البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علم الاجتماع

 موضوع النقاش : الجمال ? ما هو ??    كن أول من يقيّم
 صبيحة  
29 - أغسطس - 2006
 
الجمال ? ما هو ?
كيف يمكننا ان نبين معنى كلمة ( الجمال) ? وهل لها معنى واحد ومحدد ? ام يختلف المعنى ، باختلاف  الزمان والمكان ، والأشخاص وتباين ثقافاتهم ، وتوجهاتهم السياسية والفكرية ، وهل الجمال مطلق ام نسبي ? وهل ما نراه جميلا يتفق الجميع على رؤيته مثل رؤيتنا ، ام ان رؤيتنا لكل الأمور ، ومنها الأمور النسبية الكثيرة قابلة للاختلاف الكبير ، في وجهات النظر والاهتمامات ، وهذه الأمور النسبية كثيرة جدا ، والتباين بشأنها كبير ،,مثل الشجاعة ، والغنى ، والطيبة ، والذكاء ، والشهامة ، والمروءة ، والكرم ، والإيثار ، والأنانية ، والعدالة ، كل هذه المفاهيم ، وأخرى تشابهها مثل الجمال أيضا ، تتباين الآراء حوله ، فما نراه جميلا ، ناصع الجمال ، قد لايراه الآخرون كذلك ، فما هو الجمال ? وهل هو شكلي ? ام معنوي ، وهل هو عام أي ما يجمع على كونه جميلا بوطن من الأوطان ، يراه الآخرون وبالأوطان الأخرى جميلا أيضا ، وللإجابة عن هذا السؤال يمكن ان نطرح موضوع الجمال الشكلي للمناقشة ، فلقد رأى العرب في قديم الزمان ان المراة الجميلة هي المخلوقة المكتنزة ،   السمينة ، بطيئة الحركة
المترددة ،، الخائفة ، التي تنظر بحذر الى العالم ، والبخيلة ، وقد ورد قديما ان البخيلة من النساء تعني  المحافظة على شرفها ، فهل بقيت هذه المفاهيم ? ام اعتراها التغيير ككل المفاهيم الأخرى ، المراة السمينة المكتنزة لحما ،، لم تعد مقياسا للجمال الرفيع المتفق عليه ، بل أضحت المراة الرشيقة ، خفيفة الحركة ، التي تزاول الرياضة ،،، للاحتفاظ بالرشاقة هي الجميلة ، ومعنويا ، لم تعد المراة الخائفة المترددة ، معيارا للجمال ، وإنما أصبحت المراة القوية ، الواثقة من نفسها ، هي التي تتمتع بالخصال الجميلة التي تدعو الى الإعجاب
الكرم تغير مفهومه أيضا ، كان حاتم الطائي معروفا بالكرم الحميد ، الذي يستحق الإشادة والتنويه ، الآن في وقتنا الحالي ، أصبح من يبذر نقوده ،، من اجل تقديمها للجار البعيد ،متناسيا أسرته وأهل بيته من الأشخاص الذين يستحقون اللوم ، أليس الاقربون أولى بالمعروف ? أليس من واجب الرجل ان يلبي حاجات أفراد أسرته أولا ، ثم ينفق بعد ذلك على احتياجات الجار البعيد ? لقد أصبحت المراة تساهم مع الرجل ، بالأعباء المالية ، فهل يكون ذلك الرجل كريما محترما ، من الرأي العام في منطقته ، ان هو ترك زوجته تعاني من أعباء العمل ، المتنوعة ،، ليقوم هو بالأنفاق  على أناس غرباء ، لا يجمعهم معه صلة من قرابة ، تحتم عليه ان يتناسى واجباته ، تجاه الأسرة ، ومن اجل ان يقول الناس عنه ان كريم ، ومعطاء ?? لقد تغير مفهوم الكرم عما كان سائدا في تاريخ العرب القديم ، كما تغيرت الشجاعة ، التي ان زادت عن حدها انقلبت تهورا ، على الإنسان العاقل ان يبتعد عنه
لقد ذكرت هذه الصفات ، لأنها من الخصال الحميدة التي ان توفرت ، في شخص معين ، أكسبته جمالا فائقا في الشخصية ، ومنزلة كبيرة لدى الناس ، لا يبلغها الا من كان ذا شاو  بعيد من جمال الخلال ، وكما تغيرت الأوصاف التي نعتبرها من الجمال الشكلي ، تطورت أيضا الخلال التي كان الاقدمون يعتبرونها من مواصفات الجمال المعنوي ، فالجمال ككل الصفات المادية والمعنوية عرضة للتغيير والتبدل ، حسب التطور الذي يحرزه الإنسان ، في مختلف جوانب الحياة وهو  من الأمور النسبية الكثيرة التي تختلف النظرة اليها حسب تطور المجتمعات وتقدمها
 
