مرحلة مابعد الصحوة عند زيارتى الصيفية هذا العام لمدينة ابها التى بحق يجب ان يطلق على مدينة الضباب السعودية وخصوصا شهر اغسطس حيث تغطى سماء المدينة سحبا جميلة تمنح الشخص متعة التامل والتفكير وخصوصا عند بدء ذرات المطر بالنزول . وقد تكون هذا الاجواء الجميلة ومقابلتى لعدد من الاخوان الذى يمكن ان اسميهم الجيل الثانى من جيل الصحوة التى كانت مدينة ابها احد مناطق نشاطها فى الثمانينات وكان احد ابرز منابرها مسجد ابوبكر الصديق الذى احببت ان امر بة واصلى بة احد الفروض فاجد الحال لايتعدى بضع من المصليين فى مرحلة كان هناك الميئات وهذة حال الدنيا . اقول سمعت وناقشت هولاء الاخوة الكرام فيما يشبة نوع من عملية التقييم للمرحلة السابقة فوجدت اجماعا من هذا الجيل على ان امور الدعوة يجب ان تاخذ منحى اخر ليس فى المحتوى ولكن فى المنهجية وان ماكان يتم فى الماضى من اقصائية للاخر وقطع حبال المختلف ( بضم الميم ) معة يجب ان لايسود وهذا فى نظرى جيد مرحليا وتحولا متقدم يجب ان يشجعوا علية . ولكن ارى ان لايتم التغيير فى المنهجية فقط ولكن لابد ان يطال التغيير فى الالية التى يتم بها النظر للامور كاعمال العقل وطرق بحثة فى قضايا اخلاقية ودينية فرعية وسلوكية يتم التوجية لها وبهذا يتم البعد عن الاعتماد فقط على العاطفة من خلال الشرايط التى تدغدغ عواطف الشباب فيطغى السلوك العاطفى على شخصية هولاء الشباب مما يجعل منهم عجينة لينة فى مقاومة التيارات المنحرفة من جادة الطريق يقول المفكر الاسلامى عبد الكريم بكار (ان من شان انتشار الكتابة والتثقيف عن طريق المقروء وليس المسموع ان يتوفر دور اكبر للحكم العقلى وللمنطق والمعايير العلمية ويحدث العكس فى حال انتشار الامية ). ولعلنى اذكر هنا قصة قصيرة حصلت معى عندما كنت مع اخ عربى ونناقش مشروع تجارى ووصلنا الى نقطة خلافية حيال اللالتزام بنصية تطبيق قوانيين الزكاة لهذا المشروع فاجابنى برد عندما ذكرت لة ان طاعة ولى الامر واجبة وذلك من خلال اللالتزام بالقوانين المشرعة فى هذا الجانب بقولة ان النص يقول بمامعناة ( اطيعوا اولى الامر منكم ) وان الحكام فى البلاد العربية ليسوا منا ولايطبق عليهم مايطبق علينا وبهذا ينتفى شرط انهم منا وكأن هولاء الحكام جاوؤا من بلاد الواق الواق . عندها ادركت مدى قدرت البعض باللعب بالنصوص والارتكاز على بعض القضايا التى بها قصور بمجتمعنا كمدخل للعبث بمقدراتنا ومجتمعنا من خلال ابنائنا . ان استعارتى لكلمة مابعد الصحوة ارجو ان لا يساء فهمة وانما استعارة اخذتها من مرحلة ظاهرة الحداثة ومدى ماتعرضت لة من نقد ادى الى ظهور مابعد الحداثة فارجو ان لايحمل الموضوع اكثر من ذلك ومادعانى الى ذلك ان كل هذة الظواهر والحركات الفكرية هى من نتاج البشر بغض عن المحتوى لكل فريق وبهذا فانها تتساوى كونها نتاج بشرى معرض للقصور ومنها وجب على المجتمع اعادة تنقيح منتجة الثقافى والفكرى ليتناسب مع حركة التغيير الاجتماعية والبعد عن الجمود الذى يودى الى التخلف او التقهقر كما وصف حال المسلميين احد المفكريين السعوديين. ان ماجاء فى مقابلة الدكتور عايض القرنى فى كتاب مكاشفات بجزئة الثانى وطروحات الدكتور سليمان العودة فى برنامجة الاسبوعى لهو خير دليل على قناعة جيل الصحوة الاولى بضرورة تغيير كثيير من المواقف السابقة وكذلك منهجية الطرح دون المساس بالثوابت الحقة فيما ورد فى كتاب اللة وسنة نبية علية افضل الصلاة والسلام . فهل نحن امام مرحلة جديدة ارجو ذلك وعلى المجتمع وطلاب العلم من محبيهم ان يعوا ان هذا الطرح الجديد لهولاء الافاضل وغيرهم من تحمل عناء طروحاتهم السابقة ومن حرك المياة الراكدة ان التجديد هذا لايعنى التحول من الثوابت ولكنة تغيير فى المنهج والفكر الانسانى وهذة سنة اللة فى خلقة . نسال اللة التوفيق وان يحفظ هذة البلاد من نزاعات القضايا الفكرية الاقصائية ولتتسع قلوبنا لبعض كما اتسع هذا البلد لكل الاطياف وان نعى ان الاختلاف ليس الامنهج للتعرف على نواقصنا . المهندس / احمد عايض قراش - جدة |