البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : العلم و التكنولوجيا

 موضوع النقاش : دراسة في هندسة الدائرة    قيّم
التقييم :
( من قبل 5 أعضاء )
 لحسن بنلفقيه 
21 - أغسطس - 2006
 
إهداء :
إلى والـدَيَّ :
والدتي التي شملتني بحبها و رضاها ...
ووالدي: أستاذي و قدوتي ، عملا بوصيته حين قال لي :{ إتق الله و اقرأ ما تيسر لك من علوم }.
فاللهم اجعل لهما أوفر نصيب في كل عمل تقبلته مني...آمين آمين يارب العالمين .
 
و إلى زوجتي التي هيأت لي كل أسباب الدراسة و البحث داخل بيتي و خارجه ...
 فلها منى كل الرضى و التقدير و الإمتنان .
 
تـقـد يــم :
أصل الدراسة و سببها و مبعثها و مضمونها : نظرة تأمل في الشكل السداسي  المكون لقطعة الشهد  التي يقوم النحل ببنائها بوحي من خالقه  . نظرة تأمل أولى كانت كافية لأن تبقى مستمرة متجددة  منذ ثلاثة عقود من عمري و إلى ما شاء الله و قدَّر .
موضوع الدراسة  : نظرة التأمل تلك ، عن بعض جوانب الصلة الوثيقة بين الشكل السداسي و هندسة الدائرة ، و هي الصلة الهندسية التي شغلني النظر و البحث فيها طوال حياتي... وما مر يوم  إلا و زاد يقيني في صحة استنتاجاتي و ملاحظاتي فيها  ، و ما مر يوم إلا و تأكد عندي أن الموضوع بكر لم يحظ باهتمام الباحثين و الدارسين ، و بأن البحث فيه صار من أوجب الواجبات عندي ، أرى فيه فرض كفاية ، لإظهار خصائص هندسية و أسرار ربانية  مميزة لهذا الشكل السداسي ، و المميزة كذلك للدائرة نفسها ، و يؤدي بنا هذا البحث أخيرا إلى النطق بنظرية خاصة بالدوائر ...  و الله بكل شيء محيــط من قبل و من بعد ...
ما يمكن قوله في هذا التقديم ، هو أن هذا الموضوع  جديد في مضمونه و طرحه و عرضه ، أقدمه للتعريف به و مناقشته و النظر فيه .
                   
 شعار الدراسة :

يا ملهم النحل العلوم دقيقها و أجلها قدرا على iiالميزان
أنا في الدوائر هذه iiتلميذها ياليت قلبي مثلها و iiلساني

     { شعر : زهير ظاظا}      ضيفة الشرف الأستاذة ضياء سليم العلي من فرنسا             

                                                   

                                                       

 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
كيف يتخاطب النحل ?    كن أول من يقيّم
 
 
كل التحية والمودة للأستاذ يحي الرفاعي الذي يسعدنا بحضوره معنا في هذا الملف .
 
رسائلي اليوم هي توضيحات ، ولقد جئت لكي أوضح هنا للأستاذ يحي ولكل من يتابع هذا الملف الشيق ، الذي هو لعقة من شهد الأستاذ بنلفقيه ، هو أن معلمنا ( فهل ستقبل سيدي بلقب معلم ? ) يعاني من مشكلة في جهازه تمنعه من التواصل معنا بسهولة ، لذلك يضطر هذه الأيام لإستعمال كومبيوتر خارجي مما يستدعي منه التنقل وكل ما تعرفونه من صعوبات أخرى كعدم وجود الملفات التي يريد استخدامها على الجهاز الخارجي . التباطؤ ناتج عن هذه المشكلة التي ، كما فهمت من الأستاذ بنلفقيه ، سوف تحل قريباً .
وكان الأستاذ بنلفقيه قد أرسل لي هذا الصباح بجزء صغير من كتاب هام بالفرنسية هو : 
 
Extrait tiré du livre : Vie et mœurs des abeilles
Par :KARL VON FRISCH , Prix Nobel de Médecine 1973.
Préface de Pierre-P. GRASSÉ
Traduit de l'allemand par André DALCQ
 
وكتب ما يلي :
 
موضوع هذه الرسالة فقرة ذات قيمة علمية خاصة ، لأنها تصف مراحل اللغة الراقصة عند النحل ... أطلب منك النظر فيها ... و حبذا لو تتفضلي بترجمتها ...
 
