البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : أحاديث الوطن والزمن المتحول    قيّم
التقييم :
( من قبل 39 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
11 - يونيو - 2006
كان الأستاذ السعدي قد طرح ذات مرة تساؤلاً حول علاقة التاريخ بالسيرة الذاتية . حيرني بوقتها ذلك السؤال لأن المسألة تبدت لي بديهية ، ولما فكرت فيها ، استنتجت بأن التنظير لها صعب للغاية . فالسيرة الذاتية هي تاريخ شخصي تتقاطع أحداثة مع مجريات الحدث العام ، بالصدفة يحدث هذا التلاقي في الزمان والمكان ، هكذا يبدو ......  إنما مقاصد السؤال الذي طرحه كانت ربما : كيف تحكي السيرة الذاتية التاريخ العام ?

عندي مثال ساطع على هذا تعلمت منه أكثر مما تعلمت من كتب التاريخ . فجدتي ، رحمها الله ، كانت تقص على مسامعنا سيرة عمرها الطويل وتعيد تردادها بدون كلل أو ملل . منها تعلمت تاريخ طرابلس ، تقصه مشفوعاً بأخبار الذين كانوا من حولها ممن مات ، أو عاش ، أو ولد ،  قبل " الطوفة " مثلاً( طوفان نهر أبو علي ) أوبعدها ، ومن كسر يده في الزحام ، أيام ثورة القاووقجي ، أو عندما جاء ابراهيم هنانو إلى طرابلس ، وأين اختبأوا أيام " ثورة شمعون " . وتحكي أيام الأنكليز وكيف انتشروا بوقتها على شاطىء البحر ، وكيف جاء الفرنسيون بعسكر السنغال ، وعن أيام السفر برلك ورحلتهم مع الجوع والعذاب والجراد والمرض آنذاك ، وعن جيرانها اليهود وعاداتهم ، وكيف كانت طرابلس في ذلك الحين : الأحياء ، البيوت ، الطرقات ، النهر ، السوق ، القلعة ........ تاريخاً موثقاً بالأسماء والأرقام والوقائع من ذاكرة نبيهة صاحية ، ظلت طوال حياتها تنظم وتؤطر وتسلسل تلك المعلومات وتعيدها على مسامعنا على شكل حكايا ، تاريخاً متماسكاً كانت وحدها تعرف سره ، وتعرف كيف تمسك به بقبضتها الواثقة . كيف لا وهي من كان يعرف كيف يحصي ويحفظ كل شيء : الأرقام ، التواريخ ، الأعمار ، و عدد درجات السلالم التي تطلع عليها ، أو عدد حبات الزيتون التي تأكلها في كل وجبة ، ومواقيت الفصول والأعياد والزراعة في الحساب الشرقي وبحسب هلة القمر ، وحتى لو قامت بحشو الكوسى فإنها ستضع فيه " الحبة فوق الحبة ، والرزة فوق الرزة " تحسبها بالمثقال .

 ولطالما تساءلت عن سبب إصرارها على إعادة تلك القصص التي كنا نتذمر منها ونتأفف لها أحياناً . وفهمت بأن الزمن قد تحول وتبدل كثيراً من حولها ، وأنها تحاول ان تمسك بماضيها ، ان تستعيده على طريقتها . وبالرغم من أنها كانت تروي حياتها كأمتداد لحياة من سبقها أو تلاها من الأجيال ، بدون إسراف أو بطولة ، أو حتى خيال ، سرد مجرد سرد واقعي يسجل الوقائع ويثبتها في الذاكرة ، إلا ان تلك الذاكرة كانت تغربل وتنقح وتختار لحظتها وموضوعها ، وهي بالتالي إنتقائية . فالذاكرة هي إعادة إنتاج للواقع بحسب فهمنا للذات وللآخر .

