البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : إكمال الإعلام بتثليث الكلام    كن أول من يقيّم
 زهير 
9 - يوليو - 2006
قضيت صباح هذا اليوم بمراجعة هذا الكتاب، وكتاب (شجر الدر) الذي أضفته إلى زاوية قصة الكتاب، ولكني ارتأيت نشر هذا التعريف هنا لأني ربما رجعت للتعليق عليه بما اشتمل عليه الكتاب من الفوائد. وأرى الضرورة ملحة هنا أن أمهد بتوضيح مراد أهل اللغة بالمثلث، فالمشهور عند الناس أنه اختلاف معنى الكلمة باختلاف حركة أولها، مثل (بَرّ، وبِرّ، وبُرّ) وهذا ضرب من ضروب المثلث، وهو الذي اعتنى به (قطرب) فكان أول من جمعه في كتاب، عُرف باسم (مثلث قطرب) ولكن الحقيقة أن المثلث لا يشترط فيه أن يكون خلاف الحركة في الحرف الأول، فقد يكون في الثاني، مثل (الوقَل، والوقِل، والوقُل) وقد يكون في الثالث، مثل : (المسعَط، المسعِط، المسعُط) وقد يراد بالمثلث أيضا أن تختلف حركات الحرف الأول من الكلمة، وتتفق معانيها، مثل: (سرعان) بضم السين وفتحها وكسرها، والمعنى واحد. ثم إن المثلث غير مقصور على الأسماء، بل منه ما هو في الأفعال أيضا، وتأتي، متفقة ومختلفة، مثلها مثل الأسماء.
وأول ما تلزم معرفته في شأن كتاب (إكمال الإعلام) أن المراد ب(الإعلام) كتابان للمؤلف نفسه، وهو ابن مالك صاحب الألفية في النحو. (ت 672هـ) والكتابان هما (الإعلام بتثليث الكلام) ومنظومته التي سماها (الإعلام بمثلث الكلام) وقد بنى كتابه (الأول) =وليس الإكمال= على ثلاثة أبواب، سمى الأول منها: (باب المثلث المختلف المعاني)، وعدد فصوله (26) فصلا، ورتب موادها حسب أواخر الحروف، مقدما ما آخره همزة، وسمى الباب الثاني (باب ما ثلث ومعناه واحد) وختم الكتاب بما سماه (باب ما ثنّي بمعنى واحد وثلث باختلاف المعنى) وهذا الباب لم يذكره في المنظومة. وتختلف المنظومة عن المنثور بأن ابن مالك افتتح الكتاب بأبواب المثلث المختلف المعاني، بينما افتتح المنظومة بالمثلث المتفق المعاني. ويلاحظ أيضا أن ابن مالك  لم يميز في كتاب (الإعلام المنثور) بين مثلثات الأفعال ومثلثات الأسماء، ولكن ميز بينها في المنظومة والإكمال.
ويختلفان أيضا في عدد مفرداتهما ، ففي حين  بلغت المثلثات مختلفة المعنى (697) كلمة، والمتفقة المعنى (96) كلمة في المنثور، فقد بلغت في المنظومة (1205) متفقة، و(159) مختلفة.
وللتفصيل أكثر حول المثلثات فإن الرقم (697) منه (123) أفعال، ومنه أيضا (524) مثلثة الأول، و(169) مثلثة الثاني، وكلمتان مثلثتا الأول والثاني، وكلمتان مثلثتا الأول والثالث.
وأفاد المحقق أن عدد الكلمات المثلثة باتفاق المعنى بلغ (96) كلمة، منها (53) كلمة مثلثة أسماء، و(40) أفعال ماضية، وثلاث كلمات أفعال مضارعة. ثم منها (48) مثلثة الأول، و(41) مثلثة الثاني و(5) كلمات مثلثة الثالث، وكلمة واحدة مثلثة الرابع، وواحدة مثلثة الأول والثالث.
وأما المنظومة فقد بلغ عدد أبياتها (2704) أبيات، قدم لها بمقدمة في (36) بيتا ضمنها إهداء المنظومة للناصر حفيد صلاح الدين، وجعلها على غرار الرباعيات، والتزم فيها أن يكون الشطر الرابع على وزن (الآداب) ومثال ذلك قوله:
لـمـا عـلمت أنه ذو iiأرب إلـى اتساع في كلام iiالعرب
رأيت  أن أجعل بعض iiقرَبي لـه كـتـابا فيه ذا iiاحتساب
أحـوي  به أكثر تثليث الكَلِم نـحـو حَلَمْتَ وحَلُمْتُ وحَلِم
فـحوز هذا الفن محمود iiمهم بـه اعتنى قدما أولو iiالألباب
وهـا أنـا آتـي بـه iiمبوبا عـلـى الحروف بينا iiمرتبا
مـلـخـصـا مخلصا مهذبا يـنـقاد معناه بلا استصعاب
مـثـلث  معنى ولفظا iiأكثره ومنه ما باللفظ خصت صوره
وباب  ذا من قبل ذاك iiأذكره مـسـتـتبعا لسائر iiالأبواب

وكان الدافع لتأليف كتاب الإكمال أنه اطلع على كتاب المثلث لابن السيد البطليوسي قال: (فرأيته مهملا لبعض ما أثبته ومتضمنا لنقل أغفلته، فرأيت أن أبذل جهد المستطيع في نظم شمل الجميع بكتاب يحيط بما لا يطمع في المزيد عليه، ولا تُسمع نسبة خلل إليه، مسمى لذلك إكمال الإعلام في تثليث الكلام)
فبلغ عدد الكلمات المثلثة المتفقة المعاني فيه (163) كلمة و(2131) كلمة مختلفة المعاني، وهذا عدد كبير جدا قياسا مع ما ذكره قطرب في مثلثه وهو (32) كلمة فقط. وما أورده ابن السيد وهو (680) كلمة فقط وما أورده الفيروزآبادي في كتابه (الغرر المثلثة) وهو حوالي (900) كلمة
وفي مقدمة ابن مالك لكتاب الإكمال قوله: (فإن تثليث الكلم فن تميل نفوس الأذكياء إليه، ويُعذر من قوي حرصه عليه، فإن فوائده في كتب الأدب كثيرة، وإصابة النفع به غير عسيرة...إلخ)
طبع الكتاب لأول مرة في مكة المكرمة سنة 1404هـ 1984م بتحقيق العلامة سعد بن حمدان الغامدي وهو مرجعنا في إعداد هذا التعريف، وقد قدم للكتاب بمقدمة حافلة بالفوائد، تقع في (179) صفحة، انظر فيه الصفحة (107) وما بعدها وفيها جداول مفيدة حول الفوارق بين (الإعلام المنثور، والإعلام المنظوم، والإكمال)
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يوجد تعليقات جدبدة