سأقوم بترجمتها إذاً بأسرع ما يمكن ، ومن ثم إعادتها إليه ليراجعها وينظر فيها قبل أن أنشرها هنا بإذن الله .
ولكم خالص التحية .
 
 
 
*ضياء
31 - أغسطس - 2006
فلسفة العقول النادرة فى هندسة الدائرة    كن أول من يقيّم
 
أستاذنا الجليل /لحسن بنلفقيه 00معلما ورائدا وأخا وصديقا0
 
سأحاول ولتسمحوا لى الدخول إلى هذا العرين كى أتعلم شيئا ، رغم إمكانياتى المتواضعة فى علوم الهندسة والرياضيات والفيزياء ، بل القرابة بينى وبينها تكاد تكون منعدمة 0
 
أخى العزيز والعزيز / يحيى 000لك وحشة 00والوراقيون فى إنتظارك وبلهفة 0
أين أنت 000والفلاسفة واقفين طوابير 000بلاش الهجر وحاول تكلمهم ،وشكرا على السؤال 0
ياترى هل  سنستمتع  بقراءة:
 
                        ( فلسفة العقول النادرة فى هندسة الدائرة)
 
وعن نفسى سأنضم لأختى أم آريان
 (((حبذا هناك دائرة لن أضيع فيها ، وهي دائرة التلميذ الذي يطرح السؤال ))))
ولكن أختلف عنها قليلا وهى دائرة التلميذ الذى يستمع ويتعلم 00000
*عبدالرؤوف النويهى
31 - أغسطس - 2006
تحية خاصة للأستاذ النويهي    كن أول من يقيّم
 
تحية خاصة لك أستاذي النويهي ... و مرحبا بك في هذا الملف الذي شغلني طويلا ، كما شغلتك أشياء أشرت إليها مرارا في كتاباتك ... و الإنسان ما دام حيا إلا و يحتاج إلى ما يشغل به وقت فراغه ، ليكون لهذه  الحياة معنى ، و الأيام كما تعلم تمضي تباعا ، عملنا أم لم نعمل فيها ... فالأولى بنا أن نعمل شيئا نستفيد منه و نـفـيد به ...
 
كما أعتذر للأخ يحي رفاعي عن  عدم المشاركة اليومية في هذا الملف لأسباب كثيرة ، منها مثلا انتظار ظهور الصور الضرورية للمقالات و ضرورية تواجدها بمكتبة الصور ، فقد أعددت مقالات و أرسلت الصور الخاصة بها ، إلا أنني لم أجدها بعد في المكتبة بسبب العطلة الأسبوعية ليومي الخميس و الجمعة ، لذا سأنتظر ظهورها ليتسنى لي إدراجها في مكانها بالنصوص الخاصة بها . هذا بالإضافة إلى ما أشارت إليه الأستاذة ضياء من صعوبة في الإتصال بالشبكة من المنزل ، و الذي آمل أن يتحسن مع بداية الشهر غدا إن شاء الله .
 
شكرا للأستاذة ضياء على استجابتها للطلب ، و سأكون دائما في حاجة ماسة إلى مساعدتها علميا و أدبيا في هذا الملف الذي يتشرف بمساندتها و تطوعها و تشجيعها ، و أقترح عليها نشر النص الفرنسي رفقة الترجمة العربية ، لأن هذا يمكن الباحثين الأجانب في محركات البحث في الإنترنت من التعرف على موقعنا الوراق هذا ، و على بعض ما ينشر فيه من مواد .
 
كما أرحب بجميع سراة الوراق و زواره ، وأقول لهم : " كلنا طالب علم أولا و أخيرا ، كما يقول النويهى حقظه الله ورعاه ".
 
