البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التربية و التعليم

 موضوع النقاش : تركة الشيخ احمد زروق    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 سليمان 
7 - أكتوبر - 2006
تركة الشيخ أحمد زروق
 
د. سليمان القرشي/ المغرب
 
 
يعتبر الشيخ أحمد زروق من أعمدة التصوف الإسلامي وأقطابه الكبار الذين جمعوا بين العلوم العقلية والنقلية، ومشوا بعيدا في درب الزهد والتصوف، تنظيرا وممارسة، فقد خلف هذا الشيخ تراثا دسما لا يكاد يستغني عنه باحث في أدبيات التصوف، كما لا تكاد تخلو إليه إشارة، استشهادا ونقلا ونسخا، في كل كتب التصوف اللاحقة لعصره، ومن هذا التراث نذكر على سبيل المثال لا الحصر: كتاب قواعد التصوف، وكتاب النصيحة الكافية لمن خصه الله بالعافية، وهما بتحقيق صديقنا الدكتور عبد المجيد خيالي، وعدة المريد الصادق، والكتاب مطبوع ومتداول، وشرح حزب البحر وهو مطبوع على الحجر بفاس سنة 1319 هـ، وشرح على متن الرسالة، وهو من مطبوعات دار الفكر ببيروت سنة 1982م.
هذا بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الكتب والرسائل والكناشات والشروح المخطوطة، والتي تحتفظ الخزانات المغربية بنصيب وافر منها.
وإذا رمنا الاقتراب أكثر من هذا القطب، فسنقول إنه أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى، أبو العباس زروق، البرنسي، الفاسي الأصل، ولد يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر محرم سنة ست وأربعين وثمانمائة بفاس (846 هـ / 1442م)، وبها قرأ ثم مصر والمدينة المنورة، وتجرد وساح، توفي بتكرين من أعمال طرابلس عام 899 هـ/1493م.
وبالرغم من شهرته التي طبقت الآفاق، فإن بعض الجوانب الخاصة من حياة هذا الهرم المؤثر بشكل قوي ومباشر في الجانب الصوفي من الثقافة العربية الإسلامية لا زالت معتمة يلفها الغموض، ومن شأن إخراج مخطوطاته ونشرها إزاحة اللثام عن بعض هذه الجوانب.
وقد وقفنا في رحلة أبي سالم العياشي على زمام تركة هذا الشيخ وعدد ورثته، وهو مما انفردت به هذه الرحلة الموسوعية، فرأينا أن نعيد نشره هنا تعميما للفائدة. يقول أبو سالم العياشي: " وقد وجدت عند صاحبنا هذا ورقة فيها زمام تركة الشيخ وعدة أولاده ونسائه ومن خلفه من بعده، وعدد متخلفه من كتبه وأمتعته. ولننقلها هنا بحروفها لما اشتملت عليه من الفوائد، منها استفادة عدد أولاد الشيخ وأين استوطنوا بعده، فإني لم أجد ذلك بعد الفحص الشديد عنه، ومنها التأسي به في قلة ما خلفه من الدنيا مع كونه ذا أولاد ونساء في بلد يشق فيها العيش، ولا يعوزه ما يخلفه لهم لو شاء لانتشار صيته وخدمة الدنيا وأهلها له، ومع ذلك لم يخلف منها إلا ما ستراه، ونصه بعد الافتتاح:
