من ملفات القضاء 000(2)وكنت أول السعداء كن أول من يقيّم
فى يوم من أيام عمرى ومنذ سنوات طويلة مضت وكنت أترافع أمام المحكمة الجنائية بطنطا عن شاب من أسرة طيبة متهم بمحاولة إغتصاب إمرأة متزوجة وهى بالحقل بأن أوقعها من فوق الحمار الذى تركبه وجرها إلى مكان ظليل بالأشجار وحاول تجريدها من ملابسها ومواقعتها غصبا 00 وقامت الدنيا وتم القبض على هذا الشاب وقدم للمحاكمة والعقوبة قد تصل إلى سبع سنوات حبس مع الأشغال الشاقة ،وتصبح هذه الجريمة البشعة عارا يلتصق به إلى أبد الأبدين ومعرة للأسرة بل والعائلة ،وانكسار ما بعده انكسار، وفضيحة لا تمحى ولا تنسى 0 كنت وكيلا لهذه الأسرة فى دعاوى مدنية والشاب المتهم أعرفه من خلال حضوره لمكتبى لإحضار أوراق أو تسليمى نقود ، يمتازهذا الشاب بحسن الأخلاق ودماثة الطبع ورقة السلوك وفى التعليم الجامعى ، أسترسل معه فى الحديث وأستمع له وأهش وأبش لمرآه 00 ولما عرفت بهذه التهمة التى ستقوض حياة الشاب وتقضى عليه ، قرأت أوراق التحقيق بدقة شديدة وتأن وصبر وفحص وتمحيص ، الإتهام صريح والسيدة حبكت القيود حول عنق الشاب إحكاما وثيقا وكلامها يودى الشاب فى داهية 00 وحضر والد هذا الشاب وإخوته الكبار والصغار وأفراد من العائلة 00وكان منهم من كنت أشعر به لايصدق ما حدث والبعض الآخر يرجح حدوث التهمة 000 ووالد الشاب مهموم ومغموم ومنكسر وتائه والشاب ينكر الإتهام إنكارا متواصلا0 وبدأت أبحث عن سلوكيات هذه السيدة بهدؤ ودون شوشرة ووجدت أن هذه السيدة تحوم حولها الشبهات وعلاقات متعددة وفى الخفاء وهى المسيطرةعلى زوجها بل تعتدى عليه بالضرب والشتيمة أمام الناس بالقرية وهناك بعض المحاضر التى حررتها لآخرين متهمة إياهم بإدعاء مشاجرة أو سب وقذف أو تحرش ،وانتهت صلحا بعد المراضية 00 صحيح الأقوال ضد الشاب محبوكة وبأستاذية لافكاك منها ، والشاب ينكر وبلا أسانيد تؤيده 0000وتوكلت على الله وقبلت الدعوى وقلت لهم سأحصل على البراءة إن شاء الله 0 وكان دفاعى ينصب على الآتى : أولا : أن الشاب من أسرة طيبة وطالب بالجامعة 0 ثانيا : أن السيدة المجنى عليها قد سبق وحررت ذات الإتهامات لآخرين وقدمت صورا من هذه الوقائع 0 ثالثا: أننى ذهبت إلى مكان الواقعة المزعومة ولم أجد شجرا ولم أجد غاباولم أجد زرعا عاليا وإنما هى أرض منبسطة وفى الطريق العام ومطروقة من المشاة ليلا ونهارا إذا أنها المدخل الرئيسى لأطيان القرية ولاطريق سواه 000فكيف تتم هذا الواقعة والشمس مشرقة والوقت ضحى والمشاة لا ينقطعون بمواشيهم ودوابهم رجالا ونساءا وأطفالا ?????? بصراحة000 نسيت نفسى وأنا أقول أنا لايمكننى أن أفعل ذلك الفعل إنه000 إنه إبنى ومتربى تربية قويمة 000إنه شاب متدين وعلى خلق والقرية جميعها تشهد بذلك 00إننى أعرفه حق المعرفة ،جدير بالإحترام والتقدير ، هذه السيدة أحكمت الإتهام لأسباب معلومة وهو الصراع على قطعة أرض زراعية وهناك مشاكل متداولة أمام المحاكم بسببها ،أما الأسباب الغير معلومة ،وهى _وأمام شباب من القرية _قد تعرضت له بألفاظ سوقية وكلمات فاحشة0000 ويبدو أننى تقمصت الدور وبصورة جد خطيرة وفوجئت برئيس المحكمة 0000يقول وبصوت مسموع : خلاص ياأستاذ نويهى بالراحة على نفسك شوية 000المحكمة تصورت إن المتهم ابنك 000 القرار آخر الجلسة 0 وزملائى تصوروا إن المتهم إبنى وبعض المتقاضين خرجوا ورايا من الجلسة وقالوا لى والله البراءة حق ومفيش كلام بس أنت خليت المحكمة تتجاوب معاك وتشعر بالألم والحزن عشان التهمة الملفقةوالكيدية ومكان الواقعة الذى لم يكن على البال حتى الشرطة لم تعاينه 00 وصدر الحكم بالبراءة وكنت أول السعداء 00 |