البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : العلم و التكنولوجيا

 موضوع النقاش : دراسة في هندسة الدائرة    قيّم
التقييم :
( من قبل 5 أعضاء )
 لحسن بنلفقيه 
21 - أغسطس - 2006
 
إهداء :
إلى والـدَيَّ :
والدتي التي شملتني بحبها و رضاها ...
ووالدي: أستاذي و قدوتي ، عملا بوصيته حين قال لي :{ إتق الله و اقرأ ما تيسر لك من علوم }.
فاللهم اجعل لهما أوفر نصيب في كل عمل تقبلته مني...آمين آمين يارب العالمين .
 
و إلى زوجتي التي هيأت لي كل أسباب الدراسة و البحث داخل بيتي و خارجه ...
 فلها منى كل الرضى و التقدير و الإمتنان .
 
تـقـد يــم :
أصل الدراسة و سببها و مبعثها و مضمونها : نظرة تأمل في الشكل السداسي  المكون لقطعة الشهد  التي يقوم النحل ببنائها بوحي من خالقه  . نظرة تأمل أولى كانت كافية لأن تبقى مستمرة متجددة  منذ ثلاثة عقود من عمري و إلى ما شاء الله و قدَّر .
موضوع الدراسة  : نظرة التأمل تلك ، عن بعض جوانب الصلة الوثيقة بين الشكل السداسي و هندسة الدائرة ، و هي الصلة الهندسية التي شغلني النظر و البحث فيها طوال حياتي... وما مر يوم  إلا و زاد يقيني في صحة استنتاجاتي و ملاحظاتي فيها  ، و ما مر يوم إلا و تأكد عندي أن الموضوع بكر لم يحظ باهتمام الباحثين و الدارسين ، و بأن البحث فيه صار من أوجب الواجبات عندي ، أرى فيه فرض كفاية ، لإظهار خصائص هندسية و أسرار ربانية  مميزة لهذا الشكل السداسي ، و المميزة كذلك للدائرة نفسها ، و يؤدي بنا هذا البحث أخيرا إلى النطق بنظرية خاصة بالدوائر ...  و الله بكل شيء محيــط من قبل و من بعد ...
ما يمكن قوله في هذا التقديم ، هو أن هذا الموضوع  جديد في مضمونه و طرحه و عرضه ، أقدمه للتعريف به و مناقشته و النظر فيه .
                   
 شعار الدراسة :

يا ملهم النحل العلوم دقيقها و أجلها قدرا على iiالميزان
أنا في الدوائر هذه iiتلميذها ياليت قلبي مثلها و iiلساني

     { شعر : زهير ظاظا}      ضيفة الشرف الأستاذة ضياء سليم العلي من فرنسا             

                                                   

                                                       

 2  3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
" جـنون العـسل "    كن أول من يقيّم
 
علماء يحذرون من "مرض جنون العسل"
لندن: الوطن
يعتبر "مرض جنون العسل" من الأمراض النادرة جداً في العالم، ولكن يبدو أنه في تزايد مستمر. فهناك 58 حالة فقط من هذا المرض سجلت عالمياً، لكن تم معالجة 8 أشخاص عام 2005 وحده. ويبدو أن التوجه لتناول منتجات طبيعية يقف وراء ازدياد الحالات المسجلة لهذا المرض الذي تشمل أعراضه التشنجات وانخفاض ضغط الدم والإغماء ومشاكل مؤقتة في القلب. ونقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن باحثين في هذا المجال أن مرض جنون العسل يحمل إمكانية التسبب بالموت، إذا لم تتم معالجته، بسبب تفضيل المنتجات الطبيعية، فإن التسمم الذي يسببه تناول العسل سوف يزداد في المستقبل.
ويقول باحثون إن تناول ملعقة واحدة من العسل الخاطئ يمكن أن يسبب مشاكل صحية.
وينتشر التسمم الذي يؤدي إلى مرض جنون العسل في منتجات العسل القادمة من منطقة البحر الأسود في تركيا، ويتميز العسل المصاب بطعم شديد المرارة.
 
* تحية أخوية صادقة إلى أستاذنا لحسن بنلفقيه ، وأستاذتي الأخت ضياء التي أثرت هذا الملف بترجماتها
الدقيقة ومشاركاتها .
* وأستغل فرصة هذه المشاركة لاستفسار أستاذنا عن ماهية هذا العسل الخاطئ .?????????
*abdelhafid
14 - سبتمبر - 2006
الدائرة و السداسي    كن أول من يقيّم
 
لرسم سداسي محوط  inscrit بالدائرة ، يكفي إعتماد نصف القطر لتحديد ست نقط  متساوية البعد équidistantes على محيط الدائرة ، كل نقطتين منها تحد وترا corde، هو في نفس الوقت ضلع للسداسي المزم رسمه .
 
 أي تحديد ستة أوتارcordes متساوية على محيط الدائرية ، يساوي لزاما  كل وتر منها  نصف قطرها .
 
و هذا ما يبينه الرسوم في الصور التالة :
ـ الرسم الأول يبين أخذ نصف القطر ، أو الشعاع rayon  بالبيكار .
ـ الرسم الثاني يظهر تحديد ست نقط على المحيط .
ـ الرسم الثالث يعطي النتيجة ، و هي تحديد السداسي المحوط بالدائرة ، و يسمى أيضا السداسي الداخلي للدائرة .
 
                                 
 
 
       
 
و للدائر ة أيضا سداسي خارجي  ، و نرى في  الرسم  التالي  [ hexa3 ] دائرة باللون الأحمر ، بسداسي داخلي و آخر خارجي  .
و هو رسم مأخوذ من موقع بالإنترنت .
                                                       
 
و إذا أخذنا الرسم الأول للأستاذة ضياء ، و أظهرنا السداسيات الخارجية لدوائره السبع ، فإن النتيجة ستكون كالآتي :
 
   و النتية بعد إظهار السداسيات الخارجية هي :      
  
و بهذا تكون السداسيات في قرص الشهدة هي  السداسيات الخارجية لدوائر إفتراضية داخل السداسيات ، كما يبينه الرسم التالي :
          
         و هي في الشهد       و 
 
*لحسن بنلفقيه
15 - سبتمبر - 2006
العسل و الأمراض    كن أول من يقيّم
 
مقدمة لابد منها :
 
إلى الأخ عبد الحفيظ  و القراء الأعزاء :
 
المعروف عن العسل بصفة مسلمة لا غبار عليها و عند جميع الناس وفي كل القارات  و عند جميع أطبائهم  و عامتهم هو أن  العسل فيه شفاء للناس ....
 و قد كتب مالا يعد و لا يحصى عن العلاج بالعسل في كل العصور و بكل  اللغات .
 
