البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : الدوبيت    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 عمر خلوف 
9 - أكتوبر - 2006
الدّوبيت
          هو أحد الأوزان الشعرية المستحدثة، الخارجة على قواعد العروض العربي. ومع ذلك؛ فقد كُتِبتْ له الشهرة والانتشار قروناً عديدة.فمنذ نشأته؛ استساغ إيقاعَه الغنائيَّ الكثيرُ من شعراء العربية فكتبوا عليه الرباعيات العديدة، والقصائد الطويلة، والموشحات العذبة، حتى أصبحَ ما كُتِبَ عليه يفوقُ -كَمّاً- ما كُتِبَ على بعض الأوزان الخليلية. ومعَ ذلك، فقلّما تجِدُ في عصرنا  مَنْ سمعَ به!
          ويَشي اسمه بأنه فارسيّ الأصل. فكلمةُ (دوبيت) -وهي علَمٌ عليه- كلمةٌ فارسيةٌ تعني (بيتين)، إشارةً منهم إلى طريقة النظمِ عليه، حيث يُعبَّرُ بكلِّ بيتين منه عن فكرةٍ محدّدة.
يقول عفيف الدين التلمساني (-690هـ)([i]):
الدّهْرُ رياضٌ، نحنُ فيها الزَّهَرُ ** والكَوْنُ غصونٌ، نحنُ فيها الثمَرُ
والْمُلْكُ لنا، وما علينا حَرَجٌ ** والعيشُ صَفا، فما الذي ننتظِرُ?
ويقول أبو البحر الخطّي (-1028هـ)([ii]):
يا مَنْ بِهَواهُ سِيطَ لَحْمي ودَمي ** لا نَالَكَ ما تراهُ بِي مِنْ ألَمِ
إنْ لَمْ تَهَبِ الحياةَ في وَصْلِكَ لي ** فامْنُنْ كَرَماً ورُدَّني للعَدَمِ

          وهم كثيراً ما يسمونه بالرّباعي (أو الرباعيات). وذلك راجعٌ إلى كتابته -مشطوراً- على أربعة شطورٍ مقفّاة برويٍّ واحد، تبقى في مجموعِها بيتين اثنين أيضاً؛ كما في قول العماد الأصبهاني([iii]):
لا راحَةَ في العيشِ سوى أنْ أغزو
سيفي طَرَباً إلى العُلا يهتزُّ
في قتْلِ ذوي الكُفْرِ يكونُ العِزُّ
والقدْرةُ في غيرِ جهادٍ عَجْزُ
وكما في قول جلال الدين الرومي([iv]):
يا مَنْ هوَ سيّدي وأعلى وأجَلْ
يا مَنْ أَنَاْ عبْدُهُ وأدنى وأقَلْ
حاشاكَ تملّني ، وحاشاكَ تُمَلْ
إنْ لَمْ يكُنِ الوابِلُ بالوَصْلِ فطَلْ

          ولكننا نفضل استخدامَ مصطلح (الدوبيت)، لأنه علَمٌ على هذا الوزن، لا يُشاركه فيه أيّ بحرٍ آخر، يُشبه قولَنا: الكاملَ أو الطويلَ أو البسيط. بينما تشير كلمة (الرباعيات) إلى جميع ما كُتبَ بطريقة الرباعيات، على أيِّ وزنٍ كان.
          وربما كان ظهور رباعيات الدوبيت في أواخر القرن الثالث الهجري. حيث جاء ذكرها في كلامٍ للجنيد البغدادي (-298هـ)، ومعاصره أبي الفضل الهاشمي (-317هـ)، إبّان انتشارها في غزنين.         ولكن الغريب فعلاً أنْ تكون أقدم رباعية دوبيتية معروفة هي رباعية عربية، حيث يعود تاريخها إلى أواخر القرن الثالث الهجري، عصر اكتشاف الدوبيت نفسه. فقد وجَدْتُ في ديوان الحلاّج (-309هـ) رباعية دوبيتية فريدة، فاتَ ذكْرُها على جامع (ديوان الدوبيت، ومستدرَكَيْه)، مع أنه هو محقّق ديوان الحلاج! يقول فيها([v]):
كَمْ ينشُرُني الهوى وكَمْ يطويني ** يا مالِكَ دُنْيايَ ومالِكَ([vi])دِينِي
يا مَنْ هُوَ جَنَّتي ، ويا روحِي أنا ** إنْ دامَ علَيَّ هجْرُكُمْ يُعْيِينِي

