البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الفلسفة و علم النفس

 موضوع النقاش : الضمير ? هل موجود حقا ? ام في عقولنا فقط ?    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 صبيحة  
4 - سبتمبر - 2006
 
 
الضمير ? هل موجود حقا ام في عقولنا فقط ?
كثيرا ما تتردد الكلمة الجميلة ، ذات المعاني المتلألئة ، والمفاهيم البراقة ، على السن الكثير من الناس ، دون ان يملك البعض منهم أي ذرة ، من هذه الكلمة الزاخرة بالجمال ، والعابقة بأريج الخير والطيبة والسماحة والبهاء ، كيف يمكن ان نحدد بكلمات بسيطة ، معنى الضمير ? ذلك المخلوق العصي على الإفهام عند بعض الناس ، يمكن ان نأتي بكلمات قليلة لتعريف معنى الضمير الغائب دوما ، وقد أفل نجمه ، منذ وقت سحيق ، او لعله لم يعرف السطوع ، أبدا ومات قبل ان يشهد الولادة حقا ، الضمير الذي ياتي الى بعض الناس عنيفا شاجبا مستنكرا ، يتكلم بعنف ، يصرخ وهو يدلي بالأدلة كلها انك قد اقترفت إثما كبيرا ، وانك قد جانبت الصواب على اثر كلمة قلتها بحق عزيز عليك ، او حبيب ، تفوهت بكلمة بحقه ، ولم تفكر حينها ان ضميرك المستيقظ دائما ، والذي لا يعرف الصمت ، ولم يجرب السكون ،، قد ثار عليك ثورة شنعاء ، وأقام الدنيا ولم يقعدها لكلمة واحدة فقط ، وما بال ذلك المخلوق صامتا ساكتا ، غير قادر على الكلام والظهور ، حين يقترف البعض آثاما عصية على التعداد ، يسلب غيرك حقوق كاملة لآخرين قد سهروا الليالي الطوال من اجل الحصول عليها ، سكبوا العرق والدموع غزيرة في سبيل ان ينعموا ببعض الحقوق فجاء من سرقها بعز النهار ، واستولى عليها ولم يترك لأصحابها ما يقيم أودهم ، او يقيهم حاجاتهم الكثيرة والتي تطلب التلبية ، وتصرخ بأعلى أصواتها الا من ملبي لتلك الحقوق ، وقد ضحينا وبذلنا الغالي والنفيس ، لماذا يموت الضمير ،، حين يرتكب البعض جرائم القتل والتعذيب والتزوير ، او الرشوة والسطو على ممتلكات الآخرين ، لماذا يحاسبك ضميرك على كلمة واحدة تفوهت بها في لحظة غضب مثلا ، ويسكت عن عمليات الاحتيال والخداع واللعب على الناس ، والكذب عليهم ، والتلاعب بعواطفهم ، لماذا يسكت الضمير مرتاحا حين ترتكب أبشع صنوف التزوير وثلب الكرامات وتشويه السمعة ، وسرقة الأوطان ، لماذا يكون ضميرك واعيا متربصا ، يلهبك بسياطه اللاسعة المؤلمة ، وانت لم تقترف إثما او تجن ذنبا ? ولماذا يسكت الضمير وقد يتلاشى او يزول حين ترتكب الموبقات بحق البشرية جميعا ، وحين تباد شعوب بأكملها ? فماذا يعني الضمير ? وهل هو دليل قوة ام ضعف ? ولماذا يكون عند بعضنا متوثبا لا يرحم ولا يقبل عذرا لأقل هفوة وان كانت كلمة غير مقصودة ، لكنه ينام قرير العين مطمئنا حين تهرق الدماء زكية ، وتسرق الممتلكات ، وتسلب الحقوق ? هل الضمير موجود فعلا ام انه من اختراعنا نحن المرهفون العاطفيون ، الحالمون بولادة حياة أفضل لا وجود لها الا في خيالنا النشط المتوثب
 
                                                                               صبيحة شبر
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
عن أي ضمير نتحدث ?    كن أول من يقيّم
 
إن الضمير الذي أثار نقاشه الفلاسفة وذوو العلم يرتبط بمجال الحياة اليومية، ويستمد قوته وبهاءه من تواجد مجتمع متماسك، فإذا ذكرنا رجلا قام بمسؤولياته الإدارية دون نقص أو تلاعب، فسنقول مباشرة إنه يمتلك ضميرا تواقا إلى الخير، يقظا متميزا بنزاهته وحفظه، وإذا رأينا شخصا يؤنب آخر على سلوك السرقة لأنها تجاوز للحقوق، فسنقول حتما بأن الضمير هو المحرك والمذكي. لكن الوسائل متشابهة، والأهداف مختلفة، قال تعالى <وترجون من الله ما لا يرجون>-هذه الآية بقراءة الإمام ورش عن نافع- لذلك يمكن أن أغير عبارة "يمتلك ضميرا" إلى أخرى تجمع أمر الدنيا والآخرة " يمتلك قلبا خاشعا يخاف الله". فالضميرالذي يدافع عن حقوق الإنسان بشكلها الأوروبي -إن صح هذا التعبير- يصبح كحاطب اليل لا يدري أيجمع الحطب أم الأفاعي والحيات، لأنه أفقد ضميره تلك الصلة الربانية التي تعطي لعمله معنى جميلا، فهو يدافع طلبا لوجه الله ورغبة في القرب منه، فهذا هو الضمير الحي الذي يجمع في الآن ذاته بين العمل اليومي في الدنيا موصولا برغبة أكيدة في الآخرة.   
abdelkarim
4 - سبتمبر - 2006
الضمير ?    كن أول من يقيّم
 
