هيأ لنا أستاذنا (زهير) الزاهر فرصة للحديث عن المكتبات, فنقول:
المكتبة مخزن العلم, وسوق المعرفة, وذريعة إلى التمدن, وسبب إلى التكمل, وطريق إلى النبوغ, ومفزع العارفين, وكعبة الطالبين,وروضة الراغبين , وليس من عالم ولا أديب ولا سيد إلا وهو منها بسبب, ومرتبط بها بنسب.
وللمرء الحصيف مكتبات يختلف إليها, ويغترف من عذب عيونها, وسلسال شرابها, نقشت معرفته, وطرزت شخصيته, يكمن فيها الساعات بلا ملالة, ويجتني منها الثمرات ذات الحلاوة, فلسانه بها لاهج, وفضلها عليه ظاهر.
في هذا الملف, أرغب إلى النابهين, والنابهات: أن يجروا خيولهم في هذا المضمار اللطيف, ويرخوا العنان لأقلامهم تجول في ميدانه الفسيح , فيحكوا لنا عن مكتبات أثرت فيهم, وحركت هممهم إلى العلم والمدارسة, وما جرى لهم فيها من ملائح نادرات, ونفائس شاردات, أو ما رأو بها من ذخائر رائقات, ومخطوطات مصونات, أو ما وقع لهم فيها من مناظرات ومناقلات... ولا أشك أن منكم من زار ''المكتبة الظاهرية في دمشق'', أو ''مكتبة دار الكتب المصرية'', أو ''مكتبة الخزانة العامة'' في الرباط,أو ''المكتبة الحسينية'' في النجف,أو ''المكتبة الباديسية'' في قسنطينة,أو ''مكتبة دار الكتب الوطنية'' في الرياض, أو ''المكتبة الأهلية'' بباريس...وغيرها كثير لا يكاد يحصى ويزيد عداً على حبات الحصى.
هذا حديث كثير العيون يشنف الآذان, غزير الفروع لا تبليه الأزمان..فهلموا.. |