جواب الرافعي لطه حسين كن أول من يقيّم
جاء في وحي القلم للأستاذ الأجل مصطفى صادق الرافعي: " ويقول الدكتور طه إن هناك قوما ينصرون المذهب الجديد وليس لهم من اللغات الأجنبية وآدابها حظ, وحظهم من اللغة العربية وآدابها موفور, ثم طلب رأيى في هؤلاء و ما أصل مذهبهم الجديد, فأقول : إني أعرف بعضهم , وأعرف أن أدمغتهم لا يشبهها شيئ إلا جلود بعض الكتب التي ليس فيها إلا متن وشرح وحاشية: جلد ملفوف على ورق, وورق ينطوي على قواعد محفوظة, وهم أفقر الناس إلى الرأي, وهذه علة حبهم للأساليب الجديدة القائمة على الترجمة ونقل الآراء من الغرب إلى الشرق, وبالمعنى الصريح المكشوف: من الأدمغة المملوءة إلى الأدمغة الفارغة, وفيهم بعض الأذكياء, ولكن ذكاءهم في حواسهم, فإن لم يكن هذا فليقولوا هم لماذا? ولو أنك سألت العنكبوت : ما هي الظبية الحوراء العيناء التي تطمعين فيها وتنصبين لها كل هذه الأشراك والحبائل? لقالت لك: مهلا حتى تقع فتراها فإذا وقعت رأيتها ثمة ورأيتها ذبابة. ولكن ماذا يقول الدكتور في الأستاذ الإمام الكبير الشيخ محمد عبده? أكان يدعو إلى مذهب جديد في اللغة والأدب ويفتتن بالروايات الغرامية وبأسلوب" إميل زولا" في روايته المعروفة وبمثل رواية ( ألا جرسون). إن كان الناس عند الدكتور من بعض الحجج فإن الشيخ وحده بأمة كاملة ممن يعنيهم. وأختم هذه الكلمة بالشكر للأستاذ طه حسين والثناء عليه, ثم إني مسترسل في عملي, وهذا عذري إليه." انتهى. |