و من التخصصات الحديثة في الطب ، علم  l'Apithérapie  ، و هو العلاج بمنتوجات النحل ، و أولها العسل . و هذا تخصص ازدهر في أول ظهوره   في أوروبا الشرقية  بصفة خاصة  ، أكثر من غيرها من بقاع العالم .
 
العسل و الإصابة بالأمراض :
 
المعروف في أدبيات النحالة عن الأمراض التي قيل أنها تصيب بني البشر نتيجة تناولهم لمادة العسل ، هو مرض واحد ، و يصيب الأطفال الرضع خاصة ، الذين  تقل أعمارهم عن  سنة واحدة . يعرف هذا المرض باسم botulisme  ، و تـُرْجـِـم في قاموس المنهل إلى { انسمام البخص } ، نسبة إلى مسببه  ، و يعرفه نفس المرجع بأنه :" البخص :  عصية لا هوائية  تنمو في المعلبات و في اللحوم الغير المطبوخة " / اهـ.....
 
التسمم البخصي :botulisme  
 
تـُعرّف المنظمة العالمية للصحة هذا المرض بما نصه ـ الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ :
{ مرض خطير ، إلا أنه نسبيا نادر الوجود ، سببه مادة سامة قوية ، تنتجها بكتيريا Clostridium botulinum في الأغذية ..المرض غير معدي بين البشر ،  و المعروف منه سبعة أنواع  ، أربعة منها : A ، B  ، E   و نادرا F  هي التي تصيب الإنسان ، أما الأنواع الباقية [ C, D  و E] فتصيب التذييات و الطيور و الأسماك . توجد جراثيم أو  أبواغ spores البكتيريا بكثرة في الأرض و الترسبات البحرية و في الأسماك ... تقاوم هذه الأبواغ الحرارة وتنمو في انعدام الهواء . عندها تتكاثر البكتيريا و تنتج  سمها الذي يمكن أن يصبح مميتا ، إذا ما كان موجودا بكثرة في أغذية ملوثة به . و التسمم الغذائي هذا هو الشائع... إلا أن المرض قد يتنقل عن طريق الجروح  مثلا ...  وُجـِدَت هذه المادة السامة في أنواع مختلفة من الأغذية المعلبة كالفاصوليا الخضراء haricots verts و الإسفاناخ  épinard ، و الفطر champignons ، و البنجر betteraves ، و في الأسماك و في اللحوم المختلفة من بيضاء و حمراء ... و يكفي  للقضاء على السمية  تعرضها  مدة خمس دقائق لدرجة 85 من الحرارة ، أو بعض الدقائق في  درجة الغليان } ... انتهى ما نقل عن موقع المنظمة ... 
والمرض في هذا التعريف  لا يخص النحل ، بل هو مرض ككل الأمراض له مسببه و مصادره ، و لم يحدد التعريف العسل كمصر للمرض في هذا التعريف العام .
 
التسمم البخصي botulisme    و العسل :
 
بخص الأطفال botulisme infantile :
 
تعرفه المنظمة العالمية للصحة بما نصه ـ الأصل فرنسي و الترجمة لي ـ : { مرض نادر ،  يحدث بعد تناول الطفل لأبواغ أو جراثيم  ، تسبب في التسمم نتيجة تكاثر البكتيريا في الأمعاء . و المناعة الطبيعية عند اطفال ستة أشهر فما فوق  و عند البالغين ، كافية في جل الحالات  لمنع المرض  ... و أهم أعراض المرض عند الأطفال هي : القبض أو الإمساك ، عدم اشتهاء الطعام anoréxie ، وهن ، عدم التحكم في حركات الرأس . و اقترن هذا المرض بالعسل الملوث بجراثيم الباكتيريا Clostridium botulinum  . لذا تنصح الأمهات بعدم إطعام  صغارهن بعسل غير مغلي ، لاحتمال احتوائه على هذه الجراثيم التي ثبت في الماضي أنها تسببت في هذا المرض عند الأطفال ... و نفس المرض ، مجهول المصدر ،  يصيب البالغين من دون أن تكون التغذية أو الجروح سببا في الإصابة .... } / هـ .
 
و من الطريف أن هذه البكتيريا نفسها تستغل صيدليا لإنتاج  دواء يحقن لأغراض علاجية و تجميلية ، يعرف  الدواء باسمه التجاري " بوتوكس Botox " ...
 
و تقول مصاردر عن وزارة الصحة بكندا  : "  التسمم البخصي ، مرض عصبي ، يصيب الأطفال  الرضع في سن دون السنة الواحدة . عرف المرض لأول مرة سنة 1976 ، و أهم عراضه الإمساك أو القبض في البطن و عسر في التنفس ، و عدم التحكم في حركات الرأس و تجمد ملامح الوجه ...و مع أن الإصابات  قد  تستدعي  الاستشفاء إلا أن حالات الوفاة  جد نادرة ... و ضمن 16 حالة المعلنة عن هذا المرض بكندا ، و منذ 1979 إلى يونيو 1999 ، وُجـِـدَ أن لثلاثة منها فقط علاقة بالعسل .
 
بدعة جنون العسل و  العسل الخاطئ  :
 
أما عن  " جنون العسل" و " العسل الخاطئ " ، و بعد بحث أولي اطلعت فيه على كل ما جاء   في الموضوع  بالصفحات العربية على شبكة الإنترنت ، فأقول :
 المعتاد في مثل هذه الأسماء المبتكرة عربيا أن ينسب المرض إلى المصاب الأساسي به ، فيقال جنون البقر ، و أنفلنزا الطيور و ما شابه ... أما أن يقال جنون العسل ، فهذه صيغة غير دقيقة ، و أي جنون هذا الذي يصيب العسل ... كما أن المصدر الأول المعتمد في نشر الخبر يكاد يكون هو نفسه في جميع قصاصات الأخبار المتداولة عنه ... و أما أن يقال العسل الخاطئ ، فإن الخطأ و لا شك  في التسمية لا في العسل . و حسب علمي  و ما أتوفر عليه حتى الآن من معلومات ، فإن القضية و لا شك  تدور حول ترجمة غير دقيقة لاسم المرض المذكور أعلاه ، لا شك أن من ورائها إثارة فضول القراء بصيغة إشهارية  يجتهد بعض الإعلاميين في السبق إلى استغلالها دون اهتمام يذكر بالجانب العلمي الدقيق ... و ما أكثر المغريات في هذا الباب ... و إن كان الموضوع جديا و جديدا فسنعطيه حقه من البحث ... إلا أنني أستبعد هذا .
 
