البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : منهجي في قراءة القرآن    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 منصور مهران 
22 - أكتوبر - 2006
 
   اعتدت منذ الصغر أن أقرأ كل يوم شيئا من القرآن الكريم ، وكنت أرصد موضع القراءة بخيط الفصل الذي يتخذه مجلدو الكتب موصولا من طرفٍ  بأعلى الكتاب ومحررا من طرفه الآخر ليستطيع القارئ أن يجعله في أي صفحة من صفحات الكتاب فيكون دليلا على موضع الوقوف ، ثم ظهر في المكتبات بطاقة متابعة القراءة  : يسجل القارئ فيها آخر آية قرأها  في سورة ما  والجزء ، ويكتفي بحمل البطاقة أينما توجه فلن يعدم  مصحفا في أي مسجد يدخله  .
      ثم بدا لي أن أتخذ تفسيرا أتابع فيه مع القراءة  فتدرجت من الموجز إلى المطول ، فلما أتممت تفسير القرطبي ، نهجت نهجا  جديدا  ؛ فاتخذت عشرة تفاسير تمثل الاتجاهات المختلفة من مناهج المفسرين ، ورتبتها في خزانة خاصة بحسب وفيات مؤلفيها بحيث تشمل مراحل تاريخ الأمة ، وذلك لأتتبع فكر علماء أمتي في فهم القرآن الكريم مبتدئا بالأقدم فمن بعده حتى عصرنا هذا ، وكنت أقرأ آيات قلائل لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة أو تزيد قليلا في موضوع واحد عند هؤلاء العشرة ،  فنلت من ذلك الوقوف على قضية بالغة الأهمية أن كل مفسر انبرى للتفسير كان مدفوعا بثقافة عصره ونصيبه منها مع اعتماده  موجَ  التفاسير السابقة ليرى ما يأخذ منها وما يدع  ، حتى إذا جئت للمفسرين من أبناء القرن الرابع عشر الهجري وجدت نقلة واسعة في التفسير نالت من علوم العصر نصيبا كبيرا   -    بغض النظر عن موافقتي أومخالفتي  ؛  فإني أقرأ لمن أخالفه  مثلما أقرأ لمن أوافقه  ، فكل علم يجب أن يقرأ  بعناية  ووعي   -   ولكني منذ بداية شهر رمضان في عامنا هذا  1427  خصصت له قراءة خاصة فقد اتخذت كتاب مفردات القرآن للراغب الأصفهاني دليلا وأخذت منه كل يوم مادة كاملة متابعة مع ثلاثة كتب في الباب نفسه ، هي  :  بصائر ذوي التمييز للفيروزابادي والوجوه  والنظائر للدامغاني ومقابلة المادة مع ما أورده الماوردي منها في تفسيره  ، وهذا مسلك يُعْنى أكثر ما يُعْنى باللغة تلبية لتخصصي ونزعتي  ، واليوم وقد آذنت شمس اليوم الثلاثين من شهر رمضان سنة 1427 من هجرة سيد الأنام محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم  ، أجدني أفدت من هذه الطريقة فائدة مزدوجة  جمعت بين اللغة والمعاني  ، وأرفع يد الضراعة إلى الله العلي الكبير أن يتغمد  والديَّ ومشايخي بالرحمة والرضوان  وأن يتولانا جميعا بالمغفرة والمثوبة  :  آمين .
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يوجد تعليقات جدبدة