بعد أن توفي إلى عفو الله الشيخ الفقيه العالم العلامة الصالح العارف المحقق القدوة المتبرك به أبو الفضل أحمد بن الشيخ المقدس المرحوم أبي العباس أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي الشهير بزروق، غفر الله له ولوالديه، انحصر إرثه في زوجته أمة الجليل ابنة أحمد المكرم أبي العباس أحمد بن الفقيه العدل أبي زكريا يحيى الغلياني المسراتي، وأولاده منها أحمد أبي الفضل وأحمد أبي الفتح وعائشة. وزوجته فاطمة ابنة أبي عبد الله محمد الزلاعية الفاسية، وولده منها الفقيه الشاب الطالب الأسعد أبي العباس أحمد الأصغر، وابنه الشيخ الفقيه القدوة المدرس أبي العباس أحمد الأكبر لا غيرهم في علمهم.
 ثم توفي أحمد أبو الفتح المذكور وانحصر إرثه في والدته أمة الجليل وشقيقه أبي الفضل وعائشة المذكورين، وأخيه لأمه أحمد بن الشيخ الفقيه الأجل الأسعد الصالح أبي علي منصور بن أحمد بن محمد البجائي لا غيرهم في علم شهوده، ثم توفيت عائشة المذكورة وانحصر إرثها في أمها أمة الجليل المذكورة وشقيقها أبي الفضل وأخيها لأمها أحمد بن الشيخ منصور المذكور. ثم توفي أبو الفضل المذكور، وانحصر إرثه في والدته أمة الجليل وأخيه لأمه أحمد بن الشيخ منصور المذكورين، وأخويه لأبيه أحمد الأكبر وأحمد الأصغر المذكورين، لا غيرهم في علم شهودهم.
وكان من مخلف الشيخ أحمد المذكور نصف الفرس الشهباء كبيرة السن، شركة بينه وبين الحاج عبد الله بن عزازة التكيراني المسراتي بالنصف الثاني، مع برنوس أبيض، وجبة صوف بزر مختم مع ثوب بالغزل، وسبحة قفل كان أخذها الشيخ أحمد المذكور من الشيخ سيدي أحمد بن عقبة الحضرمي اليمني، نفعنا الله به، آمين. مع أربعة عشر سفرا، وكناش؛ فمن الكتب في الفقه من مختصر ابن عرفة رحمه الله. وأسفار في الكبير مع حاشية الوانوغي والمشدالي على المدونة، مع سفر فيه مختصر الشيخ خليل، والشامل للشيخ بهرام، رحمهما الله، مع شرح ابن عسكر في الفقه للشيخ أحمد المذكور ألفه. ومن غير الفقه الديباج المذهب في التعريف برجال المذهب لابن فرحون، رحمه الله، ومعه تأليف للشيخ أحمد المذكو: القواعد في علم التصوف، ومعه شيء من علم الطب، مع سفر فيه قواعد الونشريسي، والمذكور شيء من علم الطب، مع سفر فيه الزركشي والسبكي في أصول الفقه، وبلوغ المرام لابن حجر، والبلالي اختصار الإحياء مع سفر به شرح التفتازاني في أصول الدين، والحِكم لابن عطاء الله، و المنهل الروي في علم الحديث وغيره. مع سفر من ملم الحديث بخط الشيخ أحمد المذكور. وتأليف للشيخ عبد الرحمن الثعالبي مع إجازة له، وشيء من ابن حجر في علم اللغة، رحمهم الله، وسفر فيه تفسير القرآن، وكناشه محتو على وظائفه وغير ذلك.