 
*لحسن بنلفقيه
15 - سبتمبر - 2006
السبورة الكونية    كن أول من يقيّم
 
 
سبق و ان سميت السبورة النحلية  هذه بالكونية : أما وصفها بالنحلية فلأنها مستلهمة من سداسيات شهد النحل . و أما وصفها بالكونية فلأنها اعتمدت أساسا على ملاحظة إقتنعت على مر الأيام أنها صحيحة و أنها عامة ، و عموميتها هذه هي التي قادت إلى إطلاق صفة الكونية في حقها . أما الملاحظة فهي التي سبق عرضها منذ البداية ، ومضمونها أن النسيج الكوني  المادي المكون من جزيئات ، تجتمع فيه هذه الجزيئات المستاوية الحجم  في شكل بديع : كل جزئية تحيط بها ست جزيئات ، بمعنى انها تجتمع في تجمعات سباعية ... كل مجموعة مكونة من وحدة مركزية تحيط بها ست وحدات من نفس الحجم و الشكل . و هو نفس الشكل الملاحظ في قرص شهد النحل ... كل عين سداسية تحيط بها ست أعين سداسية ... و قدمت  و سأقدم ما يكفي من الصور و الرسومات المؤيدة لهذا الإستنتاج ، مع الإستعداد لتقبل كل ملاحظة ، بل و التخلي عن النظرية كلها متى ظهر أي خطأ في التحليل أو الفهم ...
 
و من باب الخيال العلمي الإسلامي أو الروحي أو الكوني   ـ إن جاز التعبير ـ  أو من باب  الفن التشكيلي الإسلامي أو الروحي أو الكوني  ،  تخيلت هذا النسيج الكوني في ملكوت الله ، و تساءلت عن إمكانية تقبل هذا النسيج لهندسة  أو رسم أشياء من مخلوقات الله ، ورد ذكرها في الكتاب المنزل من عند الله ، القرآن الكريم ،  بـُشـِّرَ بها المؤمنون في جنات النعيم : كالسرر المرفوعة، و الأكواب الموضوعة ، و النمارق المصفوفة ، و الزرابي المبثوثة ، و الأرائك التي عليها يتكئون ... و ما من شكل شكل حاولت رسمه فوق هذا النسيج الكوني الممثل على السبورة الكونية هذه ، إلا ووجدته يستجيب بشكل بديع إلى تجسيد هذه اللوحات الإيمانية التي يحلم بها كل مؤمن يرجو لقاء ربه ...
 
صحيح أن في الجنة كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ... و لكننا هنا لا نتكلم إلا فيما هو في مستوى فهمنا ،  و تدركه عقولنا ، و نتخذه مطية و وسيلة  للتفكر في خلق الله .
 
قال جل من قائل : { قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق } [ الآية 20 ـ العنكبوث ] .
ملاحظة :المرجو لضغط على الصور في الصفحة ، ثم الضغط على الملاحظة المكتوبة تحتها بصفحة الصور لتكبيرها و التعرف على محتواها .
 
                
 
 
                   
 
 
و من فرط اهتمامي بالموضوع ، و من باب تساؤلي الدائم عن مدى الفائدة من الإهتمام به ، أرى أن الفائدة الأولى هي اعتماد هذه السبورة النحلية ـ و هذه هي التسمية المختارة ـ  في تدريب الأطفال على كتابة الحروف العربية و اللاتينية ، و الكلمات ، و إنجاز الرسومات ... و هذه و الحمد لله هي أهم  نتيجة محصل عليها من هذه الدراسة  حتى الآن ، و سأعطيها مل ما تستحق من تعريف و أهتمام ، و خير دليل على فائدتها تقديم هذه المجموعةالأولى من الرسومات المنجزة باعتمادها ... و الجدير بالذكر أن الرسومات و الكتابة  و غيرها تعتمد أساسا على ذكاء المتعامل مع السبورة ، و أن كل واحد يرى فيها ما لا يراه الآخر ، و أن عرضها على الأطفال ـ و حتى الكبار ـ و مساعدتهم على اكتشاف ما تخفي من أشكال من شأنه أن يساعد بشكل كبير على نمو التفكير و تنظيمه  حسب فهمي ... كما أن العمل الجماعي حول السبورة يداخل الأسرة ، و النظر إليها من جهات مختلفة  يعطي نتائج باهرة و غير متوقعة ...
 
و كاستراحة فنية ، قدمت هذه المجموعة من اللوحات التشكيلية الكونية ، و أرجو أن أتعرف على تقييم السادة القراء لهذه المادة التي أقضي فيها الساعات الطوال لأعرض عليهم نتائج تخميناتي و تخيلاتي .
 
و هذه نماذج  للكتابة على السبورة :
 
                       
 
 
وسأقدم لاحقا كتبات باللغة اللاتينية .
        
*لحسن بنلفقيه
19 - سبتمبر - 2006
ترجمة النص إلى العربية حتى نهاية الفقرة الثانية من الصفحة 170    كن أول من يقيّم
 
 
الرقصة الاهتزازية تحدد بعد المسافة عن المحصول
 
لسنوات عديد ، كان الموضع الذي نجري فيه تجاربنا ، ونضع فيه طعاماً للنحل ، يقع بالقرب المباشر من مكان من الخلية . لم نكن نستغرب أبداً كون النحل المنطلق للبحث عنه يصل إليه بسرعة ، وبأعداد كبيرة ، في الوقت الذي كان يصل فيه متأخراً وبأعداد قليلة في حال ابتعدنا كثيراً . لكن وفي أحد الأيام التي وضعنا فيها طاولة الاختبار على بعد عدة مئات من الأمتار من هنا ، لم نجد في محيط الخلية سوى بضع عاملات ، في الوقت الذي كانت مجموعات كبيرة منها تتوافد على الموقع البعيد جداً الذي اخترناه . هذا ما جعلنا نظن بأن الرقص ينبئ عن المسافة المتوجب قطعها أثناء الطيران .
 
