البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : أحاديث الوطن والزمن المتحول    قيّم
التقييم :
( من قبل 39 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
11 - يونيو - 2006
كان الأستاذ السعدي قد طرح ذات مرة تساؤلاً حول علاقة التاريخ بالسيرة الذاتية . حيرني بوقتها ذلك السؤال لأن المسألة تبدت لي بديهية ، ولما فكرت فيها ، استنتجت بأن التنظير لها صعب للغاية . فالسيرة الذاتية هي تاريخ شخصي تتقاطع أحداثة مع مجريات الحدث العام ، بالصدفة يحدث هذا التلاقي في الزمان والمكان ، هكذا يبدو ......  إنما مقاصد السؤال الذي طرحه كانت ربما : كيف تحكي السيرة الذاتية التاريخ العام ?

عندي مثال ساطع على هذا تعلمت منه أكثر مما تعلمت من كتب التاريخ . فجدتي ، رحمها الله ، كانت تقص على مسامعنا سيرة عمرها الطويل وتعيد تردادها بدون كلل أو ملل . منها تعلمت تاريخ طرابلس ، تقصه مشفوعاً بأخبار الذين كانوا من حولها ممن مات ، أو عاش ، أو ولد ،  قبل " الطوفة " مثلاً( طوفان نهر أبو علي ) أوبعدها ، ومن كسر يده في الزحام ، أيام ثورة القاووقجي ، أو عندما جاء ابراهيم هنانو إلى طرابلس ، وأين اختبأوا أيام " ثورة شمعون " . وتحكي أيام الأنكليز وكيف انتشروا بوقتها على شاطىء البحر ، وكيف جاء الفرنسيون بعسكر السنغال ، وعن أيام السفر برلك ورحلتهم مع الجوع والعذاب والجراد والمرض آنذاك ، وعن جيرانها اليهود وعاداتهم ، وكيف كانت طرابلس في ذلك الحين : الأحياء ، البيوت ، الطرقات ، النهر ، السوق ، القلعة ........ تاريخاً موثقاً بالأسماء والأرقام والوقائع من ذاكرة نبيهة صاحية ، ظلت طوال حياتها تنظم وتؤطر وتسلسل تلك المعلومات وتعيدها على مسامعنا على شكل حكايا ، تاريخاً متماسكاً كانت وحدها تعرف سره ، وتعرف كيف تمسك به بقبضتها الواثقة . كيف لا وهي من كان يعرف كيف يحصي ويحفظ كل شيء : الأرقام ، التواريخ ، الأعمار ، و عدد درجات السلالم التي تطلع عليها ، أو عدد حبات الزيتون التي تأكلها في كل وجبة ، ومواقيت الفصول والأعياد والزراعة في الحساب الشرقي وبحسب هلة القمر ، وحتى لو قامت بحشو الكوسى فإنها ستضع فيه " الحبة فوق الحبة ، والرزة فوق الرزة " تحسبها بالمثقال .

 ولطالما تساءلت عن سبب إصرارها على إعادة تلك القصص التي كنا نتذمر منها ونتأفف لها أحياناً . وفهمت بأن الزمن قد تحول وتبدل كثيراً من حولها ، وأنها تحاول ان تمسك بماضيها ، ان تستعيده على طريقتها . وبالرغم من أنها كانت تروي حياتها كأمتداد لحياة من سبقها أو تلاها من الأجيال ، بدون إسراف أو بطولة ، أو حتى خيال ، سرد مجرد سرد واقعي يسجل الوقائع ويثبتها في الذاكرة ، إلا ان تلك الذاكرة كانت تغربل وتنقح وتختار لحظتها وموضوعها ، وهي بالتالي إنتقائية . فالذاكرة هي إعادة إنتاج للواقع بحسب فهمنا للذات وللآخر .

هكذا خطرت لي فكرة هذا الموضوع ، إعادة إنتاج التاريخ من خلال السيرة الذاتية . وهذا ما سأحاول الكتابة فيه ، لكن ليس لوحدي : أدعو الجميع للمشاركة في هذا الملف من منطلق إعادة كتابة تواريخنا الشخصية : عبرها ، ستتبدى لنا أشياء كثيرة كانت مطوية في غياهب النسيان ، وستفتح لنا ربما شبابيك على الحاضر لو استطعنا أن نمسك بتلابيب الماضي ونستقرأ أبعاده .

