اذا كان النقد الادبى هو " علم الكلام على الكلام"_حسب ابى حيان التوحيدى_ فان النقد كلام ثان يبنى على الكلام الاول الذى هو الادب. وهذه النتيجة اخر ما توصلت اليه البنيوية فى النقد الادبى, وهى نتيجة ضئيلة كما ترون. لانها تحصيل حاصل , اى  تصلح  ايضا لان تكون مقدمة لاى فرضية فى تفسير النقد كجنس ادبى. فالنقد كلام ثان او تال تتحدد طبيعته من طبيعة الكلام الاول  ضمن منطق ثان او تال هو منطق النقد الادبى بوصفه علما مما يجعل النقد الادبى ذا طبيعة مزدوجة فنية_ علمية.

    وايا تكن زاوية النظر تلك, فان مضمون النقد يتحدد الى حد كبير بمضمون الادب. فاذا كان ادب امة يقوم على المديح والهجاء والرثاء................ الخ 0 فان  هذا  المضمون يفرض على النقد ان ينظر فى احوال الكلام التى تجعل من المديح مديحا والهجاء هجاءا .

      وللحديث بقية

   سيدى الدكتور مهران

                         سيدتى الباحثة سلوان

   اننى اشكركما, باسم فئة النقاد التى انتمى اليها, اذ خصصتم للنقد جلسة عمل مدخله اياه على هذا النحو فى باب  "الابداع" _حسب فهمى اثناء قراءتى لموضوع النقاش وأول تعليق_.

  والحال ان هذا بالتحديد مايبدو لى انه موضع تساؤل: فهل صحيح ان النقد يدخل فى باب الابداع? اننى اشك فى ذلك. فالنقد شرح على الابداع, تعليق على الابداع, حاشية على متن الابداع, وعلى حد تعريف ابى حيان كلام على كلام الابداع. اذن هو فعالية قولية على هامش النص. ولا يجوز ادراجه فى باب الابداعالا اذا جرى التحديد حالا بانه ابداع من الدرجة الثانية. اى ابداع ثان وتابع لابداع اول.

   اجل, فالنقد فعالية قولية تابعة . وتبعيته هذه هى المعيار الاول لمصداقيته. فالناقد ظل المبدع. وبفدر ما يفلح الظل فى ان يبقى لصيق لاصله, وهو هنا المبدع.

  واخيرا اود ان تنظرا فيما قلت وتسطرا فيما اخطأت.

                             تسنيم محمد المصرى

                      كاتبة وقاصة من القطر المصرى

  سيدتى تسنيم,

                بعد التحية,

   ينبغى ان نعترف بانه كان هناك ادب من قبل ان يكون هناك نقد, وكان هناك نقد من قبل ان يقترح النقد واذا صح_ كما شرع الفيلسوف السومرى مبدا النطق بالاسم_ ان ما اسم له لا وجود له , فالاسم هو الذى يمنح الشيئ وجوده

  وهكذا كان النقد من قبل ان يصبح نقدا معنى ااااو ممارسة يقوم بها القارئ اثناء قراءته ولكن لا اسم له , حتى اذاصار اسما خص بمعنى.

   لكنكي_ بلغة اللين_ وبعد مسيرة آلاف الاعوام منذ عهد الاغريق "وفن الشعر" لارسطو اجدكى تحاولين الغاء "خصوصية" المعنى _ اى النقد_وتعرفينه بانه هو الاخر " نص بعد ان الغى عمله الادبى".

   لست ادرى كيف نجرد سعدى يوسف من عراقيته بل بصريته  ومحمود درويش من فلسطينيته, وكذلك كيف يمكن ان نتجاهل النقد( لغة واسلوبا)  باعتباره لونا ادبيا ابداعيا.......................

                                         الباحثة

                             سلوان محمود الاستربازى

أشد و بحرارة على يد الأستاذ المقتدر الأخ الكريم منصور مهران ، الذي سبق و أعلنت أنني أتابع كل كتاباته و أنتظر نشر مقالاته لأستفيد من علمه . و أعلن هنا كذلك أنني سأكون من المتتبعين المهتمين بموضوع النقد هذا ، فشكرا مسبقا لكل من جاد علينا بتبسيط معلوماته فيه ، حتى يتسنى للمبتدئين و المهتمين فهم المقولات و التعريفات .