لو استطعنا تدبر الأمر بحيث نجعل النحل الذي قمنا بترقيمه والذي ينتمي إلى خلية الملاحظة ، يذهب للجني في محيطها ، في الوقت الذي يكون فيه نحل آخر مرقم أيضاً ، وتابع لنفس الخلية  ، يملأ معدته في موقع بالغ البعد عنها . ستتحول ممرات الخلية عندها إلى خشبة مسرح تجري عليها مشاهد غاية في الغرابة . فالعاملات التي تجني في محيط الخلية ستقوم جميعها بالرقصة الدائرية ، بينما تقوم تلك التي تذهب إلى البعيد ،  بالرقصة الاهتزازية . في هذه الحالة الأخيرة ، تسرع النحلة بالجري بخط مستقيم على مسافة محددة ، تقوم بعدها بنصف دورة ، لتعود إلى المكان الذي انطلقت منه ، لتسرع مجدداً بخط مستقيم ولترسم نصف دائرة أخرى بالاتجاه المعاكس ، ومن الممكن أن تستمر على هذا الحال بضع دقائق . إن ما يميز هذا الرقصة عن الرقصة الدائرية هو بوجه الخصوص هذه الاهتزازات السريعة لطرف جسم النحلة السفلي والذي تقوم به دائماً خلال جريها السريع بخط مستقيم ( لذلك نسميه الخط الاهتزازي ) . في نفس الوقت تقوم  الراقصة بإرسال ذبذبة يتمكن سمع الإنسان من التقاطها لو وضعنا طرف أنبوب مطاطي داخل الأذن ، ووضعنا الطرف الآخر منه بالقرب من الراقصة . وهذه الذبذبة التي تمكنا من تسجيلها بواسطة ميكروفون : لا تشكل اهتزازت صوتية متواصلة وإنما تصدر على شكل رشقات من الاهتزازات التي لا تدوم أكثر من بضعة أجزاء من الثانية ، بنسبة ( 15/1000) من الثانية ، تليها استراحة قصيرة ، مساوية بشكل واضح لمدة الذبذبة الأولى وتفصلها عن الذبذبة التي تليها . إن قياس درجة الاهتزاز للنبرات التي قمنا  بعزلها تعادل  250 هرتز وتقترب بقوتها من الطبقة السفلى لآلة ضبط الطبقات الصوتية العادية (1)، وهي معادلة لقوة خفق جناح النحلة . نتميز أيضاً ارتجافات صوتية وجيزة مرافقة لها ناتجة عن ارتجاج جسم النحلة خلال طيرانه دون خفق جناحيه . هناك ما يعادل الثلاثين رجفة في الرشقة الواحدة تتوالى خلال ثانية واحدة من الزمن . وقوة هذا الارتجاج الأخير هو ما تسمعه أذن الإنسان على شكل أزيز .
 
بوضعنا مغناطيساً بالغ الدقة على ظهر الراقصة سنتمكن من تسجيل الاهتزازات الصوتية على شريط ممغنط . وسنحصل أيضاً على تسجيل للحركات الاهتزازية الصادرة عن القسم السفلي لجسم النحلة . سنرى بأن الرشقات الاهتزازية  تتتابع بشكل متساو ومختلف في الخط البياني ، فالارتجاجات الحركية لا تتطابق بالضرورة في كل مرحلة . بالمقابل ، فإن المدة التي تصدر فيها أصوات الاهتزازات تتطابق بشكل تام مع المدة الزمنية التي يستغرقها ( الخط الاهتزازي ) في دورته . وهذا الأخير لا يتساوى فقط مع الحركات الارتجاجية لمؤخرة جسم النحلة ، ولكن أيضاً مع الصوت المرافق الذي تنتجه . وكنا قد نوهنا سابقاً بأن النحل لا يمكنه بتاتاً سماع الذبذبات الصوتية التي تنتقل عبر الهواء لكنه يمتلك حساسية مرهفة تجاه الارتجاجات التي تصدر عن قوائمها . من هنا تتمكن العاملات عندما تخبط برجليها فوق الممرات من تحسس الصوت الاهتزازي الصادر عن الراقصة . وبالفعل ، فإن الرقصة الاهتزازية وبشكل خاص ، الخط المستقيم الاهتزازي منها ، تحظى بانتباه كبير من قبل النحل المرافق لها .
 
لو قمنا بإبعاد مصدر الغذاء بشكل تدريجي عن مكان تواجد الخلية ، سنلاحظ بأنه عندما يكون على مسافة  محصورة ما بين خمسين إلى مئة متر، فإن العاملات ستتحولن من الرقصة الدائرية إلى الرقصة الاهتزازية .  وبالمقابل ، لو اقتربنا تدريجياً بمصدر الغذاء الذي أصبح بعيداً فإنه الرقصة الاهتزازية ستتحول إلى دائرية عندما نصبح على مسافة ما بين خمسين إلى مئة متر من الخلية . تمثل هاتان الرقصتان إذاً تعبيرين مختلفين من لغة النحل : الأولى تعبر عن قرب مصدر الرزق والثانية عن بعده ، وكما استطعنا البرهنة عليه فإن هذا المعنى بالتحديد هو ما يفهمه النحل .
 
 
(1) diapason
 
 
 
*ضياء
21 - سبتمبر - 2006
الكتابة اللاتينية على السبورة النحلية .    كن أول من يقيّم
 
رمضان كريم مبارك سعيد ... و كل رمضان و أنتم بخير ..
                                                  ...................
 

الكتابة اللاتينية

 

     قدمت في  التعاليق السابقة نماذج من الكتابة بالحروف العربية و الأعداد  و إنجاز الرسومات المختلفة على السبورة النحلية . و أشرت غير ما مرة إلى  إمكانية الكتابة فوقها بالحروف اللاتينية، بالفرنسية أو الإنجليزية . و ها هي نماذج متنوعة من الكتابة بالحروف اللاتينية .

 
الصورة الأولى تعرض لائحة الحروف اللاتينية بالحجم الكبير ، و من السهل الكتابة  بها على هذا الشكل ، إذ يكفي  إظهار الحروف المكونة للكلمة  المزمع كتابتها مع مراعاة فراغ بين الكلمات . و أما الصورتان ، الثالثة و الرابعة ، فهي للحروف اللاتينية بالحجم الصغير ، و هي الحروف المستعملة في الكتابة اليدوية  manuscrite  ، و الملاحظ أن السبورة تمكن من كتابة يدوية في غاية الإتقان و الجمال ... و إذا كانت الكتابة اليدوية عادة جد مختلفة باختلاف كاتبيها ، بحيث لا يتشابه خطان يدويان على الإطلاق ، فإن السبورة النحلية  على العكس تماما ، تجعل الكتابة اليدوية عليها  موحدة النمط  standardisée ...
 
        
 
 كما أن اعتماد السبورة أثناء  تعلم الكتابة  عند الأطفال ، من شأنه أن يساعدهم على تعلمها بسرعة و كأن معلما يأخذ بأصابعهم أثناء الكتابة ، و من شأن أعتماد السبورة أيضا تحسين الخط بشكل ملحوظ ... و شكل الخطوط في الكتابات التالية خير دليل على ما نقول :
 
                            
 
و لقد أعجبت شخصيا أيما إعجاب ببساطة و جمالية الكتابة اليدوية  بواسطة السبورة النحلية لنص هذا القول الفرنسي المأثور ، و معناه : " من الواجب عمل المستطاع "  . و سأعمل على إخفاء الخطوط أكثر إذا كان ممكنا حتى تظهر الكتابة وحدها  بشكل أبرز و أجمل و أثقن .
و  أخيرا ، هذه رسومات أخرى تشير إلى أن السبورة هي أيضا مجال ابتكار و خيال ، و وسيلة فعالة لمساعدة الأطفال و الكبار على  السواء  ، لممارسة هواية الرسم و البحث عن أشكال و تشكيلات  تستريح  لرؤيتها العين  ، و  تعبر عن خواطر و أفكار متنوعة  تنوع خيال صاحبها ...
 