وقد كان استوطن الشيخ أحمد المذكور الأكبر بعد موت أبيه ببلاد المغرب، واستقر آخر ذلك بمدينة قسنطينة حرسها الله، وأرسل مراسيل للإتيان بالمخلف المذكور بخط يده، وثبت منها بالعدالة حسبما بيانه، كما أذن بأن يوجه له ذلك مع من أمكن، وكان جميع ذلك تحت يد الشيخ منصور المذكور، وامتنع من ذلك لعدم الأمن والأمين حتى وصل الفقيه الطالب أبو العباس أحمد الأصغر المذكور في عام تاريخه لمدينة طرابلس حرسها الله تعالى. ولم يأت بموجب يقتضي له قبض ذلك لأخيه، فتوقف أصحاب الشيخ المذكور، فطلب الشاب أحمد المذكور أن يعطى ذلك في زمامه، يطلب نصيبه ونصيب والدته فاطمة المذكورة، لكونه وارثها ونصيب أخيه أحمد الأكبر المذكور فوافقوه على ذلك بعد ثبوت الإذن المذكور بأن يعطي ذلك لأخيه، حضر إلى شهيديه الفقيه أحمد المذكور الأصغر نائبا عن نفسه وعن أحمد الأكبر. وأشهد أنه قبض جميع المخلف المذكور عدا نصف الفرس فإنه قبض ثمن ذلك، وهو ثمانية دنانير ذهبا مشحرة من الشيخ منصور المذكور قبضا تاما، وأبرأه بتاريخ أوائل ذي الحجة الحرام متم عام ثلاثة عشر وتسعمائة.انتهى.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله، نقلت الرسم المذكور بحروفه من غير زيادة ولا نقصان مع وجود بعض التصحيف به، ولم أغير شيئا منه بل تركته كما وجدته، ولم أكتب من الرسم الأصلي بل من رسم نقل منه، والله أعلم".
والواقع فإن هذا النص البالغ الأهمية في التعريف بقطب من أقطاب التصوف الكبار ويساهم في الاقتراب من حياته الشخصية بشكل كبير يزكي أدبيات التصوف الغنية بالنصوص الممجدة للفقر المرتبط بالابتعاد عن زينة الدنيا ولعبها ولهوها والتكاثر الذي يسم مريديها في الأموال والأولاد. يقول أبو القاسم عبد الكريم القشيري في كتابه "الرسالة القشيرية"، الذي يعتبر من الكتب المنظرة لأدبيات التصوف: "الفقر شعار الأولياء وحلية الأصفياء، واختيار الحق سبحانه لخواصه من الأتقياء والأنبياء، والفقراء صفوة الله عز وجل من عباده ومواضع أسراره بين خلقه، بهم يصون الخلق، وببركاتهم يبسط عليهم الرزق". وهو نفس المنحى الذي نحاه الشيخ زروق في كتابه قواعد التصوف، يقول: "معونة الله للعبد على قدر عجزه عن مصالحه وتوصيل منافعه ودفع مضاره، ومحبة الناس له على قدر بعده عن المشاركة لهم فيما هم فيه، فمن ثم قويت محبة في الصبيان والبهاليل، وآثروا الزهاد وأهل الخلوات على العلماء والعارفين، وإن كانوا أفضل عند صحيح النظر".
ولا شك أن الإرث الحقيقي لهذا الفقير لم ينحصر في متاع تقتسمه قلة قليلة من الورثة الشرعيين، ولكنه إرث أكبر من ذلك بكثير؛ إنه علم نافع تنتفع به الإنسانية جمعاء، ومعرة تتوارثها أجيال عن أجيال، فأنعم به من إرث.
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الزروقية    كن أول من يقيّم
 