          كما أورد ابن إياس الحنفي (-?هـ) للإمام الشافعي (-204هـ) ست رباعيات دوبيتية، فاتت كذلك على جامع (ديوان الدوبيت)، هي الأقدم إن صحّت نسبتها إلى الشافعي، يقول في أولاها([vii]):
رزْقي يَأْتي ، وخالقي يكفلُهُ ** لا أفْضُلُ غيرَهُ ولا أسألُهُ
إنْ كنتُ أظنُّ أنّهُ منْ بَشَرٍ ** لا قدَّرَهُ اللهُ ولا يسّرَهُ
          بل إنّ ابن تغري بردي (-874 هـ) أوردَ للعَتّابي (-220هـ) شاعر البرامكة والرشيد، رباعيةً دوبيتية، نسَبَها خطَأً إلى المواليا([viii])، وفاتت كذلك على جامع (ديوان الدوبيت)، هي من أقدم الدوبيتات المعروفة إنْ صحّت نسبتها إلى العتّابي كذلك، يقول فيها([ix]):
[يا ساقٍ]([x]) خُصَّني بِما تَهْواهُ ** لا تمزِجْ أقداحي رعاكَ اللهُ
دعْها صِرْفاً فإنّني أمزِجُها ** إذْ أشْرَبُها بذِكْرِ مَنْ أهواهُ
          ومن الرباعيات العربية القديمة؛ التي فات ذكْرُها على جامع (ديوان الدوبيت)أيضاً، ويعود تاريخها إلى أواخر القرن الرابع الهجري، قول أبي الفتح البسْتي (-400هـ)([xi]):
قولا  لِمُنى قلْبِيَ إسْماعيلا
أنعِمْ بنَعَمْ ، أطَلْتَ إسْماعي لا
أشْعَلْتَ جَوايَ بالهوى تشعيلا
أدْرِكْ رَمَقي ، فإنّ صبرِيَ عِيلا
          وأغرب من ذلك أن تعود أقدم رباعيات الدوبيت الفارسية المعروفة، إلى بدايات القرن الخامس الهجري، حيث اشتهر بها أبو سعيد بن أبي الخير (-440هـ)، الذي يُنسب إليه الجزء الأكبر من رباعيات الخيام. وله رباعيتان عربيتان. مما يدعم آراء القائلين بعربية هذا الوزن.


([i]) ذيل ديوان الدوبيت، القسم2، مجلة المورد (2)،1977م، ص65.
([ii]) ديوان الدوبيت ص446.
([iii]) ديوانه ص472، ديوان الدوبيت ص152.
([iv]) ديوان الدوبيت ص271.
([v]) ديوانه 1/397.
([vi]) وكان د.كامل الشيبِي محقّق الديوان قد أثبت كلمة (مَوْلى) بدل (مالك) متوهّماً أنّ في الشطر انكساراً، فقال: "جاءت (مولى)..على (مالك)، وبما أثبتنا يستقيم الوزن"! وليس فيما تنكّب عنه المحقق أي خلل وزني.
([vii]) المستدرك على ديوان الدوبيت، لهلال ناجي، مجلة الكتاب العراقية، (7)، 1974م، ص14.
([viii]) ونقل عنه ذلك الخطأ د.عبد الرحمن عطبة (تطوّر الشعر في بلاد الشام ص146)، مرجِّحاً -بناءً عليه- أنّ العتابي كان مخترِعاً للمواالِيا!!
([ix]) النجوم الزاهرة 2/186 .
([x]) في الأصل (يا ساقِياً ..) ، وبها يختل الوزن .
([xi]) ديوانه ص143. وقد ردّها محققا الديوان -خطأً- إلى البحر السريع !!
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
رُدّي لِيْ الماضي واذْهبي بالباقي    كن أول من يقيّم
 
الأستاذة لينة ملكاوي...
 
اسمحي لي أولاً أن أشكرك على مداخلتك القيمة هنا..
 
