البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : تاريخ الزوقنيني    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 salam 
31 - أكتوبر - 2006
تاريخ الزوقنيني
 
يصدر كتاب (تاريخ الزوقنيني المنحول لديونيسيوس التلمحري) اليوم مترجمًا إلى اللغة العربية لأول مرة من اللغة السريانية، بترجمة المرحوم بطرس قاشا (في 290 صفحة)، وهو من  منشورات المكتبة البولسية، بيروت 2006،  بتعليقات وهوامش الأب الدكتور سهيل قاشا، الكاتب والمؤرخ الكنسي المعروف، أستاذ التصوف الاسلامي والعلوم الاسلامية في معهد القديس بولس في لبنان.
علمًا بأن الكتاب قد نشر بالفرنسية من قبل  يوحنا شابو عام 1895م.
 
نسب الكتاب من قبل الدارسين والمستشرقين خطأً إلى ديونيسيوس التلمحري ت 845 م لسنين طويلة، خاصةً لضياع الصفحات الأولى من المخطوط، ثم تبين بأن كاتب هذا التاريخ هو راهب من دير زوقنين الكائن قريبًا من ديار بكر (آمد).
 يورد الكتاب وقائع تتعلق بأواخر الدولة الأموية (661-750م) وصدر الدولة العباسية مع الخليفة المهدي(775- 785م) يتفرد بها بين كل المؤرخين.
كما يفرد تاريخ الزوقنيني وينفرد بمجموعة من أخبار لا ترد في كل المطولات التاريخية للمؤرخين الرسميين، لكون المؤرخ الزوقنيني  يكتب أحداثًا في الثغور الداخلية البعيدة عن اهتمام كتاب التاريخ الرسمي المطول. ومن هذه الأحداث :
-       خبر هبوط القائد الرومي فرقوفي بعد اندحار جيوش الروم في سورية.
-       قيام يزيد الثاني في 723م بتحطيم الصور والتماثيل أينما وجدت.. وأمره بقتل الكلاب والحمام والديكة البيضاء، واعدام من ثبتت زرقة عينيه !!...
-       أخبار فتن، وأخبار من يدّعون النبوءة ومن يتقمص موسى الكليم العائد لليهود من جديد.
-       أخبار عن الزندقة المانوية وممارساتها في حرّان.
-       اعادة بناء حصن ارشمشاط.
-       قساوة المنصور، وسبب عزل العباس عن إمارة الجزيرة.
-       فتنة مضلّة لم يتحدث عنها أحد حدثت بين النصارى، يقوم بها ماروثا التكريتي في بلاد النهرين العليا في نصيبين.
-       ظهور حيوانات غريبة الأطوار، أودت بحياة البشر والحيوان، في طورعبدين، (تشبه الديناصورات!!!)، تتسلق القصور العالية بسرعة وسهولة..
أحداث أخرى عديدة لا ترد في كتب التاريخ المطول.  قد تفيد الدارسين المهتمين بهذه الفترة المهمة من التاريخ العربي والاسلامي،  ومن تاريخ بلاد الجزيرة والنهرين العليا وديار بكر (آمد) .إضافة إلى أن المؤرخ الزوقنيني يؤرخ ويتطرق كثيرًا إلى الحالة المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، وحالات المناخ، والأوبئة والمجاعات وغيرها من الكوارث التي يؤرخها للفترة بين 587- 775م. كما يؤرخ أحداثًا وأخبارًا لكنيسته السريانية اليعقوبية، التي ينتمي اليها.
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
بعض الكوارث الطبيعية    كن أول من يقيّم
 