هكذا خطرت لي فكرة هذا الموضوع ، إعادة إنتاج التاريخ من خلال السيرة الذاتية . وهذا ما سأحاول الكتابة فيه ، لكن ليس لوحدي : أدعو الجميع للمشاركة في هذا الملف من منطلق إعادة كتابة تواريخنا الشخصية : عبرها ، ستتبدى لنا أشياء كثيرة كانت مطوية في غياهب النسيان ، وستفتح لنا ربما شبابيك على الحاضر لو استطعنا أن نمسك بتلابيب الماضي ونستقرأ أبعاده .

اعتبروا هذا الملف كأنه صندوق تبرعات ، وليتبرع لنا كل واحد بحكاية من طفولته أو تاريخه الحاضر ، أو حتى تاريخ عائلته . كل المطلوب هو أن تكون هذه القصة واقعية ومختصرة ، وأن يجهد قليلاً في جعلها ممتعة لدى قراءتها .

أتمنى لنا حظاً سعيداً .

 

 35  36  37  38  39 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
مساء الخير أستاذي    كن أول من يقيّم
 
 
هذه كلمات رقيقة صادفتني للشاعر الفلسطيني " عبد الكريم عبد الرحيم " من وحي لغة الزهور أحببت مشاركتكم بها :
 
" حينما جاء أبي
أمسكتُ بعضاً منْ رداء الدفءِ
و انهلّ على الخدين ِ مائي و البنفسجْ  ........
....................................................
 
غامضٌ صوت البنفسجْ
كابتهال الماء في عتمة روحي
و معانيّ عذارى
يرتجلْنَ الغزلَ المنهلّ
في قبة صحراءٍ و هودجْ " .......
 
وأما :
 
صـبـاح الخير يا iiخانمْ صـبـاحْ  وراحتا iiجانم
ومـثـلـك  ليلكي iiفيها كو غالبْ مستْ وسكرانم
 
فهي شيء آخر من مستوى السعدي وحافظ والخيام ، حقيقة يا أستاذ زهير أنت تفاجأنا في كل يوم . شكراً ، جداً ، جزيلا ........
 
 
*ضياء
8 - ديسمبر - 2006
ملكـة لم ينصفها التاريخ..    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة و بعد:
أهدي هذا الموضوع إلى الأستاذ زهير، ولم أعلم إلا منذ يومين بأنه كان قد اعتزم اتخاذ " دهيا " ملهمته ضمن الرسالة الوحيدة التي تلقيتها منه وقد وافيته برد في الموضوع من خلال بريده الالكتروني...
 
 
الصورة الرمزية لـ بنت الأكوحالصورة الرمزية لـ بنت الأكوحالصورة الرمزية لـ بنت الأكوح
 
 
 

