يشعر الإنسان بالحزن , كلما فقدنا أحد المبدعين العرب . و الحزن مبرر و طبيعي عندما نتحدث عن نجيب محفوظ , و هو الروائي المبدع و الكاتب العظيم و أحد أعمدة الأدب العربي الحديث . لقد تعملنا من نجيب محفوظ أن الطريق الوحيد إلى المجد و الشهرة في عالم الأدب هو في الاقتراب من الناس و تصوير حياتهم بصدق و عفوية بعيداً عن الفذلكات اللغوية و الصور الغامضة و الأفكار المعقدة , و للأسف فإن الكثير من كتابنا اختاروا طرق أخرى غير هذا الطريق و لهم في هذا حجج مختلفة منها ضيق هامش الحرية و التطور الحضاري المتسارع الذي فتح أمام الناس آفاق جديدة عجزت اللغة العربية عن مواكبتها بنفس السرعة و أذكر في هذه المناسبة أنني و منذ عدة سنوات , سألت أحد الشعراء عن سبب غموض قصائده و عدم قدرتي و قدرة الكثيرين على فهمها و هي من الشعر الحر , فأجابني بأن الشاعر يكتب بأي لغة يشاء و لا يجب عليه أن "ينزل" إلى الجماهير بل يجب على الجماهير أن "تصعد" إليه !!!!! رحم الله نجيب محفوظ . |