و أخيرا ، رحم الله مفخرة العرب و العربية ، المرحوم بفضل الله و كرمه ، الأديب العالمي نجيب محفوظ ...
                                                   و ...كل نفس ذائقة الموت ... 
                                                   و إنا لله و إنا إليه راجعون .
 
 
 
*لحسن بنلفقيه
31 - أغسطس - 2006
السبورة النحلية و كتابة الأعداد    كن أول من يقيّم
 
 
 
قدمت في المقالة الأخيرة عدةَ صور يُـظْـهِـرُ تسلسلها كيفية رسم السبورة النحلية من تشعبات الدوائر المنجزة بواسطة البيكار . و هذه  صورة للسبورة المحصل عليها من تشعبات تلك الدوائر .
 
                                  
 
     
             
و أقدم في هذة المقالة كيفية كتابة الأعداد في السبورة ، لأن الأعداد كما يقول العلماء ، هي الحروف الأولى في هذا الكون . و الله أعلم بأسرار خلقه  .

 فموضوع حلقتنا هذه هو اكتشاف الأعداد الخفية في الشبكة ـ أو السبورة ـ  النحلية هذه ، و إبرازها للعيان بمجرد ملء خانات ـ أي تلوينها أو إضاءتها ـ و ترك أخرى على حالها .
لنلاحظ الصورة أسفله و هي تمثـل دائرتين من دوائر السبورة ، و تشعباتهما [ = 24 شعبة ] :
                                    
 
 
فبمجرد صبغ أو تلوين أو إضاءة بعض التشعبات و ترك اخريات على حالها دون تلوين ، نحصل على جميع الأرقام العربية من الصفر إلى تسعة  كما يظهر من الصورة التالية  :
 
                                 

و يمكن أن نحصل على نفس النتيجة ، و هي إبرز الأعداد أو الأرقام العـربية ، باعتماد الشكل الممثل في الصورة أسفله ، و هو مكون من سبع شعب من شعب اللوحة النحلية :
                             
 
                                   
 
                  و إلى الحلقة القادمة إن شاء الله .
 
    
     
*لحسن بنلفقيه
1 - سبتمبر - 2006
إظهار الحروف في السبورة النحلية    كن أول من يقيّم
 
ملاخظة هامة : المرجو النقر على جميع الصور المعروضة في هذه الدراسة لإظهارها كما هي في مكتبة الصور ، ثم النقر ثانية على الملاحظة المكتوبة تحتها  لتكبير حجمها بشكل يسمح برؤية تفاصيلها . 
        كان الأولى بهذه الملاحظة أن تكتب على رأس المشاركة الأولى . فلعل الأخ زهير و هو المصلح ، يصلح هذا...
 
   أما موضوع هذه المقالة فهو إظهار الحروف الخفية في السبورة النحلية.
 
فهذه هي السبورة :
                                   
 
 
و هذه هي الحروف العربية بعد إظهارها في السبورة :
  
                              
 
              
و لا يخفى على لبيب أنني أكتفي بكتابة حرف واحد من الحروف المتشابهة ، كحروف الباء و التاء و الثاء ، و حروف الجيم و الحاء و الخاء ، و حرفي الدال و اذال ، و السين و الشين ، و الصاد و الضاد ، و الطاء و الظاء ، و العين و الغين ، و الفاء و القاف . و الملفت للنظر ، أن السبورة تعرض الحروف دوننقط  كما كان متبعا في الكتابة العربية  عند قدماء العرب ، بل و أيضا على عهد الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم ، و على عهد صحابته الكرام ، رضوان الله عليهم .
 
