حول حدث المعراج كن أول من يقيّم
سؤالك حول المعراج مثير للانتباه فعلا. وأظن أن السّؤال يتنزل في إطار البحث في القصص الدّيني بإجمال. وأودّ أن أبدي الملاحظات التالية: 1- هل أن القصص الدّيني ممارسة دينيّة فعلا أم هو ممارسة أدبيّة? أنا أميل إلى ترجيح الاجابة الثّانية. 2- ما دام الأمر متعلّقا بالوظيفة الأدبية: يصبح الخيال أمرا عاديّا. ذلك أن الأدبية في هذا اللون من القصص تستند إلى المجاز والخيال وأيضا إلى الحبكة القصصيّة المستندة إلى قدر غير يسير من العجيب الخارق. 3- أظن أنّ سؤالك هذا ينسحب أيضا على الكتابة الصوفية أيضا. لقد تعامل مفكرونا ونقادنا مع الخصاب الصوفي - كما مع القصص الديني (قصص الأنبياء خاصة) - من جهة مضامينه الفكرية وحمّلوها بالتّالي شحنة عقائدية تعبّديّة. وأنا أظن أنّ السّبب في ذلك كلّه مردّه إلى قدرة الوظيفة الأدبية على الهيمنة وفرض الأنساق الخاصة بها. أحيل إلى أطروحة وحيد السعفي بكلية الآداب بمنوبة. وأظن أنها متوفرة في المكتبات العمومية. وأيضا دراسات محمد أركون الخاصة بموضوع الأسطرة في الفكر العربي الإسلامي، وهي دراسات متوفرة في جل كتبه. ومن الدراسات التي تناولت الموضوع من الزاوية الأدبية: دراسة للأستاذ حمادي المسعودي موجودة في مكتبة كلية الآداب بالقيروان. وأظن أنها في إطار شهادة التعمق في البحث. (مرقونة) ولتعميق البحث في الموضوع يمكن الاستفادة من كتاب تودوروف: مقدمة في الأدب العجيب (بالفرنسية) - سوي- باريس. وكتاب فلاديمير بروب: بنية الحكاية العجيبة (بالفرنسية أيضا). والســـــلام |