فوائد عن العدد كن أول من يقيّم
مقتطفات من كتاب { الوجيز في فواصل الكتاب العزيز } للمخللاتي و موضوع الكتاب شرح قصيدة ناظمة الزهر في عدد آي القرآن الكريم للإمام الشاطبي . تقديم : و المخللاتي هذا هو : رضوان بن محمد بن سليمان، أبو عيد، المعروف بالمخَلَّلاتي، من العلماء بالقراءات، ومن مؤلفاته: فتح المقفلات، وشفاء الصدور، والقول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز. توفي عام 1311هـ (1893م). ((الزركلي: مرجع سابق، 3/53 )). قام بتحقيق كتاب { الوجيز في فواصل الكتاب العزيز } للمخللاتي هذا و تقديمه و وضع فهارسه محقق مقتدر لم أتعرف على أسمه و ترجمته ... فهل من معلومة عنه من طرف الأساتذة الباحثين ? و مما جاء في كتاب ِ[ الوجيز في فواصل الكتاب العزيز ] هذه المقتطفات : الفصل الأول في معنى { علم العدد } وموضوعه واستمداده وفوائده: اعلم أن حدَّ هذا العلم أنه فن يبحث فيه عن أحوال آيات القرآن من حيث إن لكل سورة كم آية وما رؤوسها، وما خاتمتها. وموضوعه: آيات القرآن الكريم. واستمداده: من مقدمات منقولة عن الصحابة مبنية على الأمور الاستحسانية والغرض منها تحصيل ملكةٍ يُقْتَدرُ بها على معرفة رؤوس الآي ومبادئها. وفائدته عدة أمور: منها معرفة الوقوف المسنون، فقد روى عن عمرو بن العلاء أنه كان يتعمَّد الوقوف على رؤوس الآي ويقول: هو أحبُّ إليَّ، فقد قال بعضهم: أن الوقف عليه سنَّة، وقال البيهقي في الشعب[1] وآخرون: الأفضل الوقوف على رؤوس الآيات وإن تعلقت بما بعدها اتِّباعا لهَدي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وسنَّته. ومنها: أن من لم يحفظ الفاتحة يتعين عليه قراءة سبع آيات بدلها، ومنها ما قال الفقهاء: أنه يجب في الخطبة قراءة آية تامة ولا يكفي شطرها إن لم تكن طويلة وكذا الطويلة على ما أطلقه الجمهور، واختلفوا فيما اختلف في كونه رأس آية هل تكفي القراءة به [2] فيها أو لا? قال السيوطي: ولم أرَ من ذكره. ومنها: اعتبارها في السورة التي تقرأ في الصلاة أو ما يقوم مقامها ففي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصحيح بالستين إلى المائة [3]. ومنها: اعتبارها في قيام الليل ففي [أحاديث][4] من قرأ بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قرأ بخمسين آية كتب من الحافظين، ومن قرأ بمائة آية كتب من القانتين، ومن قرأ بمائتي آية كتب من الفائزين، ومن قرأ بثلاثمائة آية كتب له قنطار من الأجر[5] وفيها: ومن قرأ بخمسمائة آية من قرأ بسبعمائة آية ومن قرأ بألف آية أيضاً، أخرجها الدرامي في مسنده مفرقة. ومنها: أن الإعجاز لا يقع بدون آية[6]. ومنها: اعتبارها في رؤوس آيات السور اللاتي يُميلُها حمزة والكسائي ويقللها ورش وأبو عمرو كسورة طه والنجم ونحوهما من السور الإحدى[7] عشرة اللاتي تمال رؤوس آيها. قال الجعبري [8] في شرح اللامية: لقد اشتدت حاجتك هنا إلى علم العدد فحمزة والكسائي يعتبران العدد الكوفي وورش والبصري يعتبران المدني الأول لعرض أبي عمرو له إلى أبي جعفر[9]، وللعدد فوائد كثيرة ذكر الأئمة منه جملاً في مؤلفاتهم وفي هذا القدر كفاية إذ الغرض الاختصار. ............ [1] أنظر الإتقان للسيوطي [ج1 ـ ص 243 ، و لم أعثر عليه في البيهقي . [2] انظر الإتقان للسيوطي [ج1 ـ ص 169 . [3] انظر الترهيب و الترغيب للمنذري [ج1 ـ 440]، و الإتقان [ج1 ـ ص 92]. [4] في لوامع البدر [ الحديث ] بالإفراد ، و المعنى واحد لإمكان التحدث بكل فقرة من الحديث على حدة ، ففي الجمع مراعاة التعدد . [5] عون المعبود شرح أبي داود [ ج 4 ـ ص 275 ] ، تحزيب القرآن رقم الحديث :1385 . [6] الإتقان [ج1 ـ ص 92]. [7] أنظر في الشاطبية للضباع وغيره عند قوله : { و مما أمالاه أواخر آي ما * بـطه و آي النجم كي تتعدلا } { و في الشمس و الأعلى و في الليل و الضحى * و في إقرأ و في النازعات تميلا }.و قوله : { و كيف جرت فعلى و آخر آي ما * تقدم للبصري سوى راهما علا }، أنظر إرشاد المريد للضباح ص 97. [8] ترجمته في ملحق الأعلام رقم 2 . [9] الأرجح أو ورشا يعتبر العدد المدني الثاني ، ذكرذلك إبن الجزري في النشر [ ص ج2 ـ ص 80 ] ، وتبعه في ذلك صاحب " غيث النفع " للصفاقسي [ ص 288 ] ، و " إرشاد " للضباع [ ص 105 ] . و أن أبا عمرو يعتمد العدد البصري . و قالوا خلافا لما ذهب إليه الداني و تبعه الجعبري من أن ورشا يعتمد المدني الأول . و ما ذهب إليه الداني يتوافق مع الحديث الوارد في عد سورة الملك . ................................. أنتهى ما نقل من شرح المخللاتي ................ |