ملكـة لم ينصفها التاريخ



عندما يتناول الباحثون موضوع النساء اللواتي تولين زمام الحكم في العصور القديمة، فإنهم يقتصرون في الغالب على أسماء محددة ويتغافلون، عن قصد أو غير قصد، ذكر امرأة حكمت في المغرب الكبير قبل الفتح الإسلامي وكانت مثالاً ساطعاً على قوة الشخصية، والحنكة والفطنة والدهاء في تسيير دواليب الحكم.
سمعنا وقرأنا الكثير عن زنوبيا ملكة تدمر، وعن بلقيس ملكة سبأ، وعن الملكة الفرعونية كليوباترا وغيرهن.. لكن اسم الملكة "دهيا" قلما نجد دارساً أو باحثاً في تاريخ الأمم والدول القديمة تحدث عنه أو حتى أشار إليه، باستثناء العلامة ابن خلدون الذي أفاض الحديث في تاريخ الأمازيغ القديم وغيرهم من الأمم، ولعل السبب يكمن من جهة في منطق الإقصاء الذي انتُهج ضد عدد لا يستهان به من المكونات الإثنية سواء كانت أكراداً أو تركماناً أو أرمن أو أمازيغ، سكان شمال إفريقيا الأصليين، وندرة المصادر التاريخية الناجم عن تعرض التراث الأمازيغي للتدمير بعد الفتح الإسلامي من جهة ثانية.
ودُهيا "باتنة تيفان"، حسب ما جاء في كتب بعض المؤرخين، ملكة حكمت إحدى الممالك الأمازيغية في المغرب الكبير لخمس وثلاثين سنة وعاشت مائة وسبع وعشرين سنة قبل أن تقتل على يد الفاتح الإسلامي حسّان بن النعمان عام 74 هـ، أما اسمها فيعني عظمة الشأن والجاه كما هو متداول لدى العديد من القبائل الأمازيغية في منطقة الأطلس. ولا غرو أن تحمل ملكة عظيمة اسماً بكل هذه الدلالة خاصة وأنها كانت امرأة قوية الشكيمة تولت زمام الحكم بحكمة وحزم قل نظيرهما في التاريخ، وتمكنت من توحيد أهم القبائل الأمازيغية حولها خلال زحف جيوش الفتح الإسلامي. فبعد مقتل كسيلا كبير قبيلة أوربة الأمازيغية بوليلي (قرب مكناس) على يد الفاتحين المسلمين، زحف هؤلاء إلى مملكتها حيث انضمت إليها قبائل أمازيغية كثيرة لمساندتها أهمها قبائل بنو يفرن، وقد صمدت هذه الملكة في وجه جيوش المسلمين وتمكنت من هزمهم وطاردتهم إلى أن أخرجتهم من إفريقية (تونس حالياً).
انتظر حسّان بن النعمان، الذي كان يتولى قيادة جيوش الفتح الإسلامي فترة من الزمن، ثم هاجمها مجدداً بعدما أُرسلت إليه الإمدادات العسكرية، وزحف إلى مملكتها وقتلها عام 74هـ.
وجاء في "كتاب العبر" لمؤلفه العلامة عبد الرحمن ابن خلدون أن "دهيا "ملكت عليهم خمساً وثلاثين سنة، وعاشت مائة وسبعاً وعشرين سنة، وكان قتل عقبة في البسيط قبلة جبل أوراس بإغرائها برابرة تهودا عليه، وكان المسلمون يعرفون ذلك منها. فلما انقضى جمع البربر، وقتل كسيلة زحفوا إلى الكاهنة بمعتصمها من جبل أوراس، وقد ضوي إليها بنو يفرن ومن كان من قبائل زناتة وسائر البتّر فلقيتهم بالبسط أمام جبلها، وانهزم المسلمون واتبعت آثارهم في جموعها حتى أخرجتهم من إفريقية، وانتهى حسان إلى بَرْقة فأقام بها حتى جاءه المدد من عبد الملك، فزحف إليهم سنة أربع وسبعين وفضّ جموعهم، وأوقع بهم وقتل الكاهنة، واقتحم جبل أوراس عنوةً واستلحم فيه زهاء مائة ألف" (الجزء السابع ص 11).

