سكنَ العيونَ الفـاتـنـاتِ عتابُ |
|
ونســـينَ أنّ قلوبَنـــا أحـبـابُ |
لنُحسَّ في فمِنا كلاماً بارداً |
|
مثلَ الثلوجِ، كأننا أغرابُ |
أيامُنا مرتْ بكلِّ تثاقلٍ |
|
ما عادَ فيها العطرُ والأطيابُ |
حتى ملابسُنا التي كنا بها |
|
نزهو بعشقٍ، شابَها استغرابُ |
وستائرٌ كانتْ تغلفُ بيتَنا |
|
ما عادَ يمهرُ صدرَها التَرحابُ |
كانت إذا عدنا تضمُّ رؤوسَنا |
|
شوقاً، كما ضمَّ الندى الأعشابُ |
ما عادَ يدهشُها بريقُ عيونِنا |
|
حتى ولا الأجفانُ والأهدابُ |
صارَ المكانُ مكبلاً، وظلامُه |
|
كالغابِ تعوي في رباهُ ذئابُ |
وكآبة الليلِِ الطويلِ كأنها |
|
صحراءُ فيها وَحشة وسَرابُ |
فتضيعُ فيه قلوبُنا وعقولُنا |
|
والعشقُ والأحلامُ والإعجابُ |
حتى إذا اهتزتْ عروقُ زهورنا |
|
لم يسقط الصفصافُ والعنابُ |
في كل يومٍ كان يطربُ سمعَنا |
|
أن تُقرعَ الأقراطُ والأكوابُ |
واليومَ بعدَ عتابِنا وجفائِنا |
|
ما عادَ يُسكَبُ في الكؤوسٍ شرابُ |