 
                                                                  صبيحة شبر
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
تشطير الشكران    كن أول من يقيّم
 
يا ملهم السحر سقيا عذب iiأشجاني إلـى لـقـائك أغراني iiوأشجاني
مـاذا أرد عـلـى الإبداع معترفا ومـبدع الشعر في عهد iiوتبياني
مـازلتَ تنثر في أفق الوفا iiغرراً نـسـيـر في دررٍ منها iiومرجان
نـمـشـى ببيدائها نرعى iiقوافلها تـرعـى  بها ذمة تمشي iiبعرفان
تـكـاد مِالحسن تحكي غنج iiفاتنة يـحـيـلـنـا غَـنِجٌ فيها  iiلفتان
لا  تسأل العرس عن نحر  iiوسالفة سُـوق العروس لها أجلى  iiلبرهان
لـلـه رقـتـك النشوى iiملاحتها كـأنـهـا منتدى منصور iiمهران
وكـل شـكري وشكر بنلفقيه  iiلها تـعـتـز  منك بتذكار و iiشكران
فـحـدث القلب عما كان iiيضمره فأنت في القلب في سري وإعلاني
فـي  كـل خـافقة برق  iiبمكرمة مـن  الـمـحامد أو فيض بتحنان
*زهير
7 - سبتمبر - 2006
جواد والحمار    كن أول من يقيّم
 
 
 يبدو لي بأن أساس العلاقة بالجمال تكمن في الانطباع الأول وما يولده فينا من دهشة . هذه الدهشة ، وهذا الانبهار الذي نشعر به أمام كل ما هو جميل ، هو ما يفتح أعيننا على التفاصيل الأخرى التي تعطي للشيء قيمته .
 
الأستاذ النويهي ، بكلمتين مختصرتين ، زرع فينا الدهشة ، ونقلنا إلى عالم مراهقته ....... أيقظ لدينا ذكرى الانطباع الأول الذي نعرفه عن الحب بكل فطريته وعفويته وبراءة كلماته .
 
وحكاية " محمد ملازم " وقصيدته ، أحيت فينا معاني الاحترام والتقدير لهذا الإنسان البسيط الذي عاش ومات وفياً لآداب مهنة تعلمها وأتقنها ولم يحاول أن يأخذ منها أكثر مما يعطيها فكان عادلاً مع نفسه ، أميناً امام ربه ، وفياً لعلاقته بالناس الذين وثقوا به وقدروه وهذا جميل جداً ومن جمال  الحياة أنها لا تخلو من أمثاله .
 
أما جواد يا أستاذ زهير فهو لا زال حماراً صغيراً ولم يصبح جواداً بعد .
 
