البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : العلم و التكنولوجيا

 موضوع النقاش : دراسة في هندسة الدائرة    قيّم
التقييم :
( من قبل 5 أعضاء )
 لحسن بنلفقيه 
21 - أغسطس - 2006
 
إهداء :
إلى والـدَيَّ :
والدتي التي شملتني بحبها و رضاها ...
ووالدي: أستاذي و قدوتي ، عملا بوصيته حين قال لي :{ إتق الله و اقرأ ما تيسر لك من علوم }.
فاللهم اجعل لهما أوفر نصيب في كل عمل تقبلته مني...آمين آمين يارب العالمين .
 
و إلى زوجتي التي هيأت لي كل أسباب الدراسة و البحث داخل بيتي و خارجه ...
 فلها منى كل الرضى و التقدير و الإمتنان .
 
تـقـد يــم :
أصل الدراسة و سببها و مبعثها و مضمونها : نظرة تأمل في الشكل السداسي  المكون لقطعة الشهد  التي يقوم النحل ببنائها بوحي من خالقه  . نظرة تأمل أولى كانت كافية لأن تبقى مستمرة متجددة  منذ ثلاثة عقود من عمري و إلى ما شاء الله و قدَّر .
موضوع الدراسة  : نظرة التأمل تلك ، عن بعض جوانب الصلة الوثيقة بين الشكل السداسي و هندسة الدائرة ، و هي الصلة الهندسية التي شغلني النظر و البحث فيها طوال حياتي... وما مر يوم  إلا و زاد يقيني في صحة استنتاجاتي و ملاحظاتي فيها  ، و ما مر يوم إلا و تأكد عندي أن الموضوع بكر لم يحظ باهتمام الباحثين و الدارسين ، و بأن البحث فيه صار من أوجب الواجبات عندي ، أرى فيه فرض كفاية ، لإظهار خصائص هندسية و أسرار ربانية  مميزة لهذا الشكل السداسي ، و المميزة كذلك للدائرة نفسها ، و يؤدي بنا هذا البحث أخيرا إلى النطق بنظرية خاصة بالدوائر ...  و الله بكل شيء محيــط من قبل و من بعد ...
ما يمكن قوله في هذا التقديم ، هو أن هذا الموضوع  جديد في مضمونه و طرحه و عرضه ، أقدمه للتعريف به و مناقشته و النظر فيه .
                   
 شعار الدراسة :

يا ملهم النحل العلوم دقيقها و أجلها قدرا على iiالميزان
أنا في الدوائر هذه iiتلميذها ياليت قلبي مثلها و iiلساني

     { شعر : زهير ظاظا}      ضيفة الشرف الأستاذة ضياء سليم العلي من فرنسا             

                                                   

                                                       

 3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الإنسان وحساب الزمن    كن أول من يقيّم
 
هذه فقرة من كتاب بعنوان " جولة في أقاليم اللغة والأسطورة " تأليف الأستاذ " علي الشوك " صادر عن دار المدى بدمشق عام 1994 وجدت فيها فائدة وإضاءة لبعض جوانب هذا الموضوع الذي توقف أستاذنا لحسن بنلفقيه عن المتابعة فيه منذ مدة طويلة ، أنقلها لكم هنا مع تحياتي لأستاذنا الجليل وتمنياتي له برمضان مبارك .

الإنسان وحساب الزمن

إحساس الإنسان بالزمن قديم جداً . لكن محاولاته الأولى في التقويم أو تأشير أيامه ترقى إلى العصر الحجري القديم الأعلى على الأقل . ففي أوكرانيا الجنوبية عُثر على ناب ماموث عمره بين 30 ـ 35 ألف سنة ، حُفرت عليه خطوط يُعتقد أنها ترمز إلى أيام الشهر القمري . وفي " كولنا " بتشيكوسلوفاكيا عُثر على عظم يرقى إلى حوالي 27 ألف سنة ، يوجد في نهايته 16 حزَّاً من أعلاه إلى أسفله ، وإلى جانبها 15 حزاً صغيراً من فوق ، ومثلها من تحت ، ويعتقد أن كلاً منها يمثل نصف شهر . وفي الخزانة رقم "1 " في المتحف الوطني للآثار بباريس يوجد عظم نسر عثر عليه في منطقة Le Placard وعمره بين 13ـ 15 ألف سنة تقريباً ، توجد عليه خدوش صغيرة على شكل حرف Y مقلوب . بعد دراستها بالمجهر تبين أن هذه الخطوط تتألف من مجموعات 7 ، 15 ، 29 خطاً ويُعتقد أن هذه الأرقام لها علاقة بأوجه أو عدد أيام القمر . وعلى ضفاف بحيرة إدوارد ، إحدى منابع نهر النيل في إفريقيا الاستوائية ، وجد تجمع لصيد الأسماك قبل 8500 سنة . هذه المجموعة من البشر تركت مخلفات ، من بينها عظم عثر عليه في منطقة إيشانغو توجد في نهايته كسرة من الكوارتز ، لعلها كانت تستعمل للحفر ، أو الوشم ، أو لغرض شبيه بالكتابة . لكن الشيء الملفت للنظر ، أكثر من مادة الحفر في هذه اللقية ، هو مجموعة العلامات ـ الخطوط ـ المحفورة على هذا العظم ، التي تورث انطباعاً بأن إنسان إيشانغو الذي عاش قبل 8500 عام في أواسط إفريقيا ، كان ذا عقل رياضي متطور ، كأن يكون ملماً بفكرة المضاعفة ، أي الضرب بإثنين ، وبالنظام العُشري . كما أن هناك مجموعات من الخطوط يساوي مجموعها 60 ، وهو ما يدعو للاعتقاد بأنها قد تعني شهرين ، أي أن لها دلالة تقويمية .
لكن الأثر الأكثر مدعاة للدهشة من ذلك كله في رأينا ، هو اللقى التي عثر عليها في المجر عام 1981 ـ 1982 وهي قطع حجرية غريبة الشكل عمرها بين 16ـ 17 ألف سنة ، ترمز لأشكال بشرية بلا تفاصيل تظهر الوجه واليدين ، إنما الشيء الذي يرتدي أهميه بالغة الدلالة في هذه الأشكال الحجرية المنحوته ، هو أن عليها خطوطاً عددها سبعة على كل جانب منها . فإلامَ يرمز العدد سبعة هذا الذي توفر الدليل هنا على وجوده قبل البابليين بأكثر من عشرة آلاف سنة ؟
إن وجود الخطوط السبعة بهذه الصورة التي لا لبس فيها في أثر عمره بين 16ـ 17 ألف سنة يضع حداً ، برأينا ، للاعتقاد السائد باقتران هذا العدد بالبابليين ، ويقدم دليلاً آخر على أن التقويم القمري كان معروفاً قبل البابليين بزمن بعيد ، وعلى أن العدد سبعة ربما كان رقماً تاماً ومدوراً ، كالعشرة حالياً . وهو ماسنحاول مناقشته في بحث قادم بعنوان ( هل افترقت الأقوام السامية الحامية عن الأقوام الهندية الأوروبية عند العدد V . ) ... وبالمناسبة كان عدد أرغفة الخبز التي خبزتها أوتو ـ نبشتم لجلجامش سبعة ، وعدد الأيام التي أشرتها عندما نام هذا الأخير سبعة أيضاً . ( صفحة 178 ـ 179 ) .........