  هذا تزحلق فوق السبورة  و هؤلاء مارة عليها
 
 
 و هذه أشكال مختلفة      و هذا تذكير بكتابة الأعداد
 
 
 
 
 
 
 
*لحسن بنلفقيه
24 - سبتمبر - 2006
الدوائر السبع المثيرة    كن أول من يقيّم
 
لقد سعد وتشرف موقع (هذه فيفاء) في السبق بنشر هذا البحث القيم للأخ الأستاذ [لحسن بنلفقيه] وهو بحث قيم ينتظر من المهتمين البحث الجاد وكشف أسراره . نتمنى للأخ لحسن التوفيق
ولي مداخلة أراها تصب في سياق الموضوع وهي عبارة عن بحث بقلم الأستاذ / عبد الدائم الكحيل عن أسرار الرقم سبعة وهذا هو البحث :-
 
نعيش من خلال الحقائق الآتية مع بعض أسرار الرقم سبعة في القرآن وفي الكون وفي أحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. ونتساءل : هل الترتيب المحكم لهذا الرقم في كتاب الله تعالى من صنع المصادفة أم أنه بتقدير العزيز العليم??

كما أن الخالق سبحانه وتعالى فضّل بعض الرسل على بعض ، وقال في ذلك : ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾ [البقرة : 2/253] .

وكما أن الله تعالى فضَّل بعض الليالي على بعض فقال في ليلة القدر : ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر :97/1-5] .

وكذلك فضَّل بعض الشهور من السنة مثل شهر رمضان فقال : ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة : 2/185] . وفضَّل بعض المساجد مثل المسجد الحرام والمسجد الأقصى : ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الإسراء : 17/1] .

وكما فضَّل بعض البقاع على بعض مثل مكة المكرمة : ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران :2/96] . وكما أن الله قد فضَّل بعض السور فكانت أعظم سورة في القرآن هي فاتحة الكتاب ، وكانت آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله . وكانت سورة الإخلاص تعدل ثُلُثَ القرآن ، هكذا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

والآن لو تساءلنا عن لغة الأرقام في القرآن العظيم ، وتدبَّرنا الأرقام الواردة فيه ، ودرسنا دلالات كل رقم ، فهل فضَّل الله تعالى رقماً عن سائر الأرقام ? بلاشك إن الرقم الأكثر تميّزاً في كتاب الله تعالى بعد الرقم واحد هو الرقم سبعة ! فهذا الرقم له خصوصية في عبادات المؤمن وفي أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وفي الكون والتاريخ وغير ذلك .

ولكن ماهي أسرار هذا الرقم ? ولماذا تكرر ذكره في العديد من المناسبات القرآنية ? لنبدأ بهذه المقارنة بين الكون والقرآن .

البناء الكوني والبناء القرآني والرقم سبعة

هذا الكون الواسع من حولنا بكل أجزائه ومجرّاته وكواكبه . . كيف تترابط وتتماسك أجزاؤُه ? من حكمة الله تعالى أنه اختار القوانين الرياضية المناسبة لتماسك هذا الكون, ومن هذه القوانين قانون التجاذب الكوني على سبيل المثال, هذا القانون يفسر بشكل علمي لماذا تدور الأرض حول الشمس ويدور القمر حول الأرض . . . , هذا بالنسبة لخلق الله تعالى فماذا عن كلام الله ?

حتى نتخيل عظمة كلمات الله التي لا تحدها حدود يجب أن ننظر إلى كتاب الله على أنه بناء مُحكَم من الكلمات والأحرف والآيات والسور, وقد نظّم الله تعالى هذا البناء العظيم بأنظمة مُعجِزة .

إذن خالق الكون هو مُنَزِّل القرآن, والذي بنى السماوات السبع هو الذي بنى القرآن , وكما نرى من حولنا للرقم سبعة دلالات كثيرة في الكون والحياة نرى نظاماً متكاملاً في هذا القرآن يقوم على الرقم سبعة, وهذا يدل على وحدانية الله سبحانه وتعالى وأن القرآن هو كتاب الله عزَّ وجلَّ .

لماذا اقتضت مشيئة الله عزَّ وجلَّ اختيار الرقم 7

هذا الرقم يملك دلالات كثيرة في الكون والقرآن وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم . حتى تكرار هذا الرقم في كتاب الله جاء بنظام محكم . وهذا البحث يقدم البراهين على ذلك ، فلا يوجد كتاب واحد في العالم يتكرر فيه الرقم سبعة بنظام مشابه للنظام القرآني . وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية هذا الرقم وأنه رقم يشهد على وحدانية الله تعالى .

فعندما ندرك أن النظام الكوني قائم على الرقم سبعة ، ونكتشف الرقم ذاته يتكرر بنظام في كتاب أنزل قبل أربعة عشر قرناً ، فإن هذا التشابه يدل على أن خالق الكون هو منَزِّل القرآن سبحانه وتعالى .

الرقم سبعة في الكون

عندما بدأ الله خلق هذا الكون اختار الرقم سبعة ليجعل عدد السماوات سبعة وعدد الأراضين سبعة . يقول عزَّ وجلَّ : ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً﴾ [الطلاق : 65/12] .

حتى الذرة التي تعد الوحدة الأساسية للبناء الكوني تتألف من سبع طبقات إلكترونية ولا يمكن أن تكون أكثر من ذلك . كما أن عدد أيام الأسبوع سبعة وعدد العلامات الموسيقية سبعة وعدد ألوان الطيف الضوئي المرئي هوسبعة . ويجب ألا يغيب عنا أن علماء الأرض اكتشفوا حديثاً أن الكرة الأرضية تتكون من سبع طبقات !

الرقم سبعة في السُّنَّة النبوية

كثيرة هي الأحاديث النبوية الشريفة التي نطق بها سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم . وقد كان للرقم سبعة حظ وافر في هذه الأحاديث وهذا يدل على أهمية هذا الرقم وكثرة دلالاته وأسراره .

فعندما تحدث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن الموبقات حدد سبعة أنواع فقال : (اجتنبوا السبع الموبقات ....) [البخاري ومسلم] .

وعندما تحدث عن الذين يظلُّهم الله سبحانه وتعالى يوم القيامة حدد سبعة أصناف ، فقال : (سبعة يُظلّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه . . .) [البخاري ومسلم] .