لقد دأب بعض المؤرخين، ممن اكتفوا بالإشارة إلى هذه الملكة في معرض تناولهم للفتح الإسلامي في شمال إفريقيا على وصفها بالكاهنة، ونجد ابن خلدون نفسه يصفها حين يتحدث عن نسبها قائلا "وكانت زناتة أعظم قبائل البربر وأكثرها جموعاً وبطوناً، وكان موطن جراوة منهم جبل أوراس، وهم ولد كراو بن الديرت بن جانا. وكانت رياستهم للكاهنة دهيا بنت باتنة بن تيفان بن باورا بن مصكسري بن أفرد بن وصيلا بن جراو. وكان لها بنون ثلاثة ورثوا رياسة قومهم عن سلفهم وربوا في حجرها، فاستبدت عليهم وعلى قومها بهم، وبما كان لها من الكهانة والمعرفة بغيب أحوالهم وعواقب أمورهم فانتهت إليها رياستهم" (كتاب العبر، الجزء السابع ص 11).
وهنا نجد أن العلامة ابن خلدون، مؤسس علم الاجتماع، يسقط بدوره في فخ التحليل الغيبي غير المبني على أسس علمية، فقد تبنى الفكرة التي أشاعها الفاتحون عن الملكة دهيا، واعتقد هو أيضاً أن سيادتها لقومها مستمدة من "علمها بالسحر والغيبيات"، والواقع أن هذا الحكم الغيبي مبعثه الاستغراب حيال قوة هذه المرأة وقدرتها على سيادة قوم يتّسمون بالقوة والبسالة، في عصر قلما تسود فيه امرأة أو تقود شعوباً أو تهزم جيوشاً، لذلك جاء الإدعاء بأنها ساحرة أوتيت علم الغيب وأحكمت سيطرتها على قومها ووحّدت كلمتهم تحت رايتها بتسخير شياطينها!.
ولعلّ مبعث الدهشة وسط جيوش قوية صمدت امرأة في وجهها على نحو غير مسبوق، ناجم عن عدم معرفة دقيقة بطبيعة المجتمع الأمازيغي الذي يمنح المرأة مكانة متميزة داخل الأسرة والقبيلة، فهي تحظى باحترام الأخ والأب والزوج على حد سواء، كما تتميز باستقلالية الشخصية وحرية اتخاذ القرار، فضلاً عن ذلك لم تعرف المجتمعات الأمازيغية الفصل بين الجنسين بالمعنى والشكل السائدين لدى بعض المجتمعات، فقد كانت وما تزال مجتمعات بعيدة إلى حد كبير عن التزمت، ولعل الانفتاح الذي يميزها راجع إلى موقع شمال إفريقيا الجغرافي الذي سمح بالاحتكاك بالكثير من الحضارات القديمة كالفينيقيين والرومان واليونان، والوندال والبيزنطيين في مراحل لاحقة، ثم الحضارات الأوروبية المعاصرة إبان فترة الاستعمار وبعده..
عموماً يمكن القول إن "دهيا باتنة تيفان" هي امرأة أمازيغية أظهرت جدارتها وقوتها وكفاءتها في تحمل المسؤولية، غير أننا لسنا متأكدين مما إذا كانت هناك نساء حكمن في المغرب الكبير قبلها أم لا ما دامت المصادر التاريخية الموجودة، حتى الآن، لا تسعفنا في معرفة الكثير عن تاريخ الأمم القديمة.


فتيحـة أعرور
 
*abdelhafid
14 - ديسمبر - 2006
إستراحة رقمية    كن أول من يقيّم
 
ضاعت وهيبة ياسعيد
و طارت الوزة يا يحي
و تعكر ماء اليقين يا ضياء
 
زادت المناطحات ...
 
و تجري  معارك عقيمة
و حرب مصطلحات ...
 
و يبقى الرأي  زوبعة
يحتمل الخطأ و الصواب
 
أين أنت يا عبد الحفيظ
هل تسمع  ما يقال ?
 
أسمعت  بتقنين الفقه و الفقيه
و حيرة إبن الفقيه
 
أأضحك أم أبكي ...
 
وهذه أفكار الأمس إلى الأمام
و أفكار اليوم إلى الوراء
 
المطالح تفرض مصالحا
و المصالح تفرض  مطالحا
 
وكلما جاءت فكرة
جاء بعدها النقيض
 
صار الثابت متحولا
و الجزء يطغى على الجميع
و تغيرت الملامح بالقناع ... 
و صار الوجه  في  القفا
........
إن كنت أفهم يحي
ففهم القاضي  عسير...
 
و ما باليد حيلة ...
 
*لحسن بنلفقيه
17 - ديسمبر - 2006
تعقيب على دهيا    كن أول من يقيّم
 
شكرا يا ابن الأكوح على هذه المعلومات حول دهيا، وصراحة أنا بريدي لا يعمل منذ مدة، فلا أعرف ماذا سوف أرى في رسالتكم الكريمة، وقد تفاجأت بدهيا حسب هذه المعلومات، وكنت أظن أنها أسطورة قديمة، من أيام الصبارة، وأما حسب هذه المعلومات الخطيرة فقد صارت عندنا رغبة حقيقية في معرفة هوية هذه الملكة وتاريخها، وهل انفرد ابن خلدون في الحديث عنها ?? وما رأي المسعودي فيما رواه ابن خلدون ? فهو أقرب منه إلى دهيا بأربعمائة سنة.
وقد راجعت خبر دهيا في نشرة الوراق لتاريخ ابن خلدون ص 2139 واستوقفتني فيه قصة إسلام ابني دهيا بأمر منها. ?? 
*زهير
17 - ديسمبر - 2006
ذكرى أرنستو تشي غيفارا    كن أول من يقيّم
 