 
*ضياء
7 - سبتمبر - 2006
أول الرقص حنجلة    كن أول من يقيّم
 
كلامك يعني لي ويعني يا أستاذتي، وقد ذكرتني كلمتك الأخيرة بلعبة كنا نلعبها ونحن أطفال، لا بأس بذكرها، وهي أننا نتناول النص التالي باستبدال حرف الراء فيه بحروف الهجاء دواليك، فتكون الطامة الكبرى على الذي يقع عليه حرف الحاء. والنص هو الكلمات المشهورة (أمر أمير الأمراء بحفر بئر في الصحراء ليشرب منه المارون والمارات فمر حمار صغير فشرب منه حتى ارتوى) ثم لما تطورت ثقافتنا صرنا نكتفي بالكلمة التي تضرب مثلا في اللغة العربية على تنافر حروفها وتعذر النطق بها إلا بالمراس، وهي (الخعهع) فإذا تمكن جواد من النطق بهذه الكلمة بعد المحاولة العاشرة فكلامك باطل من أساسه، وما أحرى بجواد أن يرد هذه الطعنة النجلاء بقول شيخنا أبي العلاء:
ترى العلج في قفره معتقا ولاقى  الهوان جوادٌ iiمُلِكْ
وما  حظه من حزامٍ  iiيُشد ليركب  أم من لجامٍ iiعُلكْ
ألـِكْني إلى من له iiحكمةٌ ألِـكْـني إليه ألكني iiألِكْ
*زهير
7 - سبتمبر - 2006
العفو والاعتذار    كن أول من يقيّم
 
السيد الهمام القرم فخر مراكش الحمراء: لحسن بلفقيه المنتاكي:
 
في المساء عند وقت رواحي بعد الكسب والعمل, نظرت نظرة في الوراق ,فقرأت كلمات جزلة متخيرة ما أشك أنها خرجت من القلب لأنها ألقيت في القلب, و لا أعرف لها تخريجا سوى الإبدال والقلب,
فهي صفاتك الجميلة التي تليق بنفسك النقية و ضميرك الذي لا يمذق الود, فإن كان من أدب و قول رصين  وأسلوب حسن متين فهذه حلل مفصلة على روحك, موصولة بطبائعك, أما أنا فدون ذلك بمراحل.وأجهل الناس من ترك يقين ما عنده لظن ما عند الناس.
 
ألا وإني- يعلم الله- قد كنت إليكم بالأشواق ولولا أمور اعترضتني وأحوال عاقتني ,لما أصاب حبال الوصل انقطاع و لا ضاع من الوقت ما ضاع ,لكن قدر الله.
فارفع عني-حفظك الله- عتبك فإني لا أطيقه , وأنلني رجائي بالفلج بالرضا عندك, وأنت أهل لذلك.-أو لست من أهل مراكش-
 
أما عن النكتة الرياضية فقد أرسل الله لك من صاغها أحسن صياغة بأوجز عبارة وألطف إشارة .على طريقة أهل الحساب .
 
والله الموفق للصواب.
 
*طه أحمد
8 - سبتمبر - 2006
نجوم الليل    كن أول من يقيّم
 
بين يدي الآن كتاب لا يزال تحت الطبع وعنوانه (نجوم الليل الطالعة على غرر الخيل) وهو من نوادر مؤلفات شهاب الدين الحيمي الكوكباني (ت1151هـ) صاحب (طيب السمر في أوقات السحر) ألفه للأمير ضياء الدين إسماعيل ابن صاحب المواهب.
واستوقفني فيه  (ص 62) هذه القطعة التي أعادت إلى ذهني كلمة الأستاذة ضياء خانم في هذا الملف، والنص هنا في وصف حصان أبيض، من خيول ضياء الدين ، واسم الحصان: (الظافر) ويقع وصفه في ست صفحات، وهو أول خيول الضياء التي نعتها الحيمي قال (... لا يخرج عن الطاعة مع ما فيه من شماس، وإذا اصطفت جبال الخيل فما هو فيها إلا جبل من الماس...فما حُذي بالحديد إلا تمنى كل من الذهب والفضة أن يكون حديدا... ولا رمق إلى مكان قصي إلا كان طرفه كالناظور يقرب ما كان بعيدا .... إذا قاده السائس جنيبا فكالجنوب، وإذا مُد على كفله الدرع حسبه الرائي له غديرا تفرّكه (تكسره) النسيم بالهبوب، طالما عوذته بالآيات المتلوة لما رأيت إنساني في جوهر متنه الذي بدا كالمرآة المجلوّة، وكدتُ لصقالته أنظرُ إلى حشاه من خلف الأديم، فإنه لا فرق بينه وبين النهر الساكن إذا صقلته النسيم، فهو كالماء الطافي إذا جمد، وكالغدير الصافي إذا همد، يكاد بالألحاظ يُشرَب، بل يكاد يذوب كالثلج تحت السرج الذي عليه يُضرب، والحق عين الحق أنه أرى كلَّ جواد غباره من خلفه ثم قال له: الْحَقْ)
 
