البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : أحاديث الوطن والزمن المتحول    قيّم
التقييم :
( من قبل 39 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
11 - يونيو - 2006
كان الأستاذ السعدي قد طرح ذات مرة تساؤلاً حول علاقة التاريخ بالسيرة الذاتية . حيرني بوقتها ذلك السؤال لأن المسألة تبدت لي بديهية ، ولما فكرت فيها ، استنتجت بأن التنظير لها صعب للغاية . فالسيرة الذاتية هي تاريخ شخصي تتقاطع أحداثة مع مجريات الحدث العام ، بالصدفة يحدث هذا التلاقي في الزمان والمكان ، هكذا يبدو ......  إنما مقاصد السؤال الذي طرحه كانت ربما : كيف تحكي السيرة الذاتية التاريخ العام ?

عندي مثال ساطع على هذا تعلمت منه أكثر مما تعلمت من كتب التاريخ . فجدتي ، رحمها الله ، كانت تقص على مسامعنا سيرة عمرها الطويل وتعيد تردادها بدون كلل أو ملل . منها تعلمت تاريخ طرابلس ، تقصه مشفوعاً بأخبار الذين كانوا من حولها ممن مات ، أو عاش ، أو ولد ،  قبل " الطوفة " مثلاً( طوفان نهر أبو علي ) أوبعدها ، ومن كسر يده في الزحام ، أيام ثورة القاووقجي ، أو عندما جاء ابراهيم هنانو إلى طرابلس ، وأين اختبأوا أيام " ثورة شمعون " . وتحكي أيام الأنكليز وكيف انتشروا بوقتها على شاطىء البحر ، وكيف جاء الفرنسيون بعسكر السنغال ، وعن أيام السفر برلك ورحلتهم مع الجوع والعذاب والجراد والمرض آنذاك ، وعن جيرانها اليهود وعاداتهم ، وكيف كانت طرابلس في ذلك الحين : الأحياء ، البيوت ، الطرقات ، النهر ، السوق ، القلعة ........ تاريخاً موثقاً بالأسماء والأرقام والوقائع من ذاكرة نبيهة صاحية ، ظلت طوال حياتها تنظم وتؤطر وتسلسل تلك المعلومات وتعيدها على مسامعنا على شكل حكايا ، تاريخاً متماسكاً كانت وحدها تعرف سره ، وتعرف كيف تمسك به بقبضتها الواثقة . كيف لا وهي من كان يعرف كيف يحصي ويحفظ كل شيء : الأرقام ، التواريخ ، الأعمار ، و عدد درجات السلالم التي تطلع عليها ، أو عدد حبات الزيتون التي تأكلها في كل وجبة ، ومواقيت الفصول والأعياد والزراعة في الحساب الشرقي وبحسب هلة القمر ، وحتى لو قامت بحشو الكوسى فإنها ستضع فيه " الحبة فوق الحبة ، والرزة فوق الرزة " تحسبها بالمثقال .

 ولطالما تساءلت عن سبب إصرارها على إعادة تلك القصص التي كنا نتذمر منها ونتأفف لها أحياناً . وفهمت بأن الزمن قد تحول وتبدل كثيراً من حولها ، وأنها تحاول ان تمسك بماضيها ، ان تستعيده على طريقتها . وبالرغم من أنها كانت تروي حياتها كأمتداد لحياة من سبقها أو تلاها من الأجيال ، بدون إسراف أو بطولة ، أو حتى خيال ، سرد مجرد سرد واقعي يسجل الوقائع ويثبتها في الذاكرة ، إلا ان تلك الذاكرة كانت تغربل وتنقح وتختار لحظتها وموضوعها ، وهي بالتالي إنتقائية . فالذاكرة هي إعادة إنتاج للواقع بحسب فهمنا للذات وللآخر .

هكذا خطرت لي فكرة هذا الموضوع ، إعادة إنتاج التاريخ من خلال السيرة الذاتية . وهذا ما سأحاول الكتابة فيه ، لكن ليس لوحدي : أدعو الجميع للمشاركة في هذا الملف من منطلق إعادة كتابة تواريخنا الشخصية : عبرها ، ستتبدى لنا أشياء كثيرة كانت مطوية في غياهب النسيان ، وستفتح لنا ربما شبابيك على الحاضر لو استطعنا أن نمسك بتلابيب الماضي ونستقرأ أبعاده .