أما بعد ..
فليس مُهماً تبسيطُ التفاعيل، ولكن الأهمّ أن تفي هذه التفاعيل بمتطلّبات زحافاتها..
فمعظم طرق التفعيل السابقة لا تفي بذلك. وقد شرحتُ ذلك شرحاً مطوَّلاً في كتابي: البحر الدبيتي.
وسأضرب لذلك مثلاً واحداً:
ف(متفاعلن) في أشهر تلك التفاعيل قد ترد على (متفاعيلن أو متَفاعيلُ أو مفعولاتن أو مفعولاتُ ... ) وهي تفاعيل ليست من مزاحفات (متفاعلن) على الإطلاق.
والوزن المقترح: (فعلن فعلن مستفعلاتن فعلن) هو وزن مبسّط، ولكنه لا يفي بمتطلبات الزحاف الواردة في الدوبيت، ولذلك فهو لم يستطع أن يستوعبَ الزحاف الوارد في بيت الحلاّج، وهو زحافٌ ليس نادر الورود فيه.
يقول الخليلي:
يا مَنْ بالحسْنِ في هَواهُ سَباني
أضنى حالي بين الورى وَكَواني
بالنارِ، وفي الغرامِ ثَمَّ رَماني
ولغيره:
الدمْعُ من العيونِ أجريْتَ بِحارْ
والمُغرَمُ من عشْقِ جمالِكَ قَدْ حارْ
ولا شكّ أن (مستفعلاتن) هنا ستصير إلى (مستفعلاتُكَ) متحرّكة الآخر!
 
أما قول العتابي:
لا تمزِجْ أقداحي رعاكَ اللهُ
فهو أصل وزن الدوبيت، وأمثاله أكثر من أن تُحصى.
يقول المنصور صاحب حماة:
قالوا مهْلاً ما في البُكا منْ نفْعِ
ويقول ابن الفارض:
يا حادي قِفْ بِيْ ساعةً في الربْعِ
ويقول الهادي اليمني:
فاذْكرْ لُبْنى والسفْحَ منْ لبنانا
ولأبي البحر الخطّي:
رُدّي لِيْ الماضي واذْهبي بالباقي
 
أشكرك مرة أخرى أيتها الأستاذة الكريمة.
 
*عمر خلوف
26 - نوفمبر - 2006
عودة إلى الدوبيت    كن أول من يقيّم
 
أستاذي الكبير (الشاعر) زهير ظاظا رعاه الله
 
أعود إلى هذا الملف بعد وصولي بحمد الله إلى كتاب: (صلة ديوان الدوبيت)، جمع وتحقيق ودراسة: د.عهدي إبراهيم السيسي، كلية الآداب، جامعة طنطا، 2003م. والذي تفضل سعادته بإهدائه لي مشكوراً، مع تحقيقه الآخر لكتاب (ابن إياس): (الدرّ المكنون في السبع فنون)، كلية الآداب، جامعة طنطا، 2000م. وهو رسالته لنيل درجة الدكتوراة من الجامعة المذكورة.
وكتاب: (ثلاث رسائل في فنون الشعر)، دراسة وتحقيق: د.عهدي إبراهيم السيسي، كلية الآداب، جامعة طنطا، ط1، 2004م.
وقد تبين لي أن ما نقلته الأخت (سلافة كارم) كان معتمداً على الكتابين الأولين، ولكنه نقل اعتمدت فيه على ذاكرتها كما أظن، أو نقلته بتصرف.
 
وما سألتَ عنه - أستاذي - عن دوبيت ابن إياس: (أهوى قمراً ..)، أورده المؤلف لنفسه في كتاب: الدر المكنون، ص274.
 
كما أورد لنفسه الدوبيتات الثلاثة التالية:
ص265:
يا مَـنْ بـلِـحاظِ مُقلتَيهِ تلويزْ
كم  أفـتَنَ عابداً وكم ذلّ عزيزْ
في الحسْنِ لهُ على المِلاحِ التّمييزْ
مِنْ شَـكْلِ عذارِهِ نقَلْنا التطريزْ
ص257:
قد  قلتُ لِمَنْ رأيتُهُ: ذا iiوَجْدِ يـزدادُ تـولُّـعـاً بِحُبِّ iiالمُرْدِ
إنْ هِمْتَ بهمْ أرْدَاكَ ما همْتَ بهِ لا تَرْمِ حَشاكَ يا فتى iiبالمُرْدِ[ي]
ص246:
يا  بـدرَ نعيمٍ شَعْرُهُ قد iiحُجِبا
لـو  أسـفرَ وجههُ رأينا iiالعَجَبا
مَنْ رَشْقُ ِلحاظهِ بقلبي وَصَبا[!]
مـا أعـشَقَني لهُ إذا هبَّ iiصَبَا
 