*زهير
10 - أبريل - 2007
رأي في الجمال من وجهة نظر فلسفية : إيمانويل كنت    كن أول من يقيّم
 

 

سعى الى تكوين وعي جمالي بالعالم

 
 
لا غرو أن الفيلسوف الألماني ايمانويل كنت (1724 ? 1804) هو أعظم فلاسفة العصر الحديث غير مدافع. وهو إنسان فوق الإنسان، لأنه يمتلك مواصفات بالغة الندرة من العبقرية الفائقة للعادة وسمو الأخلاق وصولاً الى الترفع على شهوات الحياة والعفة المطلقة ودعوته الشهيرة على مستوى السياسة الى اقامة سلام دائم. دع إسهاماته الهائلة في ميادين الميتافيزيقيا والأنطولوجيا في كتابه ?نقد العقل المحض? والأكسيولوجيا في كتابه ?نقد العقل العملي? وأخيراً الاستيطيقيا (علم الجمال) في ?نقد ملكة الحكم?.
 
وما يعنينا هنا ان كنت نشر ?نقد ملكة الحكم? سنة 1790 ويتعلق هذا الكتاب بالبحث عن أسس لعلم الجمال. وبعد أكثر من قرنين على ظهور هذا المؤلَّف القيم في ألمانيا يُنقل الآن الى العربية مترجماً عن الألمانية مباشرة من قِبَل غانم هنا ? الذي هو أحد أبرز الخبراء العرب في الفكر الألماني ? ويصدر أخيراً عن المنظمة العربية للترجمة في بيروت. وفي هذا العمل الخالد يحاول كنت إثبات أنه لا توجد قاعدة بعينها مطلقة، يستطيع الإنسان بواسطتها أن يطلق حكماً كلياً موضوعياً حول جمال كائن من الكائنات. وهذا يعني جوهرياً أن إمكان الحكم على ما هو جميل لا ينتمي الى ?الكلّي الشمولي?، وإنما الى ما هو ذاتي في الإنسان. ولذلك تختلف الأحكام بنوع ما باختلاف الأشخاص الذين يطلقونها، لكن كنت يقف عند فكرة على درجة عالية من الدقة وهي انه على رغم أن الأحكام الجمالية لا يمكن أن تكون كلية بإطلاق، لأنها ذاتية تابعة لتنوّع الناس، إلا ان الشروط الذاتية لملكات الحكم تتميز بأنها هي التي هي بالنسبة الى جميع البشر. وهذا يدل على انها واحدة عند الناس كافة. وإذا كان هذا هكذا، فإن من المتاح لنا أن نصف أحكام الذوق بأنها كلية. ويترتب على هذا الكلام أن الجمال يخضع لقانونية معينة، لكنها ليست قانونية مطلقة. فالجمال ?قانونية من دون قانون?.
 
ويُعنى كنت في شكل أساسي بمقولة الجميل ويرى الى ان القول الفصل في أمر شيء ما إذا كان جميلاً لا بد من أن ينتمي الى منحى خاص به على مستوى التقويم. وهذا المنحى هو ?منطق الذوق الجمالي? وانطلاقاً من هذه النقطة بالذات دعا كنت الى تشييد صرح علم الجمال.
وفي ?نقد ملكة الحكم? يحدد كنت ماهية الجميل تبعاً للعناصر التالية: فعلى مستوى الكيف الجميل هو ما هو خلو من الفائدة. أما كمياً فالجميل يُمتّع عموماً لا خصوصاً. أما من حيث العلاقة بين الأهداف المنشودة، فالجمال غائية من دون غاية. وأخيراً الجميل هو موضوع لاستمتاع ضروري.
 