اعتبروا هذا الملف كأنه صندوق تبرعات ، وليتبرع لنا كل واحد بحكاية من طفولته أو تاريخه الحاضر ، أو حتى تاريخ عائلته . كل المطلوب هو أن تكون هذه القصة واقعية ومختصرة ، وأن يجهد قليلاً في جعلها ممتعة لدى قراءتها .

أتمنى لنا حظاً سعيداً .

 

 34  35  36  37  38 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
من ملفات القضاء 000(2)وكنت أول السعداء    كن أول من يقيّم
 
فى يوم من أيام عمرى ومنذ سنوات طويلة مضت وكنت أترافع أمام المحكمة الجنائية بطنطا عن شاب من أسرة طيبة متهم بمحاولة إغتصاب إمرأة متزوجة وهى بالحقل بأن  أوقعها من فوق الحمار الذى تركبه وجرها إلى مكان ظليل بالأشجار وحاول تجريدها من ملابسها ومواقعتها غصبا 00
وقامت الدنيا وتم القبض على هذا الشاب وقدم للمحاكمة والعقوبة قد تصل إلى سبع سنوات حبس مع الأشغال الشاقة ،وتصبح هذه الجريمة البشعة عارا يلتصق به إلى أبد الأبدين ومعرة للأسرة بل والعائلة ،وانكسار ما بعده انكسار، وفضيحة لا تمحى ولا تنسى 0
 
كنت وكيلا لهذه الأسرة فى دعاوى مدنية والشاب المتهم أعرفه من خلال حضوره لمكتبى لإحضار أوراق أو تسليمى نقود ، يمتازهذا الشاب بحسن الأخلاق ودماثة الطبع ورقة السلوك وفى التعليم الجامعى ، أسترسل معه فى الحديث وأستمع له وأهش وأبش لمرآه 00
ولما عرفت بهذه التهمة التى ستقوض حياة الشاب وتقضى عليه ، قرأت أوراق التحقيق بدقة شديدة وتأن وصبر وفحص وتمحيص ، الإتهام صريح والسيدة حبكت القيود حول عنق الشاب إحكاما وثيقا وكلامها يودى الشاب فى داهية 00
وحضر والد هذا الشاب وإخوته الكبار والصغار وأفراد من العائلة 00وكان منهم من كنت أشعر به لايصدق ما حدث والبعض الآخر يرجح حدوث التهمة 000
ووالد الشاب مهموم ومغموم ومنكسر وتائه والشاب ينكر الإتهام إنكارا متواصلا0
وبدأت أبحث عن سلوكيات هذه السيدة بهدؤ ودون شوشرة ووجدت أن هذه السيدة تحوم حولها الشبهات وعلاقات متعددة وفى الخفاء وهى المسيطرةعلى زوجها بل تعتدى عليه بالضرب والشتيمة أمام الناس بالقرية وهناك بعض المحاضر التى حررتها لآخرين متهمة إياهم بإدعاء مشاجرة أو سب وقذف أو تحرش ،وانتهت صلحا بعد المراضية 00
صحيح الأقوال ضد الشاب محبوكة وبأستاذية لافكاك منها  ، والشاب ينكر وبلا أسانيد تؤيده 0000وتوكلت على الله وقبلت الدعوى وقلت لهم  سأحصل على البراءة إن شاء الله 0
وكان دفاعى ينصب على الآتى :
أولا : أن الشاب من أسرة طيبة وطالب بالجامعة 0
ثانيا : أن السيدة المجنى عليها قد سبق وحررت ذات الإتهامات لآخرين وقدمت صورا من هذه الوقائع 0
ثالثا: أننى ذهبت إلى مكان الواقعة المزعومة ولم أجد شجرا ولم أجد غاباولم أجد زرعا عاليا وإنما هى أرض منبسطة وفى الطريق العام ومطروقة من المشاة ليلا ونهارا إذا أنها المدخل الرئيسى لأطيان القرية ولاطريق سواه 000فكيف تتم هذا الواقعة والشمس مشرقة والوقت ضحى والمشاة لا ينقطعون بمواشيهم ودوابهم رجالا ونساءا وأطفالا ??????
 بصراحة000 نسيت  نفسى وأنا أقول أنا لايمكننى أن أفعل ذلك الفعل إنه000 إنه إبنى ومتربى تربية قويمة 000إنه شاب متدين وعلى خلق والقرية جميعها تشهد بذلك 00إننى أعرفه حق المعرفة ،جدير بالإحترام والتقدير ، هذه السيدة أحكمت الإتهام لأسباب معلومة وهو الصراع على قطعة أرض زراعية وهناك مشاكل متداولة  أمام المحاكم بسببها  ،أما الأسباب الغير معلومة ،وهى _وأمام شباب من القرية _قد تعرضت له بألفاظ سوقية وكلمات فاحشة0000
ويبدو أننى تقمصت الدور وبصورة جد خطيرة وفوجئت برئيس المحكمة 0000يقول وبصوت مسموع :
 خلاص  ياأستاذ نويهى
 بالراحة على نفسك شوية 000المحكمة تصورت إن المتهم  ابنك  000
القرار آخر الجلسة 0
وزملائى تصوروا إن المتهم إبنى وبعض المتقاضين خرجوا ورايا من الجلسة وقالوا لى والله البراءة حق ومفيش كلام بس أنت خليت المحكمة تتجاوب معاك وتشعر بالألم والحزن عشان التهمة الملفقةوالكيدية ومكان الواقعة الذى لم يكن على البال  حتى الشرطة لم تعاينه 00
وصدر الحكم بالبراءة وكنت أول السعداء 00
*عبدالرؤوف النويهى
1 - ديسمبر - 2006
سنوات الجمر    كن أول من يقيّم
 