 
غـنّـي نتالي (1) مثله iiغني وخـذي بـراءة رقصه iiعني
لـو  كـنتِ في شعري iiوأنته عـربـيـة لـم تشبعي iiمني
غني (تشي) (2) غني iiبطولته ولأمـه بـغـيـابـة iiالسجن
ولفخر (روساريو)3 بما ولدت ولـثـائـر أسـطورة iiالقرن
لا أدعـي أنـي أحـطتُ iiبها لـكـن  أحطتُ بكل ما iiتعني
ورأيـت حـب الـبائسين iiله والأشـقـيـاء  فحسنوا ظني
يـسـتـرسلون  بذكر iiثورته قصص  الخيال تمر في ذهني
مـتـظـاهرين  بأنهم عرفوا تـاريـخـه المغسول iiبالغبن
أنـا لا أشـك iiبـعـبـقريته والـعـبـقـرية  قمة الحسن
قـطّـعـتُ فـي أخباره كتبا ومـشـيت في أقدارها الدجن
ورأيـت  أفـلامـا iiوأشرطة ومـواقـعـا  في اسمه iiتبني
ومـطـاعما  ورفوف iiحانات ومـغـنـيات رغيفه iiالسخن
وتطل  صورته التي iiاشتهرت مـصـمودة  للناس في iiركن
ودفـاتـر الـفـتيات iiتملؤها قـبـلاتـهـن  عليه iiكالعهن
وجـبال بوليفيا (4) تقول iiلنا مـا لا تـقـول مراسم iiالدفن
نـزلت (أليدا) في دمشق iiوما شـعرت  بوالدها على iiجفني
فاحمل إليها ما كتبت لها الله  يـرضـى عليك يا iiابني
________________
(1) نتالي كادور: مغنية كولومبية لها أغنية مشهورة في غيفارا
(2) تشي: لقب غيفارا، ويعني: الرفيق
(3) روساريو: الحي الذي ولد به غيفارا في بونيس أيريس في الأرجنتين.
(4) بوليفيا: وفيها كان مصرع غيفارا كما هو مشهور بعد مطاردة استمرت شهورا وقاد حملتها الضابط سانديكو
(5) أليدا: ابنة غيفارا، وقد زارت دمشق في أول هذا الشهر (ديسمبر 2006)
 
*زهير
20 - ديسمبر - 2006
ذكرى التشي غيفارا    كن أول من يقيّم
 
 
عندما نظرت في صورة براء لأول مرة ، خيل إلي بأنه يسخر مني وكأنه يقول : " أهذا هو التشي غيفارا الذي كان بطلكم ? " .... ورأيت في الصورة الخلفية طفلاً كبيراً بوجه جميل ، هو التشي مراهقاً ببسمته الساحرة . نعم يا براء ، لقد أحببنا هذا الطفل الكبير ، أحببناه المناضل الرجل والأسطورة وكان في خيالنا فارساً يحمل الكلاشينكوف وغابات بوليفيا أرض الكرامة التي ستنطلق منها ثورة الجياع والمحرومين . كان حلم العدالة وحلم الحرية الموعودة بهذه العدالة والموعودة بالخلاص من نير العبودية والاستغلال . ثم ، مات الحلم : مات بطلاً كما عاش واندثرت معه طريق الخلاص هذه إنما بقيت منها الأسطورة . فلا تسخر منه يا براء ولا تسخر منا لأنه سواء أخطأ أم أصاب ، فلقد عبد لنا الطريق ، لقد أعطى هذا الرجل - الطفل كل ما عنده وذهب إلى أبعد نقطة ممكنة فيما كان يستطيعه ويعتقده ، بدون خوف ولا تردد وهذا هو سره ، هذا هو الحب الكبيرالذي جعل ملايين الناس تثق به وتنقاد إلى أفكاره ، والذي جعل من حياته أيقونة تستلهم منها قصص البسالة وأناشيد الحماسة . 
 
