الجمال كن أول من يقيّم
هذا نص لمفهوم الجمال من كتاب اتدرب على ترجمته بعنوان Flowers in the desert) by Dr.Sajjad S Haider جمال البنية: ( الجمال المادي : الجسدي) : ان الشكل المادي للانسان يخضع للعلاقات بين الانسان والمميزات والخصائص الكيميائية والمادية لبيئته وهذا بموجب قانون الحكمة الالهية لله سبحانه وتعالى ولبقاء الحياة البشرية و للعيش في اجواء ومناخات مختلفة طبقا لاحكام ومواصفات وشروط هذه الاجواء وهكذا فان مكونات الحياة ( الكائنات بما فيها الانسان ) والكائنات غير الحية ( البيئة الفيزيائية والكيميائية ) تعمل معا في تناسق وتناغم وانسجام حسب القوانين الحيوية والفيزيوكيميائية التي وضعها ( حددها ) الله سبحانه وتعالى . ان حقيقة الجمال هي ببساطة التوازن والتناسق والتناسب الموجود بين الاجزاء فيما بينها . ان احكام ومعايير االخالق للجمال هي ان كل منظور في مكانه الصحيح هو جميل . فالله قد خلق وشكل وقولب( صاغ) كل شيء بدقة . لذا لايمكن ان ترى اي خلل في صنع الله العظيم لان الخلق مبني على الحقيقة وله هدف محدد من قبل الخالق سبحانه وتعالى. منذ القدم فان المجتمعات البشرية في بقاع مختلفة من كوكب الارض وضعت معاييرها الخاصة للجمال المادي والجسدي وكانت تقدر وتحترم خلق الله للبناء الانساني بمميزات خاصة حسب حاجات البيئات المختلفة للعيش للحياة وتحقيق الاهداف الخاصة بالخلق . ونذكر بعض الامثلة على ذلك . ففي الاجواء الاستوائية حيث الحرارة والرطوبة العالية هو الغالب والسائد في المنطقة لذا فقد خلق الله البشرة غامقة سوداء مع القليل من الميلانين ( الصبغة الغامقة) لحماية البشرة من قسوة اشعة الشمس والتي قد تسبب السرطان وكذلك اللون الاسود للعيون يكون لنفس السبب لحماية نظر العيون . والطقس ( الحرارة والامطار الغزيرة هو السبب في وجود الغابات الكثيفة . ان الطول والشكل والشعر المجعد والقصير قد خلق ليناسب ويصلح للحركة بين ومن خلال الاحراش والغابات الكثيفة والمتشابكة . في الصحاري الافريقية فان لون البشرة الاسود ولكن قامته طويلة ليرى الفريسة من مسافات بعيدة والعيون سوداء مع حواجب كثة( كثيفة) ورموش طويلة وكثيفة لتحمي العيون من دخول الرمال وتراب الصحاري . وكذلك فان الافريقي الذي علية ان يجري سريعا للحاق بالفريسة او للهرب من الحيوانات المفترسة فان الله قد حباه بانف كبير مفلطح ليتنفس بسهولة خلال الجري السريع . وكذلك الرئتين قد خلقتا كبيرتين داخل قفص عريض . والجسد يتميز بعظام وعضلات قوية للساق وكذلك عظام الخدين المرتفعة والشفاه الغليظة خلقت لتعطي تناسقا في الملامح للوجه. اما في المناطق الباردة فان العكس صحيح حسب متطلبات البيئات المختلف. ليس لذوي البشرة البيضاء والعيون الزرقاء ومن لهم معايير للتقييم الذاتي او الجمال البدني والمادي الحق في النظر بازدراء للبناس ممن لهم صفات بدنية مختلفة. ففي الحقيقة فانه يكون تقليل من شان جمال الكون الممنوح للبشرية من الله سبحانه وتعالى. ان الاسوياء والمعاقين هم خلق الله سبحانه وتعالى خالق الجميع العليم الحكيم . الجمال الداخلي : ان الهبة الممنوحة من الله سبحانه وتعالى للبشرية هي رسالته الالهية والتي تضيء كل غرفة وزاوية من روح وقلب الانسان . ان الجمال الروحي الممنوح هو لتنفيذ دور خليفة الله على الارض وهكذا فان البشرية مسؤوليتها المحددة هي حب وخدمة خلقه . ان الجمال يتبع المعرفة الروحية والتي تشع سلاما وانسجاما في المجتمع الانساني وتزهر امن وسلاما للمخلوقات الاخرى. ان مقولة ( الجمال يصنع جمالا ) هي مقبولة عالميا ..... تحياتي لك |