سنوات الجمر تحرقنى وأتلظى بسعيرها 0
مأساتى أنى أحاول الفهم ولا أفهم 0
نكبتى الفادحة أنى أحمل بين كتفى َرأسا منهوكة 00
 
أيام كنت طالبا فى جامعة القاهرة فى أوائل البسعينيات من القرن الماضى ،وشَعل الحماس تتوقد بداخلى ،وسيناء مدنسة بالصهاينة، والحداد ماء الحياة وشمس العار الساطعة تغمرنا ليل نهار 0
 
طالب ريفى يحمل رأسا ،ملابس متواضعة ،ووجها لابأس به ،وعينين مذعورتين ،وشعرا كث يحمى الرأس من وهج الحر ،وقدمين مسرعتين لا تكادان تمسان الأرض
 
الضياع يهد الحيل والناس مهمومة ومكسورة والدكتور النويهى يحارب طواحين الهزيمة ومطابع بيروت تسرع بالنشر ومجلة الآداب البيروتية لا يخلو عدد من دراسة للنويهى ،ولبنان ملءالعين والبصر ،تفاحة نادرة فى بستان العروبة وفيروز حبيبتى الأثيرة تشدو 00(سوف أحيا)0
 
منهمك أنا فى التعرف على عمق الواقع المنتج للهزيمة ومشغول بالأسباب 0
أسلحتى الفكرية محدودة وعقلى يبحث بلا جدوى وأتوه بين أروقة جامعة القاهرة 0
وأنادى بالثأر  الثأر  الثأر من الصهاينة المحتلين وأنادى الثأر  الثأر من الصهاينة الحثالة الشراذم الضالة المتواجدين بيننا والمخانيث أشباه الرجال ورثة عبد الحكيم عامر وعصابته وورثة عبدالناصر المنتشى بثورته  ،أعداء مدينتناوالجواسيس المتسلطين على أرواحنا بالنار والحديد  والخرافات والثورات وصراع الأهلى والزمالك والدورى العام وكأس مصر 000
 
ومن عجائب الأمور ،أننى أتذكر وفى خلال سنواتى الجامعية لم أفقد الثقة فى تبدل الأحوال وتغيير الواقع ،والأمل قاربى السابح فى البحر اللجى 0
لم أفقد الأمل فى الحياة المحترمة والجديرة بالإحترام 0
 