 الاخ الفاضل عبد الكريم
اشكرك كثيرا على مداخلتك الجميلة ، انا اتحدث عن نفس الضمير الذي تتحدث عنه اخي الكريم ، لقد غابت  عن القلوب الخشية من الله ، ولم يعد المرء يبالي ان هو اضر بالاخرين ، مادام بعيدا عن الايمان الصحيح ، ان الله يرى ان كانت عيون الخلق كلها نائمة ، الضمير مات ايها الاخ العزيز ، ولم يعد الانسان يبالي  على اي من الناس وقع ظلمه ، اصبح الناس يتكلمون عن غياب القانون الرادع ، وعن عجز عيون الناس ان ترى ، متناسين ان الله هو الاحق ان نخشاه جميعا
غاب الضمير الا من بعض النفوس القليلة التي ما زالت تخاف من الله
اتفق معك اخي الكريم ، فهل نسكت على فقدان الضمير في نفوس الناس ، ام نحاول ان نوقظه من السبات الذي  يحيط به ?? وما هي الطرق الكفيلة بعودة الضمير ? وكل القيم في تراجع مستمر
*صبيحة
5 - سبتمبر - 2006
الضمير الغائب    كن أول من يقيّم
 
قبل ان اقرأ موضوعك سيدتى كنت في حوار مع صديق لي قبل ايام حول نفس الموضوع . خلاصة ماتوصلنا اليه وكان هذا رأى ان لاوجود للضمير عند الانسان مالم يكن هنالك قانون قوى ورادع  لكل من يسىء. القانون هو الضامن الوحيد كي يكون رقيب على كل من يسىْ . قليل من الناس من يخاف الله وهو ايضا خاضع للقانون الالهى فلولا خوفه من القانون الالهى لاصبح ككل الاخرين .القانون الصارم هو الضمان الوحيد لكي نعيش بكرامة مع اطيب تمنياتى لكم بالتوفيق
نور
9 - سبتمبر - 2006
الضمير والقانون    كن أول من يقيّم
 
 الصديقة العزيزة
الخوف من الله ينجي الانسان من ظلم اخيه الانسان ، ولكن كما قلت ( سيادتك )اصبح الذين يخشون الله قلة ، لهذا لابد من القانون الذي يحفظ للناس حقوقهم ، ويوقف من يعتدي عليها ، ولكن هذا القانون يجب ان يوضع وفق دراسة مستفيضة عن حالة الناس ، والذين يكتبونه يجب ان يطلعوا على القوانين الالهية والقوانين الوضعية ، وان يكونوا من القوة بحيث لايؤثر عليهم السلطان حينما تسول له نفسه ان بضطهد عباد الله الصالحين ، وكم من الجرائم ترتكب باسم القانون
*صبيحة
12 - سبتمبر - 2006
حول مسألة الضمير    كن أول من يقيّم
 
      يمكن مقاربة مفهوم الضمير انطلاقا من خبرات الحياة التي يرسمها الشعر العربي القديم مثلا. فهناك معنى كثير التواتر عند الشعراء هو معنى العذل (اللوم ...). ويقتضي معنى العذل في القصيدة العربية بِنْيَةً حواريّة يدور الحوار فيها بين طرفين هما ضمير المتكلّم (أنا) والعاذل(ة). وقد وجدت هذا العاذل بكثرة في قصائد الحرب والحبّ والخمرة. ويتمثل دوره(ها) في محاولة صرف أنا الشاعر عن اختيار معيّن في الحياة.
وإذا تدبّرنا هذه البنية الحوارية بين الشاعر والعاذل ألفيناها صورة مصغرة عن الكائن البشري يحاور نفسه ويجادلها باستمرار. فتلحّ عليه أحيانا ويصرّ هو على معارضتها.
      وقد قال الجاحظ في الحيوان إن مصلحة الكون في امتزاج الخير بالشر، ولو كان الشر محضا هلك الخلقُ، أو كان الخير محضا سقطتْ المحْنة (الامتحان - الحساب).
لذلك أظن أنه يمكن النظر إلى مفهوم الضمير انطلاقا من هذه الثنائية التي يقوم عليه الانسان. الخير/الشر ، اللذة/الالم ، المرغّبات/المرهّبات ، ولضمائر النّاس بينها أحوال شتّى تتغيّر بحسب الظروف والملابسات. ولذك توفرت اللغة على تعابير تصور حالة الضمير. فهناك الضمير "الحي"، والضمير "الميّت"، والضمير "المستتر" ...
     ومن الخطأ النظر إلى الموضوع من وجهة مثالية ومتعالية... لأننا بذلك سنسقط في إشكال عمق التعارض بين الواقع والمثال فتغلب علينا النظرة التشاؤمية....
والســــــلام
m
13 - سبتمبر - 2006
ضبط الضمير    كن أول من يقيّم
 