لكنني بعد قراءة الكتابين المذكورين، لم أصل إلى ما ذكرته (سلافة) عن كتاب اسمه: بداية المبتدأ ونهاية الخبر، فيما ورد من شعر العرب، ونسبته للدكتور المفكر العربي زكي مركشي!!!
ويبدو لي والله أعلم أنها قصدت: كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر، في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر.لابن خلدون. على الرغم من عدم اعتماد المحقق عليه مصدراً له في أي من كتابيه.

دمتم بألف خير
وكل عام وأنتم بخير
 
 
*عمر خلوف
1 - ديسمبر - 2008
لو تكرمتم    كن أول من يقيّم
 
مساء الخير أستاذنا الأغر أمير العروض:
وشكرا على هذه عودتكم بنا إلى هذا الملف الشيق، وذكريات سلافة التي أتعبتنا عامدة متعمدة حسب رأي غالبية سراة الوراق يومذاك.
وأتمنى لو تكرمتم علينا أن تبسطوا القول في التعريف بكتاب (ثلاث رسائل في فنون الشعر) ومواضيع الرسائل، وكل عام وأنتم بخير، وكما تعلمون فقد بدأ عطلة العيد عندنا في الإمارات منذ ظهر اليوم وحتى صباح يوم 14/ كانون الأول الجاري.
*زهير
2 - ديسمبر - 2008
الفوائد العروضية للنواجي...    كن أول من يقيّم
 
حباً وكرامة يا أستاذ زهير...
 
هي ثلاث رسائل تشابهت في موضوعها:
1-الفوائد العروضية، لشمس الدين النواجي (ت859هـ).
2-قلائد النحور من جواهر البحور، للشهاب الحجازي (ت875هـ)
3-السلافة المسلسلة بتفاعيل بحر السلسلة، لعبد اللطيف البيروتي (ت1260هـ)
 
وتضم رسالة الفوائد العروضية للنواجي خمس فوائد عروضية:
 
الأولى: تحدث فيها عن موضوع التباس بحر شعري بآخر، كالتباس الكامل بالرجز، أو السريع، والتباس المضارع بالمجتث، ولكنه أغفل حالات أخرى كالتباس الهزج بمجزوء الوافر.
 
الثانية: محاولة -غير مجدية- لتفعيل قصيدة البهاء زهير: (يا من لعبت به شمول) وهي على مجزوء الدوبيت، بردّها إلى البحر الوافر كما فعل الصفدي والدماميني قبله، بإيقاعه عدداً من الزحافات والعلل على تفاعيله، مع الالتزام بها في كامل القصيدة!! فأصاب (مفاعلتن) الأولى (العقص) فصارت إلى (فاعلْتُ) أو (مفعولُ)، وأصاب (مفاعلتن) الثانية (العقل) فصارت إلى (مفاعتن) أو (مفاعلن).
 
الثالثة: محاولة تفعيل وزن السلسلة، بردّه إلى البحر الخفيف، بإيقاعه عدداً من الزحافات والعلل على تفاعيله، مع الالتزام بها، كالذي فعله مع مجزوء الدوبيت!! فهو (مخزوم) بزيادة أربعة أحرف في بدايته على وزن (فعْلن)، ودخل الخبن على (فاعلاتن) الأولى فصارت (فعِلاتن)، ودخل (الخبن) أيضاً على (مستفعلن) فصارت إلى (متفعلن)، وأصاب (فاعلاتن الأخيرة (الخبن والتسبيغ) فصارت إلى (فعِلاتانْ)!!!
 
الرابعة: تفعيل وزن الدوبيت، بردّه إلى الرجز، فهو (مخزوم) أيضاً بزيادة (فلْ) إلى بدايته، مع طي (مستفعلن) الأولى لتصير إلى (مفتعلن)، وخبن الثانية لتصير إلى (مفاعلن)، وطي الثالثة أو قطعها لتصير إلى (مفتعلن أو مفعولن)!! كالذي فعله ابن سعيد قبله.
 