كنت أقرأ التاريخ من والدى يرحمه الله الذى يقول ويردد بثقة وبعد هدوء نفسه ورجاحة عقله من صدمة هزيمة 1967   :
يابنى 000شدة وتزول مهما كانت النتايج،،  المهم لازم نكون صحيين وعيونا مفتحة وعقلنا شغال00طول عمرنا فى  حروب ،انتصارات وهزايم مفيش راحة 000
 
أما الآن وفى هذا الوقت بالذات لم أعد أفهم ما يحدث فى بلادنا 00
لم أعد مسيطرا على انكسارات الروح 0
لم أعد مقتنعا بما يقال من تبريرات تأخذ الأوطان إلى الإنتحار 0
 
لكن النار المقدسة لن تنطفىء بداخلى ولن أستسلم ولن أنهزم ولن أنكسر  حتى لو تألبت الدنيا بأجمعها على حياتنا وعلمنا وثقافتنا وتاريخنا 0
 
*عبدالرؤوف النويهى
1 - ديسمبر - 2006
نشيد الفرحة    كن أول من يقيّم
 
موسيقى بيتهوفن الحركة الرابعة  نشيد الفرح:
 
إيه  أيتها الفرحة0
يا سليلة إليزيوم 0
منك كان النور المقدس 0
وبنارك القدسية تطهرنا 0
وإلى محرابك مسعانا 0
بك اجتمع البشر على إخاء 0
بعد أن فرقتهم الأهواء 0
التى ورثوها شرورا عن الآباء 0
وغدا الناس إخوانا 0
يظلهم جناحاك الوديعان 0
للملايين من البشر تتسع صدورنا 0
وإليكم _إخواننا _فى العالم كله 0
نهدى قبلاتنا 0
إن وراء قبة النجوم 0
أبا يحمل الحب لنا جميعا 0
ألا فليشاركنا فرحتنا 0
من أصفى للناس كلهم قلبه 0
 
هذه السيمفونية الخالدة   التى تشدنى نحوها  شدا 0
وأبيات الشاعر شيللر الرائعة 00
نشيد الفرحة 000والسيمفونية الكورالية ،هارمونى غير مسبوق ومتفرد 0
 
كنت فى سنوات الصبا الغض ،أستمع للبرنامج الثانى فى الإذاعة المصرية ، هذا البرنامج لطبقة المثقفين ويبدأإرساله فى السادسة مساء  كل يوم ولمدة خمس ساعات 0
أحرص على مواعيده أكثر من أى شيىء آخر ،وكان ذلك فى أوائل السبعينيات من القرن الماضى ،السلوى الوحيدة والمتعة المزدوجة مع قراءاتى ،وكل خميس كما أتذكر برنامج شرح وتحليل للموسيقى الكلاسيك يقدمه أحد أعمدة النهضة الأستاذ الدكتور /حسين فوزى ،وكتاباته فى الرحلات والموسيقى الكلاسيك من أشهر الأعمال الرصينة والممتعة والمفيدة 0
كنت أحرص على البرنامج وأتابعه ،وأسجل بعض كلماته وتعليقاته على موسيقى بيتهوفن أو موتسارت أو شوبان أوشوبرت 0000إلخ
أهيم فى عالم الموسيقى سابحا فى أحلامى ومستمدا القوة والروعة من عبقرية هذه الموسيقى وبدأت أكلف بعض المحلات فى طنطا بإحضار هذه الشرائط الموسيقية ولو بضعف ثمنها وسعيت إلى دراسة الموسيقى والقراءة  المتواصلة عن أعلام الموسيقيين 0000
 
ويدور الزمان دورته وأجد _يسمة _تستمع لموسيقى بيتهوفن وتشايكوفسكى الروسى العبقرى ،وتسألنى عن أعمال موتسارت وشوبان  ويدق قلبى فرحا 00ها هى ابنتى تكبر وتسألنى عن الموسيقى وكثيرا جدا أسمع موسيقى بيتهوفن تخرج من حجرتها ، وترفرف فوق روحى حينئذ طيور السعادة والبهجة والسرور 0
 
أحاول وأسعى جاهدا أن أصنع عالما خاصا بى من التثقيف وسماع الموسيقى ونشدان العقل والحرية والعدل 0000
 
*عبدالرؤوف النويهى
2 - ديسمبر - 2006
و لفيروز أيضاً ذلك الأثر.....    كن أول من يقيّم
 
سيدني أوبرا هاوس ... أشرعة عائمة على ضفاف بيضاء كحمامات الحب المُرْسَلة ... و "سيدني سيمفوني أوركسترا" تعزف ....
 