       
و خير ما أختم به هذه الصور الكونية ـ إن صح التعبير ـ ، كتابة لأشرف ما حملته السماوات السبع و الأراضين السبع ، منذ نشأتها الأولى و إلى أن تـُطـوى كَـطـَـيِّ السجـل للكتب ، و هو إيماني و اعتقادي بأنه : { لا إلـه إلا اللـه } { محمد رسول الله }:
       
                       
 
 
 
*لحسن بنلفقيه
1 - سبتمبر - 2006
إستراحة    كن أول من يقيّم
 
و كاستراحة من هذ التخيلات المتكررة ، أعرض على الزوار الكرام ، هذ الباقة من اللوحات المتكررة أيضا في شكلها ، و المختلفة في تشكيلاتها ، و هي مستخرجة أيضا من السبورة النحلية ، و يمكن لكل راغب في المشاركة في التمارين على السبورة أن يحاول اكتشاف تشكيلات خاصة به ، و يعرضها علينا ، في مكتبة الصور و سأسهر على تتبع ما ينشر منها و التنويه بها إن شاء الله ... و هذه لوحاتي الأولى :
 
                             
 
 
                           
 
 
                           
*لحسن بنلفقيه
1 - سبتمبر - 2006
طريقة الحصول على نسخة من السبورة النحلية    كن أول من يقيّم
 
للحصول على نسخة من السبورة النحلية قصد إستعمالها من قبل الأطفال  للكتابة و الرسم ، أو من طرف الكبار قصد استخراج و استحداث تشكيلات هندسية و المشاركة بها في مكتبة صور الوراق ، كما جاء في تعليقي الأخير ، المرجو القيام بالتالي :
 
1 ـ الدخول إلى ملف { فنون } في صفحة الصور .
2 ـ نسخ صورة السبورة النحلية ، و رقمها بالملف هو 818 ، و إنزالها بالحاسوب الشخصي ، ثم القيام بطبع عدد وافر منها في أوراق ، و حسب الحاجة ، و استعمالها للكتابة و الرسم التشكيلي إن جاز التعبير .
 
                                                       و هذه هي الصورة رقم 818 بملف فنون بصفحة الصور .
                                                         
*لحسن بنلفقيه
2 - سبتمبر - 2006
النص الذي أختاره الأستاذ بنلفقيه باللغة الفرنسية    كن أول من يقيّم
 
 

                                           

 

Comment les abeilles se parlent

 

 
         Dans les chapitres précédents, il fut plusieurs fois question d'expériences de dressage, qui nous ont éclairés sur la vie sensorielle des abeilles. Cependant, une condition doit être remplie: c'est que les abeilles que nous voulons dresserviennent à notre table. Pour les y attirer, mettons sur la table quelques feuilles de papier, que nous enduisons abondamment de miel. La plupart du temps, il faut quelques heures, souvent même quelques jours, pour qu'une abeille en chasse arrie par hasard dans les environs, ait son attention attirée par l'odeur de miel, et se  précipite vers l'aubaine inespérée, où elle s'en donne à cœur joie. Dès lors, nous avos gagné la partie, et pouvons, déjà faire nos préparatifs, car nous pouvons être sûrs, non seulement que cette abeille reviendra quelques minutes plus tard, mais qu'au bout de peu d'heures nous en auront des douzaines et même des centaines sur notre table. Si nous essayons de découvrir d'où elles viennent, nous verrons qu'elles appartiennent toutes, sans exception, à la colonie de celle qui est arrivée la première  la table. Il semble donc que celle-ci, revenue à la ruche, ait fait part de sa trouvaille d'une façon quelconque et y ait amené ses compagnes. Nous voudrins bien savoir comment cela se passe. Il n'y a qu'un moyen de tirer la chose au clair, c'est de voir le comportement de l'ouvrière à son retour à la ruche, et l'attitude des autres à son égard. Ce n'est pas dans une ruche ordinaire que nous pourrons voir cela, mais bien dans notre ruche d'observation. Plaçons à cÔté de cette dernière notre petit récipient habituel. Marquons alors la première abeille qui y vient, de façon à la reconaÎtre dans le tumulte de la ruche et à ne pas l'y perdre de vue. On la voit mantenant entrer par le trou de vol et remonter les rayons; bientÔt elle s'immobilise quelque part, au milieu de ses congénères. Là, elle expulse de son jabot un peu de miel qu'elle a récolté; celui-ci apparaÎt devant sa bouchesous forme d'une goutte brillante que deux ou trois abeilles aspirent immédiatement, leur langue tendue vers vers elle. Ce sont ces ouvrières qui veillerontà la bonne utilisation de ce miel; elles circules sur les rayons, donnent à manger, s'il le faut, aux bouches affamées qu'elles rencontrent, ou mettent le miel en dépÔt dans les alvéoles , affaires d'ordre intérieur, auxquelles la pourvoueyse  ne s'arrête pas. Sur ces entrefaites se passe une scène bien digne d'être chantée par les grands poètes des abeilles. Mais ceux-ci n'en avaient pas encore connaissance. Il faudra donc que le lecteur se contente d'une description toute en prose.
        