اعتبروا هذا الملف كأنه صندوق تبرعات ، وليتبرع لنا كل واحد بحكاية من طفولته أو تاريخه الحاضر ، أو حتى تاريخ عائلته . كل المطلوب هو أن تكون هذه القصة واقعية ومختصرة ، وأن يجهد قليلاً في جعلها ممتعة لدى قراءتها .

أتمنى لنا حظاً سعيداً .

 

 38  39  40  41  42 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
بين سميرة توفيق وفهد بلان ونشيد الأممية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :
 
 
لا بد أننا أبناء هذا الجيل الذي تتحدث عنه يا أستاذ هشام وأننا قد عشنا ضمن ذات الأجواء المشحونة التي أعقبت حرب 1976 أو ما تعبر عنها تسميتها البليغة ب : " النكسة " والتي كانت بداية التدهور السريع والشعور العام بالإحباط رغم بعض الإرهاصات التي تلتها وأذكر منها العمل الفدائي الذي نتج عنها  ورافقته ثقافة معينة ذات طابع يساري - عروبي أنتجت جيلاً من المثقفين والأحلام الثورية ( منها السنمائية أيضاً أذكر منها فيلم " كلنا فدائيون " و" حرب حتى التحرير " ) وأغان ومسرحيات وأدبيات وو ... كنا لا زلنا في زمن الحرب الباردة التي كانت ساخنة على أرضنا .
 
من الصعب تحليل الوضع اليوم بدم بارد ونحن لا زلنا على صفيح ساخن . لكنها كانت تجربة جيلنا ونحن نعيش ، منذ مئة سنة أو يزيد قليلاً ، هذه التحولات القسرية التي ليست في حقيقتها سوى انعكاس لصراع ونفوذ القوى العالمية على وضعنا المحلي . لا زلنا اليوم وأكثر من أي وقت مضى نعيش هذا العبث ، أسميه عبثاً لأنه ليس لنا مصلحة فيه ، ولأننا لسنا سوى مادة منفعلة تختلج وتتأثر ، لكنها لا تملك من قدرها شيئاً لأن وعيها بالواقع لم يرق بعد إلى مستوى ما يحيق بها من أخطار ، ( والأخطار هي قوى الصراع العالمية هذه التي لم نصل بعد إلى مستوى ذكائها ) وهي بالتالي لم تتمكن بعد من صياغة مشروع يؤطر حيويتها وقدراتها الخلاقة ويوجهها نحو مصالحها الفعلية .
 
مع هذا ، يطيب لي الاعتقاد بأنه العبث المؤسس . والفرق مع هذا كبير بين اليوم والأمس ، إنها تجارب قوية وعميقة مررنا ونمر بها ، ودفعنا وندفع ثمنها غالياً ، فلا بد من تخزينها ، لا بد من هضمها والاستفادة من مضامينها ، ولا بد أن تهزنا وتفتح أعيننا على حقائق جديدة غفلنا عنها أو تناسيناها أو لم تتضح لنا بعد . كل شيء اليوم يقول العكس ! لكن مئة سنة من حياة الشعوب ليست بالكثير .
 
ألا تجدني أكثر تفاؤلاً من الماغوط ?
 
*ضياء
19 - يناير - 2007
آخ من جدودي ..... الظلة العليا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :
 
 
 
" الظلة العليا " هي تلك الطبقة المؤلفة من تشابك أغصان وأوراق الشجر على ارتفاع شاهق في الغابات الإستوائية الماطرة بحيث تشكل هذه " الظلة " غلافاً عازلاً لتلك الغابات . في الداخل ، وتحت تلك " الظلة " هناك حياة كاملة تجري أحداثها ، تكاد تكون مبهمة لنا تماماً ولا نعرف عنها شيئاً . هي البؤرة التي تتمخض فيها الحياة وتنتج ما تنتج من تنوعات نباتية وحيوانية وكأنها رحم الأرض .
 
ظهر مصطلح " الظلة العليا " la canopee بعد الحرب العالمية الثانية وهي الفترة التي تم خلالها اكتشاف غابات الأمازون وتلك المناطق العذراء من أرض البشر حيث كانت الطبيعة لا تزال ، حتى ساعتها ، سيدة الموقف هناك ، وحيث لم يكن للإنسان فيها موطىء قدم بعد . وكان علماء البيولوجيا والأنتروبولوجيا وعلماء النبات والحيوان وبعثات الدراسات العلمية المختلفة يستخدمون نوعاً من القوارب مرفوعة بواسطة مناطيد ، يسبحون بها فوق أديم الشجر الملتف ليدرسونه من عل ، وذلك قبل أن يتمكنوا من التوغل فيها لأن تلك الغابات التي نتحدث عنها لها مستويان ، الأعلى : المكون من قمم الأشجار الشاهقة العلو ( ثلاثين إلى أربعين متراً ) والمتشابكة فيما بينها لتشكل هذا الغطاء العازل من الأغصان والأوراق ، والأسفل: حيث تجري الحياة وتتفاعل في الداخل منها ، وحيث نجد تنوعات لا تحصى ولا تعد من النباتات والأزهار والأشجار المثمرة والحيوانات  والحشرات والبعوض والفراشات والأجسام العضوية التي لا تراها العين المجردة . كلها تعيش وتتأقلم في تلك البيئة وتتغذى بعضها من بعض لتنتج هذه الحياة الغنية .
 