 المقطوعة كانت لـ "فيفالدي" بعنوان "الفصول الأربعة" .  خرجت ليلتها من الأوبرا هاوس سابحة بين موجات النسيم ، ملائكة لا تزال ترتل في أذني و سلام يلفني ... الليلة كانت دافئة ، و البحر مشتعل بألوان عكستها شعاعات النجوم و الأضواء المنتثرة على برج سيدني المشهور . كنت أنا و مجموعة من الأقارب و  الأصدقاء  )بين زوجي و ابني وبين الموسيقى الكلاسيكية ضجر منوم ).. كان ذلك في الأسبوع الأول من شهر آذار 2001 ...............................................
 
ما قرأته اليوم أرجعني الى ليلة لا تنسى ...  أكتب الآن ، و أنا استمع الى "شومان" و سيمفونية "الربيع" ، و أعيش ماضٍ توأم لحاضر يحتضنه حنان الذكرى و لوعة الشوق...... حفظ الله لك "بسمة" و أدامك .....
salwa
2 - ديسمبر - 2006
سلوى بماذا تفكرين ?    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
 
 
تمنيت اليوم أن أعزف لكم من جديد سمفونية الشاعر " الكبير إيليا أبي ماضي " وهي قصيدة المساء .......
 
قبل هذا أود أن أشكر أستاذنا ومولانا لحسن بنلفقيه على روايته لتجربته مع دبس الرمان " الملغم " وحكاية اللالا فاظمة التي تدفء القلب .
 
أريد أن أشكر أيضاً أستاذنا الذي لم نخترعه بل كان لنا هبة من الله ومنة ، على كرمه وحكاياه وعطائه الوافر وكل الحماسة الشاعرية التي يتقد بها قلمه الرؤوف .
 
وأريد أن أهدي قصيدة " المساء " لسلوى لأنها أعادتها إلى ذاكرتي بكل ما تعنيه لي هذه القصيدة من معان وكل ما تثيره في نفسي من حنين ، وسأطلب منك يا سلوى عندما تقرأين القصيدة بأن تستبدلي " سلمى " ب " سلوى " لكي يصح فيها شعوري تماماً بالشكل الذي عادت تطرق به على مسمعي :
 
 
 
 
السحــب تركض في الفضاء الرحب ركض الخائفين
والشمـــس تـبـدو خلفها صفراء عاصبة الجبين
والبحــر ساجٍ صــامـتٌ فيه خشــوع الزاهدين
لكنما عـــيناك باهتتان في الأفــق البعــــيد
سلمى ...بمـاذا تفـكـرين?
سلمى ...بماذا تحلميـــن?
أرأيت أحلام الطفــــولة تختفي خلف التخـوم?
أم أبصرتْ عيناك أشـــباح الكهولة في الغيـوم?
أم خفتْ أن يأتي الدُّجى الجــاني ولا تأتي النجوم?
أنا لا أرى ما تلمحـين من المــشــــاهد إنما
أظلالـها في ناظـــريك
تنم ، ياســـلمى ، عليك
إني أراك كســـائحٍ في القفر ضل عن الطــريق
يرجو صديقاً في الفــلاة ، وأين في القفر الصديق
يهوى البروق وضـوءها ، ويخاف تخدعهُ البروق
بـلْ أنت أعظم حــيرة من فــارسٍ تحت القتام
لا يستطيع الانتـصار
ولا يطيق الانـكسـار
هـذي الهواجـس لم تكن مرســومة في مقلتيك
فلقـد رأيـتـك في الضـحى ورأيته في وجـنتيك
لكن وجدتُك في المســاء وضعت رأسك في يديك
وجلست في عـينيك ألغازٌ ، وفي النفــس اكتئاب
مثل اكتئاب العـــاشقين
ســلمى ...بماذا تفكرين ?
بالأرض كيف هـوت عروش النور عن هضباتها?
أم بالمــروج الخُضرِ سـاد الصمت في جنباتها?
أم بالعــصـافــير التي تعـدو إلى وكناتهـا?
أم بالمــسا? إن المســـا يخفي المدائن كالقرى
والكـوخ كالقصـر المكينْ
والشـوكُ مــثلُ الياسمين