وهذه القصيدة التي خصك بها الأستاذ زهير هي غاية في الجمال وأريد أن أشير إلى أنني قرأت منذ قليل القصيدة المهداة للدكتور مروان العطية في ملف البحث عن بيتين لأبي وجزة السعدي ، فأصابتني الدهشة ، وأعدت قراءتها مرتين وثلاث وأربع ...... هي رائعة بكل المعاني التي فيها وكل المقاييس التي أعرفها ، هي قبل كل شيء أبهرتني بحسنها وسأقتطع منها هذه الأبيات لأنشرها هنا من جديد :
 
وكـتْبٌ قد ألفن صباك iiحتى
 
غـدت أردانـهـن به iiتفور
وقـالـوا بين نهديها iiجسور
 
مـن الـرمان ليس له نظير
فـقـلت  نعم وتاريخ طويل
 
على الجسر المعلق منه حور
ومـجد بني ظفير عليه iiظل
 
ومـروان الـعطية فيه iiنور
ودير  الزور بابك في iiعلاها
 
وقصرك حين تفتتح iiالقصور
وأشـعـار تسير بها iiالليالي
 
وتـحفظها العواصم iiوالثغور
سـلامـا  من رماد كان iiقلبا
 
رعـاك الله أسـتاذي iiالقدير

*ضياء
21 - ديسمبر - 2006
كيف ترسم عصفورا    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
إن كـنـتَ رسـاماً وترغب iiمرة فـي رسـم عصفور فخذ iiبكلامي
أنا كنتُ عصفورا وصارت لوحتي لـلـنـاظـريـن  حـكاية الأيام
رسـمـتْ  مناظرَها بأروع ريشة أسـتـاذتـي  رسـامـة iiالأحلام
هـذي طـريـقـتها كما iiشاهدتها فـي رسـم ريش محبتي iiوهيامي
ابـدأ  بـرسـمـك أولا قفصا iiله وبـكـل مـا أوتـيـت من iiإلهام
ارسـمْـه وارسـم بـابه iiمفتوحة والـسـر كـل الـسر في iiالإقدام
وارسـم  أمـام الـباب شيئا ملفتا مـا شـئت من ورد وريش iiحمام
فـإذا انـتهيت فضعه قرب iiحديقة أو  غـابـة أو جـدول أو iiجـام
واجـلـس بعيدا بعد ذلك iiواختبئ أو  نـم قـرير العين في iiاستجمام
سـيـجيء  عصفور سريعا iiربما فـي سـاعـة أو جـمعة أو iiعام
لـيـسـت هناك علاقة iiلحضوره بـجـمـال لوحتك البديع iiالسامي
فـإذا  أتـى فالزمْ سكوتك وانتظر واتـركـه يـدخـل سجنه iiبسلام
وارجـع  وأغـلـق بـابه بروية فـلـقـد  وصلت لأخطر iiالأقسام
وامـسـح قضيبا بعد آخر iiوامحُهُ وابـدأ بـرسـم وجوده iiالمترامي
وغـبار  شمسٍ واخضرار iiبراعم وخـريـر  مـاء وارتعاش iiهوام
واتـركـه في شفق الجمال iiمغردا لـيـكـون مثل ضياء في iiأنغامي
إن  لـم يـغنّ فقد فشلتَ ولم iiتكن فـي  رسـمـه مـتمسكا بنظامي
أمـا  إذا غـنـي فـوقـع iiتحته إمـضـاء  أجـمـل شاعر رسام
واكـتـب  عليه بريشة من iiريشه أنـي مـنحتك في الجمال iiوسامي
زهـر الضياء على جبينك iiغرتي مـثـل الـحـياة حقائق iiوأسامي
مـا لـيـس أجـهل أنني iiغنيتها وخـرجت من قفصي ومن iiآلامي
ونثرتُ ريشي ألف لون في iiالهوى وتركـتُ ألـف إشارة iiاستفهام
*زهير
21 - ديسمبر - 2006
شعر الوزير..    كن أول من يقيّم
 
مشـارف نائيـة

قصيدة جديدة لمحمد الأشعري
وزير الثقافة المغربي                         ( إهداء للأستاذين زهير وبنلفقيه .)



