رسالة لمحمد عبده يشرح فيها تأسيس فرع للعروة الوثقى بتونس كن أول من يقيّم
من نوادر رسائل محمد عبده رسالة بعث بها إلى السيد الأفغاني، يوم (24/ ديسمبر/ 1884) يخبره فيها عن قيامه بتأسيس فرع لجمعية العروة الوثقى في تونس.
لم ترد هذه الرسالة = كما يقول د. علي شلش = بأصلها العربي في المجلد الذي ضم وثائق الأفغاني وأوراقه، وإنما وردت منقولة إلى الفارسية عن الأصل العربي المحفوظ بمكتبة البرلمان الإيراني. ويبدو أنه قد جرت قبل هذه الرسالة مراسلات بين الطرفين حول الموضوع نفسه. ويقول محمد عبده في رسالته:
(استطعت أن ألتقي هنا العلماء ورجال الدين، وقد عرفتهم بنا وقلت لهم: إن العروة الوثقى ليست اسم الصحيفة، وإنما اسم جمعية أسسها السيد في حيدرأباد، ولها فروع في كثير من الأقطار، لا يدري أحدهما عن الآخر شيئا، ولا يعرف هذه الفروع إلا الرئيس وحده. كما قلت لهم: إننا نرغب اليوم في تأسيس فرع جديد في هذا البلد)
ويتحدث بعد ذلك عن مقابلاته مع بعض المشايخ مثل الورطاني وأبو حجاب والسنوسي، ويضيف:
(وقد وافقوا، وشرعت في تأسيس هذه الجمعية في تونس، ولكن المال غير موجود، ولقد طرقت جميع الأبواب، ولكن بلا جدوى. ولكي ننجح فلابد من المضي في الإصرار، وهذا ما لا أجده أمرا مقبولا).
ويروي محمد عبده في رسالته أنه اتخذ لنفسه اسما مستعارا في تونس، وهو (العربي بسيس) وأنه ينتظر من أستاذه مراسلته بهذا الاسم، ثم يختم رسالته فيقول:
(إنهم يظنون هنا أننا نملك كنزا كبيرا، وأن قوة مجهولة تتولى إمدادنا بما نريد، وقد سرتني هذه الظنون أكثر مما سرني الكنز نفسه) (د. علي شلش: سلسلة الأعمال المجهولة: محمد عبده ص 45).
وعلق شلش بقوله: (تمت هذه المهمة التي قام بها محمد عبده بعد تركه أستاذه في باريس، ويبدو أنه بقي في تونس بضعة أسابيع أخرى قبل عودته إلى بيروت، وأنه قام ببعض الاتصالات الأخرى في سبيل الجمعية وصحيفتها التي كانت قد توقفت قبل شهرين من رحلته إلى تونس).
|