وعندما يتحدث عن الظلم وأخْذِ شيءٍ من الأرض بغير حقِّه فإنما يجعل من الرقم سبعة رمزاً للعذاب يوم القيامة ، يقول عليه الصلاة والسلام : (مَنْ ظَلَمَ قَيْدَ شِبْرٍ مِنَ الأرضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أراضين) [البخاري ومسلم] .

وعندما أخبرنا عليه الصلاة والسلام عن أعظم سورة في كتاب الله قال : (الحمدُ لله ربِّ العالمين هي السَّبْعُ المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيتُه) [رواه البخاري] .

وفي السجود يخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن الأمر الإلهي بالسجود على سبعة أعضاء فيقول : (أُمرت أن أسْجُدَ على سَبْعَةِ أَعْظُم) [البخاري ومسلم] . أما إذا ولغ الكلب في الإناء فإن طهوره يتحدد بغسله سبع مرات إحداهن بالتراب .

وعندما تحدث عن القرآن جعل للرقم سبعة علاقة وثيقة بهذا الكتاب العظيم فقال : (إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف) [البخاري ومسلم] . وهذا الحديث يدل على أن حروف القرآن تسير بنظام سباعي مُحكَم ، والله تعالى أعلم .

وقد تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن جهنَّم يوم القيامة فقال : (يُؤتَى بِجَهَنَّم يومئذٍ لَها سبعون ألفَ زمام) [رواه مسلم] . كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستجير بالله من عذاب جهنَّم سبع مرات فيقول : (اللهمَّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ) [رواه النَّسَائي] .

وفي أسباب الشفاء أمرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن نقول سبع مرات : (أعوذُ بالله وقدرته من شرِّ ما أجد وأحاذر) [رواه مسلم] .

حتى عندما يكون الحديث عن الطعام نجد للرقم سبعة حضوراً ، يقول صلى الله عليه وسلم : (من تصبَّح كلَّ يوم بسبع تَمرات عجوة لم يضرَّه في ذلك اليوم سمٌّ ولا سِحْرٌ) [البخاري ومسلم] .

أما الحديث عن الصيام في سبيل الله نجد من الأجر الشيء الكثير الذي أعده الله للصائم . يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من عبدٍ يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعَدَ الله بذلك اليوم وجهَهُ عن النار سبعين خريفاً) [البخاري ومسلم] .

وعندما قدم أحد الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يخبره عن المدة التي يختم فيها القرآن فقال عليه الصلاة والسلام : (فاقرأه في سَبْعٍ ولا تَزِدْ على ذلك) [البخاري ومسلم] .

كما كان عليه الصلاة والسلام يستغفر الله سبعين مرة . وكان يقول عن مضاعفة الأجر : (كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف) [رواه مسلم] .

وفي اللجوء إلى الله تعالى لإزالة الهموم كان النبي عليه صلوات الله تعالى عليه وسلامه يردد سبعاً هذه الآية : ﴿حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ [التوبة : 9/129] .

وهكذا نرى بأن الرقم سبعة هو الرقم الأكثر تميزاً في أحاديث المصطفى عليه صلوات الله وسلامه . هذه الأحاديث الشريفة وغيرها كثير تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خصَّ هذا الرقم بالذكر دون سائر الأرقام بسبب أهميته ، فهو الرقم الأكثر تكراراً في أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وهو الرقم الأكثر تكراراً في القرآن (بعد الرقم واحد) وهو الرقم الأكثر تكراراً في الكون .

الرقم سبعة والحج

نعلم جميعاً أن عبادة الحج تمثل الركن الخامس من أركان الإسلام . في هذه العبادة يطوف المؤمن حول بيت الله الحرام سبعة أشواط . ويسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط أيضاً .

وعندما يرمي الجمرات فإن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد رمى سبع جمرات أيضاً . وقد ورد ذكر هذا الرقم في الآية التي تحدثت عن الحج العمرة ، يقول الله تعالى : ﴿ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ﴾ [البقرة : 2/196] .

الرقم سبعة في القصة القرآنية

تكرر ذكر الرقم سبعة في القَصَص القرآني ، فهذا نبَِيُّ الله نوح عليه السلام يدعو قومه للتفكر في خالق السماوات السبع فيقول لهم : ﴿أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً﴾ [نوح : 71/15] .

أما سيدنا يوسف عليه السلام فقد فسَّر رؤيا الملك القائمة على هذا الرقم ، وقد تكرر ذكر هذا الرقم في سياق سورة يوسف مرات عديدة . يقول تعالى : ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ﴾ [يوسف : 12/43] .

وقال تعالى : ﴿يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ * قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ﴾ [يوسف : 12/46ـ48] .

وقد ورد ذكر الرقم سبعة في عذاب قوم سيدنا هود الذي أرسله الله إلى قبيلة عاد فأرسل عليهم الله الريح العاتية ، يقول تعالى : ﴿وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً﴾ [الحافة : 69/6 – 7] .

وفي قصة سيدنا موسى عليه السلام وورد ذكر الرقم سبعين وهومن مضاعفات الرقم سبعة ، يقول تعالى : ﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا ﴾ [الأعراف : 7/155] .

وقد ورد هذا الرقم في قصة أصحاب الكهف ، يقول عزَّ وجلَّ : ﴿سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ [الكهف : 18/22] .

إذن هناك علاقة بين تكرار القصة القرآنية والرقم سبعة . والذي يتابع تاريخ الشعوب القديم يلاحظ بأن الرقم سبعة يتكرر كثيراً ، خصوصاً في تاريخ الفراعنة بمصر القديمة .

الرقم سبعة ويوم القيامة

هذا في الدنيا فماذا عن الآخرة ? وهل هنالك تكرار لهذا لرقم يوم القيامة ? لا يقتصر ذكر الرقم سبعة على الحياة الدنيا ، بل إننا نجد له حضوراً في الآخرة . إن كلمة ﴿القيامة﴾ تكررت في القرآن الكريم سبعين مرة أي عدداً من مضاعفات السبعة ، فالعدد سبعين هوحاصل ضرب سبعة في عشرة :

70 = 7 ? 10

وكلمة ﴿جهنَّم﴾ تكررت في القرآن كله سبعاً وسبعين مرة ، أي عدداً من مضاعفات السبعة :

77 = 7 ? 11

وعن أبواب جهنم السبعة يقول سبحانه وتعالى : ﴿لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ﴾ [الحجر : 15/44] .

أما عن عذاب الله في ذلك اليوم فنجد حضوراً لمضاعفات الرقم سبعة ، يقول عزَّ وجلَّ : ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ﴾ [الحاقة : 69/30 - 32] .

ولا ننسى بأن الله تعالى قد ذكر الرقم سبعة عند الحديث عن كلماته : ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [لقمان : 31/27] .