الغرفةُ استعادت نفسها
بعد انتهاء الزوبعة
الباب مرَّ بيننا
هي التي نأت
أما أنا
فقد عثرتُ فجأةً على الشخص
الذي أُحبُّه

نعم
كأنه كان هنا
قبل مجيء الزوبعة

مستسلما لعنفه السري
رتَّب القتالَ كله
الخوفَ والجنون
والبكاء والغناء والجروح
والجموح والإذعان والوقوع والنجاة
كل ذلك التأرجح البهي
بين مقتلين

كأنه أتى ليُنقذ المحارب القديم
من عطب الحرب التي مضت به
ولم تعد

كأنه يوزع الحكاية التي نمَتْ
وراء ظهرنا
على أبطال مرهقين

هي التي نأت
أما أنا فقد وجدتُ
بابا موصدا
وظلَّ
شخصٌ
يقتفي هواجسي
سألتُهُ: ما يدريك أن الأمر كله ليس
سوى
احتمالٍ باهت
من أين لي أن أدرك الذي لاحت به
نظرتُها الجذلى
وقد بسطتُ يدها
في الضوء شمعة تضيء جرحها
وورْطَتِي..
هل كانت جملي طائشة
وبحتي موزونة على مقام شرس
لماذا انتفضت رموشُها
كبجَع مذعور
ما الذي هز انخطافا ساهما
في ذروة اندهاشها
أَكُلّ هذا الشجر الملتاع ومض برق
خلب
تدنو به الأشياءُ من خرابها

هل أنت من أرى
أم ارتجافُ جسدي
هل أنت ظل الظل
أم ظلي

وقد ثملتُ بانشطاري
وصار كل شيء موغلا في زمنٍ
بلا مدى
أخشى خواء موحشاً
يكاد ينتهي كما ابتدا

حائطا تعبره ملامحي وطيفها
وصوت واهن
كأنه صوت انقطاع وتر على مشارف
المقام
قلت عثرتُ فجأةً على الشخص
الذي أحبه

هيهات،
ما إن نأت ملامحي عبر الجدار
حتى انبرى الشخص الذي رثيته
كان على مقربة من العطر الذي
سرقتُه من جيدها
هاوياً بلا قرار

أوقفني وقال: لا تخف من جسدٍ
تخونه
ولا تغير عمرك القديم
لا تقايض بأيِّ شيء أيَّ شيء
هذا طريقك المنثور في الظلام

لا تنتظر شيئا
وجمع حبه المنثال
عُد به إلى فراش النهر
حيث يمشي الماء يائسا
ككل ما يمشي

اجعله خيطا واهيا
يربط بين اللفظ والمعنى
ضوء جدير بوجدك الأعمى

كان قريبا من جسدي
بعيدا منه
مفعما بشيء لا أدركه
وكانت يدها تلك التي شربتُ نورها
مبسوطة في الفسحة التي تفصلنا

هناك بين شجر ينمو
وغيم داكن يدنو
كأنها تغلق بابا فتحته الزوبعة


من ديوان سيصدر قريبا بعنوان "قصائد نائية"