                    Où l'on dance pour se faire comprendre
 
         Après s'être débarassée de sa charge, la pourvoyeuse entame une sorte de ronde. Elle se met à trottiner à pas rapides sur le rayon, là où elle se trouve, en cercles étroits, changeant fréquemment le sens de sa rotation, décrivant de la sorte un ou deux arcs de cercle chaque fois, alternativement vers la gauche et vers la droite. Cette dance se déroule au milieu de la foule des abeilles, et est d'autant plus frappante et attrayante qu'elle est contagieuse; en effet, les ouvrières qui sont tout près de la danceuse commencent à trépigner derrière, s'efforçent de garder leurs antennes en contact avec son abdomen et la suivent tellement bien dans ses cabrioles qu'elles lui font comme une traÎne, qui obéit sans cesse à ses mouvements frénétiques. Ce tourbillon peut durer quelques secondes ou même une minute entière,  puis notre danceuse s'arrête subitement et se dégage de sa suite, souvent pour aller régurgiter encore un peu de miel à un second endroit des rayons, même à un troisième, et y recommencer la même dance. Elle se dirige alors subitement et en hâte vers l'orifice de la ruche, et vole vers le ravitaillement qu'elle a découvert, pour en ramener une nouvelle charge et répéter chaque fois la même scène. ( pp.150-153)
 
……………………….
 
Extrait tiré du livre : Vie et mœurs des abeilles
Par :KARL VON FRISCH , Prix Nobel de Médecine 1973.
Préface de Pierre-P. GRASSÉ
Traduit de l'allemand par André DALCQ
 
ÉDITIONS J'ai Lu.
 
……………………………..
 
* ملاحظة : يوجد في هذا النص أخطاء إملائية أظنها أخطاء طبع ولقد تركتها على حالها ولم اتدخل بها .
 
 
*ضياء
4 - سبتمبر - 2006
ترجمة النص إلى العربية    كن أول من يقيّم
 
كيف يتخاطب النحل
بــقــلــم    : كارل فون فريتش
 تـرجمة  : ضياء سليم العلي
مراجعة و هوامش :  لحسن بنلفقيه 

