اخلاقيات الغاية تبرر الوسيلة ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
فعلا فعاليات الحياة المختلفة ,اصبحت لها اخلاقياتها المختلفة ايضا: فالنشاط الاقتصادي ,والتجارة اصبحت لها اخلاقاياتها فكما يقولون التجارة شطارة ومهارة, فهي في عصرنا طورت من اخلاقيات المهنة , فكل شيء في سبيل الربح والكسب المادي يهون التاجر ومصلحته فقط ومن بعده الطوفان, فالغش والتدليس في نوعية البضاعة وجودتها ومنشأها مسموح والاحتكار ورفع الاسعار اضعافا مضاعفة بدون مراعاة لاحوال الفقراء وذوي الدخل المعدم او المحدود مسموح ... اين نحن من ذلك العصر الذي كان يضع فيه البضاعة التي بها عيب فوق بضاعته ويشير الى ذلك العيب للمشتري ليترك له حرية الشراء وبعد ان يخفض البائع من ثمن تلك البضاعة بما يتناسب مع العيب الذي ببضاعته , اين نحن من ذلك التاجر الذي يقدر ربحه في بضاعته بالربح المعقول الذي يتناسب والمستوى الاقتصادي لاهل البلد ..
التاجر الذكي هو الذي يسوق بضاعته بشكل جذاب يستغل كل وسائل الدعاية والاعلان المرئية والمسموعة والمقروءة التي تجعل من بضاعته مهما كان نوعها وفائدتها بأنها هي التي يعيش من اجلها الناس ويتناسون حتى الاسس الاخلاقية
فالسرقة والانانية تصبح امر مباحا عندما يتسلل افراد العائلة في جنح الليل الى ثلاجة المنزل في غفلة من بعضهم الاخر ليأكلوا الجبن الذي هو في جرة محفوظه في الثلاجة ولكن القدر يكشف امرهم لبعض ويلتقون وهم يحاولون سرقة الجبنة لاكلها بعيدا عن اعين بعض .... والجد الوقور القدوة الذي يربينا وبربي الصغار على الصدق وعزة النفس لا يتورع عن رمي مسباحة او شيئا في الارض ليتلهى باقي افراد العائلة في البحث عنه في حين يقوم هو بالسطو على كوب الشاي بالحليب ويشربه بعيدا عن اعين باقي افراد العائلة ليلتفتوا له وهو في متلبس بالجرم المشهود .. والشكولاته والعطر له قصصه والساعة والموبايل وكثير من مباهج الحياة ...
الرياضة اصبحت لها اخلاقايتها ايضا فهي اصبحت حرفة وتدر الملايين على اصحابها فقيمة اللاعب في االعالم من قيمة قدمة واكثر من قيمة عقله فيشترى ا للاعب بملايين الدولارات ليركل كرة مستديرة بقدمة الماسية ...واستقباله وتوديعه له هيبة يحسده عليها اهل الفكر والادب والعلوم والابحاث والمخترعات ونجمه يسطع فوق كل نجم ..
وملايين من الناس تموت جوعا لا يدفع لهم ثمن وجبة ... وفيها ايضا التزوير والمحاباة والمهم هو الربح والفوز بأي وسيلة ممكنة ,,
والنشاط السياسي له اخلاقياته وخاصة في دول العالم الثالث قلا مانع من الكذب والمراوغة والرشوة وشراء الذمم ولا مانع من قتل المناويء او سجنه وتعذيبه ليعود عن غيه ويعلن التوبه والبراءة من افكاره المخالفه للسيد السياسي .. ويترك بلده مهاجرا ذليلا الى بلاد الله الوااسعة ,فهذا محلل في عرف السياسة ولا على السياسي الا التوبة والاستغفار بعد ان ذلك لان رجل دين قال له انك مخول يا ولي الله في الارض...وهي حجة وتعود كما ولدتك امك ...
والنشاط الاجتماعي له قوانينه فهذا ذو جاه وسطوه ,هذا قبلي وهذا حضري ,وهذا غني وهذا فقير , وهذا فوق وهذا تحت , وهذا قوي وهذا ضعيف, ولكل منهم له حدوده واخلاقيات يجب ان يحافظ عليها حسب العرف الاجتماعي ..
وكل انشطة الحياة قابلة للتسويق ايضا ...
اخلاقياتنا في الزمن المادي اصبحت تسير بموجب نظرية الغاية تبرر الوسيلة ...
هذا ما اظنه والله اعلم ..
واذ يرى البعض ان الحداثة افرزت نمطا جديدا من انماط الحياة ، أيا كانت نظرتنا لهذا النط قبلناه او رفضناه ، فان لهذا النمط توجهاته وقيمه الاخلاقية التي قد تتفق مع النص التارخي " مقدسا وغير مقدس " وقد تختلف عنه بحكم اختلافات تتعلق بالانتماء والبيئة التي ظهر فيها وتطور مفهوم الحداثة فضلا عن علاقة هذا النمط بالمقدس وكيفية التعايش معه.
هذا في الحقيقة ما وددت اثارته امام الزملاء الاحبة متمنيا اثراء الموضوع . |