والحقيقة أن كنت ها هنا يرى ان الجميل يمنح المتعة عفوياً وعمومياً وذاتياً وضرورياً.
 
ولكن يمكن الاعتراض على رأي كنت هذا حول الجميل اعتماداً على التحليل النفسي، فثمة اكتشاف خطير في هذا الميدان يتعلق بما يُسمى الفيتيشية والمصطلح يعود من حيث الأساس الى الغزاة البرتغاليين لأفريقيا. فقد أطلق هؤلاء كلمة فيتيش على المقتنيات المعبودة عند الأفارقة البدائيين ومن ثم انتقل المصطلح الى التحليل النفسي ليدل على انحراف جنسي عند المريض، فالموضوع الطبيعي السوي بالنسبة الى هذا المريض لم يعد مقنعاً أو كافياً، لذلك يميل المريض الى ما هو بديل عنه مثل جزء منه أو حاجة يقتنيها هذا الموضوع من حيث هو شخص. والمهم هنا هو أن الفيتيش من حيث هو عضو من الجسد مثلاً قد يكون مشوهاً ولكن ذلك يتحول الى مصدر وحيد للإشباع الجنسي. وهنا يجد المريض في ما هو مشوّه أو قبيح جمالاً نادراً لا يراه في أي حال جمالية أخرى توافرت فيها من حيث هي جميلة العناصر الكنتية (نسبة الى كنت) التي ذكرناها سابقاً. وقد يُعترض علينا بأن الفيتشية حال مرضية، إلا ان فرويد قال ان الفيتشية فاشية في معظم الناس. وحتى لو كان ممكناً مخالفة فرويد، إلا أن التيارات المعاصرة في التحليل النفسي تؤكد أن الاختيار الموضوعاني الجنسي عموماً عند الناس لا بد من أن يكون مشوباً بما هو فيتشي، بمعنى أن المرء قد يختار موضوعاً معيناً لأنه ينطبق من دون غيره مع حقيقة الذات على مستوى الرغبة، فمثلاً شكل محدد للأنف مع لمعان بارق فيه قد يؤدي الى الاختيار المطلق. والحقيقة ان القارئ لا بد من أن يشعر معي بالأسف لغياب هذه النقاشات الفائقة الأهمية عن الساحة الثقافية العربية واقتصارها فقط على النخبة.
 
وبعد هذا الاستطراد الضروري لنعد الى كنت الذي ناقش إضافة الى مقولة الجميل مقولة الجليل أيضاً. فالجميل يرتبط في الشكل الخاص بالموضوع أما الجليل فيكون في اللاشكل. وعلّة ذلك ان الجليل هو خير تعبير عن اللانهائي. والفرق بين الجميل والجليل هو أن الأول يتعلق بالمباشر والثاني بما وراء المباشر. ولذلك الجليل عقلي على الأصالة. ولئن كان الجميل يبعث على المتعة، فإن الجليل يبعث على الهيبة، فعندما نشاهد امرأة حسناء جداً نقول عنها انها جميلة. ولكن عندما نشاهد الأوقيانوس الزاخر بالأمواج نقول: انه جليل. والحقيقة ان كنت يثير فروقاً دقيقة جداً بين الجميل والجليل ويتكلم على أنواع الجليل وقد أدت رؤيته العامة في علم الجمال الى إحداث آثار كبيرة في التصور الجمالي للعالم وخصوصاً في الشعر وهذا ما نلاحظه عند هولدرلين وشلر.
 
وما دمنا قد أتينا على ذكر الشعر، فإن كنت يرى فيه ضمن رؤيته للفنون عموماً انه فن التحكم باللعب الطليق للمخيلة كما لو أنه فعالية ذهنية. ولذلك فإن الشاعر الحقيقي يهب أكثر مما يعد به. وعلى أي حال، فإن الشعر يسفر عن الموثوقية والنبالة والنزاهة والوفاء. وهذا لا يتحقق إلا في الشاعر العبقري.
 