canopee  هي لفظة مأخوذة من الإنكليزية : canopy  وهو مصطلح تعارف عليه علماء البيئة أصله لاتيني : canopus  والكلمة باللاتيني تعني التابوت الذي كان يستخدمه قدماء المصريين ( الفراعنة ) ليضعوا فيه أحشاء المومياء التي كانوا يقومون بتفريغها لتحنيطها ( الدماغ ، القلب ، الكبد ، الإمعاء ... ) وكانوا يقفلون سطحه بغطاء من الخشب المرسوم والملون كان يحمل غالباً شكل رأس إنسان أو حيوان .
 
ويسمح تشكل الظلة العليا " بالمحافظة على درجة حرارة متوازنة في الداخل ، ما بين 20 إلى 35 درجة مئوية ، كما يسمح بتمرير كمية ضئيلة من نور الشمس مما يمنع النمو الكثيف للنباتات والأشجار القليلة الإرتفاع ويترك بالتالي فسحة في الداخل تساعد على امكانية التجوال فيها .
 
لكن هناك نوع من الأشجار الخانقة التي تنمو تحت " الظلة العليا " إذ تبدأ هذه الأشجار حياتها كنباتات هوائية ، ثم  تكون جذوراً تصل إلى الأرض ، ثم تحيط بجذع الشجرة التي يعيش عليها النبات الخانق ، وقد يتمكن النبات الخانق من قتل الشجرة وذلك بحرمانها من الغذاء والضوء والماء .
 
إنها حياة كاملة بين السماء والأرض ، مطوية تحت تلك المظلة العازلة التي تحميها فلو نظرنا من عل سنرى : الغابة والفضاء ،  بينما الحياة تجري تحت ،  في تلك المنطقة المعزولة بين الأرض والفضاء الخارجي حيث تتفاعل العناصر وتتولد بتفاعلها الحياة .
 
 
*ضياء
20 - يناير - 2007
آخ من جدودي ..... الظلة العليا للإنسانية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :
 
 
سأقتبس الآن مقطعاً من الكتاب الذي تحدثت عنه سابقاً : " آخ من جدودي " بعد أن قدمت له بالمقالة السابقة ، والكلام لمؤلفة الكتاب :
 
حدث ذلك في ربيع العام 1957 حيث كنت قد قمت برحلة استطلاعية إلى منطقة الغابات الاستوائية في محيط الأمازون ، ضمن بعثة علمية انتروبولوجية قادتني للانضمام يوماً ، وبدون أدنى تقدير مني لحجم الخطر ، إلى مجموعة من صيادي النمور ، والباحثين عن الذهب . الطيارة الشراعية الصغيرة التي كانت تقلنا ، كان يقودها " كاوبوي " مغامر ، وكان عليه أن يحط بنا في منطقة مستنقعات تدعى Rio Carrao . وبما أنه لم يكن من السهل الاستدلال على المكان ، إلا أننا تمكنا من أن نلمح بقايا طائرات كانت قد ضاعت في تلك النواحي البعيدة ، أعانتنا على إصلاح حال طائرتنا التعيسةثم ، ومن بعد محاولات يائسة للتعرف إلى المكان الذي كنا نقصده ، استطعنا الهبوط في فسحة بين الشجر في منطقة يقال لها : saut de l'etang  وخيمنا بقرب شلالات هائلة الارتفاع تدعى شلالات : salto del angel . هناك وعلى ارتفاع ما يقارب الألف متر عن سطح الأرض ، نصبت لنفسي سريراً بين شجرتين .
 
عندما استيقظت في اليوم التالي ، كان صباحي مدهشاً ! المشهد الذي تجلى أمامي كان أعجوبة في الخلق . كل ما خطر على بالي بساعتها كان أسطورة من سري - لانكا تتحدث عن ثلاثة أمراء هم الأخوة : Serendipity   يمتلكون موهبة القيام باكتشافات مذهلة بطريقة غير متوقعة ، بل أنها الصدفة وحدها هي التي تقودهم إلى تلك الإكتشافات .
 