الخامسة: تفعيل وزن (المواليا)، على البحر البسيط، قائلاً: ولكنهم التزموا (القطع) في عروض البيتين.. لأنهما مصرّعان.
وكأنه ينظر إلى الموال الرباعي فقط.
 
*عمر خلوف
4 - ديسمبر - 2008
قلائد البحور من جواهر البحور للشهاب الحجازي    كن أول من يقيّم
 
وقد عني فيها الشهاب الحجازي بجمع ما جاء في كتاب الله تعالى على أوزان أبحر الشعر، ثم بنى على كل بحر بيتاً أو أبياتاً ضمّنها آية أو بعضها جاءت على ذلك الوزن.
 
وقد بلغ عدد الشواهد التي استخدمها تسعة وأربعين شاهداً على أوزان البحور الخليلية، أتبعها بشاهد على بحر (المستطيل)، فثمانية شواهد أخرى على أوزان (الكان وكان) و(القوما) و(الدوبيت) والحماق.
*عمر خلوف
4 - ديسمبر - 2008
السلافة المسلسلة في تفاعيل بحر السلسلة، لعبد اللطيف البيروتي    كن أول من يقيّم
 
حيث قال: "وإني لم أرَ مَنْ وضع لهذا البحر تفعيلا...فاستخرجتُ له تفعيلاً مما رأيته من المنظومات منه، وهو: (فاعلن فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن)!!... غير أنه دخله بعض الزحافات والعلل"!!
فجزؤه الأول ... دخله القطع ... فصار (فاعلْ)
وودخل الخبن أجزاءه الثلاثة الأخرى، فصارت (فاعلاتن) إلى (فعِلاتن)، و(مستفعلن) إلى (متفعلن)، مع لزوم هذه الزحافات!!!!
بعروض واحدة، وضرب واحد (مسبغ=فعلاتانْ)!!
 
وأشار آخر الرسالة إلى قول البهاء زهير: (يا من لعبت به شمول)، فنفى أن يكون مأخوذاً من الوافر كما قيل، ومؤكداً أنه مأخوذ من (الدوبيت).
فجعل أصل الدوبيت: (فاعلن فاعلن مستفعلن مستفعلن)، دخل جزأه الأول (القطع) لزوما!!ً، فصار إلى (فاعلْ)، ودخل ثانيه (الخبن)، فصار إلى (فعِلن)، وربما دخله القطع فصار إلى (فاعل)، ودخل ثالثه (الخبن) فصار إلى (متفعلن)، وهو الأكثر، ويدخله الطي فيصير إلى (مستعلن) على الرغم من وصفه أنه ذا وتد مفروق!!
ويدخل رابعه (الطي) أو (القطع) فيصير إلى (متفعلن) أو (مستفعِلْ)..
وهكذا كانت عروض: (يا من لعبت به شمول)، محذوفة، محذوذة!!!
 
انتهى
*عمر خلوف
4 - ديسمبر - 2008
شفيت ووفيت    كن أول من يقيّم
 
كل الشكر لكم أستاذنا الأغر أمير العروض، شفيت ووفيت:
كنت قد قرأت اليوم كلاما مهما عن الدوبيت والرديف نقله المرحوم صديق حسن خان في كتابه (أبجد العلوم) عن العلامة: غلام علي آزاد (رحمه الله تعالى)  تحت عنوان  (مطلب: في بيان المردف، والمستزاد، والمزدوج) ذكر فيه أن الفرس أوصلوا أوزان الدوبيت إلى عشرة آلاف وزن.
 فلو قال إنهم أوصلوا أوزان الدوبيت إلى مائة وزن كان ذلك عجبا عجابا.
ولا أخفيك أني حتى الآن لا أجد وسيلة لوزن بحر السلسلة إلا بأن أجعله خفيفا وأضيف (فع لن) إلى أوله، وأرى ذلك أولى مما حكاه المحبي معلقا على قصيدة البري في (حلية البشر):
وهذا الوزن من بحر السلسلة ووزنه فعلن فعلن فاعلن فعو فعلاتن كما ذكره السيد كبريت والسيوطي ورشيد الدين الأسواني في شرح مقامته الحصيبية رحمهم الله تعالى.
*زهير
4 - ديسمبر - 2008
بحر السلسلة.. الفصل الأخير من كتاب الدوبيت    كن أول من يقيّم
 
حياك الله أستاذي الكريم في هذا العشر المبارك..
 