وهذا يدفعنا الى الكلام على العبقرية، فقد ذهب كنت في ?نقد ملكة الحكم? الى أن الموهبة الفطرية هي التي تمنح الأسس والمعايير والقواعد للفن. وانطلاقاً من هذا الوعي العميق يتبين أن المعيار في الفن ليس معطى قبلياً وإنما هو من أفاعيل العبقرية، لذلك القواعد الفنية هي ما هي في حقيقتها إبداعات للعبقري تُعمم لعدم القدرة على مضاهاتها في ميدانها وهنا تتجلى الأصالة في العبقري. أضف الى هذا أن العبقرية لا تُنقل الى الآخرين عِبر التعليم، فالشاعر العبقري الذي يكتب قصيدة عظيمة هو نفسه لا يعرف كيف كتبها.
 
ولما كان العبقري خالقاً للمعايير والقواعد والأسس، فإنه لا يستطيع فرضها في ميدان العلم وذلك ناجم عن خضوع نسق العلم لقواعد لا تقبل التبديل وفي حال صحتها المطلقة. ولكنه، أي العبقري، قادر على فرض قواعد جديدة دائماً في مجال الفنون الجميلة لإمكان التغيير فيها تبعاً لإبداع العبقري.
 
وأخيراً يؤكد كنت أن الانسان هو من حيث هو كينونة أخلاقية واشتراع قيمي لا بد من أن يكون الغاية النهائية للخليقة.
 
 

دمشق ? علي محمد إسبر     الحياة     - 25/08/06//

 