تحدثنا مراراً  في الفصول السابقة ، عن تجارب متعلقة  بالتدريب ، والتي مكنتنا من فهم الحياة الحسية للنحل .
حبذا هناك شرط  لا بد من توفره : هو أن نتمكن من اجتذاب النحل المراد تدريبه إلى  الطاولة . لهذه الغاية ، سنضع على الطاولة عدة صفحات من الورق بعد أن نطليها بكمية وافرة من العسل . يلزمنا غالباً  بضع ساعات ، وأحياناً  بضعة أيام ، لكي تأتي نحلة تبحث عن صيد ما ، بالصدفة إلى تلك  النواحي ، لتستثير رائحة العسل اهتمامها ، وتجد فيه فرصة غير متوقعة ، فتقع عليه بسعادة . عندها ، نكون قد كسبنا الرهان ، ونستطيع أن نبدأ تحضيراتنا لأننا بتنا على يقين ، ليس فقط  بأن هذه النحلة ستعود في غضون دقائق ، بل إننا خلال بضع ساعات ، سيكون أمامنا على الطاولة العشرات ، بل المئات منها . ولو جربنا أن نعرف من أين جاءت ، فسنستنتج بأنها جميعها وبدون استثناء ، تنتمي لنفس عشيرة [1] النحل التي أتت منها أول نحلة حطت على الطاولة . يتهيأ لنا إذاً ، بأن هذه الأخيرة ، عند عودتها إلى القفير ، قد أخبرت رفيقاتها  بطريقة ما عن اكتشافها ، وأنها عادت بها إلى هنا . ما نريد معرفته هو : كيف حصل ? لا يوجد سوى طريقة واحدة لمعرفة هذا ، وهو أن نراقب سلوك هذه النحلة العاملة عند عودتها إلى الخلية ، وموقف الآخرين منها ، وهذا لن نستطيع رؤيته في خلية عادية ، بل في الخلية التي أخضعناها للمراقبة [2] . لنضع بقربها الوعاء المعتاد[3] ، ولنضع علامة على أول نحلة [4] تأتي إليه بشكل يمكننا من مراقبتها وتمييزها في زحام الخلية . نراها الآن وقد دخلت من فتحة الطيران وبدأت بالتقدم في الممرات لتتوقف في مكان ما وسط مثيلاتها ، ولتلفظ من حوصلتها هناك ، قليلاً من العسل الذي جمعته والذي يبدو بالقرب من فمها على شكل قطرة لامعة تسارع نحلتان أو ثلاثة بامتصاصها وهي تمد بألسنتها نحوها . هؤلاء هن العاملات اللواتي سوف يتكفلن بحسن استخدام هذا العسل : بالتنقل في الممرات ، وتوزيع الطعام على الأفواه الجائعة التي يصادفنها كلما كان ذلك ضرورياً ، أو وضع العسل المتبقي للتخزين في التجاويف . هو عمل التنظيم الداخلي الذي لا تتوقف عنده النحلة العاملة ، فأثناء تنفيذ هذه المهمات الطارئة ، يحصل مشهد جدير بأن يصوره كبار الشعراء الذين تغنوا بالنحل ، إلا أنهم لم يكونوا على علم به ، لذلك ، فسيكتفي القارئ بما سنصفه له نثراً .

حيث الرقص وسيلة التعبير

بعد تفريغ حمولتها ، تقوم العاملة برقصة . تبدأ بالخبط بخطى سريعة في الموقع الذي تتواجد فيه وهي تدورعلى شكل دوائر ضيقة و ترسم في كل مرة  قوساً أو قوسين من الدائرة ثم لتعود وتستدير مرة نحو اليمين ومرة نحو اليسار مبدلة وجهة دورانها  بشكل مضطرد . وهذه الرقصة التي تتم وسط جمع النحل ، هي معدية بقدر ما هي مدهشة ومثيرة للإنتباه . بالفعل ، تبدأ العاملات اللواتي تتواجدن بالقرب من الراقصة بالخبط بأرجلهن[5] وهن جاهدات على إبقاء قرون استشعارهن على اتصال بجسم النحلة الراقصة متتبعات لها في قفزها وفي حركاتها المتوترة بشكل مماثل كأنهن امتداد  لها . ويمكن لهذا الإعصار بأن يدوم بضع ثوان وأحياناً دقيقة كاملة ، حتى نجد راقصتنا وقد توقفت فجأة وانسحبت من الجمع المحيط بها لتعود وتلفظ من حلقها في مكان آخر من الخلية ، قليلاً من العسل . وربما تقوم بدورة ثالثة وهي في كل مرة ستعيد تنفيذ رقصتها بتمامها . بعدها ، تتوجه بسرعة ، وبشكل مفاجئ نحو فتحة الخلية لتنطلق بطيرانها باتجاة المكان الذي اكتشفته وجنت منه رزقها ، فتعيد إحضار كمية جديدة منه ، وتعيد تكرار ما فعلته في المشهد الأول .
.........................
* : للحقيقة العلمية أؤكد أنني أجيز نشر ترجمة الأستاذة ضياء للفقرة العلمية أعلاه ، كما هي ، و بدون أي إضافة أو حذف ، أثناء المراجعة . [ المراجع ] .
[1] : أي خلية النحلة الأولى المكتشفة للعسل المعروض على الطاولة .
[2] : المقصود هنا هو خلية خاصة لملاحظة و تتبع حياة النحل داخل سكنها ، و تسمى بــ " خلية الملاحظة " ، أو " الخلية الزجاجية " ، [ انظرالصورة المرفقة أدناه ] ، و سأخصص لوصفها و التعريف بها مقالة إن شاء الله .
[3] : الوعاء المستعمل في تجارب سابقة .
[4] : يستعمل صباغ خاص و أرقام خاصة فوق ظهر النحلة للتعرف عليها وسط مئات بل آلاف النحل داخل خلية المراقبة أو حتى في مجال الملاحظة في الطبيعة .
[5] : و يرافق هذا الخبط اهتزاز للبطون ، يمنة و يسرة .
 ___________________
لحسن بنلفقيه في عملية نحلية ليلا 
 