بفضل حسن الحظ ، وبالصدفة تماماً ، وقعت على هذه السعادة التي لم أكن أبحث عنها ، لأنني تماماً ، كما الأخوة serendipity ،  شعرت فجأة بأنني حصلت على كل ما أرغبه وكل ما أنا بحاجة إليه دفعة واحدة .
 
 إنما الدهشة الكبرى كانت تحت ، وعلى الأرض : الهنود يخرجون من الغابة ، يعبثون بحاجياتي ، يقلدونني وأنا أقوم بغسل وجهي  وتنظيف أسناني ، يجربون الدواء المضاد للبرغش ، يجربون المشط ، العطر ، الصابون ، الثياب المختلفة ودون أن يعرفوا لها لزوماً . فيما بعد ، وبعد أن نزلت إليهم وتعرفت بهم ، ومن ثم دعونا إلى قريتهم : كان لقاءاً لن أنساه ما حييت !
 
كل ما رأيته فوق ، في الأعلى ، كان منظراً رائعاً ومبهراً في روعته ، إنما الحياة تحت ، تحت أوراق الشجر ، الشجر العملاق المؤلف في تلك المنطقة من العالم ، هناك حياة لا زالت غامضة وغير معروفة ، حياة كاملة تتشابك فيها ، بين السماء والأرض ، روابط وعلائق غير معلومة وتبعث على الدهشة .
 
هذه المغامرة فتحت عيني على هوية الإنسان : هذه الهوية التي تنمو بداخله وتتشكل عبر التاريخ ، تاريخه وتاريخ من سبقوه وبحيث يكون الفرد جزءا من كل،  يتفاعل مع الظروف المحيطة وينفعل بها . هذا ما أسميه : " الظلة العليا للإنسانية " la canopee humaine .
 
هناك تجذر للشخصي في الزمن العام ، وهناك استغراق عميق في الجانب السري والمخفي الذي تستره " الظلة " . هذا الجانب يظهر لنا أحياناً فجأة ، في لحظة وميض مباغته ، سريعاً كالبرق ، نتخطفه على مستوى الكلام وعلى مستوى الحركات وتعبيرات الجسد . وهو يعبر عن نفسه أحياناً بطريقة أكثر مأساوية كحالات الموت والمرض والحوادث المتلاحقة . في هذه الحالة ، هو يعبر عن الاختناق !
 
 
 
*ضياء
20 - يناير - 2007
هي دائرة    كن أول من يقيّم
 
 
انقطعت عن مجالس الوراق, بسبب مشاركتي مع فريقي ببطولة شطرنج (كأس رئيس الدولة) , ولكني كنت كلما أردت النوم تعاودني ذكريات تواريخ ماضية حسبتني نسيتها , ولكن فجوة فتحت في جدار الزمن لا أستطيع إغلاقها, فجوة كبيرة فتحها هذا الموضوع,
هي دائرة
تمضي بنا وتمر
فهي بداية
نحو النهاية سائرة
هي دائرة
من كان يدرك سرها
ما أتعبته دروبها وخطوبها
بل فارق العقل المعبأ حيرة
وصفا بنفس عابرة
هي دائرة
وختامها عود على بدء
ترى ?
وهما نرى ?
أم كان حلما لم نعشه
ولم نعش من قبله?
..... هي دائرة
*محمد هشام
28 - يناير - 2007
سؤال الكونية والمستقبل ..    كن أول من يقيّم
 
.        سؤال فلسفي ، أو لعله سؤال الكونية والمستقبل ...ما تطرحه الأستاذة ضـياء .
سؤال يتغيا إعادة تعريف الفلسفة باعتبارها تلك الإمكانية التي تجعل وجود   الإنسان
علة تأسيسية من حيث قابليتها لأن تتشكل كقوة قادرة على إحداث الهوة ما بين
الطبيعة والثقافة من جهة ، وما بين الثقافة والتفكير من جهة ثانية ..
هذه القدرة على إحداث هذه الهوة تتمثل في  تخليص الإنسان من الثقافة التي أنتجتها
التجربة الإنسانية ، فغدت بفعل هذه العادة  والتراكم ميتاقيزيقا مهيمنة ما تفتأ تمارس
الوصاية على الإنسان لتحوله إلى وجود مفصول عن قدرته في التفكير و المساءلة
والانفلات...ربما من الدائرة التي تحدث عنها الأستاذ محمد هشام..
 