*ضياء
31 - مايو - 2007
وجهة نظر هيغل في مفهوم الجمال    كن أول من يقيّم
 

علم الجمال الهيغلي والفن الكلاسيكي

إبراهيم الحيدري

وصلت ألمانيا في بداية القرن التاسع عشر الى قمة ازدهارها في الفلسفة والأدب والفن إذ شهدت ظهور هيغل وغوته وبتهوفن الذين مثلوا عصر ألمانيا الذهبي. وكان جورج وليم فريدرش هيغل (1770 - 1831) أول هؤلاء العظام، الذي مثل في فلسفته قمة الفكر والفلسفة المثالية في ألمانيا. وكان اندلاع الثورة الفرنسية حدثاً أدى الى تغيير وجه أوروبا والعالم وليس وجه فرنسا فقط. وكان لها تأثير كبير في حياة هيغل الشاب وأفكاره وأخذ قلبه ينبض مع أحداث الثورة إذ أخذت رياح الحرية تهب على أوروبا وتغير مجرى التاريخ، وكان يتطلع الى ان تنعكس أفكارها التحررية التي رفعتها الثورة من أجل الحرية والإخاء والمساواة على ألمانيا. وشارك مع غيره في ربيع 1791 بغرس أول شجرة للحرية في ساحة مدينة ينا احتفالاً بهذه الثورة. وقد صرح هيغل بأن مبادئ الثورة الفرنسية التي دعت الى حقوق الإنسان تتفق ونظامه الفلسفي، لأنها مبادئ انطلقت من الفكر وإن هدف هذا الفكر الحر هو تخليص الإنسانية من الخطيئة الأساسية وهي خضوع الفكر للقوى اللا شعورية العمياء.
ان انبهار هيغل بمبادئ الثورة الفرنسية كان إحدى نتائج التناقض بين الحق والحرية الذي قدح فكره. فالحرية عنده هي الهدف الأخير لتاريخ العالم ولا يمكن ان تتحقق إلا بواسطة المعرفة وبأقصى درجات الحرية وبالمقدار اللازم من الالتزام. فالحرية عند هيغل ليست نشوة مخدرة، بل فعل أخلاقي، وعلى الإنسان المعاصر ان يقيم مجتمعاً تكون فيه حرية الفرد شرطاً ملازماً لحرية تطور الجماعة.
غير أن هيغل ارتد عن الثورة الفرنسية حين انتصر نابليون على الجيش البروسي عام 1806 ودخلت الجيوش الفرنسية مدينة ينا في جو من الرعب والعنف والفوضى التي ارتكبها الثوار.
ومذاك حدثت في حياة هيغل العلمية نقلة نوعية دفعته الى الاستقرار فارتفعت قدرته على الإنتاج والإبداع فأنجز كتابه «فينومينولوجيا الروح» ثم كتاب «المنطق»، الذي أثار بسبب غموضه جدلاً فلسفياً حاداً في أروقة الجامعات الألمانية، وهو ما رشحه للفوز بكرسي الأستاذية في الفلسفة في جامعة هايدلبرغ. وفي تلك الفترة أصدر موسوعته في العلوم الفلسفية. وكانت محاضراته في فلسفة الحق وعلم الجمال قد رفعت من شأنه وسمعته العلمية ورشحته للحصول على كرسي الأستاذية في الفلسفة في جامعة برلين التي كانت حينذاك منبراً للفكر الألماني المثالي. ومذاك دخل هيغل عالم الفلسفة الذي لم ينازعه فيه منازع، مثلما دخل غوته عالم الأدب وبتهوفن عالم الموسيقى.
كانت محاضراته في علم الجمال قد فتحت آفاقاً عديدة للفن، فهو يتكلم بإسهاب عن فلسفة الفن وجمالياته، التي تتعدى جمال الطبيعة وما تزخر به من بدائع في الوجود، الى ما يقوم به الإنسان من روائع وإبداعات في نقل الجمال ومجاوزة محاكاته الى الإبداع والابتكار. فهو ينفي قول ان الجمال الطبيعي أفضل من الجمال الفني. ففي مدخل كتابه الى علم الجمال يقول «ان الجمال الفني، بخلاف ما تزعمه النظرة الدارجة، أسمى من الجمال الطبيعي انه نتاج الروح، فما دام الروح أسمى من الطبيعة، فإن سموه ينتقل بالضرورة الى نتاجاته، وبالتالي الى الفن».
والفن عند هيغل أعلى أشكال الجمال، وجمال الفن عنده هو تآلف الروح، وهو اكثر إشراقاً من جمال الطبيعة. وبحسب هيغل فقد مر الفن بمراحل ثلاث هي المرحلة الرمزية التي تتمثل في العمارة والمرحلة الكلاسيكية والتي تتمثل في النحت والمرحلة الرومانسية والتي تتمثل في فنون الرسم والموسيقى والشعر.
عرف هيغل علم الجمال بصفته النظرية الفلسفية للجميل وللفن منبهاً الى انه لا يتوخى تحديد مفاهيم وقواعد فنية، بل يريد التقاط اللحظات الأساسية التي كونت الجميل والفني على مدى التاريخ.
ان علم الجمال عند هيغل هو القادر، اكثر من أي أعمال أخرى، على تعريفنا على الكيفية التي تمتزج بها الأفكار عند هذا الفيلسوف الاستثنائي.
ومن مفاهيم علم الجمال عند هيغل هو «حالة العالم» التي يقصد بها «أسلوب الوجود الروحي» في علاقته بالمثل الأعلى الجمالي. وبمعنى آخر، فإن هذا الموضوع هو ذو طابع ذاتي - موضوعي في وضعية الإنسان في نظام العلاقات الاجتماعية ونظرته الى العالم، وباختصار حول خصائص الواقع الروحي الذي تولدت في جوه الأعمال الفنية.
وقد اعتبر هيغل أن «الوضع البطولي» هو الأكثر ملائمة للإبداع الفني، بمعنى «المثال الحقيقي» الذي يجب أن يكون نوذجاً لأحكامنا عن طبيعة الإبداع الفني، منطلقاً من ان السمة الأساسية للعصر البطولي هي الوحدة العميقة بين الإنسان والعالم، حيث يظهر الفرح في كل مكان، في الاكتشافات الجديدة والطرافة والمتعة والقرب من الإنسان.
والأمر الجوهري في ذلك هو استقلالية الفرد الذي في ظله تتحدد الشخصية البطولية المستقلة، القوية والمتكاملة، التي تتحمل المسؤولية كاملة عن آثار تصرفاتها. وتظهر الجانب الذاتي أي التكامل الداخلي للشخصية، والجانب الموضوعي للوجود الخارجي. على ان لا يفترق الجانبان في الوجود وان يكونا اتفاقاً وارتباطاً متبادلين.
ومع ان هيغل أعطى تعاطفه مع الفن الكلاسيكي الذي نشأ على أساس الحالة البطولية للعالم، غير انه اعتبره مرحلة مرت ولن تعود، وان القرن التاسع عشر حل محل العصر البطولي الى غير رجعة، وجاء عصر جديد هو عصر الحالة الاعتيادية للعالم، الذي يتميز بعلاقات اجتماعية وأخلاقية منظمة ومثبتة في قانون الدولة وتقسيم العمل الاجتماعي. ان هذا التنظيم الجديد للحياة هو طبيعي ومفيد في كثير من النواحي، ولكن ليس من أجل الفن الذي يدخل في تناقض، بل هو غير قابل للتوفيق مع الواقع الحقيقي. فالفن الحديث وصل الى مأزق لأنه صار أسير تناقضات لا يمكن حلها، ولا مفر له إلا في تأكيد المثل الأعلى الجمالي والحرية التي يعتمد عليها في مفهوم الجمال.
*عن الحياة بتاريخ 21 تشرين الأول 2008
*ضياء
23 - أكتوبر - 2008
الجمال سر الوجود    كن أول من يقيّم
 