جاء في كتاب السلوك الاجتماعي بين علم النفس والدين( للمؤلف فوزي سالم عفيفي  ):  ان العقل والقلب والضمير هي عناصر لتوجيه السلوك , فتعمل متعاونة في نفس المؤمن , وان الضمير أمر فطري في الانسان . قال  تعالى " ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد " وقال تعالى " ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون " 
وقال ايضا ان صوت الضمير يهتف بنا أن نكون مهذبين او عادلين أو محبين للاخرين ويهتف بنا لضبط النفس وللسلوك الحميد , والضمير يحتاج الى ضبط وتوجيه , والانسان محتاج لان يتفاعل مع ضميره ليجعله حيا , ان خير ما يراه الضمير هو الاعتدال في كل شيء والتوسط في الامور , ولا يتأتى ذلك الا بالضبط المنتظم  المتواصل  , وهذه هي صورة الجهاد التي قيل ان جهاد النفس هو الجهاد الاكبر , وان الجهاد المستمر هو الالتزام بالحق والالتزام بالشرع
ومراقبة الله في السر والعلانية .. قال تعالى " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " .
 
*yamama
14 - سبتمبر - 2006
مفهوم العذل    كن أول من يقيّم
 
الاخ العزيز المختار
اصبت في اختيار مفهوم العذل ، حيث ان الشاعر يلوم نفسه حين يجدها قد تخطت المألوف من الامور ، الذي هو التوسط بين  المغالاة او الاستهانة ، ولقد خلق الانسان من خير وشر ، وتوجد امور كثيرة مثل التربية والثقافة والاصدقاء والبيئة والوراثة يمكن ان تغلب احد العنصرين على الاخر ، فالانسان ليس خيرا خالصا ولا شرا مطلقا وانما هو بين بين
وصحيح كما ذكر الجاحظ انه لو كان العالم شرا مطلقا لهلكت الاحياء ، ولو كان خيرا خالصا لزال معنى الامتحان
ولكن لنعد الى مفهوم الضمير ، ومتى يكون قويا ? ومتى يكون ضعيفا او منعدما ? لابد ان ظروفا معينة تؤدي الى مثل هذه النتيجة ..
*صبيحة
2 - مايو - 2007
الاعتدال    كن أول من يقيّم
 
العزيزة يمامة
يمكن ان نعرف الضمير بانه الاعتدال في الامور ، ولقد امرنا ديننا الحنيف بالتوسط بالامور ، وان خير الامور اوسطها ، وان الضمير قد يكون في ادراك المؤمن ان الله يراه  ، ولكن قد تكون هذه النظرة محدودة ، فانني اجد اليوم كثيرا من المسلمين لايعتزون باسلامهم ، كما اجد ان كثيرا منهم يتصارعون فيما بينهم متهمين الاخر بكل النعوت التي تتنافى مع الاسلام ومبادئه الجميلة ، فاين الضمير حينئذ ? اين الضمير في حملات القتل والتنكيل التي تقام في كل العالم ، وهل ان الذين لايؤمنون  ينعدم عندهم الضمير ? ولماذا اصبح مجتمعنا هكذا ? هل السبب انعدام الايمان ? ام عدم فهم الاديان الفهم الصحيح ? ام عدم الاعتراف بالاخر ?
ارجو الا ارهقك ايتها العزيزة ، فانك حتما تعانين مما اعاني انا منه ويعاني منه الالاف من الذين يملكون ضميرا نقيا
*صبيحة
2 - مايو - 2007
محاسبة النفس    كن أول من يقيّم
 
برأيي ينزع الانسان بفطرته الى الخير، اما ميول وطباع الشر، فتتكون لديه نتيجة عوامل بيئية وتربوية، ولا شك ان للعامل الديني، والتربية الدينية دورا هاما في تشكيل الوازع الداخلي لكل منا، وتنمية الضمير الحي الذي يدعو للسلوك القويم، وينهى عن السلوك الخاطىء، ويحاسب النفس عند وقوعها في الخطأ.
 ويرى الفيلسوف (المتكلم الأشعري) الغزالي  "ان نشاط الضمير يظهر في ثلاثة مواطن، الأول قبل الشروع في العمل، بالنظر إلى الباعث عليه، فإن كان لله أمضاه، وإن كان لغيره انكفَّ عنه، والثاني عند الشروع في العمل، بقضاء حق الله فيه، وإنجازه على أكمل ما يُمكن، والثالث بعد العمل، وذلك بمحاسبة النفس على ما وقع منها".
أشكر لك أستاذة صبيحة هذه المساهمة الراقية، دمت بخير.
*khawla
11 - يوليو - 2008