من وضع الأستاذ الدكتور بدوي طبانة؟
 
أنا لم أطّلع على كتاب د.طبانة، ولكنني استخدمت التعبير كناية عن أن السرقات تمتاز (بقلة الأدب) مهما كان نوعها. وإن كان مصطلح (السرقة الأدبية) معروف المراد، ويقصد به السرقة، ولكن في مجال الأدب.
 
 ولا أرى في أولية استخدامها ميزة ما.
 
أشكرك وأحييك
*عمر خلوف
1 - فبراير - 2008
 1  2