نشكر الأستاذة صبيحة شبر التي طرحت هذا الموضوع للنقاش،وأود أن أقول أن الجمال سر الوجود،لأنه يجعل الإنسان ينتشي بمكنونات الطبيعة،فيتعجب عندما يرى منظرا خلابا فيطلق تلك العبارة التعجبية،والتي تتعجب من جمال هذا الشيء،لأن سرعظمته مجهول وخفي.
وانطلاقا من الأسئلة المطروحة في المداخلة للنقاش،يمكن القول أن معنى الجمال من الناحية الشكلية لا يمكن الاختلاف حوله، ويمكن أن نستدل هنا بقصة النبي يوسف عليه الصلاة السلام،فالنسوة التي دعتهن امرأة العزيز لمشاهدة النبي يوسف اتفقن على الجمال الخارق الذي يتوفر عليه،ولكن رغم هذا فإن تقييم الناس للجمال يرتكز فعلا على الخلفية الثقافية،فنجد الأوروبيين مثلا يفضلون المرأة الرشيقة،وحتى المرأة الأوروبية لا تعتبر نفسها جميلة ألا أذا كانت رشيقة،في حين نجد أن الإنسان الصحراوي المغربي لا يعتبر المرأة جميلة إلا إذا كانت ممتلئة وسمينة،لهذا نجد أن النساء في الجنوب المغربي يسعين جاهدة لكي يكن ممتلئا ت بكل الوسائل،وهذا يبين أن الجمال نسبي،يختلف من مكان إلى آخر حسب الخلفية الثقافية والإقتصادية والاجتماعية،لهذا نجد أن الناس يختلفون في تقيمهم للجمال،ونورد هنا قولا لشاعر يبين اختلاف هذه التقييمات:
جمال الوجه مع قبح النفس      كقنديل على قبر المجوس
إن الشاعر هنا يقرن الجمال الشكلي مع الجمال الباطني الذي يسعى إل الخير والرحمة والرأفة،وإن لم يقترن اجمال بهذه الأشياء،فلا قيمة له.
وخلاصة القول تكمن في أن هذا الموضوع يتجاذبه النسبي والمطلق،ويرتكز تحديد الجمال بالأساس على أحوال الناس الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

mohammed
19 - نوفمبر - 2008
 1  2  3