النقد فن التمييز بين الاساليب والحكم لها او عليها وهو قديم اما ان يكون مع الادب اي ان الاديب حين ينتهي من ابداعه يراجع ما كتبه فيبدل كلمة مكان اخرى او يغير جملة ، وقد يكون النقد بعد الادب بمعنى ان الاديب حين يطبع كتابه يأتي الناقد ويطلع عليه ويحلله ويبين الحكم

النقد فن من الفنون والناقد يجب ان يكون اديبا اولا وان بتصف بصفات كثيرة تمكنه من اجادة النقد وهي الثقافة العامة وفهم العصر فهما جيدا ومعرفة كافية بعلوم السياسة والاجتماع والاقتصاد كما يجب عليه ان يكون عارفا بمقاصد الكتاب مطلعا على حياته ، ويجب ان يكون نزيها بعيدا عن الاهواء ، لانه بواسطة النقد يتطور الادب

وجميل بالوراق ان تدرس ظاهرة النقد لانه اخذ يتراجع في الاونة الاخيرة واصبحنا نجد مديحا مفتعلا مبالغا به او هجوما قدحيا ، والاثنان معا لهما تأثير سلبي على الحركة الادبية

  استاذى العزيز الدكتور منصور مهران

  اجد صعوبة بالغة فى الحديث عن موضوع النقاش, فالموضع ذو ابعاد كثيرة ومتشعبة  ولا ادرى من اين نبدأ.

  لذلك اقترح ان تبدا انت بالحديث ونتناول القضايا بالتناوب والتداول.

              وشكرا,

ما رأي الإخـوة و الأخـوات أن نعود إلى هذا الموضوع :

	تعليقات	الكاتب	تاريخ النشر
	جمال القبح    كن أول من يقيّم   كتاب الخبز الحافي للورائي المغربي محمد شكري تتحدث عن انسان مهزوم لايحظى برعاية الاب ولا اهتمامه ، والام كادحة تسعى لاطعام اولادها في خدمات بائسة لاتكفيها حتى ثمن الرغيف ، ينشأ الابن حافدا على ابيه ناقما عليه ، منع هذا الكتاب لانه يحس الرذيلة في اعين القراء وبدأت بعض الروايات تحذو حذوه ، حتى بات الاديب لايحظى بالشهرة حتى يرتكب الاعمال التي تتناقض مع العرف السائد ، مثلا ان يبالغ في السكر ليفقد الوعي وينام في الشارع كاي منبوذ او يقامر ولا يترك لاولاده ما يعيشون عليه ، وان كان الخبز الحافي صادقا في تصوير معاناة الانسان وحرمانه من كل الامور التي تحقظ الكرامة ، فانه مهد السبيل لروايات عديدة تتغنى بقبح الانسان وضالته على انها واقعية ولقد اثار استغرابي ان الورائي المعروف عبد الرحمن الربيعي حضر مهرجان في الرباط واطلق وصف جمال القبح ولا اجد ان للقبح جمالا	*sabiha	11 - ديسمبر - 2005
	جمال القبح وقبح الجمال    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم   نعم ، لا نجد للقبح جمالا ؛ لأن القبح شيء لا يدع للجمال سبيلا إليه وهو يتعقب المساوئ ليجمعها في جَعبته حتى غدا القبح مصمتا لا مكان فيه لأدنى الحسن ولو في صورة مشوهة  : هذه حقيقة لا يختلف في صدقها ذوو  الفهم الدقيق والحس الواعي   .    أما قبح الجمال  فأمره مختلف لأن ثبوت صفة من صفات الجمال في شيء قد لا تُسْلَبُ بمرة   ولكن الإنسان يتدخل بما أوتي من علم بالفنون  لإحداث تغيير فيما ثبت فيه شيء من الجمال إما لزيادة الحسن فيه ، وإما لتقليل ما حوله من قبح ، فتأتي النتيجة بعكس ما كان يُرجى  وكم شهدنا من ذلك كثيرا من الشواهد ؛ فهؤلاء اللائي يُجرين جراحات تجميلية  تُُصاب إحداهن باكتئاب شديد إذا أخفقت في تحقيق الجمال المنشود ، وقد تندم على ما قدمت ؛  ومن هذا قول أحدنا في قصيدة أو رواية أو أي شيء آخر بدت عليه مخايل الحسن  من أسلوب جميل أو تركيب خلاب ونحو ذلك ولكنه قول ينطوي على قبح المعتقد أو سوء المحتوى  ...فما جدوى الجمال الظاهري إذا كان ينطوي قيح وصديد ?  وعكس ذلك ما يكون من أحدنا يريد الكتابة في فكرة جميلة أو دعوة إلي محاسن الأخلاق ونحو ذلك فيخونه التعبير ويأتي بصورة غير مستساغة أو لفظة ممجوجة فيكون ما أتى به من جمال شوهته الصياغة معدودا من قبح الجمال بمعنى أنه مقبول من حيث المحتوى ولكنه مرذول من حيث الكسوة والغلاف ، فهذا هو قبح الجمال ، وترقيعه وإصلاحه أسهل من ترقيع جمال القبح  .	*منصور مهران