صورة للخلية الزجاجية
 
 
*ضياء
4 - سبتمبر - 2006
لغة النحل بلغة ضياء    كن أول من يقيّم
 
تفضلت الأستاذة ضياء و تكرمت على محبي النحل و مربيه و هم كثر ، فترجمت بلغتها المشهود لها بالبلاغة و البيان ، أوثق وثيقة علمية موجودة في أدبيات النحالة ، و هي وصف كيفية التخاطب عند النحل من طرف مكتشف هذا التخاطب و الفاك لشفرته و الفاهم لمضمونه و الباحث في أسراره ، العلامة كارل فون فريتش عينه  Carl Von Frisch  .
 
اول نقطة تخص دراسة الدائرة في هذه الترجمة ، هي وصف الرقصة التي يستعمل  النحل عندما يكون مصدر الغذاء قريبا من الخلية ، و على بعد لا يزيد عن عشرة أمتار بكثير ... و هذه الرقصة هي الرقصة الدائرية ....
فلماذا يا ترى أوحي للنحل بإنجاز رقصة دائرية .... لا مستطيلة و لا مربعة ??
 
 
                                             
 
  رسم تقريبي توضيحي لمسار النحلة الراقصة التي اكتشفت مصدر الغذاء ، متبوعة بشغالات تتلقى و تسجل المعلوات في خرطتها ، قبل التوجه إلى مصدر الغذاء.
 
أما الرقصة الثانية ، و هي التي يعتمد النحل في إرشاد الشغالات إلى مصادر الغداء حينما تكون تلكم المصادر  بعيدة عن الخلية بعشرات أو مآت ، أو مآت المآت من الأمتار ف تسمى بالرقصة الإهتزازية ... و تتخذ شكلا آخر من أشكال السبورة النحلية ، هو شكل العدد ثمانية كما يكتب في الإنجليزية و الفرنسية  و، و هو الممثل في الصورتين بأشكال مختلفة شيئا ما :
 
              و الشكل               
 
 
و كثيرا ما يرد الشكل مكتوبا في النصوص العربية بشكل العدد ثمانية " الهندي " الذي يكتب على شكل زاوية مقلوبة ، أو علامة النصر المنكوسة Λ ، و هذا غير صحيح علميا كما سبق بيانه .  
 
و ستضع هذه الترجمة حدا لمفاهيم خاطئة أخرى كثيرة أراها منتشرة في كتابات عربية لكتاب من مستويات علمية متنوعة .
و سنعود لذكر نماذج من هذه الأخطاء العلمية  بعد عرض ترجمة وصف الرقصة الثانية إن شاء الله ، ليكون القارئ على علم بالشكل الصحيح للرقصات ، و يدرك بجلاء أسباب الأخطاء و درجات فداحتها ...
 
 
 
 
 
 
*لحسن بنلفقيه
5 - سبتمبر - 2006
 1  2  3  4