لا فــرق عــند الليل بين النهــر والمستنقع
يخفي ابتسامات الطــروب كأدمع المــتوجـعِ
إن الجــمالَ يغــيبُ مــثل القبح تحت البرقعِ
لكن لماذا تجــزعــين على النهــار وللدجى
أحـــلامه ورغائبه
وســماؤُهُ وكواكبهْ?
إن كان قد ســـتر البلاد سهـولها ووعورها
لم يسلــب الزهر الأريج ولا المياه خــريرها
كلا ، ولا منعَ النســائم في الفضــاءِ مسيرُهَا
ما زال في الـوَرَقِ الحفيفُ وفي الصَّبَا أنفـاسُها
والعـندليب صداحُه
لا ظفـرُهُ وجناحهُ
فاصغي إلى صـوت الجداول جارياتٍ في السفوح
واسـتنشــقي الأزهار في الجنات مادامت تفوح
وتمتعي بالشهــب في الأفـــلاك مادامتْ تلوح
من قـبل أن يأتي زمان كالضـــباب أو الدخان
لا تبصرين به الغــدير
ولا يلـذُّ لك الخـــريرْ
مـات النهار ابن الصباح فلا تقــولي كيف مات
إن التـأمل في الحـــياة يزيد إيمــان الفتاة
فدعي الكآبة والأسى واســـترجعي مرح الفتاةْ
قد كان وجهك في الضحى مثل الضحى متهــللاً
فيه البشـــــاشة والبهــــــــــاءْ
ليكــن كــذلك في المســــــــــاء
 
 
*ضياء
2 - ديسمبر - 2006
جايب لي سلام    كن أول من يقيّم
 
منذ يومين وانا اتابع مشاركات أستاذتي ضياء خانم وألمح في كلماتها ما يشبه العتاب موجها ربما نحوي، ولأن أستاذتي ضياء خانم تفعل ذلك فلابد أنني أنا المخطئ لأنني أنا الشاعر، والشاعر مخلوق متعب، وهكذا كل أصدقائي يقولون عني إنني (متعب) وربما كانت قصيدة (أبدا لن أعتذر) هي السبب، مع أنها في الواقع كانت شعرا ممتعا لكل من قرأه عدا الأستاذة. على كل حال: سوف أعتذر من أستاذتي، وأهديها هذه الأغنية لأنني قضيت في سماعها أوقاتا شجية هذا اليوم.
أما الأغنية فهي (جايب لي سلام) وهي من أشهر أغاني فيروز، وهذه كلماتها أكتبها كيلا يحتاج سامعها للتفكير في معنى بعض القوافي الغامضة. 
بـكـيـر  طـل الـحب عا حيٍّ iiلِنا حاملْ معو عتوب وحكي و دمع و هنا
كـنـا  و كـانـوا هالبنات iiمجمّعين يـا امّـي و ما بعرف ليش نقاني iiأنا

جـايـب  لي سلام عـصفور  iiالجناين
جـايـب  لي سلام مـن عـند iiالحناين
نـفض iiجـناحتو عـا  شـباك iiالدار
و متل اللي بريشاتو مخبي  سرارْ iiسرار

قـلّـي iiعالرمانهْ غـطيتو  iiحاكاني
و بعيونو iiالدبلانه شفت  القمر iiباين
شو  قلّي شو iiقلّي عـتبان المحبوب
مـا بـدك iiتطلّي ابـعتيلو  iiمكتوب
وديـلو شي iiورْقا عليها  كتيبه زرقا
و امـرقيلك iiمرْقا مطرحْ منو iiساكن
كـل  ليلة iiعشيه قـنـديلك iiضوّيه
قوّي الضو iiشوّيه و ارجـعي وطّيه
بـيعرفها  iiعلامه و  بيصلي تتنامي
و تقومي بالسلامه و يبقى قلبك iiلاين
*زهير
4 - ديسمبر - 2006
ترنيمة الليل الطويل    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
 
صباح الخير أستاذي وشاعرنا الكبير :
 