*ضياء
14 - سبتمبر - 2008
الإنسان وحساب الزمن (2)    كن أول من يقيّم
 
تابع التعليق السابق وهو : فقرة من كتاب بعنوان " جولة في أقاليم اللغة والأسطورة " تأليف الأستاذ " علي الشوك " صادر عن دار المدى بدمشق عام 1994.

........... ويقول مارتن نلسون : " لم يكن التقسيم الرباعي للشهر معروفاً عند الشعوب البدائية ، لأنه على نقيض التقسيم النصفي ، لا يستند إلى وجوه محددة تماماً ، كما لا تنم أوجه القمر بما يوحي بضرورة التقسيم الرباعي ، كما هو الحال في التقسيم الثلاثي . ذلك أن شكل القمر في اليوم الثامن أو الثاني والعشرين لا يختلف إلا قليلاً عن اليوم السابق أو التالي له ، ولا يشكل نقطة تحول كالبدر . من أوجه القمر لا يمكن استنباط تقسيم رباعي : إن أسطعها جميعاً ، أي البدر ، له وضع استئنائي في هذا التقسيم . ويمكن اعتباره كتنصيف لنصفي الشهر فقط ، وهذا يفترض أن تغيّر الضوء يُعتبر وحدة ويجزَّأ إلى أجزاء ، ولا تبدأ الشعوب البدائية على أية حال بالوحدة المجردة ، بل بالأوجه العيانية ... ولهذا فإن التقسيم الرباعي نظام عددي في جوهره ( بمعنى أنه ليس ظاهرة فلكية بارزة للعيان ) . ولئن كان قد ترسخ في أذهاننا إلى حد أن العلماء الأثنولوجيين لم يعد بإمكانهم الفكاك منه ، فذلك يعود إلى اقترانه بالأسبوع السباعي الذي يعتبر جزءاً من الشهر " . ويقول أيضاً : " ولهذا يجب أن لايعتبر التقسيم الرباعي أساسياً ( يختلف الأمر عندما يضاف زمن اختفاء القمر كوجه رابع إلى الثلاثة الأخرى ) . وحسب معلوماتي ظهر هذا التقسيم أول الأمر في بابل ، وترسخ مفهومه مع السباتو sabattu إي اعتبار كل يوم سابع من الشهر يوماً محرماً taboo وأصبح معروفاً عندنا انسجاماً مع الأسبوع السباعي ، الذي تم اعتباره كجزء من الشهر . أما التقسيم الثلاثي فهو طبيعي لأنه مبني على الظاهرة العيانية للقمر وليس تقسيم الشهر إلى أجزاء تتألف من عدد معين من الأيام . وهنا يأخذ البدر موقعه المناسب ، الذي يفتقر إليه في التقسيم الرباعي " .
Martin Nilsson , Primitive Time Reckoning . English translation by F.J.Fiedan (oxford Uni , press , 1922
لكننا نتساءل : من أين جاءت الأهمية الاستثنائية للعدد 7 ، حتى قبل البابليين ؟ كانت له في زمن مبكر كالعصر الحجري القديم دلالة أخرى غير كونه نصف أيام عدة اكتمال البدر على نحو ما جاء في ملحمة الخليقة البابلية : " ... وفي اليوم السابع نَصِّف القرص " . صفحة (193 ـ 194 ) .

*ضياء
14 - سبتمبر - 2008
 3  4  5