_________________
*abdelhafid
23 - ديسمبر - 2006
زوبعة الوزير (هدية لابن الأكوح)    كن أول من يقيّم
 
الـقـمرة  iiالمروعة رائـعـة  iiومـمتعة
قـد  استعادت iiنفسها بـعد انتهاء iiالزوبعة
وكـان يـوما iiحافلا من  الجهات iiالأربعة
وفـجـأة  iiرأيـتـه يـنام  بين iiالأشرعة
كـأنـه كـان iiهـنا قبل  مجيء iiالزوبعة
رأيـتـه  ولـم أكن مـحـتاجة أن iiأقنعه
مـسـتـسلما  لعنفه يـمد  نحوي iiأذرعه
وقـد  أعـد iiلـلبحا ر  لـيـلـه iiوأدمعه
وقـفـت عـند iiبابه ثـم  دخلت iiمسرعة
وظلَّ  شخصٌ iiيقتفي هـواجـسي  iiلأتبعه
رمـت  بـه iiنظرتُه قـلبي  ولم أكن iiمعه
وقـد بـسـطتُ يده كـشـمـعة  مقطعة
تـشعلني في iiظلمتي أصـبـعة  iiفأصبعة
وجـمـلـي iiطائشة وبـحّـتـي  iiموَقّعة
عـلـى مقام iiشرس أشـعـلـته iiلأسمعه
فـانتفضت  iiرموشه مـذعـورة iiكالبجعة
فـي  ذروة اندهاشها وفـي جحيم iiالمعمعة
أَكُـلّ هذا الشجر iiال مـلـتاع كان زوبعة
أرى ارتجاف iiجسدي خـرابـه  iiوبـلقعه
ثـمـلت  iiبانشطاره ومـتعتي iiالمصرّعة
مـوغـلة في iiروحه مـوحـشة iiوموجعة
فـي  زمن بلا iiمدى نـخاف  أن iiنُجرّعه
سـينتهي  كما ابتدى ومـا عـرفنا iiمنبعه
كـحـائـطٍ iiتـعبرُهُ مـلامـحي iiالمقطعة
صـوت انقطاع وتر فـي  جوقة iiمجتمعة
عـلى  مقام iiأوشكت تـعزف  منه أروعه
لـمـا نأت iiملامحي عبر  الجدار iiمشرعة
رأيـت فرحتي iiمعي وعطر عمري أجمعه
كـان قريبا من iiيدي ولا  أحـس موضعه
كـنـتُ بـه iiمفعمة تـحس  كفي iiأضلعه
كـمتعة  الأعمى iiبلا ضـوء ولكن iiممتعة
لأنـنـي  بـكل iiما أقـولـه iiمـقـتنعة
لأنـنـي iiعـرفـته لأنـنـي لن iiأخدعه
أغـلقتُ باب iiقمرتي فـفـتـحته  iiزوبعة
 
*زهير
23 - ديسمبر - 2006
اللون الرمادى    كن أول من يقيّم
 
الحزن يميل للممازحة 0
ربما لأن الحزن فى حياتنا موجود وبكثرة ،ونرغب أحيانا العبث منه ومعه وبه 00000
اللون الرمادى هوالوقوف على حد السيف الباتر 00
اللون الرمادى هو الانطراح فى سوق الكساد000
اللون الرمادى هو لقاء حار بين العجزوالمهانة 000
(لم يستطع دفع أو إيقاف هذا الذى داهمه ،ذلك الشعور الواقعى أنه مهان )
 
ربما لأننا قسونا على عقولنا أكثر من اللازم ،طلبنا المستحيل فى زمن الضياع والتسول والعجز والمهانة ،أن نكون أو لا نكون 00تساؤل (هاملت) الأبدى 00
 
أحيانا أقف مكانى ولا أتحرك 0
أحيانا أصرخ لنفسى 00ما الحل ????????????
الدماء تسيل فى أوطاننا بحورا وبحورا ،والاستعماريون الجدد/القدامى أماتوا فينا الصرخة ،أماتوا فينا الدهشة ،أماتوا فينا النخوة 0لم يعد لدينا إلا الشجب والندب والبكاء 00
 
اللون الرمادى هو لون الاختباء من المجهول ،هو  لون يجمع بين الوضوح والاختفاء000 كنت ولا أزال أرتدى الجلابيب الفلاحى الرمادية ،والقمصان الإفرنجية البيضاء والرمادية ،لكن لا أطيق أن أرتدى قميصا أسود مهما كانت الأسباب0
ربما الجو المترب فى مصر00 سببا من أسباب تفضيلى للون الرمادى 0
ربما كانت حالتى النفسية المتردية دائما ودوما 0
ربما أننى لا أريد الظهور والتواجد الممل بين الناس00
 
*عبدالرؤوف النويهى
24 - ديسمبر - 2006
 35  36  37  38  39