.        وهو نفس السؤال الذي اشتغل عليه عزيز بومسهولي في إصداره الجديد ، الذي
. يخصصه للفلسفة المغربية ما بعد الجابري والعروي..
*abdelhafid
29 - يناير - 2007
من أين يجيء الصبح ?    كن أول من يقيّم
 
   1
يادمعة أمي
ياقنديلي
من أين يجيء الصبح ?
من أين يجيء وليلي يسطع
في كل مكانٍ
يستوطن ليلي حتى بالجرح
يادمعة أمي
من أين يجيء الصبح ?
 
    2
من يمنحني الحب
فقلبي يتيبس
فكي يتخشب
من يعطيني الفرحة
أعطيه العالم
من يخفيني
في قلعته الليلية
كي يمنع كل الأحصنة الخشبية
من أن تقفز في العتمة ?
من يمنحني الحب ?
فقلبي يتخشب
*محمد هشام
31 - يناير - 2007
محطة فلسفية    كن أول من يقيّم
 
                             
 
سيدهشني أبداً الأستاذ عبد الحفيظ بقدرته العجيبة على التواصل وهذه الدماثة والمثابرة في تتبع الخيط حتى النهاية !
 
أسمع للمرة الأولى بالأستاذ بومسهولي لتقاعسي بدون شك عن تتبع ما يجري ، ولا أعلم إذا كنا نستطيع الحديث عن فلسفة مغربية . أما العروي والجابري فهما مفكران هامان لهما بصماتهما الواضحة على الفكر العربي المعاصر ، ومعرفتي بهما تقول بأن منهجهما الدراسي يتلخص في تطبيق آليات البحث المعاصرة على التراث العربي والإسلامي انطلاقاً من مسلمات " عقلانية " ( التحليل المادي للفكر والتاريخ والمجتمع  ) وهو المنطق المتبع في أوروبا منذ عصر الأنوار ، وهو المنطق الذي جعل من الإنسان مركز الدائرة ومنح لعقله قدرات لا متناهية ، وجعله غاية الوجود ، أو جعل سعادته غاية النشاط الفكري والمادي للبشرية .
 
ولو رجعت إلى الكلام الوارد في مداخلتك :
 
 إعادة تعريف الفلسفة باعتبارها تلك الإمكانية التي تجعل وجود الإنسان علة تأسيسية من حيث قابليتها لأن تتشكل كقوة قادرة على إحداث الهوة ما بين الطبيعة والثقافة من جهة ، وما بين الثقافة والتفكير من جهة ثانية .. 
 
 لفهمت منه بأن الفلسفة قادرة على إحداث الهوة بين : الطبيعة والثقافة ? هل المراد بذلك بين الغريزة والمجتمع ?  ثم بين المجتمع والفكر ?
ثم قولك : هذه القدرة على إحداث هذه الهوة تتمثل في  تخليص الإنسان من الثقافة التي أنتجتها التجربة الإنسانية ، فغدت بفعل هذه العادة  والتراكم يتاقيزيقا مهيمنة ما تفتأ تمارس الوصاية على الإنسان لتحوله إلى وجود مفصول عن قدرته في التفكير و المساءلة والانفلات...ربما من الدائرة التي تحدث عنها الأستاذ محمد هشام..
 
   لا أعرف صراحة مدى قدرة الإنسان على خلق تلك الهوة ، ولا أدري عن أية ثقافة نتحدث فهي ثقافات ، وإذا كان الإنسان لم ينجح بتحرير فكره من هيمنة " الثقافة " والإنفلات منها حتى اليوم فما الذي سيجعلنا نثق بقدرته على أن يفعل هذا يوماً ? 
    قناعتي الضمنية هي بأن الإنسان لا يخلق شيئاً ولا يؤسس لأي شيء . الأفكار المؤوسسة للمجتمع الإنساني موجودة منذ الأزل وهي ذاتها لم تتغير منذ " عصر ما قبل التاريخ " لكننا نتناقلها ونعيد تركيبها في كل مرة بإطار جديد وبكيفية مختلفة . الأفكار الموجودة في العالم تشبه لعبة "lego " وهي الأحجار التي يهدمها الأولاد ويعيدون تركيبها في كل مرة بشكل مختلف : إنها سلسلة متصلة ومنذ  الأزل تتوالد من بعضها بالنسخ والإعادة وليس نقيض الفكرة في كل مرة إلا الفكرة عينها بشكلها السالب .
 
