مهاجرون يتأبطون وطنهم و يمضون.. كن أول من يقيّم
في فترة الأعياد : رياح الخريف الباردة التي تهب حاليا على منطقة واشنطن تزيد من غربة المهاجرين الذين يتأبطون وطنهم ويهيمون على وجوههم ، وندف الثلج التي تغطي الممرات والأشجارليلا تتحول إلى أشواك توخز أجسادهم بشكل متواصل كلما تذكروا أن أعياد المغرب متواصلة ، وأن الأعياد هنا لا مذاق لها ... وأن لا شطيرة خبز مهما كانت مسوقة بعناية يمكن أن تضاهي بخار الخبز الطازج الخارج لتوه من الفرن.. وأن كؤوس المشروبات الضخمة التي توزع مجانا مع الوجبات في المطاعم ،لا توازي رائحة النعناع الفواحة من كؤوس الشاي الساخنة . صقيع هذه الغربة هو الحديث منذ الآن عن عيد الأضحى وكيف يمكن الحصول على خروف كامل مذبوح على الطريقة الإسلامية ، رغم ألا أحد من الجيران الأمريكيين يفهم ما معنى أن تصر على الشواء في شرفة المنزل وسط أكواب من الثلج الذي لا يذوب رغم نار العيد الذي كان يوما كبيرا بحضور أطفال العائلة ومشاركة الأصدقاء وبعض الجيران .. المسارعة بوضع طلب للحصول على خروف كامل يوم العيد بالمجازر الإسلامية الأنيقة والباردة ، جاءت ربما تغطية للغيرة التي يشعر بها المهاجر إزاء فترة الأعياد التي تسنعد لها أمريكا حاليا ، وهي الفترة التي تمتد حتى ليلة رأس السنة .. أعياد الأمريكيين على قلتها - 6 فقط طوال العام - لا تنجح في إدخال البهجة على قلوب المهاجرين ...فحتى أعيادهم مفصلة على النظام الرأسمالي الذي يقدس الاستهلاك..وتتحول حمى الشراء إلى جنون لا يضاهيه جـــنون .. *مقتطف صغير من مقال صحفي ـــــــــــــــــــ لـ فدوى مساط في رسالة من واشنطن -- *وتحية للعزيز المكي ، وعبد مبارك سعيد . |