ان اكثر ما اشتهر به زروق رضي الله عنه في ليبيا هو وظيفته المسماة سفينة النجا لمن الى الله التجا تقرا بعد الفجر وقد قام علي فهمي خشيم بدراسة حول زروق بمناسبة مرور 500 سنة واشير الى انه لايوجد في ليبيا نسله وانه الى الان يوجد في ليبيا قبائل تحمل اسم خدام زروق ولزروق نظم نادر في العد با الاصابع في جامعة قاريونس مخطوط
الوليد
8 - أكتوبر - 2006
نسل زروق    كن أول من يقيّم
 
اشكر للباحث جهده واضيف ان اعظم مايشتهر به زروق وظيفته المسماة سفينة النجا لمن الى الله التجا وانه لايوجد له عقب في ليبيا بل توجد قبائل تحمل اسم خدام زروق الى يومنا هذا  وقد قام الاستاذ علي فهمي خشيم بدراسة حوله بمناسبة مرور 500 سنة على وفاته رضي الله عنه  ويوجد بقاريونس مخطوط منسوب له من صفحة واحدة موضوعه العد با لاصبع -نظم-وهو من الشخصيات العظيمة التي تستحق دراسات متعددة الجوانب لاسيما نقده لتصوف عصره وقد ربطته علاقة متينة با الشيخ عبد السلام الاسمر تحتاج للتوضيح والسوال المهم اختلاف الباحثين حول وجود نسله 
الوليد
9 - أكتوبر - 2006
خلف الشيخ زروق    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة، أشكرك اخي الفاضل على ردك الطيب واهتمامك، في الحقيقة فإن تراث الشيخ أحمد زروق غني جدا بحيث يصعب على باحث الإحاطة به، ومن هنا اجاء الاهتمام بهذا الجانب من حياة الشيخ، والذي لم يكد يلتف له أحد.
والنص كما تعلم مأخوذ من أحد أهم وأبرز المصادر الأدبية في تاريخ الغرب الإسلامي، أقصد بذلك الرحلة العياشية التي اهتم صاحبها بالتصوف وحرص على الوقوف عند جميع محطاته الكبرى في طريقه من المغرب إلى الحرمين الشريفين. ولعل مزيدا من البحث في تراث الرجل يجيب على كثير من الأسئلة التي تطرح نفسها بحدة.
مجددا لك شكري وامتناني
د.سليمان القرشي/ المغرب 
*سليمان
9 - أكتوبر - 2006
مؤلفات زروق    كن أول من يقيّم
 
اخي الفاضل د سليمان انا اوافقك في ان تراث الرجل عظيم ويكفيه لقب محتسب العلماء وهذا اللقب يبين ان منهج الرجل نقدي  وكتابه قواعد التصوف شاهد على ذلك  وقد فكرت كثيرا في احصاء مؤلفاته لولا انشغالي باعداد رسالتي للدكتوراه واطرح عليك تساؤلا الا توافقني ان ميراثه من الكتب التي ذكرها العياشي لايتناسب مع نقوله في المؤلفات التي الفها  مثل شرح الرسالة  او عدة المريد الصادق ? بقي ان اشير ان رحلة العياشي معلومة ومشتهرة عندنا في ليبيا لانها من المصادر القليلة التي تتحدث عن اعلام ليبيا اكرر لك شكري والحمد لله ان تعارفنا على مائدة القطب الرباني سيدي احمد زروق رضي الله عنه الذي شرفت با لانتساب الى قراءة اوراده اجازة بسلسلة تتصل به
الوليد
11 - أكتوبر - 2006
تراث الشيخ زروق    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة، حقيقة هذا السؤال مهم جدا وتحتاج الإجابة عليه للتدبر والتأمل.
بخصوص الرحلة العياشية فأنا أتساءل هل يتوفر في ليبيا النص المحقق مؤخرا?ز أم أن الاعتماد على الجزء الذي قام بتحقيقه الزملاء في ليبيا.
وبخصوص مؤلفات الشيخ فإنها حقيقة تحتاج لتجميع، ولعل هذا الأمر لا يتاح لفرد واحد اعتبارا لتشتث هذا التراث.
أما بخصوص ما تتضمنه الرحلة العياشية من معلومات عن ليبيا فأنا بصدد تخريج عدد من هذه المعلومات، وأتمنى أن تنشر بليبيا
مع تمنياتي بالتوفيق في أطروحتكم لنيل الدكتوراه، لكم مني السلام والتحية. 
*سليمان
13 - أكتوبر - 2006
رد    كن أول من يقيّم
 
اخي الدكتور سليمان اشكر لك دعاءك وحسن جوابك واقول لك للاسف لايوجد حسب علمي النص المحقق للكتاب  وانما طبع طبعات قديمة وطبع الجزءء الخاص بليبيا  في كتاب ليبيا في كتب الرحلات لاحسان عباس امابخصوص زروق فليتك تبدا بما تعرف من خلال الوراق لان اخواننا المغاربة لهم في خزائنهم له اكثر مما لدى غيرهم ثم نكمل نحن اعود مقدما لك الشكر
الوليد
15 - أكتوبر - 2006