 
كل القصائد الجميلة والممتعة التي كتبتها أستاذي هي ملكك وبنات أفكارك ولا شأن لي بها أبداً فخيال الشاعر حصانه الذي يعدو به المسافات ويجتاز به الأسوار ويقتحم به حصون المعنى وقلاع الخرافات . هو ملكه وحده ولا يجوز لأحد الحكم عليه أو مقاضاته أو حتى الحد من اندفاعه لكي لا يجهض مسيرته الإبداعية . نظرت وأنظر إلى شعرك بعين الرضى هذه التي لا تجرؤ أبداً على الدخول إلى مساحتك الخاصة التي ترى ما لا أراه أنا ، ولا يراه غيري إلا بعين اللحظة العابرة وهذا فيه ، بدون شك ، إجحاف وقصر نظر .
 
أهديكم آخر ما كتبته وهو من خيال الشعر الذي لم يبلغ سن الرشد بعد ليكون شعراً حقيقياً لكنه عربون محبتي لكم وامتناني لكل ما قدمه لي هذا الموقع من رعاية واهتمام :
 
فاجأني وجه المساء ....... لمحته في الأفق الداني الذي ينطوي عند انحنائه شعاع الحلم المهرجانأبكاني الضوء في ارتحاله نحو صمت المغيب واستفاقت تناديني ذاكرة الوجع المهيمن المستطيل : على رسلك أيها المساء ، على رسلك يا كاسر الأمواج والأمجاد والأحقاد صادفتها تزغرد يوماً في حمأة الصبح الطهور ، على رسلك ناجيني أيها الحزن الواثق القاتل وقبل أن تغطيني بزبد الجفاء المالح . تتقطع أنفاسي مع آخر شرارت النور المقاوم وترسي وحشتي في عتمة الظلام المحيط ارتحالاً أزلياً مقيماً :
 
في الليل المسكون
بالصمت وأحزانه
والقمر المشجون
يبطئ في دورانه
تغرب عني الروح
تتبضع أشلائي
وندائي المبحوح
يمعن في هذيانه
جرحك يسكن صدري
في أحشاء ضلوعي
يدك فوق القلب
تتحسس خفقانه ......
 
وإلى اللقاء مع تحياتي الصادقة .
 
 
 
*ضياء
5 - ديسمبر - 2006
ترنيمة الليل الطويل 2    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
تـرنـيـمة الليل الطوي ل ودفء محراب iiالفضاءْ
وجـه  الـمـساء iiوثوبه شـفـقي على شفة الغناء
عـنـد  انـحناء iiشعاعه مـثـل  الفراشة iiللضياء
وكـمـا  أتـوق كما حلم تُ كـمـا أحب كما أشاء
يـا مـهـرجان الحلم iiقا م عـن السرير بلا غطاء
وأفـاق في صمت iiالمغي ب أمـامـه أحلى iiالنساء
وقـفـت وذاكـرة iiالجما ل بـوجـهها نسق iiاللواء
نسق الحنان وكاسر الأموا ج  يـحـتـرف المضاء
بـيـديـه يـنشلني iiويم سح  عن فمي ملح iiالجفاء
وجـعي  المهيمن يستطي لُ مـن الشتاء إلى الشتاء
مـا يـحبس الأنفاس iiمن هُ ومـا يطارد في iiالعراء
مـرسى الزوارق iiوالشرا ر  مـلـطـخات iiبالدماء
فـي  وحشتي في iiظلمتي فـي قـلب زوبعتي iiنداء
وأنـا  أفـكـر iiبـالسقو ط  ولا أفـكـر iiبـاللقاء
فـي  الـليل مسكونا بأح زانـي أقـاسـمه iiالعزاء
يـا  أيـها المشجون iiبال أقـمار ترقص في السماء
دورانــُه iiدورانـُـهـا قـمـراءُ هـالتها iiالسناء
لـم أدر هـل نـثر الور د عـلى الخدود أم iiالحياء
وتـحـسـسـتْ iiخفقانه وشـممتُ  رائحة iiالمساء
تـرنـيـمة الليل الطوي ل هـديـة iiلـلأصـدقاء
كـالسرو  تشمخ iiوالصنو بـر من ضياء إلى ضياء
خـُلـقـت  بمهد iiالسنديا ن وبـعـدها خُلق iiالإباء

