رأيت اليمامة ثائرة 000000(1) ( من قبل 4 أعضاء ) قيّم
فى مصر المحروسة ،وفى سنة1904ميلادية 0 استقظيت مصر الرازحة تحت سلطة الإحتلال والهزيمة المدوية للعرابيين والذهول الذى يسربل الوطن من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه ، والإنجليز يمرحون فى طول البلاد وعرضها 0 استقظيت المنكسرة والمحتلة ، على شكوى تقدم بها أحد الأشراف الذين ينتسبون إلى آل البيت النبوى الشريف ، متهما فيها الشيخ على يوسف بأنه قد غرر بابنته صفية واستغل صغر سنها وجهلها وضغط عليها وتزوجها بدون علمه 0000وإثر تقديم البلاغ بحثت النيابة الموضوع وقد تبين لها أن ابنة مقدم البلاغ قد بلغت سن الرشد الشرعى ومن حقها شرعا أن تزوج نفسها 0000كما أن عقد القران تم فى حضور عدد كبير من أهل العروس وأقاربها 00وانتهت النيابة إلى عدم صحة البلاغ وتم حفظه إداريا أى ليس هناك أدنى شبهة فى الخطف والتغرير والزواج قهرا 0 لكن الشريف لم يرتض هذا القرار ،فأقام دعوى أمام المحكمة الشرعية يطلب فى صحيفة دعواه : الحكم له بإبطال الزواج استنادا إلى أن الشريعة تشترط لصحة الزواج وجود تكافؤ بين الزوجين فى الإسلام والنسب والمال والحرفة 000واستطرد المدعى 000 أ نه يطعن فى كفاءة الزوج من ناحيتين :النسب والحرفة 000 من ناحية النسب فهو لاينتسب إلى نسب رفيع كنسب المدعى (والد الزوجة ) ومن ناحية الحرفة فهو أى المدعى عليه (الزوج)يحترف مهنة الجرائد وهى أحقر المهن وعار وشنار عليه ، المدعى عليه (صاحب جريدةالمؤيد ) ووفقا لإجراءات اللائحة الشرعية المعمول بها آنذاك ،تحدد لنظر الدعوى جلسة يوم 25/7/1904 ويرأس المحكمة قاضى شرعى هو الشيخ أبو خطوة 0 وانشغل الرأى العام انشغالا أنساهم الهزيمة والإحتلال وانقسموا بين مؤيد ومعارض ، وصارت الجرائد تتقاتل فى إبراز الموضوع فى صدر صفحاتها ، وتحدثت الأقلام عن الدعوى وظروفها ومدى أحقية المدعى فى دعواه ،ووقف بجانب المدعى عليه (الزوج)المثقفون والمستنيرون والطبقات المتعلمة وبعض السياسيين وانضم الخديو عباس حلمى لهذه الفئة مؤيدا وموافقا على هذه الزيجة التى تتفق وصحيح الشريعة ، وعارض الزيجة أصحاب الأموال وملاك الأراضى ، وأرباب الأخلاق الحميدة الذين يؤمنون بالنسب والحسب وهو فوق كل اعتبار ، وهو كل شيىء ، وأن الزوج غير كفؤ لنسبه الوضيع 0 وتصوروا 0000الأزمة التى شغلت الرأى العام والحكومة والكتاب والمثقفين ، فى البيوت والنوادى والمقاهى والمدارس والكتاتيب 000أزمة ما بعدها أزمة وأصبح السؤال المطروح على الساحة الشعبية والقضائية هو : هل يحق للرجل العصامى ، العظيم بنفسه لا بنسبه ولاحسبه أن يتزوج بنت الأشراف ذوى الحسب والنسب ???????????????????????? |