إيحاء الشاعر وانسجام منظوم المشاعر ..هل يوجد نص قرآني يعارض ..

إعلم أسرَّك اللهُ وأَبرَّك أن هذا الموضوع سيُحدِثُ جدلاً عند الشعراء وسيُأّيِدهُ بعضُ العلماء، وكما تعلم أَيُّها القارىءُ أكُنت شاعراً أم ، عن إيحاء الشاعر في انسجام منظوم المشاعر، فيظن البعض أن أم إن لم تكُن، عن إستحضار الشعر هو من جن مُعين فيقول أتاني الإلهام او الهام الشعر ومنهم من يُسمي لحظة الشعور بالكتابه بمُسَمَّيات تستغربها الأذهان من أسماء الجن كعتريس وعفريت وسواها،فيُفضل على ظنِّهِ هذا وظنَهُ بأن الجِن تسكُن شواطي البحر الذهاب اليها عوضاً من أن تحضر اليهِ ويجلس على البحر_وهذا من بلوغ فقدان الثقه بالنفس _، ليستحظر الهام الشعر وكما يزعم عند الغروب وليتََهُ يعلم عن
((الأوقات المبكره عند الهبوب من النوم وفراغ المعده ونشاط الفكر وربما يكون من بواعثه العشق والإنتشاء )).
عن ابن خلدون باختصار ))

وكذلك إذا كان الشاعر ذو خبره اكبر في دروس الحياه، والشغف لمطالعة الكتب، ويسعى الى الثقافه ومصاحبة أهل النُهى، وحفظه للقرآن، والحفاظ على آداء فرائضه، وترك المعاصي
(( والحفظ من جنسه_أي من جنس شعر العرب حتى تنشأ في النفس ملكةٌ ينسج على منوالها، ويتخير المحفوظ من الحر النقي الكثير الأساليب وهذا المحفوظ المختار أقل مايكفي فيه شعر شاعر من فحول الإسلام، مثل ابن ابي ربيعه، وكثِّير، وذي الرمه، وجرير، وابي نواس، وابي تمام، والشريف الرّضي، وأبي فراس، وأكثره شعر " كتاب الأغاني " لأنه جمع شعر أهل الطبقه الإسلاميه كله، والمختار من شعر الجاهليه، ثم لابد لهُ من الخلوه واستجادة المكان المنظوم فيه، باشتماله على مثل المياه والأزهار، وكذا استجادة المسموع، لإستنارة القريحه باستجماعها، وتنشيطها بملاذِّ السرور، ثم مع هذا كُلَّهُ، فشرطُهُ أن يكون على جمام2، ونشاط، فذالك اجمع لهُ وانشط للقريحه أن تأتي بمثل ذالك المنوال الذي يساعد في حفظهِ ))
( عن ابن خلدون بختصار )
وكذالك حرصاً على الشعر النبطي في جزيرة العرب فمن فحوله الشاعر الشيخ زايد بن سلطان آل انهيان رحمه الله وسيِّدُ الشعراء الفارس المحنك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والشاعر المايدي بن ظاهر، وسعيد بن عتيج الهاملي، وأحمد بالكندي المرر رحمهم الله
وكذلك من الفحول الذين اجادوا فن النظم واستطاعوا ان يخلدوا أنفسهم وامجادهم وثقافاتهم باشعارهم.

فعندئذٍ على استرخاء الشاعر وسكينة الداخل والخارج _والمقصود باالسكينه الطمأنينه _ والتخيل، ووضوح الفكره في التصور، وتحديد أبعادها، واختيار افضل الاشياء، وتحديد ماتريد لا مالا تريد، والنظر الى زوايا الفكره، وسد ثغراتها، فيبدء العقل الباطن بالعمل بقوه على التخيل، وانسجام الأفكارعلى تلك الصوره في ذهنك بلا تملل، وبعد ذلك البدء في الإفتتاح (( وهو أن تجعل مطلع الكلام من الشعر دالاً على المعنى المقصود من ذالك الكلام: إن كان فتحاً ففتحاً، وإن كان هناءً فهناءً، وإن كان عزاءً فعزاءً وهكذا، وفائدتهُ أن يُعرِّف من مبدإ الكلام مالمراد منهُ )) .
( من المثل السائر بختصار )

فمن المستحيل حينئذاك الانشغال أن لا يختار العقل أحسن الصور وأوضحها، وارقى الأفكار واجملها، وأبلغ الأفاظ وأجزلها .من خزنة عقلك الباطن التي تحوي على خبراتك ودروسك في الحياه ومطالعة الكتب فكله في عقلك الباطن فإذا عمل وانت مرتاح الذهن وخالي الهم فسيكون صوغه جميل وكل تلك التي ذكرها ابن خلدون وغيره من ما يجعلك كثير التعجب بعد انشاءها والتساؤل ب: هل يعقل ان كل هذا انا كتبته?! فهنا يقول البعض الذي لايعلم عن العقل الباطن والأدب الكسبي، أنهُ جن ملهم . !!

إن لم تكن تتمثل بأهـل الوسيلة الصحيحه، واهـل الطريق المريحه، وتقرء وتتثقف وتماشي عصرك، وتحفظ فأنت من الشعراء الذين ليس عندهم من الخبرةِ الكافيه، والدروس الوافيه، لإبتكار وإبداع الجديد الغير مستهلك، ولن تبتكر لك اسلوباً ومسلك، فيُقال فلان يقلد فلان في شعره، وهمُ كثْرُ .

إعلم أَصْلَحَكَ الله أن للشعراء كما هو لغيرهِم من الناس إلا أن منهم من إنفرَد بموهبة من اللهَ
جل في عُلاه بالحِكمه والرأي الحسن، وصدق سيِّدُ الأنام محمد عليه الصلاة والسلام
حيثُ قال: إن من الشِّعر لحَكْمه وان من البيانِ لسحْرا
ولا تقتصر هذه الحكمه على الشعراءِ فقط فالحِكْمَةُ وهبها الله جل في علاه لمَن وهَب، قال تعالى في محكم كتابه العزيز: (( ومن يؤتى الحكمة فقد أُوتى خيراً كثيرا
)صدق الله العظيم

إذاً، ياأهل الوزن المنظوم.. ويا أهل الذهب المسموع
يمموا الى الجادة التي تُطلِعُكم على الحق والحكمة
أقولها لكم ولِنفسي ولاأزكي نفسي على أحد .

واللهُ ولي التوفيق

وشكراً