سأختصر هنا شيئاً مما جاء في الفصل الأخير من كتابي: البحر الدبيتي، والذي خصصته لتأصيل بحر السلسلة.
 
بحر السّلسلة
        ويجدر بنا عند هذه النقطة من البحث أن نقف قليلا عند بحر آخر، شديد الشبه بالدوبيت، إلى الحد الذي خَلَطَ بينهما العديد من العروضيين والشعراء، ومع ذلك خالفوا بينهما في التفعيل، فضيّعوا علينا مابينهما من شبه كبير، وذلك هو   بحر السّلْسِلة، الذي ظهر في أواسط القرن السادس الهجري، ولا يُعرف واضعه، إلاّ أن أقدم قصائده المعروفة هي ما أورده ياقوت الحموي في معجم البلدان لابن العين زربي، أبو يعلى حمزة بن علي (-556هـ) والتي يقول فيها(1):
    
هلْ تأمَنُ يُبقي لكَ الخليطُ إذا بانْ
 
للهَمِّ فؤاداً وللمَدامِـعِ أجْفانْ

يا ساكنةً في الحشا ملَكْتِ فؤاداً

 
أضْحَتْ حُرَقُ الوجْدِ فيه تُضْرَمُ نيرانْ

حتّامَ تُمنّي الفؤادَ منكِ بوعدٍ

 
هلْ ينقَعُ لَمْعُ السّرابِ غُلّةَ عطشانْ

حتّامَ أُرى راجياً وصالَ حبيبٍ

 
قدْ أسْرَفَ في هَجْرِهِ وأصبحَ خوّانْ

 /ه /ه ///ه   //ه  //ه    ///ه /ه           /ه /ه  ///ه     //ه //ه  ///ه /ه ه
 
          ويوضِّح تقطيعُنا للبيت الأخير من القصيدة تلك، التشابهَ الكبير بين وزني السلسلة والدبيتي، حيث يزيد السلسلة عنه سبباً (/ه) واحداً فقط في جزئه الخببي الأول.
          وأغلب الظن أن أحد الشعراء قد شقَّقه من وزن الدبيتي قَصْداً، بزيادة هذا السبب عليه، إظهاراً للبراعة، وجذباً للانتباه. وربما كان هذا الشاعر قد لاحظ أن بعض شطور الدبيتي طالت عن أخواتها بمثل هذه الزيادة. إذْ ما أكثرَ رباعيات الدبيتي التي طالَ أحدُ شطورها عن نظائرهِ سبباً واحداً، فانتقلَ إيقاعُ الشطر إلى السلسلة دون أن ينتبه قائله إلى ذلك كما سنرى.
           ولكن بحر السلسلة بالتزامه هذه الزيادة ؛ طالَ شطرُه، وبَطُؤتْ حركتُه، وثقُلَ وزنُه ، وكان سبباً رئيسياً -كما نظن- في عدم شيوعه ، وقلّة المكتوب عليه.


(1) معجم الأدباء لياقوت الحموي 11/5 .
*عمر خلوف
4 - ديسمبر - 2008
بعض طرق تفعيل السلسلة    كن أول من يقيّم
 
إلاّ أن تقطيعهم لبحر السلسلة كان أكثر نجاحاً من تقطيعهم لبحر الدبيتي، فهو أقرب إلى حقيقة الوزن وروحه ، وإن كنا نظنه جاء صدفة لا قصداً. فوزن السلسلة المعتمد عند العروضيين هو ما ذكره الدمنهوري (-1288هـ) بعد مرور سبعة قرون على ظهور السلسلة(1):
فعْلن فعِلاتن متفعلن فعِلاتانْ
          ولكن المستشرق (مارجليوث)، محقق (معجم الأدباء لياقوت الحموي)، وضع للسلسلة تفعيلاً مختلفاً هو(2):
 