   نحن لم نخترع شيئاً ، نحن نتأقلم ، نتكيف في كل مرة مع ظروف جديدة فنعيد ترتيب هذه الأفكار ، أو هذه المعطيات بطريقة أخرى تساعدنا على الإستمرار ومواجهة مصيرنا . عملية الترتيب أو التركيب هذه هي مانسميه " الثقافة " والتي تتلخص في كل مرة بإعادة إجراء نوع من التوازن بين الغريزة والعقل . لذلك هي دائرة ، بل هي دوائر تجري بنا كما الدولاب فنكون مرة في أسفله ومرة في أعلاه .                        ليست الفلسفة سوى النظرة الشمولية المتعلقة بثقافة معينة والتي تحدد وتعبر عن مستوى الوعي المتعلق بهذه الثقافة . لم تكن فلسفة اليونان سوى الإنعكاس لمفاهيم الثقافة اليونانية التي كانت سائدة قبل الفلسفة ، وعبرت عنها الأساطير والديانات السابقة لليونان ، ولكن أيضاً لحضارات الشرق الأوسط القديم والهند وفارس وحضارة مصر القديمة ، ثم أعادت الفلسفة صياغتها بطريقة العقل الواعي المنظم . وليست الفلسفات الحديثة سوى انعكاس لمفهوم الإنسان الغربي ووعيه بالآخر وبالطبيعة والكون ودون أن يكون هناك انقطاعاً جذرياً في هذه المفاهيمهدف هذا الملف يتلخص في تحليل عمل الذكراة بصفتها عاملاً من عوامل إنتاج الثقافة ، ومن عوامل إنتاج الشخصية الفردية ، والغاية هي نقل أكبر قدر ممكن المفاهيم من الذاكرة الميتة والمهمشة ، إلى الذاكرة الحية الواعية بذاتها وذلك بغية رفع مستوى الوعي بالواقع وبآليات عمل العقل الإنساني .
 
 
 
 
 
 
*ضياء
2 - فبراير - 2007
عودة مينيرفا، طائر الفلسفة،    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :
 
الأستاذة ضياء صباح أو مساء الخـير .
أشكرك على كلماتك الطيبة والمشجعة ،ويسعدني من خلال هذه المشاركة (موضوع تركيبي )أن أحاول الإجابة عن بعض الاستفسارات والتساؤلات التي أثرتها في مداخلتك القيمة السابقة.
 
1) الفلسفة ..لماذا هي مغربية ? يصفونها هكذا لأنها تستمد حياتها ورسوخها من الواقع ومن تفكيرها في المجتمع المغربي ،ومن اهتمامها بالشأن العام..لأن الفلسفة إذا أهملت المجتمع وانزوت عنه في نقاشات لا صلة لها بالتاريخ الحي أهملهاالمجتمع وأشاح عنها..
إن الفلسفة بهذا المعنى ليست ترفا فكريا وفضلة عقلية ..بل هي عقل وتعقل ، تفكير وتفكر يعبر عن حاجة مجتمع في طور التحول ،مجتمع" ممزق" بين ماضيه وحاضره..
 
