رُدّي لِيْ الماضي واذْهبي بالباقي كن أول من يقيّم
الأستاذة لينة ملكاوي...
اسمحي لي أولاً أن أشكرك على مداخلتك القيمة هنا..
أما بعد ..
فليس مُهماً تبسيطُ التفاعيل، ولكن الأهمّ أن تفي هذه التفاعيل بمتطلّبات زحافاتها..
فمعظم طرق التفعيل السابقة لا تفي بذلك. وقد شرحتُ ذلك شرحاً مطوَّلاً في كتابي: البحر الدبيتي.
وسأضرب لذلك مثلاً واحداً:
ف(متفاعلن) في أشهر تلك التفاعيل قد ترد على (متفاعيلن أو متَفاعيلُ أو مفعولاتن أو مفعولاتُ ... ) وهي تفاعيل ليست من مزاحفات (متفاعلن) على الإطلاق.
والوزن المقترح: (فعلن فعلن مستفعلاتن فعلن) هو وزن مبسّط، ولكنه لا يفي بمتطلبات الزحاف الواردة في الدوبيت، ولذلك فهو لم يستطع أن يستوعبَ الزحاف الوارد في بيت الحلاّج، وهو زحافٌ ليس نادر الورود فيه.
يقول الخليلي:
يا مَنْ بالحسْنِ في هَواهُ سَباني
أضنى حالي بين الورى وَكَواني
بالنارِ، وفي الغرامِ ثَمَّ رَماني
ولغيره:
الدمْعُ من العيونِ أجريْتَ بِحارْ
والمُغرَمُ من عشْقِ جمالِكَ قَدْ حارْ
ولا شكّ أن (مستفعلاتن) هنا ستصير إلى (مستفعلاتُكَ) متحرّكة الآخر!
أما قول العتابي:
لا تمزِجْ أقداحي رعاكَ اللهُ
فهو أصل وزن الدوبيت، وأمثاله أكثر من أن تُحصى.
يقول المنصور صاحب حماة:
قالوا مهْلاً ما في البُكا منْ نفْعِ
ويقول ابن الفارض:
يا حادي قِفْ بِيْ ساعةً في الربْعِ
ويقول الهادي اليمني:
فاذْكرْ لُبْنى والسفْحَ منْ لبنانا
ولأبي البحر الخطّي:
رُدّي لِيْ الماضي واذْهبي بالباقي
أشكرك مرة أخرى أيتها الأستاذة الكريمة.
|