حديث عن ( المصطلحات ) ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
في سؤال الأستاذة أم الرضا معنى كبير يجب التوقف عنده ساعة لبيان مفردات سؤالها ؛ ولنبدأ بقولها : ( مَن يعرّب لنا المصطلحات ? ) والجواب : ذاك من اختصاص المجامع العلمية ، ومجامع اللغة العربية ، لأن اتخاذ مصطلح ما يمر بمراحل تدقيق وتوفيق بين المفهوم العلمي واللفظ العربي الدال على هذه الحقيقة . والرجال المؤهلون لهذه المراحل هم رجال المجامع اللغوية لتخصصاتهم الدقيقة في مختلف الفنون والعلوم ، وحيثما وُجدوا في أي هيئة فهم يستطيعون الاجتهاد في تحديد المصطلح المناسب . فأما كيفية التعريب فتبدأ بعمل تصور لشكل ما يُراد وضع المصطلح له ، ومع الشكل الوظيفة ومجال أدائها لبيان المفهوم والمعنى ، ثم تبدأ أعمال البحث عن الألفاظ الدالة في اللغة وتناولها لفظا لفظا بالمناقشة والتوضيح ومعرفة الاحترازات ، فيُستبعد اللفظ الجامع غير المانع واللفظ المانع غير الجامع ، وعند الانتهاء من الغربلة تأتي عملية اختيار اللفظ الذي تتوافر فيه ثلاثة شروط : أداء المعنى تاما غير منقوص - سهولة التلفظ به - أن يكون المصطلح بلفظ واحد أفضل وأجمل فإن لم يكن من المتحقق فيه ذلك فالأولى استعمال لفظين على سبيل الإضافة مثل ( صمام الأمان ) ، فإن لم يتحقق ذلك فاستعمال لفظين على سبيل الصفة والموصوف ونحو ذلك تدرجا في الصعود إلى ثلاث كلمات فأربع وهكذا . وأما متى نعرّب ? فالجواب واضح : عندما تدخل حياتنا أشياء لم تكن موجودة من قبل ، فهكذا قانون التسميات أن يوجد الشيء فتوجد الحاجة لتسميته ، فيبحث الناس عن الاسم المناسب . وأما عن قولها : ( وهل يحق لنا أن نعرب .....) فأقول : نعم يحق لأحدنا أن يعرب المصطلحات بنفسه ويستخدمها كما يروق له بشرط : أن تتوافر فيه صفات العلم بلغة الأصل ، وبمواصفات الشيء المراد إيجاد المصطلح له ( الكتالوج ) ثم بلغة العرب ثم بالذوق العام في المفاهيم حتى لا يوضع مصطلح يخدش الحياء في مجتمعاتنا المتعددة ، ثم في القدرة على النطق بالمصطلح بسهولة ثم تأتي أهم نقطة في الموضوع ؛ ألا وهي وسيلة نشر المصطلح بين الناس وإلزام الناس به حتى تنضبط الأمور ويكون معلوما لدى هيئة المواصفات والمقاييس بما حددته له من مواصفات تتعلق بالصحة مثلا أو بالبيئة أو أي صلة أخرى حتى لا يتلاعب المفسدون في الأرض بالألفاظ والمصطلحات المتعددة للشيء الواحد فتمتلئ الأسواق بالغش والفساد . والله أعلم . |