الرقم سبعة والصدقات

ورد ذكر هذا الرقم في مضاعفة الأجر من الله تعالى لمن أنفق أمواله في سبيل الله .يقول تعالى : ﴿مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة : 2/261] .

ورد ذكر الرقم ﴿سبعين﴾ وهومن مضاعفات السبعة في سورة التوبة في استغفار الرسول صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى : ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [التوبة : 9/80] .

الرقم سبعة والتسبيح

وفي القرآن الكريم سبع سور بدأت بالتسبيح لله تعالى ، وهي : ﴿الإسراء ـ الحديد ـ الحشر ـ الصف ـ الجمعة ـ التغابن ـ الأعلى﴾ :

﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الإسراء : 17/1] .

﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [الحديد : 57/1] .

﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [الحشر : 59/1] .

﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [الصف : 61/1] .

﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ [الجمعة : 62/1] .

﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [التغابن : 64/1] .

7ـ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ [الأعلى : 87/1] .

إذن هنالك علاقة بين تسبيح الله والرقم سبعة ، ولذلك فقد ارتبط هذا الرقم مع ذكر التسبيح وذكر السماوات في قوله تعالى : ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ﴾ [الإسراء : 17/44] .

الرقم سبعة وحروف القرآن

لقد اقتضت حكمة البارئ سبحانه وتعالى أن يُنَزِّل هذا القرآن باللغة العربية ، وجعل عدد حروف هذه اللغة ثمانية وعشرين حرفاً ، أي :

28 = 7 ? 4

ونجد في أول سورة من القرآن هذا الرقم في آيات سورة الفاتحة التي افتتح الله تعالى بها هذا القرآن وجعلها سبع آيات . وقد خاطب الله سبحانه وتعالى سيدنا محمداً عليه الصلاة والسلام فقال له : ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ [الحجر : 15/87] .

والسبع المثاني هي سورة الفاتحة وهي أعظم سورة في القرآن الكريم وهي سبع آيات ، وعدد الحروف الأبجدية التي تركبت منها هذه السورة هو 21 حرفاً أي عدداً من مضاعفات الرقم سبعة .

في القرآن الكريم هنالك سور مميزة ميزها الله تعالى عن غيرها فوضع في أوائلها حروفاً مميزة مثل : ﴿الـم ـ الر ـ حم ـ يس ـ ق .....﴾ . إن عدد هذه الافتتاحيات المميزة عدا المكرر أربعة عشر ، أي من مضاعفات السبعة . وإذا أحصينا الحروف التي تركبت منها هذه الافتتاحيات عدا المكرر ، أي عددنا الحروف الأبجدية التي تركبت منها الافتتاحيات المميزة الأربعة عشر ، وجدنا أيضاً أربعة عشر حرفاً .

هذه الحروف موجودة كلها في سورة الفاتحة . وإذا عددنا الحروف المميزة في سورة السبع المثاني عدا المكرر نجد 14 حرفاً ، وإذا عددنا هذه الحروف مع المكرر نجد 119 حرفاً ، وهذا العدد من مضاعفات السبعة .

خَلْقُ السَّماوات

هنالك عبارات تتحدث عن خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، فلو بحثنا في كتاب الله تعالى عن هذه الحقيقة ، أي حقيقة خلق السماوات والأرض في ستة أيام نجدها تتكرر في سبع آيات بالضبط وهي :

﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف : 7/54] .

﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ﴾ [يونس : 10/3] .

﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾ [هود : 11/7] .

﴿الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً﴾ [الفرقان : 25/59] .

﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ﴾ [السجدة : 32/4] .

﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ﴾ [ق : 50/38] .

﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [الحديد : 57/4] .

حقيقة السَّماوات السبع

ولو بحثنا في كتاب الله تعالى عن حقيقة السماوات السبع نجد أن الرقم سبعة ارتبط بالسماوات السبع بالتمام والكمال سبع مرات وذلك في القرآن كلِّه . وهذه هي الآيات السبع :

﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة : 2/29] .

﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً﴾ [الإسراء : 17/44] .

﴿قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ [المؤمنون : 23/86] .

﴿فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ [فصلت : 41/12] .

﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً﴾ [الطلاق : 65/12] .

﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ﴾ [الملك : 67/3] .

﴿أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً﴾ [نوح : 71/15] .

إذن عدد السماوات التي خلقها الله سبع وجاء ذكرها في القرآن الكريم سبع مرات فتأمل هذا التناسق ، هل جاء بالمصادفة ? !
مع تحياتي
الفيفي
27 - سبتمبر - 2006
العدد سبعة و هندسة الدائرة    كن أول من يقيّم
 
مرحبا بالأخ العزيز ، علي الفيفي ، الأمين العام لموقع { هذه فيفاء } الغراء ، أحييك و أحيي الإخوة الأعزاء أبومحمد و أبو أحمد و أبو ماجد ، و باقي الإخوة الكرام بفيفاء الجمال و الشهامة و التراث و الشعر و الكرم ...
 
أنت يا علي هو صاحب تسمية  الدوائر السبع المحيرة ، بعد أول مقالة لي في الموضوع على صفحات موقعك ، و سبق للأخ أبومحمد أن عقب على مقالتي تلك  بورقة في خصائص العدد  سبعة  و علاقته بالموضوع ... و ها أنت تجدد الإتصال مشكورا ، و تثري الموضوع بمعلوماتك القيمة . فشكرا لك على اتصالك و اهتمامك و تتبعك لما ينشر في الموضوع .
 
أما عن علاقة العدد سبعة بموضوع هذا الملف فهي علاقة أكيدة ، بل إن هذه الدراسة ترمي أساسا فيما ترمي إليه إلى  الإشارة ولو من بعيد إلى جانب من جوانب أسرار هذا الرقم العجيب الذي له في الفكر و التراث الإسلامي منزلة مميزة ، و تعطيه قيمة كبيرة لم تزل غير معروفة بما فيه الكفاية .
و أول اهتمام هذه الدراسة بالرقم سبعة يكمن في محاولة بيان بعض أسرار هذا العدد بطريقة و بوسائل إيضاح  ملموسة مثل الصور و الرسوم و الأشكال . فكل الصور و الرسومات  المنشورة في هذه الدراسة تشير إلى ظاهرتين هندسيتين  أساسيتين هما :
 
1 ـ أن العناصر المكونة للمادة تتجمع على شكل مجموعات سباعية مكونة من وحدة مركزية تحيط بها ست وحدات من نفس الحجم و الشكل .
2 ـ يمكن إظهار ست دوائر على محيط كل دائرة سابعة  ، و تكون الدوائر السبع متساوية . و هذا يأتي نتيجة قانون آخر مفاده أن نصف قطر كل دائرة يقسم محيطها إلى ستة أقسام متساوية ، كل قسم منها يحده نصف قطر كل دائرة من الدوائر الست المرسومة فوق الدائرة السابعة ، كما يساوي نصف قطر هذه الأخيرة .
و يمثل  الرسم الناجح للأستاذة ضياء هاتين القاعدتين خير تمثيل :
 
 
                                     
 
و الجديد في هذه الدراسة هو  الإشارة إلى هذه الحقائق المادية الكونية  الملموسة و الظاهرة للعيان والغير المنتبه إليها ... و الأمثلة كثيرة و متنوعة في كل الميادين ، في الكيمياء و الفيزياء و الإحياء ... هذا بالإضافة إلى اهتمام الإنسان بالعدد سبعة في كل العصور و كل الأمم ...
 
