في فترة الحضارة العربية الإسلامية المزدهرة كان هناك علمٌ متطورٌ في جميع حقول المعرفة وخاصة في العلوم الأساسية مثل الرياضيات والفلك والطب والنبات وغيرها وبرز علماء موسوعيون قدموا نظريات جديدة اعتمدت أوروبا عليها في بناء نهضتها في القرن 15 م.
وهناك آراء لمستشرقين غربيين تقول إن العلم العربي بدأ في لانحطاط منذ القرن 12 م وتدهور تماما في القرون 15 وما بعد. بمعنى أن التطور العلمي العربي توقف وبدأ في أوروبا. لكن من يرجع إلى تاريخ العلوم العربية يجد أن هناك مخطوطات عظيمة لعلماء كبار ظهرت في القرون المتأخرة مثل الكاشي في آسيا الوسطى والعاملي في بلاد الشام والقلصادي في المغرب العربي وهناك علماء فلك مثل الخفري الذي تحدث عنه البروفيسور جورج صليبا (يعمل في جامعة كولومبيا الأمريكية) من القرن 15 م وقد قدم نظريات جديدة وعميقة في الفلك اعتمد عليها كوبرنيكوس وكيبلر في اكتشاف نظرياتهم المهمة في علم الفلك.
وهناك آراء صحيحة تقول إن بعض المستعربين حاولوا قصداً طمس هذه الحقيقة ليوحوا للعرب والمسلمين بأنهم متخلفون من القرن 15 م. والشيء المهم هو أن المخطوطات العلمية العربية تعد بالملايين موزعة في مكتبات العالم وهي منسية ومهملة ولا نعرف بالضبط ما هو الدور وما هو العلم الحقيقي الذي قدمه العرب والمسلمون للبشرية. فكلما اكتشفنا مخطوطات جديدة ودرسناها كلما اكتشفنا حقائق جديدة تثبت استمرار العلم العربي في التطور والتقدم.
وطبعاً لا مجال للإطالة لكن العالم العربي المسلم ابن الهيثم يعتبر مؤسس علم الضوء الحديث وهو واضع نظرية في طريقة البحث العلمي قبل بيكون بعدة قرون.
لكن الحقيقة المرّة هي أن العلم العربي قد تدهور منذ عدة قرون والآن عالمنا العربي متخلف علمياً والاهتمام بالبحث العلمي ضعيف وهذا أهم سبب لضعفنا أمام الضغوطات الأجنبية.
والسؤال الآن ما هي أسباب ذلك التخلف والتقهقر في العلم العربي? ولماذا لم يستمر في التطور كاستمرار لذلك العلم لعظيم في القرون الوسطى ليصل إلى العلم الحديث كما هو الحال في أوروبا الآن.
mahmoud@alhamza.ru
|