يرد  في كتاب تاريخ الزوقنيني الكثير من الكوارث والأحداث الطبيعية التي يؤرخها صاحب التاريخ، نورد في أدناه جزءًا منها، عسى أن تفيد من له اهتمام باحوال الطبيعة في التاريخ: 
.        سنة 912 يونانية / 601م : حدث ظلام قاتم وسط النهار، وظهرت النجوم كما في الليل. دام نحو ثلاث ساعات ثم تلاشى الظلام وظهر النهار كالعادة.
.        سنة 937 ي/ 626م : سقطت نجوم من السماء باتجاه الشمال. (تفسير الزوقنيني: وهذه كانت علامة لهزيمة الروم واستيلاء المسلمين على ديارهم).
.        سنة 990 ي / 679م : في اليوم الثالث من شهر نيسان، وصادف نهار الأحد، حدث خوف عظيم، أجهضت فيه الحوامل في مدينة سروج، وتهدمت كنيسة الرها الكبرى، ومات خلق كثير. ( ربما على أثر هزة ارضية عنيفة).
.        سنة 1016 ي /705م : حدث وباء شديد في الأرض، حتى ان الناس لم يكونوا يخرجون موتاهم لدفنهم، واشتد خصوصًا في منطقة سروج. ومات بهذا الوباء في دير مار شيلا، اثنان وسبعون شخصًا.
.        سنة 1029 ي/ 718م: حدثت هزة عظيمة ومخيفة، وأماكن كثيرة تهدمت، ومن بينها الهياكل والكنائس، منها الكنيسة القديمة في الرها، وايضًا عمارات كبيرة وأبنية شاهقة سقطت على سكانها، والتي لم تسقط صارت فيها علامة تصدع أو تهدم جزئي، كلما نظر المرء تذكّر هول الهزة وعنفها، كذلك بساتين كثيرة خربت، وأشجار الفاكهة يبست أو فسدت.
.        سنة 1053 ي/ 742م: حدثت هزة أرضية قوية جدًا، واستمرت طوال الليل، والأرض كأنها تتنهد وتخور مثل الثور، وقد سمع ذلك الصوت كثيرون. وفي الصباح عندما حان وقت إقامة القداس، دخل الشعب كله الكنيسة، إلا أن الكنيسة سقطت على من فيها وقضت على الجميع، ولم ينجُ من الموت المحتم الاّ الكاهن الذي كان يقيم الذبيحة. كما ان التل الذي كانت الكنيسة مبنية عليه، كان يهدر قويًا، استمر حوالي ثلاثين يومًا.
.        سنة 1054 ي / 743م: يوم الجمعة، اول كانون الثاني، تساقطت النجوم من السماء شبه كرات من النار، والى جميع الجهات، وكانت علامة للخوف والضيق الذي سيحلّ بالآرض..
.        سنة1054 ي/ 743م : انكسر الجسر الذي على دجلة عند آمد، لقساوة فصل الشتاء هذه السنة، ولكثرة الثلوج التي سقطت فيه ولأيام كثيرة، مما أدى الى هلاك أغلب الحيوانات والطيور لشدة الجوع، وحدوث البرد القارس والرياح الشديدة العاتية وغزارة الامطار التي أذابت اغلب الثلوج، فازدادت مناسيب الانهار كلها وخاصة نهر دجلة الذي حدث فيه فيضان عظيم، خرب كثيرًا من القرى والمدن، وجرفت المياه أمامها أخشابًا كثيرة وكبيرة الحجم، ولشدة قوة الفيضان انكسر الجسر الكبير عند مدينة آمد، وتعلقت به الاخشاب الكبيرة التي تراكمت بعضها فوق بعض مسافة خمسة أو ستة أميال. ولم يبنَ الجسر بعدئذ لأسباب منها ان  الخليفة هشام الذي كان قد جمع الكثير من المهنيين لإعادة بناء الجسر، كان قد عاجله الأجل المحتوم، فترك أمر تعمير الجسر.
    وفي هذا الزمن نُهبت مدينة الرها. وان النهر العظيم الذي كان يسمى ديصان، والذي كان        يمر في وسط الرها، حصل فيه سيل كبير حتى ان المياه الفائضة سدت منافذ المياه       الموجودة في السور من الجهة الشرقية حيث خربته المياه، مما ادى الى ارتفاع مناسيب المياه، فبلغت اسواق المدينة واجتاحتها، واذ حدث ذلك نهارًا لم يهلك احد، انما المدينة     خربت حوانيتها، ووقع الكثير من دورها، وهرب اغلب سكانها تاركين بيوتهم. وبالتالي فتحت المياه لها منفذًا نحو برية الرها وحران، وأجرت خرابًا عظيمًا فيها.
.        سنة 1059ي /748م : حدثت هزة عنيفة وقوية في أرض المغرب (المقصود غرب  الفرات).
.        سنة 1066ي/755م/138 هـ : أعطت اشجار التفاح وغيرها من الاشجار المثمرة ثمارها في شهري تشرين، كما في نيسان وآيار. وكانت زروع هذه السنة خصبة في كل الأرض.
.        سنة1067ي / 756م/139هـ : يوم الثلاثاء، الثالث من آذار، حدثت هزة أرضية عظيمة، وفي منتصف الليل بأرض الجزيرة غارت في الأرض ثلاث قرى. وحدث من جراء ذلك شبه عمود كثيف من الدخان، وجميع سكان تلك الكورة عُصروا كالعنب في المعصرة. وذكر أن أماكن اخرى خربتها الهزة..
.        سنة 1071ي/760م/143هـ: في شهر آذار، في الثاني والشرين منه، شوهدت في السماء قبل الفجر علامة بيضاء الى جهة الشمال الشرقي من برج الحمل، والى الشال من الكواكب الثلاثة التي هي رمز الأقوياء. وكانت العلامة تشبه بشكلها المكنسة. والحمل برأسه في الدرجة الاولى، ويليه النجوم السيارة قرونس، وآريس، وقد أسرعا نحو الجنوب، واستمر ظهور العلامة هذه خمس عشرة ليلة، أي حتى فجر يوم عيد العنصرة. وكان رأسها الكبير كثير الضوء، ويرى في رأسها كوكبٌ مائل طرف الشمال. أما الطرف الثاني فكان عريضًا ومظلمًا نوعًا ما ويميل نحو الجنوب. وكانت تسير رويداً رويدًا نحو جهة الشرق الشمالي...     
 
 
 
salam
8 - نوفمبر - 2006