                             مستَفْعِلَـتُن فـاعلن مفـاعَلَـتُن فُلْ
      كما أورد الشيبـي ثلاثَ صورٍ غريبة من صور تفعيل السلسلة ، قال : أنها من وضع العروضي الكبير [!] الدكتور مصطفى جمال الدين ، صاحب كتاب "الإيقاع في الشعر العربي" وهي(3) :
 
                      مستفعلُ[!] مستفعلن مفاعلُ[!] فعْلانْ
                      مفعولُ[!] فعولن مفاعلن فعِلاتن
                      فَعْلن فعِلن فاعلن فعولُ[!] فعولانْ
معتبراً الوزنَ في الصورة الثالثة مستَمَدّاً -كما يقول-: "من بحرَيْ المتدارك الذي تبرز فيه (فعْلن)، والمتقارب الذي يتحكم فيه إيقاع (فعولُ).."!!، مما يُذكِّرُنا بعمل د.أبي ديب في الدبيتي.
 
          وواضح طبعاً، أنه لو جاز تمزيق الأوزان بهذه الطريقة (اللاّعروضية) لأمكن أن نصبّ معظمَ البحور في بعضها بعضاً، كقولنا مثلاً: أن البحر الخفيف مؤلف من بحري المتدارك والمتقارب أيضاً، لأنه يساوي:
 
                             [ فاعلن فاعلن فعولن فعولن ]!!
 
          وأخيراً فقد اعتبر محمد العيّاشي(1) إيقاعَ السلسلة مؤلَّفاً من إيقاع البحر الخفيف الذي يساوي عنده: (فعِلاتن متفعلن فعِلاتن) زِيدَ إلى أوله قيمتي ممدودين
(/ه /ه). وعلى ذلك فهو ذات تفعيل الدمنهوري. إلاّ أنه ادّعى أن (فعِلاتن) يمكن أن تصير إلى (فاعلاتن)، وأن (متَفْعلن) لايصحّ فيها (مستفعلن)، فأخطأ في دعوتيه؛ لأن (فاعلاتن) ليست من أجزاء السلسلة أبداً، بينما تعتبر (مستفعلن) كثيرة الورود فيه كما سنرى.
    وكما قلنا في تفعيل الدبيتي؛ فإن أيّاً من طرق التفعيل السابقة لا تفي بمتطلبات الزحاف الواقع على أجزائه المختلفة، ولذلك كان لابد من إعادة تفعيله بطريقةٍ جديدة، تفي بذلك، كالذي فعلناه في بحر الدبيتي.


(1) الحاشية ص 40 .
(2) معجم الأدباء 11/5 .
(3) الفلك المحملة ص29 ، مجلة الفيصل (72) ص 68 .
(1) نظرية إيقاع الشعر العربي ص 279.
*عمر خلوف
4 - ديسمبر - 2008
تفعيل وزن السلسلة..    كن أول من يقيّم
 
وما بحر السلسلة عندنا إلاّ الدبيتي؛ زيدَ على جزئه الخببي الأول سبب خفيف واحد، فأصبح وزنه:
 
فعْلن  مفْعولنْ  مستفعلن   مفعولن
/ه /ه  /ه /ه /ه  /ه /ه //ه   /ه /ه /ه
حيث يجوز فيه ما جاز في الدبيتي أيضاً من زحافات.
          فمما جاء على هذا الأصل -ولم ينتبه إليه الشيبي- قول أبي الهدى الصيادي في إحدى رباعياته(1):
 
أكرِمْ مثْوانا، واخْتمْ لنا بالإيمانْ
 /ه /ه /ه/ه/ه  /ه/ه //ه   /ه/ه/ه ه
وقوله في رباعية أخرى:
دمِّرْ [أعْدانا]، والْطفْ بنا يا ستّارْ
/ه /ه /ه /ه /ه   /ه /ه //ه  /ه/ه/ه ه
وقول ابن الجوزي ، من رباعية دوبيتية أصلاً ، خلط فيها بين البحرين(2) :
 
ما يبكي باكٍ إلاّ ويروي عنّي
/ه /ه /ه /ه  /ه/ه//ه /ه/ه/ه


(1) الفيض المحمدي للصيادي ص25، ديوان الدوبيت ص 529 .
(2) سا. ص 197 .
*عمر خلوف
4 - ديسمبر - 2008
 1  2  3