 
*زهير
5 - ديسمبر - 2006
صباح الخير أستاذي    كن أول من يقيّم
 
صباح  الخير iiأستاذي صـباح الفل iiوالليلك
صباح  البحر iiيسكنها ويـغرق  في iiمآسيها
صباح دموع أشرعتي وكـل زوارقـي فيها
صباح  الياسمين iiيجر رفـي أحـزانه iiذيلك
صباح الفل والليلك
صباح الزورق الراسي
صباح شراعه المفكوك
صباح الخير أستاذي
وشاعرنا الكبير كما تحب الناس أن يدعوك
على رسلك
على رسلك يا أستاذ فالأيام لا ترحم
على رسلك إن الضوء ناداني
ومثلك كان يهواني
ومثلك شاعر معدم
ويفهم مثلما تفهم
صباح الخير أستاذي
صباح الفل والليلك
أنا موجي أنا سفني
أنا سرب السنونو حين تمر وأشتهي وطني
أنا ترنيمة الليل الطويل وشهقة الزمن
فهل مازلت تعرفني
أنا بياعة الكرز ال لـتي أدخلتها iiليلك
صباح الفل والليلك
قصائدك الجميلة ليس من ملكي
صحيح أنها ألقي وألحاني وأجراسي
صحيح أنها اختلطت بأحلامي وانفاسي
صحيح أنني أضحك منها مثلما أبكي
صحيح كنت أملكها
وأغزلها وأحبكها
ولكن لم تعد ملكي
ومنذ استيقظت لترى عـلى بستانها iiسيلك
ومنذ تلطخ الكرزُ
ومنذ تدحرج الخرزُ
ومـنـذ أمام iiأعينها غسلت بنهرها خيلك
صباح الخير أستاذي
صباح الفل والليلك

 
*زهير
7 - ديسمبر - 2006
صباح الخير يا خانم    كن أول من يقيّم
 
صـبـاح الخير يا iiخانمْ صـبـاحْ  وراحتا iiجانم
ومـثـلـك  ليلكي iiفيها كو غالبْ مستْ وسكرانم
سـيبقى  الليلك iiالمجرو ح يـمـلأ حـزنه iiليلكْ
ونـحل  العشق iiكالأجرا س  فـوق كنائس الليلكْ
أرى  زهر البنفسج iiحي ن  أنـظـر في iiكتاباتي
لـمـاذا عـطـره الهاد ئ  يـمعن في iiمحاكاتي
لـمـاذا كـل iiأصحابي تـشـم  بـقهوتي هيلك
لـمـن  أهدي iiحكاياتي وقـد كـسـرت iiمرآتي
لـمـن  سأقول iiمولاتي صـبـاح الخير يا iiخانم
فـمـا  أصعب أن iiتنط فـِئَ الأضواء في الحفل
ومـا  أصـعب أن iiانظ ر  فـي مـرآتها iiطفلي
ومـا أصـعب بعد iiاليو م أنـي أطـرق iiالـبابا
كـأنـي  لـم أكن iiيوما عـلـى قـصرك iiبوابا
ومـا  أصـعب ان iiينك سـر الـمفتاح في القفل
ومـا  أصعب أن iiأبص ر فـي بـاحـاته طفلي
فـلا  شـمـعي به iiذابا ولا أنـا خـنـتـه iiبابا
ومـا  أنـا بل علي iiبابا صـبـاح الخير يا iiخانم
عـلـى رسـلك يا أستا ذتـي فـالدهر لا iiيرحم
وصـمت الضوء iiناداني لأحـلـم مـثـلما iiيحلم
صـبـاح الخير يا iiخانم صـبـاح  وراحتا iiجانم
بـمـاذا حـزنك الواثق والـقـاتـل  iiغـطاني
عـلـى رسـلك فالأموا ج لا تـقـبـل iiأحزاني
شـرارتـك الأخيرة iiفي ظـلام iiالـعـمرعنواني
سـأغـسل  أدمعي iiفيها صـبـاح الخير يا iiخانم
 
 
*زهير
8 - ديسمبر - 2006
 34  35  36  37  38