* فلم تعد الحداثة -مثلا- مثالا خارجيا تهفو النخبة المغربية إلى إخراج البلاد بواسطته من تأخرها لتتمكن من مواجهة العدو الخارجي، بل أصبحت إلى حد ما دينامية داخلية تعتمل داخل المجتمع. وهكذا أصبح المجتمع المغربي مشدودا بين ديناميتين موضوعيتين قوتين: دينامية التقليد بمؤسساته الاجتماعية وقيمه الثقافية والذهنية الراسخة، ودينامية التحديث بمنشآته التقنية ومؤسساته الاقتصادية والإدارية، ونماذجه الثقافية والفكرية الجديدة. لقد أصبح المجتمع المغربي مشدودا بتوتر بين دينامية التثاقل، والوفاء للذاكرة، وقوة الماضي، ودينامية التجديد والتغيير في أفق تحديثي، وهي السيرورة التي تضاعفت بعد إعلان الاستقلال بوتيرة أكبر وبتغير واضح في طبيعة الفاعلين.
إن المشتغل بالفلسفة مطالب بالوقوف بدوره عند بعض مظاهر أو مستويات التحول من خلال نظرة شمولية:
أولا - على المستوى الأكسيولوجي: دخول قيم جديدة كالمردودية والنجاعة، والكفاءة، وتضاؤل أهمية الأصول والمنحدرات، وتوسع حقل الاختيارات أمام الأفراد، وانتشار فكرة المساواة وقيم التحرر: تحرر الأفراد والفئات الاجتماعية (المرأة ،الطفل)، وذلك مقابل القيم القديمة القائمة على تراتبية قوامها أهمية رأس المال الرمزي والشرف في تحديد المكانة الاجتماعية، وأولوية علاقات القرابة، وأخلاقيات الضمير، وقيم الطاعة، والولاء، والاتكال على الأقدار، وذلك في سياق اختلاط واضح في سلم القيم، وتداخلها وتعارضها أحيانا. وهو ما ينتج عنه حالة أقرب إلى تلك الحالة التي أسماها دوركهايم: شللا أو اختلاط القيم Anomie أو ما أسماه فيبر بتعدد أو بصراع الآلهة polytheisme، كناية عن الصراع بين الرؤى والقيم المختلفة.
ثانيا - على المستوى الإدراكي أو الابستمولوجي الواسع يحصل تداخل يشل محددات الإدراك التقليدي ومحددات الإدراك الحديث للظواهر معا، ويحدث تداخل بين الماهيات القبلية والسيرورات التاريخية، بين الأصل وشروط التكون، بين القدرية والحتمية.
هذا المستوى الإدراكي هو أعمق مستويات التحول أولا لحدته وثانيا لبطئه، وثالثا لصعوبة تتبع وتلمس معالمه. وهو تحول يولد اختلالا عميقا في الرؤية ويخلق ما يسميه الفيلسوف الايراني المعاصر داريوش شيغان (في كتابه: >النظرة المبتورة< أو المشوهة Le regard mutilé) بالسكيزوفرينيا الثقافية أو الفصام الثقافي، حيث تتعايش منظومتان إدراكيتان تعايشا صراعيا يسم نفسية
الفرد وجهازه الإدراكي بتوتر عميق سمته تشقق أو انكسار مرايا الرؤية التقليدية، وتضبب مرايا الرؤية العصرية. فيعيش المرء، في إطار مجتمع متحول تداهمه الحداثة بعنف، ممزقا بين نظامين معرفيين ورؤيتين مختلفتين، مع ما ينتج عن ذلك من قلق لاواعي، وتوتر نفسي وذهني لاشعوري، وتمزق بين منطومتين فكريتين أخلاقيتين متباينتين.
المستوى الثالث الذي يتعين على الفيلسوف الوقوف عنده قليلا هو المستوى الاجتماعي المتمثل في التفكك النسبي للروابط الاجتماعية التضامنية القديمة في نمط العلاقات الدموية أو نظام القرابة، وفي نمط العلاقات الاقتصادية الذي تغزوه الملكية الفردية، والتملك القانوني والجهد الفردي، وتضاؤل المظاهر الاجتماعية للتعاون والتعاضد، وتآكل القيم التقليدية؛ وكذا التفكك في نمط العلاقات الاجتماعية الأساسية على مستوى القبيلة والعشيرة والطائفة........(محمد سبيلا )
..***************..    
2) معنى إحداث الهوة (انظر الفلسفة كتكريس للانفصال ..    من يقتل الغذامي تقربا لله )
... لنكتف هنا بالتساؤل هل تتم القطيعة بشكل كلي، أم أنها حركة لا متناهية تتم في مستوى كل قضية ، بل كل مفهوم? و هنا لا بأس أن ننبه إلى مسألة أساسية و هي أن الطرح التجزيئي لا يعني إحياء لقضايا التراث....إن الأمر لا يتعلق بالحوار مع القدماء، و إنما مع المحدثين بيننا الذين يجرون و يجترون التقليد. فما دام بيننا من يوظف التراث دون أن ينفصل عنه، فنحن مضطرون إلى انتقاد موقفه و فضح أولياته. ذلك أن المعاصرة تعني أن يعيش الإنسان عصره. و العصر، على حد تعبير هايدغر، هو علاقة متفجرة للماضي بالمستقبل. فبدلا من أن يكون الماضي موجها للمستقبل، يغدو المستقبل ذاته منيرا للماضي على حد تعبير نيتشه. و لا بأس أن نسوق هنا ما قالته حنة آرندت عن هايدغر من أنه لم يتمكن من أن يكتشف الماضي من جديد إلا لكونه قد تمكن من قطع الحبل الذي يشده إلى التقليد. قطع الحبل كما نعلم، مثل قطع حبل  السرة لا يعني انفصالا مطلقا و إنما العملية التي يتم عن طريقها ربط الوليد بأمه من جديد، انه العملية التي يرتبط بها الوليد بأمه عن طريق الانفصال، انه العملية التي بها يصبح الفكر فكرا حيا و يتمكن من استنطاق الكنوز الثقافية للماضي. . ذلك أن الماضي لا يغدو تراثا إلا عندما يورث، و هو لا يورث إلا عندما يُتملك، و لا يُتملك إلا عندما يغدو ذاتا، و لا يغدو ذاتا إلا عندما يصبح آخر. ..
 