و الإهتمام بدراسة العدد سبعة هو بحث في جوانب هامة من تراثنا و ثقافتنا بل و عقيدتنا الإسلامية التي يرد فيها ذكر هذا العدد مقرونا بمفاهيم في غاية الأهمية مثل السماوات و الأراضين السبع ، و الحروف السبعة التي أنزل عليها القرآن ...وهي مواضيع تتضارب فيها الأقوال و مازالت في حاجة إلى بيان و إلى إيضاح و تفسير ...
 و الله أسأل أن يلهمنا الصواب و يفتح علينا بفتحه و يزيدنا من علمه ، إنه هوالسميع العليم .
 
و في شبكة الإنترنت مواقع عديدة جعلت أساس موادها الكلام عن أسرار العدد سبعة في الحضارات المختلفة ، و منها هذا الرابط :
 
 
و في هذا الوقع معلومات كثيرة عن الرقم سبعة و بعض أساره المعروفة .
 
و سياتي طرح ملاحظات أخرى تخص هذه الدراسة و تقرب إلى أفهامنا بعض أسرار هذا العدد المتميز .
 
 
*لحسن بنلفقيه
28 - سبتمبر - 2006
1 ـ الدائرة و التمدد    كن أول من يقيّم
 
 
منذ اهتمامي بدراسة الشكل السداسي و علاقته بالدائرة ، خلال ما يزيد على عقدين من الزمان ، ، أكون قد رسمت يدويا  آلاف الدوائر على مآت الصفحات .... و كان البيكار دائما هو  آالتي الوحيدة المستعملة طيلة هذه المدة ، و لم أتعرف على أول برنامج حاسوبي لرسم الدوائر بالطريقة  المناسبة لأبحاثي سوى هذه السنة ، و بفضل الطفلة { فرح } بنت الأستاذة ضياة ، أصلحهما الله و رعاهما ... و مع  تواجد كثرة من الدوائر على الصفحة الواحدة ، كنت ألاحظ دائما مشكلة تقنية في رسم الدوائر المتقاطعة و المتشابكة لإنجاز السبورة النحلية أو الكونية التي سبق الحديث و التعريف بها . و جوهر المشكلة هو شبه  تباعد بين الدوائر ، و يزداد هذا التباعد كلما زاد عدد الدوائر المرسومة على الصفحة الواحدة . و بعد تفكير مستمر في سبب حدوث هذا التباعد الملاحظ على" السبورة الكونية "، رجح عندي  أن السبب في هذه الظاهرة قانون هندسي ملازم للشكل الدائري ، و هذا ما سأاحول بسطه في ما يلي ، إذا طاوعني التعبير لإيصال الفكرة إلى القارئ الكريم بشكل صحيح.
            من المعلوم أن نسبة القطر إلى محيط الدائرة هو مايعرف بـ{ باي [ بالإنجليزية ]  = Pi = بّــي ِ [بالفرنسية ] = 3,14???????} ، و بماأنني أستعمل " الشعاع = rayon " أو  " نصف القطر " في استخراج السداسي من الدائرة ، فإن نسبة الشعاع هذا إلى المحيط  ـ إن صح استنباطي ـ سيكون هو 6,??????? . و الملاحظ عيانا أنني كلما قسمت المحيط على الشعاع باستعمال البيكار ، إلا و حصلت على ستة أقسام متساوية ، و يبقى في المحيط جزء صغير جدا ما بين النقطين ، الأول و الأخيرة  [ المحدد في الصورة ما بين الخين المنحنيين // ] ، و أرى أن القيمة الرياضية لهذا الجزء الصغير الباقي بعد القسمة السداسية للمحيط  عل الشعاع أو نصف القطر ، هو الممثل بقيمة ما بعد الفاصلة في نسبة نصف القطر إلى المحيط ، و من ثم نسبة القطر إلى المحيط في الدائرة  .
 
                                                                
 
 
            و استنتجت من معاناتي من هذا الفائض من المحيط نتيجة كثرة الدوائر في الصفحة الواحدة ، أنه هو السبب في هذا " التمدد " الذي يطرأ على تشعبات السبورة في أطرافها البعيد عن المركز .
            و هذه صور تظهر الجزء الصغير الملون بالأحمر ، و المتبقي ما بين النقطتين الأولى و الأخيرة ، بعد تحديد النقط الست التي تقسم المحيط  إلى ستة أقسام ، لإستخراج السداسي الداخلي للدائرة .
            و تـُظهِِـِـر صورة السبورة في الركن الأسفل منها  تغييرا في شكل الشعب الناتجة عن تقاطع الدوائر ، و هذا التغيير سببه فيما أظن ، هو التأثير التراكمي لتواجد الفائض الصغير ما بين الدوائر الرسومة فوق محيط كل دائرة .
           
            و قد ساهمت هذه الملاحظة في تغذية الخيال عندي و تنشيطه ، و بدأت أضرب الأخماس في الأسداس كما يقال ، علني أجد تفسيرا أوتوجيها لهذا التباعد أو التمدد الناتج عن هذا القسم الصغير من محيط الدائرة ، و الممثل  قيمته في لغة الأرقام بتلكم الأعداد المتواجدة بعد الفاصلة في قيمة  المُعامل الجبري المعروف باسم بــــــي .
{   Pi  = 3,14????????????????????????????????????????????????????????????} .
 
فما هي قصة هذا الرقم ، و ما علاقته بالتمدد إن صح التعبير .
[ يتبع ]
 
*لحسن بنلفقيه
25 - أكتوبر - 2006
الشيء بالشيء يذكر    كن أول من يقيّم
 
أخي الكريم الأستاذ لحسن بنلفقيه
 
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
 
أرجو أن تتأمل الرابط التالي :
 
 
وكلي أمل بأن عينك الفاحصة ستجد في الموضوع خيرا وستثريه بحثا بل آمل أن يجد الأمر اهتماما من الكرام الذين اهتموا بهذا الموضوع.
 
يرعاك الله
*خشان
28 - أكتوبر - 2006
 2  3  4  5