ما هكذا تورد يا سعد الإبل.. تصويب كن أول من يقيّم بداية آسف لتأخر التعليق على ما ورد في ملاحظات الزميل علاء أطال الله بقاءه في خير ويمن وطاعة ورضوان لكن هذا التأخر لا يلغي فرصة طرح وجهة نظري بما قاله راجيا منه رحابة الصدر وقبول الرأي الآخر ففي النص القرآني المبارك هناك صور لحوارات استوعبت حتى إبليس وما يمثله من حالة شيطانية وبداية أقول إن ما ورد في تعليق العزيز علاء إنما يعبر عن إحدى قراءات الموقف الإسلامي مما يقدم على شاشات التلفزيون في شهر رمضان ، وهي ليست القراءة الوحيدة لأنها تتجاور مع قراءات أخرى ليس هنا معرض تفصيلها. وإذ أتفق مع السيد علاء تماما في التحذير من " السقوط الاخلاقي والحضاري " الذي انحدرت اليه بعض برامج التلفزيون ، في شهر رمضان وفي غيره من الشهور ، أختلف معه في التعميم والإطلاق إذ ليس كل ما يقدمه التلفزيون مضرا و" محرما " وينتمي الى عالم الشيطان فجهاز التلفزيون بات كالقدح بإمكان المرء ان يشرب بواسطته الماء أو العصير أو المنكر ، وليس هناك من أحد يُجبر المشاهد على متابعة برنامج بعينه اذا لم يكن راغبا بذلك. وللشهادة أقول أن عددا لا بأس به من المسلسلات التاريخية والاجتماعية وحتى الفنطازية التي عرضت خلال مواسم شهر رمضان الفائتة وفرت لي ، وربما لكثيرين غيري ، فرصة التعرف على موضوعات ومفاهيم كثيرة دون البحث عنها في بطون الكتب وعلى صفحات الانترنت ، وقدم البعض منها شخصيات تاريخية مدروسة بشكل مجتهد الى الحد الذي تستحق المدح والثناء. لا اعتقد ان بالامكان إصدار أحكام " إطلاقية " على كل ما يقدمه التلفزيون لأن فيها الغث وفيها السمين. كما أن خصوصية الشهر المبارك ، الذي نوم الصائم فيه عبادة كما ورد ، لا تلغي حق الانفتاح على المعرفة التي تُقدَّم أحيانا في كتاب أو في ندوة أو في صحيفة .. أو من خلال شاشة التلفزيون. لذا لأرى ضيرا في متابعة " مسؤولة وواعية " لما يقدمه التلفزيون من برامج تمثيلية أو سياسية أو اجتماعية ، مشددا على أن يلبس المشاهد " عيون " النقد والتفصح وسلمكم الله جميعا |