3) *أخيرا وأنت تشتغلين على الذاكرة..ونقل أكبر عدد من المفاهيم من الذاكرة المنسية..إلى الذاكرة الحية الواعية بذاتها (وربما بزمانها وعصرها..)
 
-أود أن أعرف رأيك فيما كتبه أحد الباحثين المغاربة عن جلسات عمرو خالد..
    (لأنه بدوره يشتغل على الذاكرة لكن وفق منظور خاص )من خلال هذا المقتطف:
.. إن التخلص من مقتضيات التاريخ وعبئه يمر عبر " تضخيم" الواقعة من داخلها، أي النفخ فيها من حيوية الفعل الإنساني المشخص. وهو ما يعني فصل الفعل عن بعده الزمني، لكي يصبح عابرا لكل الأزمان، وهي صيغة أخرى للتخلص ببساطة من الزمن ذاته. إن الهوية، كما سبق أن رأينا ذلك، هي، كما كانت دائما، استحضار لماضي، لا إسقاط لآت. إنها ليست سوى ذاكرة بمضمون زمني/قيمي ممتد نحو الماضي، إنها وعاء زمني يشتمل على وضعيات وأحداث ومواقف ورموز وكل ما يمكن أن يشتمل عليه متخيل أمة ما. لذلك، فإن استعادة الماضي " المجيد" لا يتم من خلال إحياء المفاهيم، بل يمر بالضرورة عبر تعميم للحكايات. ففي أغلب الحالات يتم بناء الهوية على مستوى المتخيل لا على مستوى الواقع، فالمتخيل وحده قادر على التحايل على الزمن الفيزيقي وتحويله إلى كميات يُشكلها السارد وفق هواه. ..
..
*abdelhafid
5 - فبراير - 2007
خاطرة :    كن أول من يقيّم
 
وقف لله تعالى :
 
            المعروف عن موقع الوراق أنه " موقع يهتم بإحياء التراث العربي " ، و أنه " أكبر تجمع للباحثين في دقائق التراث العربي " ... و هو أيضا  أكبر مكتبة عربية تراثية في شبكة الإنترنت ..." كما أنه  موقع متميز له مزايا أخرى  كثيرة  غير ما أذكر في هذه العجالة ... و يستحق بحق أن يكون موضوع دراسة أكاديمية ، متى قيض الله لها من سيتشرف بحمل عبء القيام بها ... و هذا أمر وارد و لا شك ... و سيكون له صدى طيبا إن شاء الله ... لأن أسس  أعمال أصحاب مجالسه ، من سراته و زواره  ، أسس متينة مبنية على صدق النية و قوة العزيمة .. و بذل العطاء و الجهد بسخاء ... و ما اتصف عمل بمثل هذه المزايا إلا و بارك الله فيه ، و رعاه بلطفه و حسن تدبيره ، و أعان على إنجازه ... و أجزل الثواب و الأجر عنه .
 
و لله در أستاذنا سعيد الهرغي حين رأى في سراة الوراق و زواره ، عباد مكتوب على ظهر كل واحد منهم عبارة : " وقف لله تعالى " ... يالها من كلمة بليغة و صادقة و مؤثرة ... قالها سعيد و هو أول من يطبقها و يعمل بها ... و أجدها و الله صفة  يتحلى بها كل واحد و كل واحدة من هذه الكوكبة النيرة ... المستنيرة.... النشيطة....  المتميزة ... و التي يتمثل فيها  الجنس اللطيف أصدق تمثيل  بالأستاذة ضياء ، و يمثل فيها الجنس " الخشن " [1]  أبرز تمثيل  الأستاذ  زهير ...
......
[1] من باب :" اخشوشنوا ..." ـ الحديث ـ ...  
*لحسن بنلفقيه
5 - فبراير - 2007
هدية خاصة جدا    كن أول من يقيّم
 
 
                  
                   أهدي هذه الصورة الخاصة جدا جدا .... إلى هذا الملف الغالي جدا جدا ....
 
 
   
                                                                
*لحسن بنلفقيه
7 - فبراير - 2007
 38  39  40  41  42